معد الـجـبـوري
مِن كُلِّ زوجَينِ،
إليَّ اثنين،
في باخرةٍ تمخرُ،
في لُجَّةِ قلبي،
وهيَ تطوي البحرَ،
في باخرَةٍ..
يمتزجُ الأحمَرُ والأزرقُ،
والأبيضُ والأسودُ
والخمريُّ والبُنيُّ،
في أحضانِها،
باخرةٌ شقراء،
كالدرَّةِ تحتَ الشمسِ تنسابُ،
وحيدا كنتُ
أستلقي على السطحِ،
على السطحِ
فتاةٌ بَضَّةٌ بيضاءُ كالبيضَةِ،
مِن أخمصِها حتى السماواتِ،
على صدرِ فتى أسودَ حتى العظمِ،
تستلقي
ووحدي كنتُ مُلتَفاًّ ببعضي
لم يُتعْتِعْني مِن الصمتِ،
اشتباكُ الموجِ،
بالموجِ،
ولا خوفُ ارتِطامِ الشرقِ،
بالغربِ،
فلم يمرُقْ سوى طائرِ عينَيَّ
الذي رفرفَ مَرَّاتٍ،
على وَرْقَةِ تينٍ،
وهي تَهتَزُّ على المُنحَدَرِ الناعمِ،
مَرَّاتٍ .. ومراتٍ،
وحين امتزجَ الأسوَدُ بالأبيَضِ،
لم تنبسْ بحرفٍ شفتايْ..
غيرَ أني .. لا سِوايْ..
فرطَ ما حدَّقْتُ فزَّزْتُهما،
أفسَدْتُ، بلْ طَيَّرْتُ ما بينهما
مِن لحظاتٍ ساحِرَهْ..
أترى تَنقلِبُ الدنيا،
إذا ما الأبَنوسُ احتَضَنَ العاجَ،
وفي بعضِهما ذابا؟!
فما شأني!
لماذا لم يُحَدِّقْ بهما،
إلاَّي؟
يا لِي مِن فُضُولِيٍّ وحيدٍ،
فوق سطحِ الباخرَهْ !!
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة