نايف عبوش
نعى لي احد الزملاء هاتفيا رحيل الاستاذ القدير والمربي الكبير والوجيه الفاضل محمود حامد سليمان الطائي الذي انتقل الى رحمة ربه بتاريخ 16\2\2014 ، وفي الوقت الذي نتضرع فيه الى الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وان يجعل الجنة مثواه، ومع انه ليس من السهل رثاء استاذنا الفقيد بسبب ما تركه من بصمات وهاجة في حياته الزاخرة بالمناقب، فانه لابد من التنويه بالدور التنويري والتعليمي والتربوي للأستاذ الرائد محمود حامد سليمان الطائي، الذي عرفناه اول مرة معلما لنا في المرحلة الابتدائية، حيث افتتح مدرسة السفينة الابتدائية للبنين في أوائل العام 1954 ودرس الجيل الأول فيها، ليكون زميلا وفيا لطلابه ومعارفه من اهل القرية فيما بعد.
ولانه كان رائدا حاذقا وتربويا قديرا ومعلما ناجحا، فقد رسخ تقاليد تربوية، ومعايير مدرسية راقية ورصينة يوم ذاك، أنتجت جيلا من التلاميذ، بمستوى عال من التعليم، فعلق في ذاكرة الجيل ليس كأستاذ مقتدر، ومعلم كفوء، وتربوي فاضل وحسب بل وزميلا نبيلا وانسانا نقيا ظل على تواصل في السراء والضراء مع اهل القرية، واصدقائه فيها وزملائه حتى الايام الاخيرة من حياته. ولأنه ترك بصمته الواضحة على طلابه تعليما وتربية، فسوف تظل تذكر مآثره التربوية والاجتماعية بالإطراء حتى بعد رحيله.
لقد كان حريصا يوم ذاك، على تسجيل كل شباب القرية، والقرى المجاورة، ممن هم في سن الدراسة، أو خارجه، وإلحاقهم بالمدرسة، وشجعهم على مواصلة الدراسة. وقد تخرج بفضل هذا الحرص، جيل لامع من القادة، والكتاب، والأكاديميين، والأطباء، والمهندسين، والمعلمين. كما حرص في نفس الوقت، على تعليم البنات، وتشجيعهن على الدخول إلى المدرسة أيضا، في سابقة تقدمية لم تكن مألوفة يوم ذاك، ساهمت في تعليم البنات، وإنقاذهن من الجهل والأمية، وقد تخرج منهن فيما بعد معلمات، وطبيبات، واختصاصات أخرى.
رحم الله الاستاذ التربوي الفاضل محمود حامد سليمان الطائي، وألهم اهله وذويه واصدقاءه ومعارفه الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
للعودة الى الصفحة الرئيسة