
الطفولة.. وبراءة التطلع
نايف عبوش
عودة الى الصفحة الرئيســة
بيت الموصل bayt al mosul |
|
![]() الطفولة.. وبراءة التطلع نايف عبوش الطفولة قلب نقي ، وروح طاهرة، وثغر باسم، وصفحة بيضاء، وعالم مخملي ،وربيع زاهر،وحس مرهف، وخواطر عذبة تنساب بلا قيود. الطفولة وداعة، ولهو، ولعب،ولا شان لها بما يحدث،فهمها الاساسي فقط هو الحراك، واللعب،والأنس. ففي عمق لحظته، يعيش الطفل لها،ولا يفكر بالمآل، وثقته بالغير عمياء،حتى انه لا يتردد عن فعل كل شيء صراحة، وأمام أي كان. والطفل ربما يكون وحده من يقول الحقيقة على هيئتها، فهو لا يجامل،ولا يعادي أحدا،انه صفحة بيضاء، كل ما في باطنه يظهرعلى محياه،انه ببراءته الصادقة واضح للكل مظهرا،ومخبرا.فهو بحق غر كريم، لا يعرف الغل، ولا يحمل الضغينة، ولا يضمر السوء لأحد،تجده منهمكا في ألعابه،غارقا في ضحكاته المجلجلة، التي تبث صدى الطفولة البريئة في كل مكان يحل فيه. وفي العادة هو مشغول طوال يومه بلعبه، ومنغمس بلهوه،حتى يعسعس عليه المساء، فيبدأ بالتثاؤب،ويتثاقل نشاطه،ليرتمي بجوار أمه، او يلقي بنفسه في حضن جدته،بعد ان أنهكه التعب،حيث يأنس في هدهدتها له بالأمان التام،وما ان يرخي عليه الليل سدوله حتى يغلبه النعاس فينام،وهمه فقط أن يغط في أمان،وعندما تراه في هذه البراءة يغط في سبات عميق، يود المرء لو أنه مكانه،فقد اشقته الحياة بتعقيداتها ، فافتقر الى هذه السعادة المفقودة،اذ هو يعاني من نوم متقطع،ومكتظ بالكوابيس المزعجة . والطفولة البريئة بتطلعها الحالم،وتأملها التلقائي،قصيدة ابداعية،في لوحة حية،تحكي لنا عن حقيقتها الشيء الكثير،وما الطفل الذي يتطلع بعفوية الى جمال الشاطيء،ويتفاعل عاطفيا مع زقزقة النوارس،الا دليل ساطع على براءة الطفولة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.ـ
عودة الى الصفحة الرئيســة
8 Comments
|
الأستاذ نايف عبوش
Archives
May 2014
Categories
All
|
|
جميع الحقوق محفوظة لبيت الموصل - 2013-2023
|