ـ ـ.. وكما لو أنَّ فَضاءً فاضَ،ـ
ـ وحَبَّاتِ نجومٍ،ـ
ـ في صَحنِ البيتِ انفرَطتْ،ـ
ـ فَتَوَهَّجَ بيتُ..ـ
ـ هَلَّ هِلالُ صَبيٍّ،ـ
ـ حَلَّقَ أبعدَ من كلِّ طيور البيتِ،ـ
ـ ومازالَ الزَّغَبُ النَّاعِمُ،ـ
ـ تحتَ جَناحيهِ،ـ
ـ فاتسَعَتْ أقواسُ المَرمَرِ،ـ
ـ واتسعَ الوقتُ..ـ
ـ وكما لو أنَّ شُجَيرَةَ تُوتٍ،ـ
ـ هَطلتْ أسرابَ عصافيرَ،ـ
ـ وأقبَلَ من أقصى برقٍ مجهولٍ،ـ
ـ صوتُ..ـ
ـ هَطَلَتْ أمطارُ الرُّؤيا مِنْ عينيهِ،ـ
ـ وبينَ أصابعِهِ أورقَتِ الأوتارُ،ـ
ـ وشَعَّتْ،ـ
ـ فارتَجَّ الصمتُ..ـ
ـ *ـ
ـ يا لَصبيٍّ،ـ
ـ يضربُ فوقَ العُودِ،ـ
ـ فيطلعُ من قُمقمِهِ جِنيُّ الإلهامْ..ـ
ـ يسكبُ مِنْ إبريقِ القلبِ،ـ
ـ نَبيذَ الذكرى
ـ والأحلامْ..ـ
ـ فتنثُّ الموسيقى من بينِ أنامِلِهِ
ـ زَهْراً ونجوماً
ـ وهَديلَ حَمامْ..ـ
ـ ما كادَ يطوفُ عليهِ الحلمُ،ـ
ـ بسبعَةِ أكوابٍ،ـ
ـ حتى خَطفَتهُ الأوتارُ،ـ
ـ وقالتْ: سوفَ تَهيمُ،ـ
ـ فَهامْ..ـ
ـ *ـ
ـ مَنْ أبصرَ فاخِتَةً بيضاءَ،ـ
ـ تُحَلِّقُ في أفقٍ ناءٍ ثمَّ تعودُ،ـ
ـ لِتهدلَ فوقَ شجيرةِ توتْ..ـ
ـ فليسألْ عن ( خالِدَ )ـ
ـ خالدُ كُمَّثرى عُودٍ،ـ
ـ تغفو فيها أسرارُ حكاياتٍ وبيوتْ..ـ
ـ وتَرٌ مَشدودٌ
ـ بينَ المُوصِلِ والدنيا،ـ
ـ وأنامِلُ مِن ياقوتْ..ـ
ـ طائرُ غاباتِ الموصلِ،ـ
ـ ضَمَّ مَنائرَها وأزِقَّتَها
ـ وطوى ( تلَّ التوبَةِ ) *ـ
ـ تحتَ جَناحيهِ،ـ
ـ وَحلَّقَ،ـ
ـ طافَ بحارَ الأرضِ،ـ
ـ ولم يبلعْهُ الحوتْ..ـ
ـ ***ـ
ـ* تل التوبة : موقع معروف في مدينة الموصل ،ـ
يضم مرقد النبي يونس ( ذي النون ) صاحب الحوت،ـ
وفيه أطلال قصر الملك الآشوري ( أَسَرْحَدّون ) .ـ
_______________________________________
اقرأ المقال عن الفنان خالد محمد علي : ابداع موصلي
اقرأ قصيدة طائر العشــق للشاعر معد الجبوري: طائرُ العشــق
________________________________________
عودة الى الصفحة الرئيسة