أم كلثوم ترفض تقبيل قدميها على مسرح الأولمبياد في باريس
صبحي صبري
كنا نحن ، جيل الأربعينيات و الخمسينيات .. ننتظر بفارغ الصبر موعد إقامة الحفل الشهري الذي كانت تحييه كوكب الشرق السيدة أم كلثوم لتشدو بأعذب أغانيها .. و تنقله لنا مباشرةً الاذاعات المصرية ، كإذاعة القاهرة و إذاعة صوت العرب و إذاعة الشرق الأوسط .. من قاعة دار الأوبرا أو من قاعة مسرح الأوزبكية إلى الملايين من عشاق و محبي أغاني أم كلثوم الشجية في الوطن العربي الكبير و العالم أجمع ..
ففي يوم الأربعاء الموافق الخامس عشر من شهر تشرين الثاني لعام 1967 تعرضت أم كلثوم لموقف محرج لا يحمد عقباه و خلال إحيائها لحفل غنائي كبير في العاصمة الفرنسية باريس على مسرح الأولمبياد ، و بينما كانت مندمجة بأدائها القوي لرائعة الموسيقار الكبير رياض السنباطي (الأطلال) التي كتبها الشاعر الدكتور أبراهيم ناجي ، أقتحمَ المسرح شابٌ و أخذَ (يتمرغل) تحت قدمي كوكب الشرق أم كلثوم وهو يحاول الامساك بقدميها لتقبيلهما ، الا أنها رفضت ذلك بشدة و عندما سحبت قدميها من يدي ذاك المعجب بفنها حد الجنون !!.. سقطت على الأرض و لكنها نهضت بسرعة بمساعدة اعضاء فرقتها الموسيقية ، لتواصل اداء الأغنية لكي لا تفسد متعة الجمهور ، الذي حضره الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول و عدد كبير من سفراء الدول العربية و الأجنبية و جمع غفير من ابناء الجالية العربية ..
بقي أن نقول أن كوكب الشرق أم كلثوم ، قد ولدت في الثلاثين من شهر كانون الاول لعام 1898 في ريف مصر و بقرية أسمها (طمى الزهايرة ) التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، و أسمها الحقيقي فاطمة أبراهيم السيد البلتاجي ، شاركت في بداية طريقها إلى الأضواء و عالم الشهرة بستة افلام روائية هي : (وداد ، نشيد الأول ، دنانير ، فاطمة ، عائدة ، سلامة) و لها عشرات الأغاني منها القصيرة و الطويلة أشهرها : أنت عمري ، أنت الحب ، سيرة الحب ، فكروني ، الأطلال ، هذه ليلتي ، دارت الأيام ، فات الميعاد ، أمل حياتي ، الف ليلة و ليلة ، الحب كدة ، بعيد عنك ، غداً القاك ، للصبر حدود ، اسأل روحك ، لمين أروح ، يا مسهرني ، يا ظالمني ، لسه فاكر و سواها الكثير .. وفي 3/شباط/1975 ودعَ كوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم الملايين من عشاقها ومحبيها ، إلى مثواها الأخير ..
للعودة إلى الصفحة الرئيسة