أتقدم إلى الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد رئيس التحرير وإلى زملائه في
هيئة التحرير ، وإلى الكتاب والقراء الكرام بأحر التهاني متمنيا للبيت
المزيد من التطور والحضور، وهو يوقد شمعته الثانية . وكل عام
والموصل وبيتها بألف خير .. ويسعدني بهذه المناسبة
أن أشارك بهذه القصيدة التي أنشرها أول مرة
****
مفردات تحت ريشتي
معد الجبوري
( شيخ )
كيف لا يتوقَّعُ،
والبحرُ يهدرُ،
والريحُ هوجاء،
أنْ يتقاذَفَهُ الموجُ،
أو يَجْرفَهْ ؟!..
فلقد كان دُولْفِينَ بَحْرٍ،
وها هو،
منذُ طواهُ الضَّنَى
ولوى الشيبُ قامَتَهُ،
حَلَزونٌ
بلا صَدَفَهْ..
( لَغَّاف )
لا تَسألْهُ،
إلى أيِّ كتابٍ ورَقِيٍّ،
مِنْ كُتُبِ الفِكرِ أو الشعرِ،
يميلْ؟..
فالدولاراتُ هي الأوراقُ لديهِ،
وأيَّةُ أوراقِ كِتابٍ،
هي بين يديهِ
قُشورٌ وبقايا بَصَلٍ أو خَسٍّ،
ليسَ عليهِ
سوى أن يرميها
في أقربِ برميلْ..
( أحمق )
مَنْ قال:
إنَّ مدينةً ظلت تقودُ،
إليهِ قد تنقادُ صاغِرَةً
ومنها لا تهبُّ عليهِ ريحٌ عاتيَهْ!
أبوسْعِ أهوَجَ،
في بلادٍ تزدَريهِ،
ومنهُ تشكو
أن يسوقَ مدينةً تأبى الهوانَ،
كنعجةٍ بيديهِ،
وهو يُساقُ نحو الهاويَهْ؟!
( قرية )
لحسوا في البيادر،
حتى قشورَ السَنابِلِ،
مُذ داهموها على غفلةٍ،
وأحالوا جنائِنَها والبيوتَ، حُطاما..
ربًّما اللؤمُ فيها،
على قدمَيهِ يدبُّ إلى الآن،
لكنها ما تزالُ تُذِيقُ اللصوصَ الأمَرَّينِ،
حتى بأوجاعِها،
وجراحِ أرامِلِها واليَتامى..
( سجينة )
تسألُني، وأنا بَعْدُ ألملِمُ نفسي:
كيفَ تَحمَّلتِ، وأنتِ امرأةٌ لا ذَنْبَ لها،
ما لا يتَحمَّلُهُ جَبَلٌ،
طيلةَ سَبعِ سنينْ؟
- لم أكُ في السجنِ امرأةً .. صَدِّقْنِي،
بل كُومَة لحمٍ،
بين َأيادي أشباهِ رجالٍ نَتِنِينْ..
فلماذا لا تتساءل أنت، كما أتساءل:
كيف تعيشُ امرأةٌ،
وهيَ سجينةُ ما لا تنساهُ،
إلى يومِ الدِّينْ؟!
( أصابعي )
لي في هزيعِ الليلِ،
أن أنفضَ عن أصابعي
غُبارَ فَحْمِ الليلِ،
أن أبعِدَ عنها، لحظةَ الخَلْقِ،
دَبِيبَ الخَدَرْ..
ولي إذا ما امتدَّتِ العُتْمَةُ،
مَدَّ البصَرْ..
أفْقٌ، على المجهولِ مَفتُوحُ..
أصابعي فيهِ مَصابيحُ..
تُزيحُ عن بياضِ أوراقي،
رُكامَ صمتِها،
لِيَقدَحَ البرقُ،
ويَهمِي المَطَرْ..
*
للعودة إلى الصفحة الرئيسة