معد الجبوري
لا عُزلتي تُجدِي ، ولا حَرَدِي
منفايَ فيَّ ، وفيكَ يا بلَدِي
وجعِي ، وقد أبدَى نَواجِذَهُ
يلتفُّ كالأفعى ، على جَسَدي
وبِما يُؤرِّقُني ، تَكرُّ علـى
ظهري ، سِيَاطُ الهَمِّ والنَّكَدِ
غُلَّتْ أيادٍ ، كنتُ أحسبُها
في النائباتِ ، تَشدُّ فوقَ يَدِي
حتى الذي بالأمسِ ، كنتُ أنا
عَضُداً له، قَد فتَّ في عَضُدِي
*
يا جَمْرَةَ الخَلْقِ التـي اتَّقَدَتْ
في الروحِ فوقَ لِسانيَ اتَّقِدِي
غَدَرَ الزمانُ ، فهل يُكَبِّلُني
بحِبالِهِ ؟ .. أيَنالُ مِنْ جَلَدِي!
ما زال، بين جَوانِحي ، دَنِفٌ
غَضٌّ ، وزَهْرُ الحُلْمِ بَعدُ نَدِي
وإلى ذراً يَهفُو لَها وطنِي
أهفو، ولِي خَطوِي ولي رَفَدِي
فَلْتَهْدُرِ الكلِماتُ، وسْـــعَ فمِي
ودمِي، وما يَنْداحُ في خَلَدِي
وَلْيُصْغِ مَنْ شَـكْوايَ تُؤنِسُـهُ
ويفحّ مِنْ لُؤمٍ ، ومِن حَسَدِ
أنا إن شَــكوتُ ضـنى أُكَابِدُهُ
فَإليَّ أشــكو ، لا إلى أحَـدِ
جَلِدٌ أنا ، مـا دامَ يخفقُ في
صدري ، صُـدَاحُ الطائرِ الغَرِدِ
**
أيار 2013
-
عودة الى الصفحة الرئيسة