في رثاء المكتبة المركزية - جامعة الموصل
أواه.. أيَّتُهَا الحَسْنَاء
لقَدْ قَتَلَنِي آغْتِيَالُكِ
اليَوْمَ أُعْلِنُ حِدَادِي من أجْلِكِ ومن أجْلِي
فَأنَا وانتِ غَرِيقَان
الدموعُ في عَيْنَيَّ كَجَمْرْ
والجَمْرُ من عُنْفُوانِهِ يَكَادُ يَحْرِقُ ما حَوْلَه
لَبِنَةً لَبِنَةً تَرَافَقْنَا
ويَوْمَاً فَيَوْمَاً أحْبَبْنَا بَعْضَنَا
سَبْعٌ من السَنَواتِ كُنَّا سَوِيَّةً
أيَّانَ انت يا (مَارْدَا)
لتشهدي كيف غَدَتْ الوانُ قوس قزح التي اخترتِهَا بِحُبّ...
إِنَّهَا اليومَ غارقةُ في دمِهَا
أيَّانَ انتَ يا عَبْدَ السَتَّار حَمْدُون
اتذكر ذلك الجمع المتراص
وأَكُفَّ الخير بين المَكْتَبَتَيْنِ وهي توصل كل كتاب الى محرابه
المحرابُ خَاوٍ والكتبُ لم تَعُدْ على رُفُوفِهَا
أيَّانَ أَنْتُنَّ أيَّتُهَا الطَيِّبَاتْ
أيَّانَ أنْتُمْ أيُّهَا الطَيِّبُونْ
كل اسم حملتموه كان سلاما
وكل كتاب اضفتموه كان رمزا
ليتني استطيع ان اخاطبكم واحدا واحدا
فانا اعلم اي حزن يقيم في عيونكم
وهل بعد الذي اصاب الجامعة الام واصاب حسناءها من حزن
اتذكرون أَنَّكُم - وهذا المُتَيَّمَ - كيف كنتم
تَحْتَفُونَ بها وتَتَفَيَّأُونَ ظِلَالَهَا ؟
وانت ايتها الحسناء
اتذكرينَ يوم جاء من يعلمنا كيف نجعل من ارضك مرآةً
وانني كنت اولَّ من نظف ارضك؟
كان وجهُكِ كوجْهِ سماءٍ صافية
وداعا سيدتي..
ساذهب، فالمُعَزُّونَ بالآنتظار
سأنقل لهم ما تحمله لحظةُ الوداعِ هذه
انا اسمع رُكَامَاتِكِ
اسمع جراحَهَا
سانقل وصيَّتَك بأمانة
سارددها مع كل أحِبَّائِكِ:
ما مات مَكْتَبِيٌ أبَدَا
وما ذوى عِلْمُ عالمٍ قَطّ
وما كُتِبَ لكلمةٍ حُرَّةٍ أن تُطْوَى
ما بين مكتبة آشور الى جواري ،
والمعنى العظيم الذي تحمله كلمة (إِقرأ)
سرٌ لا يعرفه الذين لا يَفْقَهُون.
به أتَجَدَّدْ
وهُوَ بي يَخْلُدْ
من جيلٍ الى جيلٍ يَمْضِي
الصُبْحُ قادمٌ
والمَكْتَبِيُّونَ عَائِدُونْ
وشَجَرُ الحرم الجامعي سيورق من جديد
****
احمد الحَسُّو
مؤسس المكتبة الشهيدة وامينها العام
بين سنتي 1973- 1980 م
تفاصيل اضافية