في بانكوك بتايلند ، كتبتُ قصيدة الحب هذه، عام 1989 ونشرتُ
بعضا من أبياتها فيما بعد ، ويسعدني أن أعيد نشرها كاملة
بعد أكثر من عشرين صحراء .. وأن تكون مساهمتي
الأولى في (بيت الموصل) بقصيدة حب
*****
أوقِدي جَمْرَ دمي ، واتَّقِدِي
فَرَمادُ العُمْرِ غَطَّى مَوقِدِي
فَزَّ بُركانِيَ ، مُذْ عانَقْتِني
وتَشَظَّى حِمَماً ، في جَسَدِي
وأنـــا البحــرُ الذي أيقَظْتـِهِ
تِلكَ أمواجي ، وهذا زَبَدِي
كان لي أمسِ به صارِيَةٌ
واستَحالتْ خنجراً في كبدِي
*
يا لَحوريَّةِ حُلْمٍ أقبلَتْ
نحوَ شُطآنِيَ مِنْ لا مَوعدِ
أيُّ غَضٍّ أيُّ بَضٍّ ضَمَّنِي
منكِ ، مِمَّا لمْ يَدُرْ في خَلَدِي
موجتانِ التقتا .. أنتِ أنا
وأنا أنتِ .. وما مِنْ نَكّدِ
مَشهدٌ للعشقِ ، تَطوِي مَوجَةٌ
فيهِ أخرَى ، يا لَهُ مِن مَشْـهَدِ!
*
قَبْلَ أنْ تَشهَقَ أحضانُكِ بِي
كنتُ قدْ طَلَّقْتُ يومي وغَدِي
وظِبائي مِن أميراتِ الهوى
قد تنافَرْنَ ، وَفُتَّتْ عَضُدِي
وجِيادِي مُذْ دَجا أفْقي كَبَتْ
لمْ تَعُدْ تصهلُ في مُطَّرَدِ
ثُمَّ أشرَقْتِ ، فأُفْقي مُشرِقٌ
بِكِ يا وردةَ آسيا ، فاشهَدي
أنني لحظةَ رَقَّتْ ، فطَوَتْ
بِحَنانٍ خصْرَكِ الحانِي يَدِي
بينَ كَفَّيَّ ، وقدْ أورَقَتَا
لانَ حتى العاجُ ، عاج الجسدِ
*
ها أنا حرٌّ طليقٌ ، كاسِرٌ
كلَّ قيدٍ حَبْلُه مِن مَسَدِ
فاملئِي الكأسَ ، بِما يَغمرُنِي
في بَساتِينِكِ مِنْ عِطْرٍ نَدِي
واخطفي قلبيَ ، مِنْ رقْدَتِهِ
بدِّدِي حُزني ، وحُلِّي عُقَدي
عانقي عينَيَّ ، رُدِّي عنهُما
صوبَ حُسَّادِي ، سِهامَ الحَسَدِ
وصِلي صحراءَ روحي مَرَّةً
وهيَ عطشى ، بالنَّدَى والبَرَدِ
سِحْرُ عينيـكِ ، فضاءٌ فاتِنٌ
وأنـا طائـرُ عِشـقٍ غَرِدِ
أدخِليني مَعْبدَ الحُبِّ ، فمَـا
بَعْدَ هذا الحُبِّ لِي مِنْ مَعبدِ
**
نشرت في بيت الموصل في 6-6-2013