نجمة في الحلم ( في رثاء أمي ) معد الجبوري مع أن قصيدتي هذه منشورة منذ زمن بعيد فقد فوجئت بمن يطالعها ، والدموع تترقرق في عينيه فقررت أن أعيد نشرها هذه الأيام **** |
حمامةٌ بيضاءُ زاجِلةٌ،
وصارتْ نجمةً في الأفق،
والطفلُ المُدَلَّلُ حائرٌ
يرنو من الشبَّاكِ،
والدُّنيا ضَبابْ..
سَتعودُ، قالَ الطفلُ،
لكِنْ ..
سوفَ أتبَعُها،
فأسكن في الغيومِ،
وفي البراري والهِضابْ..
ستعودُ ....
وانفَلتتْ خيوطٌ مِنْ يدَيهِ،
ونَجَّمَتْ طَيَّارَةٌ وَرَقيَّةٌ،
فوقَ البيوتِ،
فَنَكَّسَتها الرِّيحُ،
واخضَرَّتْ غصونٌ في يديهِ،
فَكَسَّرَتها الريحُ،
قالَ الطفلُ:
أتبَعُها غَداً
فالشَّمسُ تَبلعُها التلالُ،
ولا أرى خلفَ الضبابِ،
سوى الضبابْ..
ـ *
ومضى نهارٌ،
ثمَّ آخَرُ،
ثمَّ آخَرُ،
والحَمامَةُ لم تَعُدْ للبيتِ،
صارَتْ نَجمَةً في الحُلمِ،
والطفلُ المدَلَّلُ،
بَعْدُ في الشبَّاكِ،
تقطرُ دَمعةٌ من خَدِّهِ،
فوقَ الترابْ..
ـ
**
1988
عودة إلى الصفحة الرئيسة ـ