بقلم : احمد الحَسُّو
القسم الثاني
*
الاديب صالح الياس في تساؤله :
لماذا تُحبسُ "المصلاوية"ـ في المنازل
نشر في موقع بيت الموصل بتاريخ
25-12-2013
قرات ما كتبه الكاتب الاديب صالح الياس بعنوان :
لماذا تُحبسُ "المصلاوية – في المنازل"
فوجدته مقالا رصينا كتب بلغة ادبية جميلة واسلوب جعلني انساب معه بعفوية كما انه تضمن لفتات ذكية لابراز الهدف منها .
الظاهرة التي يعاجها المقال - كما لا يخفى على الكاتب الفاضل - ظاهرة تاريخية ، ولو رجعنا الى ما كتب عن الموصل وعن غيرها من المدن في الكتب البلدانية ، وبخاصة كتاب : صورة الارض ، لابن حوقل، لوجد نا ان الجذورمعمقة عبر تاريخ المدينة الطويل.
ان التعامل مع هذه الظاهرة بتشخيصها والوقوف عند الاشارة الى خطورتها فحسب ،لا يحل الاشكاليه بقدر ما يعقدها . وارى ان البديل هو التعامل معها ضمن معطيات القوانين التي تحكم عملية تطور المجتمع وعلاقته بالريف من جهة والبادية من جهة اخرى.
ان حركة التاريخ تأخذ طريقها كما يشق النهر طريقه ، والانسان هو من يحدد المسار الصائب باستخدام ما يمتلكه من ثقافة ومهارات وقدرات ،فاذا لم يفعل فان حركة النهر العشوائية ستتخذ المسار الذي تجد ذاتها فيه .
ان التغيير السياسي والديموغرافي والاجتماعي والثقافي بعد سنة 2003 والذي اشار اليه الكاتب الكريم،واقع ملحوظ ، ولن يخفف من آثاره السلبية ويحوله الى طاقة متجددة، الا ان يستحضر ابناء الموصل ان مدينتهم ذات الأرومة العراقية والعربية، تمتلك ارثا تاريخيا وحضاريا يمتد ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وانهم بحكم هذا الارث يتحملون مسؤولية تجاه محيطهم الخاص(المدينة) وتجاه محيطهم الحيوي(القرى والبوادي ).
ان مسؤولية الحفاظ على شخصية الموصل، ولهجتها تقع على ابناء الموصل، وادبائها ومفكريها وفنانيها (واخص منهم المسرحيين نظرا لما للمسرح من تاثيرفاعل).
انهم مدعوون الى تنشيط الحركة الادبية والفكرية( ندوات ، مؤتمرات، حلقات حوار وغير ذلك... ابراز دور المدينة الحضاري عبر التاريخ ) والحركة الفنية ( مسرح شعري بالفصحى والعامية الموصلية، مسرحيات باللهجة الموصلية ولهجة الوافدين الى الموصل )
وهنا لابد ان اشيد بما قام به الاخ الاستاذ واثق الغضنفري في تقديم برامجه التلفزيونية باللهجة الموصلية فهي خطوة مهمة في الطريق الصحيح ، وكذلك ما درج الاستاذ مشتاق الدليمي على تقديمه في حكاياته المعروفة بحكايات عمو مشتاق التي نشرت في موقع البيت الموصلي ومن بعده بيت الموصل .
ان خطوات كهذه يمكن ان تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على شخصية الموصل ولهجتها الام ولهجاتها الفرعية الاخرى وهو حق طبيعي لها ، بيد ان ثمة جانبا مهما في هذه
العلاقة بين المدينة والريف ، هو ما يترافق معها من تفاعل في القيم والعادات والافكار ونمط العيش ، والذي يقتضي منا جميعا - اعني المثقفين في المدينة والمثقفين في المناطق الحيوية المحيطة بها( الريف والبادية ) - ان نعمل على الارتفاع به – اعني - التفاعل - نحو مستويات رفيعة تجعله قادرا على ترسيخ قيم التحضر والتطور .
ومع ان ظروف بلادنا في صراعاتها المتدنية والهابطة، تكاد تخنق تحركات رجال الفكر والادب والفن وتمنعهم من ان يكونوا عنصرا فاعلا في قيادة التحول الاجتماعي نحو الاحسن، فلا مناص من ان يعتبروا ذلك( وانا واحد منهم ) واجبا مقدسا يؤدونه خدمة للاجيال القادمة .
**
مدرسـة الصابونجي للبنين
في خمسينات القرن الماضي
بقلم :غانـم محمـد الحَيّـو
نشر في موقع بيت الموصل بتاريخ
26-12-2013
تشكل مدرسة المرحوم الصابونجي في ذاكرتي عودة الى صورة جميلة يوم كنت اتوجه اليها بعد ان اغادر مدرستي المجاورة لها : مدرسة الوطن . كان ارتباط المدرسة باسم المرحوم الصابونجي اول ما غرس في ذهني ان ثمة من يخدم الامة غير الدولة وعمق هذا الشعور ما عرفته ان الرجل كان قد خصص منحة للمتفوقين من طلبة المدرسة الفيصلية الدينية لمدة اربع سنوات للدراسة في الجامع الازهر وان اخي المرحوم الشاعرمحمد الحسو كان احد من استفاد من هذه المنحة بعد نجاحه بتفوق وقد مكنه ذلك من الحصول على الشهادة العالمية في اللغة العربية وآدابها .. كان المرحوم الصابونجي شخصية ذات افق بعيد في التخطيط لمصلحة الامة واحسب انه لم يخط خطوته هذه الا لايمانه بان طريق التقدم هو طريق العلم ، ولعل هذا ما جعله يركز على مرتكزين في التعليم فقد ساهم في الاهتمام بتربية الصغار من خلال انشائه مدرسة ابتدائية لهم ،كما ساهم في اسناد التعليم العالي من خلال المنحة المشار اليها. ان من يقرأ تاريخنا يدرك كم كان لمساهمة رجال الامة ونسائها من دور في تخصصيص المنح المالية والعقارات لمصلحة طلبة العلم ورجاله. كم نحن اليوم بحاجة الى ان نعود الى هذا النهج فحكوماتنا منشغلة بصراعاتها السياسية فهل يعوض الامة عن ذلك اغنياؤها والقادرون على ان يحيوا نظام الوقف الخيري فيرممون ما فسد ويعملون ما لم يعد هَمًّا للمسؤولين في عموم بلادنا.
ذلكم ما غمرني من افكار وانا اقرأ مقال الاستاذ الحيو ،بيد انه تكرم علينا بما كتبه عن اسرة تربوية ومناضلة ، هي اسرة المربي الفاضل والاداري القدير الاستاذ رشاد عبيد البنا واولاده الافاضل الدكتور رياض والدكتور عماد والاستاذ اياد . اما حديثه عن المربي الكبير الاستاذ سالم سعيد الصميدعي فقد اعاد الى الاذهان عَالَمَاً من اللطف والادب والاستقامة وعمل البر .
مع تحياتي للباحث الكريم
***
من ذاكرة الأبداع
الشاعر الموصلي الراحل عبد المحسن عقراوي
بقلم: صبحي صبري ـ
نشر في موقع بيت الموصل بتاريخ 21-12-2013
سعدت ان يتناول شخصيةَ الشاعر المُعَنَّى عبدَ المحسن عقراوي ، رجلُ المسرح الرصين والمبدعُ الصديق صبحي صبري ،ذلك ان حياة هذه الشخصية – اعني العقراوي – كانت عبارة عن مسرح حي..
كان الممثل فيه لا يمثل ، بل يعيش جزئيات حياته في حركة مسرحية دائمة ..
كلما شاهدته – وقد كنت صديقا له – كنت اشهد رجلا يحمل الى جانب جسده المتضائل مظهرا متعبا .. كل شيء فيه : حركتُه .. تسريحةُ شعره ..عيناه المختبئتان وراء نظارته ، سكارتُه التي لا تكاد تفارقه.. كل اولئك كان يعطي من ينظر اليه حركة مسرحية تفيض حيوية وتعبيرا .
كم اتمنى لو كان ثمة مشروع لتجسيد هذه الشخصية مسرحيا يوما ما ، وكم اتمنى ان يقوم بذلك رجل عرف الرجل وتحاور معه – اعني اخانا الاستاذ صبحي صبري - فيتناول ما انتجه من شعر غزير وما عاشه من علاقات حب ؛ على وجه الحقيقة او الخيال، وفي كل ما أُثرَ عنه من مواقف وافكار وتناقضات ..
عبد المحسن عقراوي عاش فعلا ما كان يؤمن به ،
ما صدر عنه من شعر كان من وحي وجدانه وعقله
ومع انه مصنف عقائديا في اتجاه معين، الا انه – كما اراه – كان يُحَلّقُ في كل ميدان وجد نفسه صادقة فيه
*ّّ**
بقي ان اروي عنه قصة وفاء ازجاها الى رجل احب شعره وهو المرحوم المحامي مؤيد رؤوف الغلامي ، وقد رواها لي بنفسه، قال :
كان ثمة من خطط يوما ما للايقاع بي ولم ينقذني من ذلك الا الشاعر عبد المحسن عقراوي الذي زارني ليلا وطلب مني ان اغادر المكان الذي كنت فيه فورا
وقد فعلت وأَمنت
وكان هذا بفضل الله وفضله
رحم الله الصديق والشاعرالكبير عبد المحسن عقراوي
****