
الطفولة.. وبراءة التطلع
نايف عبوش
عودة الى الصفحة الرئيســة
بيت الموصل bayt al mosul |
|
![]() الطفولة.. وبراءة التطلع نايف عبوش الطفولة قلب نقي ، وروح طاهرة، وثغر باسم، وصفحة بيضاء، وعالم مخملي ،وربيع زاهر،وحس مرهف، وخواطر عذبة تنساب بلا قيود. الطفولة وداعة، ولهو، ولعب،ولا شان لها بما يحدث،فهمها الاساسي فقط هو الحراك، واللعب،والأنس. ففي عمق لحظته، يعيش الطفل لها،ولا يفكر بالمآل، وثقته بالغير عمياء،حتى انه لا يتردد عن فعل كل شيء صراحة، وأمام أي كان. والطفل ربما يكون وحده من يقول الحقيقة على هيئتها، فهو لا يجامل،ولا يعادي أحدا،انه صفحة بيضاء، كل ما في باطنه يظهرعلى محياه،انه ببراءته الصادقة واضح للكل مظهرا،ومخبرا.فهو بحق غر كريم، لا يعرف الغل، ولا يحمل الضغينة، ولا يضمر السوء لأحد،تجده منهمكا في ألعابه،غارقا في ضحكاته المجلجلة، التي تبث صدى الطفولة البريئة في كل مكان يحل فيه. وفي العادة هو مشغول طوال يومه بلعبه، ومنغمس بلهوه،حتى يعسعس عليه المساء، فيبدأ بالتثاؤب،ويتثاقل نشاطه،ليرتمي بجوار أمه، او يلقي بنفسه في حضن جدته،بعد ان أنهكه التعب،حيث يأنس في هدهدتها له بالأمان التام،وما ان يرخي عليه الليل سدوله حتى يغلبه النعاس فينام،وهمه فقط أن يغط في أمان،وعندما تراه في هذه البراءة يغط في سبات عميق، يود المرء لو أنه مكانه،فقد اشقته الحياة بتعقيداتها ، فافتقر الى هذه السعادة المفقودة،اذ هو يعاني من نوم متقطع،ومكتظ بالكوابيس المزعجة . والطفولة البريئة بتطلعها الحالم،وتأملها التلقائي،قصيدة ابداعية،في لوحة حية،تحكي لنا عن حقيقتها الشيء الكثير،وما الطفل الذي يتطلع بعفوية الى جمال الشاطيء،ويتفاعل عاطفيا مع زقزقة النوارس،الا دليل ساطع على براءة الطفولة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.ـ
عودة الى الصفحة الرئيســة
8 Comments
فراسة العارفة عبدالله السبيعي
نايف عبوش كان مجتمع الريف وحتى الامس القريب، يزخر بالعوارف، والرواة، والحكواتيين، والمغنين، والأدباء، والشعراء، وأضرابهم. وقلما كان يخلو مجلس للقوم من تواجد واحد من هؤلاء السمار. ويعد المرحوم عبدالله السبيعي من بين ابرز عوارف قبيلة الجبور. وكما يذكر الرواة عنه، فقد كان يمتلك فراسة ثاقبة يندر وجودها لدى الاخرين، حتى ان القوم كانوا يوكلون اليه مهمة القيافة عندما يحتاجون التأكد من نسب الاغراب. ومن الشواهد المتداولة عن فراسته، انه كان في يوم من الايام ممتطيا صهوة جواده، وبينما هو مقبل على مجلس القوم في قرية السيد حمد، تواطؤوا فيما بينهم لعمل مطب له، واتفقوا على عدم رد السلام عليه اذا القى عليهم التحية، ليختبروا دهاءه، ويروا ماذا سيكون رد فعله. فما ان اقترب منهم، ودخل عليهم المجلس، حتى انس بفراسته الثاقبة من ملامح وجوههم التي اصطنعت التجهم ، والعبوس، انهم سوف لن يردوا السلام اذا القاه عليهم، فاخذ مكانه من المجلس بثقة عالية بنفسه، وجلس دون ان يسلم عليهم، فأخذتهم الدهشة، وبادروه بالسؤال يا اخا القوم، ما بالك لم تلق السلام علينا هذه المرة على غير العادة، وكما هو طبعك دائما؟ ، فأجابهم اني قرأت في وجوهكم العابسة أمرا مبيتا فحواه عدم رد السلام علي اذا ما سلمت عليكم هذه المرة، فقررت ان الزم الصمت، ولا القي عليكم تحية المجلس. عندها ضحك الجميع، وقصّوا عليه ما بيتوه له من نكاية على سبيل النكتة، لاكتشاف نفاذ بصيرته، ودقة عرافته، واعترفوا له بقوة بداهته، ونجاحه في الاختبار، وتفوقه على مقلبهم الذي اعدوه له، وقاموا بمصافحته بحرارة، وملاطفته بمودة، واستأنفوا مقابستهم .ـ عودة الى الصفحة الرئيســة ـ الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد..ـ
ـ وشغف الاستحباب باللهيب العطية نايف عبوش الإشارة الى اللوعة، والحنان إلى ديار الأهل، وألاجداد في جزيرة العرب، ظلت هاجس تغني الشعراء العرب باصالة الذات، مكانا وانتماء، على مر العصور.ومن هنا ظلت الاشارة إلى أسماء،وعلامات بعينها في ثنايا قريضهم، دلالات واضحة، تعكس الوجد، والشوق، والحنان إلى الماضي المجيد، يوم تساكن الاجداد على هضبة نجد في عملية توحد مع المكان، وتتالت هجرة القبائل الزبيدية القحطانية، ومنها قبيلة الجبور في فترات لاحقة من اليمن إلى العراق وبلاد الشام لاسباب معروفة في مرويات التراث الشعبي للقبيلة وعلى رمال نجد اللاسعة، حيث قصص المجد، والمآثر الحميدة للأجداد، والتي لإزالت تختزنها الذاكرة الجمعيه لأبناء قبيلة الجبور، فالاتيمة مثلا، ظلت في وجدانهم هي المدينة التي ولد فيها جدهم السلطان جبر،والتي تبعد مسافة 126 كم جنوب المدينة المنوره،وهداج بئر الماء الطافح في ربوعها بالعطاء المتدفق بكل معاني الخير بقصته المعروفه الى اليوم، ظل رمزا يجسد العطاء المتواصل،حيث تغنى به شاعرهم بقوله:ـ جـليبـنا هـداج مابه انكـــار ............ جليـب سـلطان الـعرب يوم ربيــــه تسعين واردات وتسعين حدار ........... وكأنك على جو غمج(ن) شعيبه وجريا على هذا السياق، يأتي اعتزاز الشاعر الكبير، والاديب المبدع الشيخ الدكتور المهندس حسين اليوسف المحيميد الزويد، والتغني بمناقب اهله (اللهيب العطية)، أبناء الأمير محمد ابن السلطان جبر، بقصتهم المعروفة في التراث الشعبي الجبوري ،حيث توسدت مشيختها (عائلة الزويد) منذ جدها العاشر الشيخ خلف الحجازي، في حين ان عائلة (الزيارة) من أبناء عمومة الزويد، لم تواصل هجرتها من سوريا باتجاه العراق، حيث ما زالوا يتواجدون في ريف أدلب، ولهم المشيخة هناك أيضا،بينما عاد جزء مهم من عائلة (إلزياة) إلى جزيرة العرب، حيث يتواجدون حاليا في الدوحة بدولة قطر، ومن أبرز شخصيات عائلة (الزيارة) في قطر، الكاتب وألاعلامي اللامع الأستاذ خالد عبدالله الزيارة (مدير تحرير في وكالة النباء القطرية) الذي يعود نسبه إلى عشيرة اللهيب العطية من الجبور الزبيديين القحطانيين. وفي تصوير رائع لهذا المشهد الطافح بالوجد، تدفق مخيال الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد بانثيالات حارة، تتهدج شوقا لعناصر المكان باطلاله الموحية، وآثاره الشاخصة، التي تعايش معها اهله في الفة عضوية تحكي قصة الاصالة، والاستنجاب المتواصل مع الذات، والمكان دون انقطاع، حيث يقول في مطلع قصيدة له تناول فيها نسبه (لهيب العطية) الجبوري الطافح بأصالة الاستنجاب من ال جبر:ـ من كل آه تستغيث عذابا ـ وتنوء من شغف بها استحبابا منذ أمرؤ القيس المتيم والهوى ـ يكوي ضلوعي حرقة وعذابا أشتاق نجدا و(ألاتيمة) منيتي ـ آبار (هداج) حكت أحقابا من (آل جبر) واللهيب أبوتي ـ ومن (العطية) استقي استنجابا ومن (الزويد) وفي (الزيارة) عزوتي ـ نعم (إللهيب) (عطية) ومآبا وله ايضا في العتابة بمضمونها الزاخر بذات المعاني،نص جميل يتغنى فيه بمناقب اهله على نحو مؤثر للغاية، حيث يقول:ـ هلي لهيب العطية وجبر جدهم أصايل من نسل كحطان جدهم يلايم بالعلا موســوم جيدهـم هلي عز المضايف و الاحباب ...ـ ومع ان الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد ليس بحاجة للبوح بجاه أهله الوافر، والفخر بمكارمهم السخية، والتغني بمكارم اهله بهذه الطريقة المؤثرة، لاسيما وانه من اعمدة القوم، وعلى درجة عالية من الثقافة بشقيها التراثي والمعاصر، ويحمل شهادة عليا،بقصيدة عصماء،او بعتابة جزلة على هذا النحو المؤثر،بالرغم من ان في الشعر العربي الفصيح، وفي تراثنا الشعبي، فضاءا واسعا للتغني بمكارم الاهل، والفخر بمناقبهم،الا ان الكثير من المرموزات فيما تركه لنا الاهل من ثراث، يستوجب منه التغني باحساسه المرهف، بنفحاته ذلك التراث عتابة، او قصيدا، لكي تكون ترانيم حب استنجاب الاصالة،ومناقب الكرم، والشجاعة، والمروءة، وغيرها من تقاليد الاهل الحميدة،مما يستحق ألالتفات، ويقتضي التوثيق حقا، كي تبقى عالقة في الذاكرة الجمعية الشعبية للقوم، اذ لاشك ان الاكتفاء بالاتكاء على مجرد تداول ذلك الموروث عنهم بالمشافهة، سيعرضه للاندثار، والنسيان بالتقادم مع مرور الزمن.. وخاصة بعد رحيل الرواة العمالقة،وخفوت وهج التعاطي معه بسبب العصرنة، وتفشي وسائل الاتصال السريع، وشيوع الفضائيات، وانبهار البعض بمعطيات الحداثة، في حين ينبغي ان يظل التراث بكل مكوناته، من أبرز ملامح هوية الكيان الاجتماعي ، الحاضن له، قبيلة كان هذا الكيان، أم شعبا أم أمة، بما يجعله بمثل هذه المقاربة، لوحة فنية، ترسم للأجيال المتتالية ملامح هويتها،وتعرض للجيل المعاصر صورة حال الأجداد بكل أبعادها ، الاجتماعية ، والثقافية ، والمعيشية، وتحفزهم للتواصل معها،واستلهام المعاني الايجابية منها.ويظل الاديب الشاعر الدكتور حسين اليوسف المحيميد الزويد بهذه السمة الابداعية امينا لتراث القبيلة، وكما عبر عنه بعفوية مفرطة احد ابناء القبيلة في ترحابه الحار به في احد مجالس العشيرة (جثير الهلا ابن العم.. الزويد شايلين تراث القبيلة بخرج على ظهركم)ـ ملاحظة: المقالة منشورة في موقع صوت الحرية http://www.baghdadtimes.net/Arabic/index.php?sid=145339 ودنيا الرأي http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/08/12/302636.html للعودة إلى الصفحة الرئيسة ـ نقل التكنولوجيا.. من التوريد إلى التوطين والابتكار نايف عبوش لا شك أن عملية نقل التكنولوجيا من البلدان الصناعية إلى البلدان النامية لا تزال إحدى الإشكالات الرئيسة التي تواجه الأقطار النامية في عملية التنمية، لأنها وإن كانت قضية تهم الطرفين، المصدر للتكنولوجيا، والمستورد لها في نفس الوقت، حيث يسعى الطرفان لتحقيق أكبر قدر من العائد، وأعلى مستوى انتفاع ممكن من وراء عملية نقل التكنولوجيا، إلا أن القوة التفاوضية ما زالت تميل بشكل واضح لصالح المصدر، لأسباب تقنية، واقتصادية، إضافة إلى مسألة الاحتكار، وخاصة للتقنيات المتطورة.ـ كما أن التقدم السريع في استيراد تكنولوجيات جديدة، بات يتعدى حدود مجرد ما يحصل عليه المستفيد من معرفة جديدة، الأمر الذي شكل تغييرا جذريا في طرائقيات تكوين المعارف، واكتسابها عند نقلها، حيث يتطلب الأمر بجانب إشكالات الاستيعاب، معايير مضافة لرصد سرعة التغيرات في سوق التكنولوجيا، ومواكبتها بكفاءة، وما يترتب على هذا الواقع الجديد من تحديات جديدة ينبغي الانتباه لها.ـ ولا شك أن نقل التكنولوجيا سيظل أحد الأهداف الرئيسة للدول النامية ليس مرحليا فقط، بل لأجل قد يطول، باعتبار أن التقنية الحديثة هي من أهم وسائل تحقيق التنمية والازدهار، لتجاوز التخلف، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، في مختلف العلوم والمعارف، لا سيما في عصر يتجه فيه الاقتصاد الدولي نحو الانفتاح الاقتصادي التام، والعولمة الاقتصادية، الأمر الذي سيزيد من حدة المنافسة، ويصبح امتلاك التقنية المتطورة نقلا، واستيعابا، وتطويرا، وإنتاجا، عنصرا حاسما في القدرة على النمو، والتطور، والاستقلال، وهو حال تفتقر إليه الدول النامية في الوقت الحاضر.ـ على أنه ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن التكنولوجيا الجديدة لا تكفي في حد ذاتها لتحقيق التقدم، والنهوض من واقع التخلف، الذي يعيشه كثير من بلدان العالم النامي، ولكن الحراك العلمي والفني المتواصل داخل المجتمع نفسه، ومع العالم الخارجي، هو الذي يحول المعلومات إلى معرفة، وينمي التراكم المعرفي مع الزمن، حيث يفترض أن يؤدي ذلك التراكم إلى تغيير نوعي في طرائق تكوين المعارف، واكتسابها عند نقلها، وصولا إلى مرحلة الشروع بإبداعها، وتصنيعها في مرحلة لاحقة.ـ ولا بد من الإشارة إلى أن العوامل الاجتماعية، والثقافية، والبيئية، تؤثر على التكنولوجيا وتتأثر بها، وذلك لأن التقنية هي ثقافة بيئة متفاعلة مع عناصر المعرفة المادية، ومكوناتها الصناعية. فاستخدام التكنولوجيا الجديدة لا بد أن يكون له أثر على ثقافة وأفكار الناس الذين يتفاعلون معها، وما يمكن أن يصحب ذلك من عادات، وسلوكيات فردية، وجماعية. وعلى ذلك فلا مفر من إعطاء العوامل، والشروط الاجتماعية، والثقافية، الاهتمام الكافي في عملية نقل التكنولوجيا الجديدة، واستيعابها، وتوطينها.ـ وإذا كان من بين أهم العقبات التي تواجه عملية نقل التكنولوجيا إلى دول العالم النامي، تفشي الأمية التكنولوجية، والعجز الواضح في الكوادر الفنية القادرة على الاستفادة القصوى من التكنولوجيا، وتقليص الضياع فيها، ناهيك عن إصرار الدول الصناعية المتقدمة المالكة للتكنولوجيا على أن تظل الدول النامية مستهلكة للمعرفة، ومستوردة للسلع الصناعية، والتقنيات في حدود الدور المرسوم لها سلفا كسوق رائجة لتصريف بضائعها، بقصد تعظيم الأرباح، فإنه يلاحظ عدم وجود معايير تكنولوجية، وأنظمة واضحة في سياسات نقل التقنية في البلدان النامية، لضمان نقل التقنية الجديدة المناسبة، ومن ثم القدرة على توطينها، وتطويرها لتتلاءم مع احتياجات المستوردين، إضافة إلى قلة مراكز البحوث والتطوير الوطنية المتفاعلة مع مثيلاتها في الخارج، والتي تساعد على تحقيق أهداف نقل التكنولوجيا الحديثة بكفاءة. ولعل غياب التعاون والتنسيق بين القطاع الصناعي الوطني، والمؤسسات العلمية والأكاديمية بسبب عدم وجود استراتيجية تعشيق واضحة المعالم، هو الآخر معوق كبير مضاف في هذا المجال.ـ وحيث إن مؤشر نقل التكنولوجيا وتوطينها، يعد من بين أحد أهم مؤشرات التقدم الحضاري لأية دولة، الذي يضعها في الإطار الصحيح ضمن خطط وسياسات العلوم والتقنية لها، بحيث يمكن من خلالها تحديد تقنية معينة ملائمة لإمكاناتها، وظروفها المحلية، واحتياجاتها الحقيقية، وتخصيص الدعم المالي حتى يتم نقلها، واستيعابها، والتمكن من تطويرها، فإن الأمر يتطلب بالإضافة لمواجهة تلك التحديات، العمل على إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع أسلوب نقل التقنية الصناعية باعتماد طريق جديد يستهدف بناء قاعدة تكنولوجية وطنية خاصة بالصناعة، يتجاوز الإبقاء على أسلوب توريد المكونات المادية منها وحسب، وذلك من خلال الشروع بالتخطيط لعملية تنمية اقتصادية، وصناعية شاملة، تتطلع إلى توطين التكنولوجيا النفطية، وتطويعها وفقا للخصوصية الوطنية، واستهداف خلقها في مرحلة لاحقة، ضمن أفق سقف زمني منظور، بحيث يترك التمثل المعرفي العربي للتقنية بصمته التصنيعية الوطنية عليها كلاًّ أو جزءا بشكل ملموس.ـ ولا جرم أن بناء التكنولوجيا المستقلة، يستوجب مزاوجة الخبرة الوطنية المتراكمة لدى الأطر، والكفاءات الصناعية العربية، وتبادل الخبرات بين العاملين في القطاع الصناعي العربي، ومراكز البحث الأكاديمي، وتغذيتها في نفس الوقت، بمعايير، ومواصفات المعرفة الأم القياسية التي أبدعها التقدم العلمي العالمي بموجب عقود الانتفاع التي يتفق عليها، بقصد الاستفادة منها في استنبات التكنولوجيا الوطنية الخاصة بتلك الصناعة، والتخلي التدريجي عن مجرد التعكز على الإسقاط بالتوريد الذي طبع المرحلة السابقة ببصمته، باعتبار أن التقدم الصناعي ليس مجرد توريد للمكائن، والمعدات الحديثة وحسب، ولكنه في الحقيقة، اختراعها، والعمل على تصنيعها، بعد تهيئة القاعدة الصناعية اللازمة لذلك.ـ وبالرغم من الصعوبات التي تعترض مثل هذا التوجه، بسبب تقييدات الاحتكار، وضوابط حقوق ملكية براءات الاختبار، وأجواء سياسة الخصوصية التي تحيطها بها الشركات العابرة للحدود، إلا أن التركيز على اعتماد مبدأ البحث الميداني، والتطوير اللازم في أساليب العمل لتحقيق التقدم الصناعي بتراكم المعرفة، وتفعيل الطاقات الكامنة لتلك الخبرة المتراكمة عبر الزمن، وتشجيع روح الإبداع، والابتكار في الوسط الصناعي، والأكاديمي، وتطوير برامج التعليم في الجامعات، وربطها بحاجات القطاع الصناعي، في إطار سياسة تعشيق رصينة، تقترب بواقع القطاع الصناعي من إمكانات تجسيد تلك المعطيات بمخرجات صناعية، تعود بالنفع عليه بشكل عام، وتحرره من قيود تكامل حلقاته في السوق الخارجية كما هو عليه الحال الآن. ـ عودة الى الصفحة الرئيســة الشيخ المقرئ أبو عزام ..ـ
جهود مباركة في تعليم أحكام التلاوة نايف عبوش كان قدوم الشيخ الموصلي الفاضل محمود نايف، المعروف بين طلابه وفي وسطه الاجتماعي بكنيته الشهيرة "أبو عزام"، من محافظة نِينَوَى، الموصل الحدباء، مدينة العلم والصالحين والأنبياء، إلى أرياف أطراف جنوب الموصل، بتاريخ يعود إلى أوائل صيف العام 2006؛ ليحلَّ عليها أسبوعيًّا للتعليم بمبادرة كريمة منه، ليس مجرَّد ضيف عزيز طاب أهلاً وحل سهلاً وحسب، بل كان قبل ذلك كله من أهل القرآن، فنحسبه بذلك - ولا نزكي على الله أحدًا - من أهل الله وخاصَّته، الذين امتدحهم الله - تعالى- بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر:29]، فكان مَقْدَمه الكريم - بما رسَّخه من جوٍّ إيماني قرآني نَدِيٍّ بين الشباب في قرى أرياف أطراف الموصل - محمودًا، بعد أن جفَّفَت ماديَّةُ العصر العمياء العاطفةَ الدينية الجمعية، وحرَمت الناس من لذَّةِ روحانية التديّن الهانئة، فنجح في لَمِّ شَمْل طلابه على مائدة القرآن، في أجواء دفء تلاوته، وعسى الله أن يجزيَه عن القرآن وأهله خير الجزاء.ـ وقد مكَّن الله له إجازة الوجبة الأولى من القراء في مسجد الراشد بقرية السفينة، بتاريخ: (8/9/2012)، بحضور رئيس جمعية قراء نِينَوَى، وجمع غفير من المهتمِّين بتلاوة القرآن وعلومه، وهي الوجبة الأولى التي أشرف على تعليمها الشيخ الفاضل "أبو عزام" أكرمه الله وجزاه عنهم خير الجزاء، فلقد جاء القرية بادئ ذي بَدْء، بمبادرة كريمة خالصة منه، وتجشم أعباء التنقل متحملاً مشقة التنقل والحركة، وتغيرات الطقس، وصعوبات الظرف بطيب خاطر منه، في سبيل تعليم الحلقة أحكام التلاوة، يبتغي بذلك وجه الله، وقد نجح بتوفيق الله في خلق حسٍّ قرآني في عموم المنطقة؛ حيث تنتشر اليوم حلقات تعليم التلاوة في عدة مساجد في عموم قرى المنطقة. وفي هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن تعليمَه تلاوة القرآن على رواية حفص عن عاصم، وتوكيده المكثَّف على أن تعليم التلاوة بإحدى الروايات المتواترة، ظلَّ هو السبيل الوحيد الذي يجتمع عليه المسلون من دون أي اختلاف؛ لأنها تتم على أساس التلقِّي والمشافهة من الشيوخ، (فمًا عن أذنٍ، وأذنًا عن فمٍ)، ولا تخضع للاجتهاد الذي قد يثير بعض الخلافات أحيانًا؛ مما يجعلُ علم التلاوة بهذه الميزة المتفرِّدة أحد أدوات لَمِّ شمل المسلمين وتوحيدهم على مائدة القرآن. وعلى ذلك فإن الشيخ "أبو عزام" يسعى للتوسع في حلقات تعليم أحكام التلاوة، ونشر الوعي القرآني بأهميتها، وحثِّ المسلمين والشباب بالذات على الالتحاق بها، باعتبارها من أعظم الخيرات والقربات، التي تؤهِّل صاحبها ليكونَ من أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، والذين يَظلُّون بفضل الله خميرة توحُّد الأمة على القوامة، ومشروع التوحد فيها، بعد أن ذاق المسلمون الأمرَّينِ من الفُرْقة والشقاق. تلك هي إذاً المبادئ العامَّة التي يعتمدها الشيخ "أبوعزام" في تعليم أحكام التلاوة، كمنهج عمل تطبيقي صائب، لاقى نجاحًا واسعًا بين طلابه ومُجَالسيه، فحظي باحترام الجميع.ـ رابط الموضوع:ـ http://www.alukah.net/Culture/0/57755/#ixzz2ZvSk5xJF للعودة إلى الصفحة الرئيسة |
الأستاذ نايف عبوش
Archives
May 2014
Categories
All
|
|
جميع الحقوق محفوظة لبيت الموصل - 2013-2023
|