انت ربي والموصل وديعتك
صبحي صبري
اللهم إنا نستودعك الموصل واهلها الطيبين من ادباء وفنانين ومثقفين ومفكرين ومؤرخين وعلماء وموظفين وعمال وحرفيين وكسبة وبسطاء .. اللهم إنا نستودعك أرض الموصل بتاريخها وتراثها وجوامعها ومساجدها وكنائسها واحيائها وبيوتها وشوارعها و اسواقها و غاباتها و جبالها و سهولها و نهرها العذب .. اللهم أجعل الرعب في قلوب اعداء الموصل و أجعل دائرة السوء تدور عليهم و خذهم أخذ عزيز مقتدر ... يا الله ، يا الله ، يا الله
وبهذه المناسبة يسرنا أن نعيد لكم نشر قصيدة "أم الربيعين"ـ
.
معد الجبوري
أُمَّ الربيعيـنِ ، يا قِيثارَةَ الزمنِ
يا واحةَ اللؤلؤِ المنثـور ، في وطني
يا وَردةَ القلبِ ، تَنْدَى وهيَ صادِيَةٌ
و يا صدى كلماتي ، وهيَ تكتُبُني
في كُلِّ مُنعطَفٍ، لي منكِ بحر هوًى
تجري بما تشـتهي في لُجِّهِ ، سُفُني
لو غِبتِ عني فروحي نَوْحُ صادِحَةٍ
تظلُّ تشهقُ مِنْ شَجوٍ ومِنْ شَجَنِ
ولـو ظَمِئتِ ، لصَيَّرتُ الفؤادَ يداً
على شِفاهِكِ ، كالعنقودِ تعصرُني
*
دارَ الزَّمانُ، ومَنْ داسُوا على كَبِدِي
ظنُّوا بِأنَّ جراحي ، عنكِ تُبعِدُني
باقٍ.. ولا ظِلَّ لي إلا هواكِ ، وما
سواكِ للجُرحِ ، مِنْ حُضنٍ ومُحتَضِنِ
لي نينوى ، أنِفَتْ ألواحُها أبـداً
مِن أن يَحُطَّ عليها طائرُ الوَسَنِ
أسـوارُها قِمَمٌ ، أحجارُهـا رُقُمٌ
ظلت تشـعُّ ، وما آلَتْ إلى دِمَنِ
يا نينوى الموصل الحدباء، يا ألَقِي
ونبضَ صوتيَ في سَهْلٍ وفي حَزَنِ
يا موصلَ المجد ، ما هانَتْ بِمُعتَرَكٍ
ولا شـكَتْ، فَرْطَ ما لاقَتْهُ ، مِنْ وَهَنِ
لَأَنتِ دارُ النَّدَى ، طابَتْ مرابِعُها
وكبرياءٌ ، بوجهِ الضَّيمِ والإحَنِ
سِيَّان: أسكُنُ في عينيكِ ، مُتَّشِحاً
بِزهوِ عينيكِ ، أو عيناكِ تَسكُنُنِي
تضمُّ وجهَكِ أضلاعي ، وقَدْ نَثَرَتْ
دُرَّ الحَنايا لَهُ ، يا دُرَّةَ المُدُنِ
حَصَّنْتُ وجهَكِ بِاسمِ اللهِ مِنْ حَسَدٍ
و مِنْ أراجِيفِ أطمَاعٍ ، ومِنْ فِتَنِ
ما زلتِ، والشمسُ مِنْ كَفَّيكِ طالِعةٌ
حِصْنَ الفُراتَينِ، في الأَرزاءِ والمِحَنِ
ما زلتِ ثَغرَ بلادي ، ما زَكا زَهَرٌ
غَضٌّ، ومـا صدَحَتْ وِرْقٌ على فَنَنِ
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة