معد الجبوري
ـ ( إلى أصدقائي العراقيين الذين تناثروا في المنافي، ـ
مَنْ عاد منهم إلى بلده ، ومن ينتظر العودة )ـ
ـ بعدَ أنْ طفحَتْ غُربَةُ الروح،ـ
ـ واتَّقَدَ الجمرُ تحتَ الرَّمادْ..ـ
ـ بعدَ أنْ ضاقَ صدريَ،ـ
ـ بالتيهِ ما بينَ منفى ومنفى،ـ
ـ ومِن نَزَواتي مَلَلْتُ ومِنْ نَزَقِي،ـ
ـ ووقفتُ بوجهِ الضَّنَى،ـ
ـ وليالي السُّهادْ..ـ
ـ قلتُ يوما لنفسِيَ :ـ
ـ قُمْ يا غريبُ وعُدْ لبلادِكَ،ـ
ـ أفنيتَ زهرَةَ عُمرِكَ بينَ المنافي
ـ ولمْ تَرَ في أيِّ أرضٍ،ـ
ـ بلاداً عليكَ حَنَتْ،ـ
ـ مثلَ تلكَ البلادْ..ـ
ـ *
ـ ريحٌ مِن الشرقِ مقبلةٌ،ـ
ـ وعلى الأرضِ،ـ
ـ مِن كلِّ فَجٍّ،ـ
ــ تَقاطَرَ سربُ جَرادْ..ـ
ــ عدتُ أفركُ جفنَيَّ،ـ
ـ ماذا جرى!ـ
ـ أبلاديَ هذي التي كنتُ أعرفُها
ـ كيف عَمَّ الخرابُ جنائِنَها
ـ وطَوَى مُدُناً وقُرى..ـ
ـ وعليها أناخَ الفسادْ؟
ـ أبلاديَ أم ( إرَمٌ ) ما أرى
ـ والذين بها أفسدوا،ـ
ـ أهُمُ قومُ ( عَادْ ) ؟!ـ
ـ ثم أفركُ جفنَيَّ ثانيةً،ـ
ـ وأصيحُ:ـ
ـ لماذا اللآلئُ تُدفَنُ في وطني،ـ
ـ والحمائمُ هائمةٌ،ـ
ـ بين وادٍ ووادْ..ـ
ـ ولماذا عَبيدُ العَمائِمِ،ـ
ـ سادةُ هذي البلادْ؟
ـ *
ـ يومَ وَجَّهْتُ وجهي إليكِ،ـ
ـ على عَجَلٍ،ـ
ـ يا ديارَ الصِّبا وملاعِبَ صَحْبي،ـ
ـ أكنتُ مِن المُرِّ،ـ
ـ صوبَ الأَمَرِّ،ـ
ـ أشدُّ رِحالي،ـ
ـ وأخمِدُ فِيَّ زِنادَ حنيني،ـ
ـ ليقدحَ للغيظِ فيَّ زِنادْ؟
ـ آهِ .. ـ
ـ فلأشهدِ الآنَ
ـ أنَّ فؤاديَ لم يتَصَدَّعْ بمنفاهُ،ـ
ـ مِنْ غُربَةٍ ونوَى،ـ
ـ وتصدَّعَ،ـ
ـ حين رأيتُكِ،ـ
ـ هذا الفؤادْ؟
ـ واشهدي
ـ يا بلادي التي لم تزلْ بَعْدُ تسكنُنِي
ـ أنني بِغَدٍ مُشرقٍ،ـ
ـ بعدُ ما زلتُ أحلمُ،ـ
ـ ها أنَذا فوق جَذوةِ حلميَ،ـ
ـ أطبِقُ كَفِّيَ،ـ
ـ كَفَّ الإقامةِ فيكِ،ـ
ـ وأطوي أمامَكِ،ـ
ـ أشرعةَ السندبادْ..ـ
ـ **
نشرت في ألف ياء جريدة الزمان الدولية
العدد 4487 في 25 – 4 - 2013
عودة الى الصفحة الرئيسية
لأضافة التعقيبات او لقراءتها ، يرجى الضرب على كلمة
Comments
على يسار السطر التالي