بقلم : نايف عبوش
نشر الكاتب التراثي تحسين الملا منصور على(الفيس بوك) في صفحة (ناحية الشورة) خاطرة في ذكرى وفاة المرحومة (القابلة المؤذونة- السراره) الحاجة (تايه) والدة الحاج خلف المنصور العابد، والتي اشرفت على عملية ولادة أجيال كثيرة من اهالي ناحية الشورة، وبعض القرى المجاوره لفترة طويلة، أمتدت الى خمسة عقود تقريبا.
وقد ذكرني الكاتب الفاضل بهذا الاثر التراثي،اذ لاشك ان للصرارة حكاية طريفة في ذلك الزمن من الماضي القريب، حيث لم تكن الخدمات الطبية متيسرة بالريف..وكانت الصرارة هي القابلة المأذونة عرفا بممارسة المهنة في توليد الامهات الحوامل. وقد كن من واقع الخبرة العملية المتراكمة عندهن بمرور الزمن، يتمتعن بحس طبي دقيق بتوقع وقت الوضع، وطبيعة حال الجنين الذي سيولد.وحيث لم تكن هناك صيدليات يومئذ..فقد كن يحضرن الادوية، والشرابات التي تعجل الوضع ، وتلطف الام المخاض من النباتات البرية. وكانت مهارتهن عالية، وتصل درجة الثقة بهن الى مستوى عال جدا.كما كن على معرفة بحالات الاسقاط الضرورية لإنقاذ الأم عندما يكون الحمل مشوها، والجين ميتا، وميئوسا منه. وكانت تستقريء حالة الام من الاعراض التي تبدو عليها، وتتيقن من حالها باستخدام حاسة اللمس.ومتى ما جاء الحامل المخاض، ينادى على الصرارة، وتدعى الى بيت الحامل للتوليد، حيث تلبي الدعوة على عجل برحابة صدر، دون ان تنتظر اجرا لقاء قيامها بهذه الخدمة، عدا ما يجود به عليها من كان ميسور الحال مما قسم الله به لها. وأضيف انه في ريفنا كانت الصرارة الشهيرة الفاضلة (عويشة الحسين) شقيقة جدة الحاج صالح الواوي
العجل لأمه، عمتنا الحاجة مريم بنت الشيخ حسن الحمادة، تمارس هذه المهنة بمهارة عالية، حتى ان الكثير من الحوامل كن يفضلن الولادة على يديها،على ذهابهن الى مستشفى الولادة، بما تتمتع به من خفة اليد.
فشكرا لزميلنا الكاتب التراثي تحسين الملا منصور على تذكيرنا بهذ الموروث الشعبي الذي كاد يمحى من ذاكرة الجيل.
ه