نصف هنا .. نصف هنـاك
للشاعر معد الجبوري نِصفَانِ ثانيةً،ـ وفي كَفِّي وكَفِّكِ وردتانِ،ـ ولا عبورَ،ـ لِمَنْ سنُهدي الوردتينْ ؟..ـ لنْ يعبرَ الأطفالُ هذا اليوم،ـ والعُمَّالُ عادوا للبيوتِ،ـ الأفْقُ مُختنِقٌ،ـ ودجلةُ واجِمٌ،ـ والغُولُ بينَ السَّاحِلَينْ..ـ نِصفَيْنِ، يا جَسدَ المدينةِ، ـ صِرتَ،ـ مُذْ قطعوا ( الجُسورَ )ـ وصرخةُ الأعماقِ،ـ صارتْ صرخَتَينْ..ـ نِصْفٌ هنا.. ـ نِصفٌ هناك،ـ حَواجِزٌ بينَ الصدورِ ونبضِها،ـ بينَ الزهورِ وعِطرِها،ـ بينَ المَآذِنِ والمَآذِنِ،ـ والمَساكِنِ والمساكِنِ،ـ والجَنائِنِ والشَّجَرْ..ـ وجْهٌ جميلٌ .. وانْشَطَرْ..ـ عَيْنٌ هنا،ـ وهناكَ عينْ..ـ داخَ الحريرُ المُوصليُّ،ـ أَكَانَ يوماً ما،ـ عليهِ أن يُقَدِّمَ،ـ ـ وهو يعبرُ بابَ سنجار،ـ إلى بَوَّابَةِ المَسقى ـ جوازاً للسَّفَرْ ؟!..ـ داخَتْ مِسَلَّةُ نينوى،ـ ومَنارَةُ الحدباء،ـ والثَّورُ المُجَنَّحُ،ـ داخَ حتى التينُ والتُّوتُ،ـ اعتصِرْ يا هَمُّ روحي، ـ وانْفَطِرْ يا قلبُ، ـ مِنْ وَجَعٍ وبَيْنْ..ـ نصفينِ ثانيَةً،ـ ووقتٌ مِنْ حَجَرْ..ـ والغولُ لا يمضي،ـ ستمضي ليلةٌ أُخرى،ـ وأُخرى رُبَّما،ـ قبلَ العِناقِ المُنتَظَرْ..ـ نصفين!! ـ لا....ـ قلبُ المدينةِ لن يصيرَ اثنيْنِ،ـ دجلةُ لن يصيرَ اثنين،ـ فانتظري،ـ سنحمِلُ للمدينةِ وردةً أُخرى،ـ ونبقى عاشِقَيْنْ..ـ *** الموصل 2006 عودة الى الصفحة الرئيســة عملاق الشعر الموصلي معد الجبوري هو من يحمل الصولجان في سوح الإبداع، إنه ( وردة السفر ) التي لم تذبل رغم الأعاصير والعواصف, إنه الأفق الماثل كالسيف في براري اليقين يلوح للعابرين إلى ضفة الخلاص. عبد الجبار الجبوري الموقع الثقافي – طواسين نينوى 1 – 1 – 2009 - اقرأ المزيد عن الشاعر معد الجبوري واعماله |
الشاعر
|