معد الجبوري
( إلى شفاء العمري )
في الرابع عشر من شباط هذا العام يكون قد مر عام على رحيل عميد المسرح الموصلي
المرحوم الفنان شفاء العمري . ولأن ذكرى شفاء لم ولن تبارح الذاكرة، ولأنه يحب إحدى
قصائدي عنه، وهي القصيدة التي كتبتها بدقائق معدودة ، ثم دسستُها في جيبه في جلسة
خاصة عام 1991 قبل رحيله بأكثر من عشرين عاما ونشرتُها في العام نفسه ثم أدرجتُها
في مجموعتي الشعرية : ( طرديَّات أبي الحارث الموصلي ) الصادرة عام 1996 ها أنا
أعيد نشرها في ذكرى رحيله
****
عند قنطرةِ العُمَريَّةِ
أو جامعِ العُمَريَّةِ
تأتي طيورُ المَحَلةِ،
يأتي ( شفاءُ ) الصبيُّ
على جنحِ طيَّارَةٍ وَرَقيَّهْ..
ونَجيءُ مَعاً
يهطلُ المَطَرُ النَّاعِمُ الآنَ
فوقَ الوَسائِدِ،
والفاخِتاتُ على شَجَرِ التوت،
والبردُ، بردَ العجوزِ،
يمرُّ على العَتَباتِ
ويُلقي عَليقتَهُ،
ويَغيبُ
وكُنا نَنامُ وتبقى الأزِقَّةُ
تبقى القَناطِرُ حتى الصَّباح،
وننعسُ تحت العباءاتِ
بينَ الحكاياتِ
حولَ الكوانين،
كانَ الشتاءُ أليفاً،
لِماذا يعودُ الشِّتاءُ لنا الآنَ،
دونَ شِتاءٍ،
ودونَ كوانينَ؟!
آهِ ..
لقد رحلتْ زهرةُ العُمر،
لم يبقَ غيرُ الخرابِ،
هوى شجَرُ التوتِ،
وانفَتَحَتْ هُوَّةٌ
أينَ ذاكَ الزَّمانُ؟
وداعاً
وداعاً
وداعا
*
مَشهَدٌ .. وانتهى
مَنْ تُرى قَطعَ المشهدَ الحُلْوَ،
مِنْ أثَّثَ البيتَ
بالجوعِ والخوفِ؟
هل غادر المُخرجونَ؟
أنبقى وراءَ الكواليسِ،
مَن يلعبُ اليومَ أدوارَنا؟
يا شفاءُ اقطعِ المشهدَ الصعبَ،
أوقف، إذا ما تَغَرَّبْتَ،
لُعبتَنا المُتعَبَهْ
أشعلِ الخَشَبَهْ
وارحَلِ اليومَ،
آهِ .. لماذا توقفتِ العَرَبَهْ؟
إعطِني كِسْرَةً
خَبَّأتْها المدينةُ
بين شقوقِ الحوائِطِ ،
واتبَعْ خُطاي
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة