صبحي صبري
** إلى مَنْ أحبها القلب و احتوتها العيون
مع تفتح الربيع ، يتجدد شباب الأزهار في البرية والورد فوق أديم أرض الموصل المعطاء... مرة أخرى تأخذنا رائحة الورد إلى فتوة الشباب الأول ، وقت أن كنا نعهد إلى الورد لساننا ولغتنا وكلماتنا المحملة بدفءِ الحب البريء الصافي أيام ما كنا نحب ونقلق ... فنهرع إلى الورد لنضعها على الرسائل التي نبعث بها إلى حبيبات لا نعرف إن كن يحببننا أم لا ..؟
ونجهل معها إن كان حبنا من طرف واحد أم لا ... ؟ ورود جميلة وألوان مبهرة وروائح زكية عطرة ، نضعها على الرسائل وننيمها برفق وهدوء على عتبة دار الحبيبة أو تحت شرفتها أو ندحسها سراً في كتبها أو نلقيها في طريقها أو نرمي بها عبر السطوح ... ونترك لها أن تنوب عن ألسنتنا بكلام أكثر بلاغة من اللسان ، فالوردة قاموس كامل يتحدث من تلقاء ذاته وينداح بكل ما فيه من رقة وعذوبة ، إنها سر جمال الطبيعة وسر جمال براءة أرواحنا .
كم طوينا صفحات الكتب والدفاتر على الورود وجففنا بين السطور لغة القلب المجروح ، وكم قصدنا البرية لنعثر على زهرة نادرة ، تليق بلقاء الغد مع الحبيبة ..
إذن في طريق كل حبيبة توجد زهرة نابته من أجلها ومن اجل سحر جمالها ، فالزهرة والجمال صنوان ، إسمان لمسمى واحد ، علقت الطبيعة جمال الجمال برقة ، مثل رقة اوراق الورود.
مع حلول الربيع ينهض ذلك كله ، فنتجدد بالذكرى مثلما تتجدد الطبيعة حولنا ، ونصبح مرة أخرى على الرغم مما آلت إليه أعمارنا شباناً دون العشرين تخفق قلوبنا وهي تتوقع مرور الحبيبات ، فيا لذلك السحر الخارق للطبيعة الذي لا يضاهيه شيء في الدنيا إلا في قلب الربيع .. حيث ينفتح ألف باب نحو خلود الشباب وشباب الخلود .
استمع لاغنية ياورد مين يشتريك .. و للحبيب يهديك |