معد الجبوري
اليوم ، وأبناء مدينتي الموصل العظيمة، يهاجرون أفواجا، بعيدا عما لحق بهم
من أذى مؤخرا، نسأل الله تعالى أن يزيحه عن صدورهم، لم أجد أمامي
وأنا في قلب المعمعة سوى هذه القصيدة التي كتبتها عام 2006
ونشرتها في مجموعتي الشعرية في مهب دمي عام 2008
سيأتي يا ولَدي زمنٌ،
تغدو فيهِ الدنيا:
سافِلها عاليها
زمنٌ..
تلوي فيهِ الريحُ الصفراءُ،
ذراعَيكَ،
وأنتَ، من الدهشةِ ،
صَقْرٌ في قَفَصٍ،
والأيامُ خرابٌ،
لا يُفضي إلاّ لخرابْ..
فإذا قُطِعَ الضرعُ،
وجَفَّ النبعُ،
إذا النجمُ هوى
والزرعُ ذوى
ورأيتَ الناسَ تُهاجِرُ
أفواجاً أفواجاً،
وأمامَكَ
ـ حيثُ يُقيمُ مُقِيمونَ
على الشكوى والهمِّ ـ
يُقيمُ الذُّعرُ،
إذا رحلَتْ عن أرضِكَ،
حتى الطيرُ،
وَعِيلَ الصبرُ،
فلا خِلَّ .. ولا ظِلَّ ،
ولا شُطآن تلوحُ ،
ولا أبوابْ..
لا ترحلَ يا ولدي،
لا ترحَل..
حتى لو قالوا: فاتَ الوقتُ،
ونافذةُ الأمل الغائبِ،
صارتْ أضيَقَ مِنْ سُمِّ خِياطٍ..
لا تستسلِمْ،
حتّى لو طَقَّتْ حَوْصَلَةُ الصقْرِ،
من القهْرِ،
تأَجَّجْ بينَ رُكامِ رمادِكَ،
صقْراً مُشتَعلاً،
تحتَ جَناحيهِ يُفَجِّرُ نهراً،
وسْطَ يَبابْ..
*
لا حال تدومُ،
فقِفْ، حتى بِجَناحَيْنِ مَهِيضَيْنِ،
بوجهِ الريح،
وجسَّ جبينَ الأرض،
فمَ الجرح،
الأرضُ تصيحُ،
الجرحُ يصيحُ:
سترحلُ تلكَ الريحُ،
فلنْ تطوي الأفقَ السحبُ السُّودُ،
ولنْ يبتلِعَ الشمسَ غُرابْ..
**
عودة الى الصفحة الرئيسية