كتاب جديد لعالم النفس الدكتور حكمت الحلو
صبحي صبري
صدر حديثاً عن دار زهران للنشر و التوزيع في العاصمة الاردنية عمان ، كتاب حمل عنوان (سيكولوجية الموت والاحتضار والثكل) للكاتب الامريكي ريتشاد شولز وقام بتعريبه عالم النفس الدكتور حكمت الحلو .. الكتاب يقع في (203) صفحة من القطع الكبير و يضم (7) فصول .. يقول مؤلفه في مقدمة الكتاب : تم تأليف هذا الكتاب لملئ ثغرة واضحة في تاريخ الموت و الاحتضار ، فهو يقدم نظرة شاملة و يحلل النتائج المعتمدة على التجربة في موضوع الموت و الاحتضار و الثكل ، ومثل هذا التحليل ممكن تماماً يسبب الكميات الهائلة من البيانات التجريبية المجموعة و المصنفة حول هذا الموضوع خلال العقدين الاخيرين ، و رغم أن فائدة هذه البيانات كانت محدودة في الماضي بسبب غياب النقد المتكامل لها الا اننا حاولنا تناول بعض القضايا التي تعتمد على التجربة و كان التركيز الاساسي لهذا الكتاب هو التحليل النقدي للبيانات المتوفرة ، فلقد طرحت اسئلة و قضايا عديدة و قدمت البيانات المرتبطة بالموضوع عندما وضِعت الاستنتاجات المناسبة و الاقتراحات العلمية ، كما وضِعت اقتراحات لأبحاث مستقبلية في الحالات التي وجدنا فيها ان البيانات لا تزودنا بمعلومات مهمة لأجوبة قاطعة . (يضيف مؤلف الكتاب في مقدمة كتابه ، قائلاً ) ومن المجازفة والغرور الادعاء بأن هذا الكتاب يجب او من الممكن ان يقرؤه جمهور يتراوحون بين الاشخاص البسطاء الى الطلبة المتخرجين من المدارس المهنية و السايكولوجية ، و لكننا نشعر بأن كل هذه المجموعات هم اشخاص يرتبطون بهذا الكتاب لأنه يضيف لهم افكاراً مهمة لوجهات النظر الفلسفية و الانسانية و الشخصية و خاصة للذين يتناولون هذا الموضوع لأول مرة فهو يزودهم بتصورات واضحة عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع ، كما أن هذا الكتاب يزود المختصين بأحدث ما يجب معرفته عن الموت و الاحتضار والثكل ، و يقدم اقتراحات للتعامل مع بعض المشكلات التي غالباً ما تواجه الدارس و الباحث بتجاه إجراء بحوث مستقبلية في هذا الموضوع و ربما يكون المنظور التجريبي غير كامل اذا لم رافقه نقاش عن منهجية البحث وهذا ما سنتناوله في الفصل الاول ، فلقد عرضنا مختلف البحوث في الموت و الاحتضار و ناقشنا بعض استراتيجيات هذه البحوث ، و ستخدمنا أمثلة من أدبيات الموت و الاحتضار لتوضيح مختلف منهجيات البحث ، لأن هذا النقاش يقدم أرضية ضرورية لهؤلاء الذين لديهم او ليس لديهم البتة أي فكرة عن منهجية البحث ، و لأننا كثيراً ما نواجه باعتراضات حول اخلاقية القيام بالبحث عن الموت و الاحتضار .. لذلك فأن الفصل الاول يتضمن ايضا مناقشة القضايا الاخلاقية و تحليل الفوائد و المخاطر المرتبطة بمختلف منهجيات البحث . أما الفصل الثاني و حتى السابع فيتضمن الأجراء الاساسية للكتاب و ستغطي مساحة كبيرة منه ، فالفصل الثاني مخصص لكيفية تفكيرنا عن الموت ، و قد قدمنا فيه اولاً افكاراً مستنتجة من البحوث المتوفرة و أتبعناها بنقاش عن بحث في قلق و خوف الموت ، و قد تم نقد هذه البحوث و قدمنا اقتراحاتنا لبحوث مستقبلية .
أما الفصل الثالث فقد تضمن استشرافاً عن ديمغرافية الموت ففي هذا الفصل أجبنا عن أسئلة مثل : كيف نموت ؟ و متى نموت ؟ و أين نموت ؟ و ناقشنا في الفصل الرابع القضايا المهمة للمرحلة النهائية للحياة و اختبرنا البيانات المتعلقة بالتفاعل بين الفريق الطبي و المريض ، و وصفنا الحالة الانفعالية للمريض المحتضر ، كما ناقشنا كيفية إشباع حالات المريض المحتضر ، و ينتهي الفصل باختبار القضايا المتعلقة بالقتل الرحيم مع مناقشة الافكار الحديثة حول تعريف الموت . و بينما يبحث معظم هذا الكتاب في الافكار السايكولوجية للمحتضر فإن الفصل الخامس منه يهتم بالاستشرافات السايكولوجية للحياة و مناقشة مظاهر طول العمر النفسية الاجتماعية و البيولوجية و الهادفة الى تعريف المتغيرات التي من المحتمل ان تحسن كلاً من النوعية و تزيد من استمرارية الحياة .. و يختتم المؤلف ريتشارد شولز حديثه في مقدمة الكتاب ، بالقول :
أما كيف نستجيب لموت شخص عزيز علينا ؟ فقد كان هذا السؤال عنوان الفصل السادس الذي يدور حول الحزن و الثكل حيث فحصنا نتائج البيانات السلوكية و السايكولوجية للثكل و ناقشنا تأثير الاجراءات العلاجية للشخص الثاكل و كرسنا الفصل الاخير لثقافة الموت، مقدمين امثلة عن برامج الموت التثقيفية الموجهة لمختلف الناس بدءأ بالأطفال و وصولاً لذوي المهن الطبية.
بقي ان اقول ، بينما كنت اقرأ بكتاب (سايكولوجية الموت و الاحتضار و الثكل ) الذي عربه عن اللغة الانكليزية مشكوراً عالم النفس الدكتور حكمت الحلو ، للتهيؤ لعرضه ، تذكرت ما قاله الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه المجيد عن الموت :
((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)) و تذكرت أيضاً ما قاله الفلاسفة و الحكماء في الموت :
*يجب ان لا نودع الطيبين بالنحيب و العويل ، بل بالتراتيل و الترانيم ، لأن فراقهم لأهل الدنيا يعني لقاءهم بسكان الفردوس .
*ننظر الى الموت على انه النهاية و لكن لا نعتبره رسولاً أتى من عند الله لكي ينقلنا من وادي الاحزان الى فردوس الامان ؟؟...
للعودة إلى الصفحة الرئيسة