معد الجبوري
هذه القصيدة مرثية لأيامي قبل الاحتلال ، كتبتها أيام الاحتلال عام 2003
ونشرتها في مجموعتي الشعرية (حُرَق في فضاء الأرَق) الصادرة عام 2005
هَزَزْتِ بِغُصْنِ القلبِ ، حتى تَفَتَّحَا
وأصغَى لأجراسِ النَّدَى تَمْلأُ الضُّحَى
تُنادِيهِ أنْ يَمضي إلى آخِرِ المَدى
وقـدْ فَوَّحَ الرَّيحَانُ ، والكَرْمُ لَوَّحَا
ومِـنْ مُغْرِياتٍ في الدِّنانِ ، نَبِيذُها
بأنفاسِ تَوْقِ الظامئِينَ توَشَّـحَا
أدَرْتِ لهُ كأسـاً يَفـورُ حَبابُها
وَمِنْ قَبْلِ أنْ يعلو الحَبابُ تَرَنَّحَا
فَعَلَّ وعَلَّتْهُ .. انْتَشى .. وانتشَتْ بِهِ
وَقَفَّلَ واسترخَى ، ونامَ وما صَحَا
فَداهَمَـهُ عَصْفٌ ، توارَيتِ بَعْدَهُ
كَأَنَّكِ سَطْرٌ كانَ في الطِّرْسِ وامَّحَى
*
رَحَلْتِ ورَانَ الصَّمتُ ، لم تَلْتَفِتْ يَدٌ
إلَيَّ ، ولا جَفنٌ عَلَيَّ تَقَرَّحَـا
فَلِلَّهِ مِنْ بُرجٍ تَدَاعَى ، ومِنْ هَوى
سقانيَ شَهْداً ، ثُمَّ أضنَى وبَرَّحَا!
فها أنَذَا ، كأسي شَظايا تَطايَرَتْ
وما طحْتُ وحدِي ، فالزمانُ تَطوَّحَا
ولم أبْكِ أمسي ، بل بَكيتُ على غَدٍ
لَوَى جِيدَهُ ، قبْـلَ المَجِيءِ ، ورَوَّحَا
على حُلُمٍ ، ما كادَ يَخْضَلُّ عُودُهُ
بِعَيْنَيَّ ، حتى غامَ أفْقٌ ، فصَوَّحَا
وَقَلبٍ لَجُوجٍ ، كُلَّما انْفَكَّ مِنْ رَحَى
طَوَتهُ رَحَى أخرى ، وهَمَّتْ بِهِ رَحى
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة