الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
تكرم وأهداني عالم النفس الأستاذ الدكتور حكمت الحلو آخر كتابين صدرا له سنة 2014 أقدم فيما يأتي عرضاً للكتابين .
الكتاب الأول : قاموس الباراسايكولوجي
صدر عن دار زهران للنشر والتوزيع – عمان / الأردن .
عدد صفحات الكتاب : 360 من القطع المتوسط .
واسم الكتاب يشير إلى مضمونه ، حيث تناول فيه المؤلف المصطلحات التي تدخل في ثنايا هذا العلم الذي يعتبر من العلوم التي استحدثت حديثاً ، فيذكر كل مصطلح بالإنكليزية مشفوعاً بمعناه باللغة العربية ، مع تعريف موجز ومكثف لكل مصطلح ، وفي حالة وجود عدة معاني ومترادفات للمصطلح الإنكليزي ذكر بأنه آثر أن يختار أقربها إلى علوم الباراسايكولوجي وعدل عن ذكر غيرها وذلك لكون قاموسه هذا ليس قاموساً في اللغة . كما وأنه ذكر أيضاً بأنه عند ذكر التعريفات والشروحات سار على طريقة القواميس التعريفية الأجنبية التي تميل نحو الاختصار ، وتقديم تعريفات واضحة ودقيقة .
ويضيف القول بأنه بغية استخراج المصطلحات باللغة سهلاً وضع في نهاية الكتاب مسرداً
( عربي – إنكليزي ) وخصص لها الصفحات ( 238-316 ) .
وخلاصة رأيي في هذا القاموس الفريد في نوعه هو، أولاً إنني قرأت الكتاب ، وأنتفعت منه ، ولست أشك في أنه سينتفع منه أكثر مني أصحاب الإختصاص بالأمراض النفسية أساتذة وطلاباً في جيلنا الحاضر وفي أجيال لاحقة . وثانياً لقد كان المؤلف رائداً ومتميزاً كما أراد في إنتاجه ، فله تهاني وأدعوه تعالى أن يزيده عطاءً ليتحفنا بكل جديد ومفيد وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته .
الكتاب الثاني : سيكولوجية النوم والأحلام
صدر عن دار زهران للنشر والتوزيع – عمان / الأردن .
عدد صفحات الكتاب : 154 من القطع المتوسط .
قبل أن أدخل في تفاصيل الكتاب أقول ، أولاً إن هذا الكتاب ليس من الكتب التي تقرأ على عجل ويستوعبها القارئ في بساطة ويسر ، وثانياً أن المنهاج العلمي والأفق الواسع الذي إتسم به المؤلف يجعل من قراءة هذا الكتاب ضرورة علمية للذين يبحثون عن أسرار النوم والأحلام في لغة رفيعة وأسلوب مبسط سهل ممتنع مهما كان لها من التعقيد والعمق .
بعد هذا أقول : جاء الكتاب مكوناً من فصلين :
الفصل الأول ( النوم ) : وقسمه إلى ستة مباحث :
المبحث الأول : النوم : تناول فيه تعريف النوم وفائدته وكيفية حصوله والنظريات التي فسرت أسبابه ، نقتطف بعضاً مما ذكره هنا ، يقول (( إن البحث في أسباب النوم والعوامل المؤدية لحدوث آليته ما زالت دائبة ومستمرة . . كما أن هذه البحوث تتجه بشكل أهم إلى دراسة وظيفة النوم ، إذ لم يعد للمبدأ العام الذي يقول ، إن النوم هو آلية تحدث لتوفير الراحة للجسم وإمداده بالطاقة اللازمة للعمل والاستمرار ، بل أن البحوث الحديثة تحاول معرفة ما يحدث للجسم أثناء النوم وما هو الدور الذي يسهم به النوم من الناحية الوظيفية لكل عضو أو جهاز في الجسم )) .
المبحث الثاني : دورة النوم : نختصر هنا ما ذكره إذ يقول ( وتسبق النوم مرحلة الاسترخاء التام للجسم تدعى مرحلة النعاس أو المرحلة التمهيدية مدتها حوالي عشرة دقائق ، وهي ضرورية لدخول الإنسان في النوم الطبيعي ... ثم ينتقل الإنسان إلى النوم الخفيف ، بعدها يدخل النائم نوعين من النوم :-
أولاً/ النوع الكلاسيكي ( النوم الهادئ ) : من مميزاته انه يشكل 75% من مدة النوم لدى الإنسان البالغ كل ليلة وهو الذي يمد أجسامنا بالراحة المطلوبة . وان هذا النوع من النوم يشتمل على ثلاثة مراحل فرعية :1-مرحلة النوم الخفيف . 2 - مرحلة النوم المتوسط.3_ مرحلة النوم العميق : وهي مرحلة النوم الحقيقي المريح لجميع وظائف أجهزة الجسم ، وهذه المرحلة مهمة جداً لاستعادة الجسم نشاطه .
ثانياً/ نوم حركة العين السريعة ، او النوم المتناقض ، أو النوم النشط ، أو النوم الحالم ، لان الأحلام تحدث خلاله . ويحدث هذا النوع من النوم خلال الثلث الأول ويتكرر كل 90 دقيقة ، ويقضي النائم حوالي 25% من فترة النوم في هذا النوع . . ويعتقد العلماء أن استيعاب ما نتعلمه أثناء اليوم يتم في هذا النوم .
المبحث الثالث : ساعات النوم : ومن بعض ما جاء هنا قوله ((هناك عاملان مهمان في النوم الطبيعي الأول الشعور بالتعب ، والثاني هو التوقيت البايولوجي للجسم والدماغ فيما يعرف بالساعة البايولوجية تلك التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح ، وتشعرنا بالنعاس في وقت محدد مساءً )).ويذكر هنا أيضاً (( وجد أن أفضل وقت للتوجه إلى السرير هو الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً ، فالقدرة على النوم العميق تكون قوية قبل منتصف الليل بساعة أو ساعتين ، ولا شك أن النوم بعد الغداء مفيد فالقيلولة القصيرة تساعد على تخفيف التوتر العصبي خلال ساعات اليقظة )) .
المبحث الرابع : نوم المرأة :
المبحث الخامس : اضطرابات النوم : تناول هنا أسبابها ، وذكر نماذج لبعض اضطرابات النوم كالأرق ، الكابوس ، الشخير الغطيط ، التجوال النومي ، التحدث النومي ، شلل النوم ، النوم القهري ، هلع النوم ، التبول الليلي ، النعاس ، الخدار ، الاختناق أثناء النوم ، شحذ الأسنان ، حركة الأطراف الدورية .
الفصل الثاني : الأحلام :
المبحث الأول : الأحلام : يتناول هنا تعريف الأحلام وماهيتها ، نجتزئ فقرات مما ذكر حيث يقول: (( الأحلام ظاهرة نفسية مألوفة . . لها غرض وهدف كما أن لها وظيفة معينة تؤديها ، ولها دلالة ولها معنى ، وهي لغة من اللغات التي يستخدمها اللاشعور للتعبير عن نفسه . . كما تعد الأحلام مادة مفيدة ومهمة تساعد في معرفة الدوافع النفسية التي تؤثر على الفرد وفهم شخصيته وتفسير سلوكه . . وإن الكثير من المشاكل المستعصية والاكتشافات والأفكار والنظريات العلمية قد وجدت حلاً لها خلال النوم )) .
ثم يتحدث عن آلية الحلم ويذكر هنا آراء عدد من الفلاسفة والعلماء المحدثين من أمثال ( فرويد ، أدلر ، كارين هوني ، إريك فروم ، هادفيلد ليفين ، لويس ، هوبسون ، روبرت مكارلي ) .
المبحث الثاني : الرؤيا :
تناول هنا الرؤيا في الإسلام وذكر عدداً من الرؤيا التي وردت في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى .
كما ذكر أن إبن سيرين ميز بين الرؤيا والحلم فقد قسم الرؤيا إلى خمسة أقسام هي ( 1- الرؤيا الصالحة. 2 - الرؤيا الصادقة . 3- الرؤيا بطريق ملك الرؤيا . 4- الرؤيا الرمزية . 5- الرؤيا بالشهود .) . أما الأحلام فهي كما يرى أباطيل لا تفسير لها ولا تأويل ولا يعول عليها وهي سبعة
( 1- حديث أماني النفس . 2- تهاويل الشيطان . 3- الحلم الواجب الإغتسال . 4- إختلاف الطبائع . 5- أفعال السحرة . 6- الرجع . 7- الحلم الشيطاني ) .
المبحث الثالث : أحلام اليقظة :
بعد أن يعرف أحلام اليقظة ويذكر آراء فرويد حولها ، يتحدث عن فوائدها ، ثم يذكر أضرارها ، يتبع ذلك الحديث بالتفصيل عن أحلام اليقظة الضارة وهي 1- أحلام اليقظة التعويضية .2 - الانتقالية . 3- الجنسية . 4- المثالية الخارقة والغريبة . 5- المعطلة والمعيقة . 6- السلبية .
وأخيراً أقول عندما أنهيت قراءة كتاب سيكولوجية النوم والأحلام ، خلصت إلى أنه كتاب جمع فيه صاحبه بين تحرر الفكر واتساع الأفق ، في أسلوب أدبي ومنطق فلسفي ووجدان إيماني .
وفي الختام أرجو أن يسمح أن أهنئه على ما أهدى لقراء العربية سفران فيهما الخير الكثير .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة