بقلم : احمد الحسو
حين اردت ان أعبر عن نفسي تجاه يوم ميلاد شاعر ملأت كلماته الدنيا وجدتني امام قصيدته : ام الربيعين التي نشرها مطلع سنة ٢٠١٤م ففيها اجد كلَّ قصائده ..في جَنبات ام الربيعين وُلد، وفي أَفيائها ترعرع وفي ظل ربيعَيْها سما عشقُه، وفي غور معاناتها اطلق اجمل ما يقال حزنا عبقريا افيمكن ان نذكره في عيد ميلاده دون ان نذكرها وهل هو الا هي، وهل هي الا هو.. ، دعونا نستمع اليه فيها :
أم الربيعين
معد الجبوري
أُمَّ الربيعيـنِ ، يا قِيثارَةَ الزمنِ
يا واحةَ اللؤلؤِ المنثـور ، في وطني
يا وَردةَ القلبِ ، تَنْدَى وهيَ صادِيَةٌ
و يا صدى كلماتي ، وهيَ تكتُبُني
في كُلِّ مُنعطَفٍ، لي منكِ بحر هوًى
تجري بما تشـتهي في لُجِّهِ ، سُفُني
لو غِبتِ عني فروحي نَوْحُ صادِحَةٍ
تظلُّ تشهقُ مِنْ شَجوٍ ومِنْ شَجَنِ
ولـو ظَمِئتِ ، لصَيَّرتُ الفؤادَ يداً
على شِفاهِكِ ، كالعنقودِ تعصرُني
*
دارَ الزَّمانُ، ومَنْ داسُوا على كَبِدِي
ظنُّوا بِأنَّ جراحي ، عنكِ تُبعِدُني
باقٍ.. ولا ظِلَّ لي إلا هواكِ ، وما
سواكِ للجُرحِ ، مِنْ حُضنٍ ومُحتَضِنِ
لي نينوى ، أنِفَتْ ألواحُها أبـداً
مِن أن يَحُطَّ عليها طائرُ الوَسَنِ
أسـوارُها قِمَمٌ ، أحجارُهـا رُقُمٌ
ظلت تشـعُّ ، وما آلَتْ إلى دِمَنِ
يا نينوى الموصل الحدباء، يا ألَقِي
ونبضَ صوتيَ في سَهْلٍ وفي حَزَنِ
يا موصلَ المجد ، ما هانَتْ بِمُعتَرَكٍ
ولا شـكَتْ، فَرْطَ ما لاقَتْهُ ، مِنْ وَهَنِ
لَأَنتِ دارُ النَّدَى ، طابَتْ مرابِعُها
وكبرياءٌ ، بوجهِ الضَّيمِ والإحَنِ
سِيَّان: أسكُنُ في عينيكِ ، مُتَّشِحاً
بِزهوِ عينيكِ ، أو عيناكِ تَسكُنُنِي
تضمُّ وجهَكِ أضلاعي ، وقَدْ نَثَرَتْ
دُرَّ الحَنايا لَهُ ، يا دُرَّةَ المُدُنِ
حَصَّنْتُ وجهَكِ بِاسمِ اللهِ مِنْ حَسَدٍ
و مِنْ أراجِيفِ أطمَاعٍ ، ومِنْ فِتَنِ
ما زلتِ، والشمسُ مِنْ كَفَّيكِ طالِعةٌ
حِصْنَ الفُراتَينِ، في الأَرزاءِ والمِحَنِ
ما زلتِ ثَغرَ بلادي ، ما زَكا زَهَرٌ
غَضٌّ، ومـا صدَحَتْ وِرْقٌ على فَنَنِ
**
وبعد ففي هذه القصيدة تَوَحُّدٌ وتَنَاغُمٌ – كما قلت عنها
في مكان غير هذا بين المدينة والشاعر..
يَكْتُبُهَا فَتَكْتُبُهْ.. يَعْتَنِقُهَا فَتَعْتَنِقُه ..تَضْمَأُ فَيَرْوِي...
ويَعْشَقُ فَتَضُمّ..
جُرْحَانِ قَانِيَان يَبْسَمَان..
وهل سواها ( للجرح من حُضن ) ؟
وهل سواه لها في حلكة الزمن؟
بوركت ايها الشاعر المُعَّنَى في يوم ميلادك الذي يتجدد مع كل كَلِمٍ جميل تقول.
وبوركتِ يا مدينتي
أيتها الدُرّةُ الصامدة أبدا
*
عودة الى الصفحة الرئيسة