معد الجبوري
بعد اطلاعي على ما نشر عن ( قنطرة الجان ) لكل من: الأستاذ أسامة غاندي والأستاذ الدكتور سيار الجميل ، عادت بي الذاكرة إلى قصيدة لي منشورة في مجموعتي الشعرية ( أوراق الماء )
الصادرة عام 2001
وها أنا أعيد نشرها هنا في بيت الموصل
*
هَبَطَ الليلُ،ه
على طُرُقاتِ الحَيِّ،ه
وغَطَّاني بعباءَتِهِ السوداء،ه
فَلَمْ يَبْقَ زُقاقٌ يَعرفُني
يَنْقَضُّ على وجهي هِرٌّ أسْوَد،ه
تَلتَصِقُ العُتْمَةُ كالخُفَّاشِ
على عَينَيَّ،ه
وتَهوي الحيطانْ
روحي وَصَلتْ سَقْفَ الحَلْقِ،ه
وقد راهَنْتُ الصِّبْيَةَ
أقراني،ه
ألاَّ أتحدَّثَ عن آفاقَ مُلوَّنَةٍ
وبساتينَ وشُطآنْ
حتّى أدخُلَ وحدي
قنطرةَ الجان
أدقُّ على الحائطِ مِسماراً
وأبَدِّدُ أشباحَ الليلِ،ه
غداً .. في الصبحِ
سأبكي من خَجَلٍ
لو عَيَّرَني بالخوفِ الصِّبيانْ
*
ودخلتُ،ه
عَبرتُ قناطِرَ يسكُنُها الخوفُ،ه
ودَقَّ الليلُ مساميرَ بصدري
وأنا أفتحُ في الحيطانِ،ه
نوافذَ للصبحِ،ه
ومَرَّ زمانٌ .. مرَّ زمانْ
صَدِئَ المِسمارُ على الحائطِ
وابيَضَّ الهِرُّ الأسْوَدُ
والصِّبْيَةُ أقراني كبروا
وكبرتُ،ه
وما زلتُ أحدِّثُهُمْ
عن آفاقَ مُلوَّنَةٍ
وبساتينَ
وشُطآنْ
**