في يوم ميلادك يا رسول الله
بقلم : الدكتور احمد الحَسُّو
*******
ماذا أقول في يوم ميلادك يا رسول الله ،
وأمتنا على ما هي عليه وعالمنا عالمُ ظُلْمٍ ؟
انت يا سيدي من جاء ليتمم مكارم الاخلاق..
وانت من حمل الى البشر قانون الحياة في قوله تعالى، مخاطبا الناس اجمعين:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
وفي قوله جَلَّ شانُه مؤكدا على كرامة الانسان :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...
وقوله في الحفاظ على النفس البشرية :
مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ
وقوله في البر والعدل مع غير المسلمين
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
وانت يا سيدي يا رسول الله من خاطب الناس فقال:
ـ( يا أيها الناس، إن ربكم واحد ،وان اباكم واحد. كلكم لآدم، وآدم من تراب .
أكرمكم عند الله اتقاكم .)ـ
وأنت من أوصيت بالنساء خيرا .. وأنت وأنت وأنت ..
وها أن كلمات الله وكلماتك توضع اليوم في غير موضعها،
وينسب اليك ما انت نقيض له،
أفنكتفي في يوم ميلادك بكلمات نقولها في حقك وعبارات تهنئة نتبادلها ؟
أفلا يدعونا هذا الى ان نحتفل بيوم ميلادك فَنُعْمِلَ عقولَنَا في التفقه السليم بما جئت به؟
أفلا يدعونا هذا الى ان يوازي جهدنا في ايضاح الحقيقة، الجهد الذي يبذله الآخرون؛ تشويها لها ؛ جهلا أو عمدا؟
أفلا يدعونا هذا الى نخلص كلماتك مما أُلْصِقَ بها عبر قرون وقرون
لقد كانت كلمة ( إقرأ ) اول ما أمرك الله به وكان من ثمارها، إنجاز حضاري علمي ثقافي كبير، أكبر من أن يتجاهله احد؟
نحن اليوم - مع الأسف - امة تقرأ ولا تعي
فهل من عودة الى روح وجوهر الكلمة الاولى: فنكون امة تقرأ وتتفقه وترسخ حرية الفكر، وتعمل العقل، وتظل - كما اراد لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمةَ محبة وسلام
للتعليق والمشاركة