ـ الإعدادِيّة المَركَزِيَّة
ـ الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد
كانت الموصل وما زالت معيناً لا ينضب من الكفاءات العلمية، والتخصصات الأدبية، والإدارية المبدعة، وفي مجالات مختلفة عملت على رفد الساحة العراقية بفيض العطاء حتى تجاوزت المجالين العربي والدولي. وكان في الموصل مدارس متميزة تتنافس على التفوق والحصول على المركز الأوّل فيها. يا له من تنافس عظيم حقاً! إنه تنافس رائع... إنه تنافس شريف، غايته: رفعة مَدِينَة الموصل وتميزها ، وتفردها عن غيرها، من أجل الوصول إلى القمة وصناعة مجد الأمة... إحدى هذه المدارس هي: (الإعْدادِيّة المَرْكَزِيَّة) بقيادة الأستاذ التربوي الجليل نزار المختار
يشير المؤرخ إبراهيم العلاف: بأن الإعدادِيّة المَركَزِيَّة تأسست سنة 1895 باسم موصل إعدادي ملكي (مدني)، ثم في عام 1908 سميت بإعدادية الموصل وأطلق عليها فيما بعد اسم الإعدادِيّة المَركَزِيَّة. وقد لعبت دوراً فاعلاً عبر مسيرتها التي تجاوزت قرناً من الزمن في تأهيل عدد كبير من الكوادر العلمية والأدبية والفنية التي أسهمت في بناء العراق. وقد حظيت هذه المَدْرَسَة بنخبة متميزة من المدرسين المؤهلين المخلصين في عملهم، ولا يزال طلبتهم يذكرونهم باعتزاز وفخر لما لمسوه منهم من علم ومحبة وصدق وتفان في أداء رسالتهم المقدسة. ولم تكن هذه المَدرسة من المدارس العادية، بل كانت متميزة في كل المجالات وكان لها أدواتها في تنشئة الأجيال، ولعل من هذه الأدوات، إصدار مجلة ثَقَافِيّة، وتنظيم مهرجانات للشعر، ومسابقات أدبية، وإقامة مسارح، ومباريات رياضية، وسفرات اجتماعية تساعد في تنمية الوعي وإيقاظ الأفكار وتوسيع مدارك طلبتها.ـ
دعوني أمر على بعض أسماء تلك " النخبة " العليا من أساتذة الإعدادِيّة المَركَزِيَّة، منهم من فارق الحياة إلى دار الحق، نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم. وأبدأ بأعضاء هيئة التدريس ثم أولئك الذين تخرجوا على أيديهم... وهم جميعا يمثّلون مَدرسةً تَارِيخية في العلم والمعرفة، فهم النخبة التي ساهمت في إعداد قادة المستقبل، وفي الحقيقة يتوجب عليً أن اكتب عن كل واحد منهم مقالة خاصة ولكن سوف أذكر اسم كل واحد حسب معرفتي ورأيي، آملاً أن يستفاد من سيرهم، ومن أساليبهم، وأخلاقياتهم، ومعاملاتهم، وسمو تقاليدهم، ورقي ثقافتهم، وسوف أقتصر على ذكر من عرفته أو خبرته منذ عقود زمنية مضت، ولم أزل احمل ذِكْرَيَات عنه ليس في حقيبتي، بل في ضميري ووجداني:ـ
ـ1. الأستاذ مؤيد الفارس– مدرس اللغة العربية والمشرف على مكتبة المَدْرَسَة
ـ2. الأستاذ خليل السنجري – مدرس الكيمياء
ـ3. الأستاذ بهنام عبوش – مدرس الأحياء (الحيوان)ـ
ـ4. الأستاذ واصل محجوبة – مدرس الأحياء (النبات)ـ
ـ5. الأستاذ سعد الله عبد الجبار– مدرس الفيزياء
ـ6. الأستاذ عبد الحميد خضر – مدرس الرياضيات (الهندسة المجسمة)ـ
ـ7. الأستاذ قاسم محمد علي – مدرس الرياضيات
ـ8. الأستاذ عبد المَلِك النوري – مدرس اللغة الإنكليزية
ـ9. الأستاذ سالم كرومي – مدرس اللغة الإنكليزية
ـ10. الأستاذ مصطفى محيي الدين – مدرس اللغة العربية
ـ11. الأستاذ ضياء يونس – مدرس الفنية
ـ12. الأستاذ محمد العبوبي– مدرس الإسلامية ومؤسس أول مسجد في المَدْرَسَة
ـ13. العم يونس – المسؤول عن دق الجرس
كان الطلاب يتباهون بأنهم من تلك المَدرَسَة، ويشعرون بالزهو والافتخار، لأنهم ينتمون إِلَيْها، لأن فيها إدارة تربوية واعية تتصف بحكمة قوية صارمة حاسمة لا تهاون ولا ضياع لوقت. وفي الحقيقة إن تلك الإدارة المتمثلة بالمربي الجليل الأستاذ نزار المختار...ـ
ـ الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد
كانت الموصل وما زالت معيناً لا ينضب من الكفاءات العلمية، والتخصصات الأدبية، والإدارية المبدعة، وفي مجالات مختلفة عملت على رفد الساحة العراقية بفيض العطاء حتى تجاوزت المجالين العربي والدولي. وكان في الموصل مدارس متميزة تتنافس على التفوق والحصول على المركز الأوّل فيها. يا له من تنافس عظيم حقاً! إنه تنافس رائع... إنه تنافس شريف، غايته: رفعة مَدِينَة الموصل وتميزها ، وتفردها عن غيرها، من أجل الوصول إلى القمة وصناعة مجد الأمة... إحدى هذه المدارس هي: (الإعْدادِيّة المَرْكَزِيَّة) بقيادة الأستاذ التربوي الجليل نزار المختار
يشير المؤرخ إبراهيم العلاف: بأن الإعدادِيّة المَركَزِيَّة تأسست سنة 1895 باسم موصل إعدادي ملكي (مدني)، ثم في عام 1908 سميت بإعدادية الموصل وأطلق عليها فيما بعد اسم الإعدادِيّة المَركَزِيَّة. وقد لعبت دوراً فاعلاً عبر مسيرتها التي تجاوزت قرناً من الزمن في تأهيل عدد كبير من الكوادر العلمية والأدبية والفنية التي أسهمت في بناء العراق. وقد حظيت هذه المَدْرَسَة بنخبة متميزة من المدرسين المؤهلين المخلصين في عملهم، ولا يزال طلبتهم يذكرونهم باعتزاز وفخر لما لمسوه منهم من علم ومحبة وصدق وتفان في أداء رسالتهم المقدسة. ولم تكن هذه المَدرسة من المدارس العادية، بل كانت متميزة في كل المجالات وكان لها أدواتها في تنشئة الأجيال، ولعل من هذه الأدوات، إصدار مجلة ثَقَافِيّة، وتنظيم مهرجانات للشعر، ومسابقات أدبية، وإقامة مسارح، ومباريات رياضية، وسفرات اجتماعية تساعد في تنمية الوعي وإيقاظ الأفكار وتوسيع مدارك طلبتها.ـ
دعوني أمر على بعض أسماء تلك " النخبة " العليا من أساتذة الإعدادِيّة المَركَزِيَّة، منهم من فارق الحياة إلى دار الحق، نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم. وأبدأ بأعضاء هيئة التدريس ثم أولئك الذين تخرجوا على أيديهم... وهم جميعا يمثّلون مَدرسةً تَارِيخية في العلم والمعرفة، فهم النخبة التي ساهمت في إعداد قادة المستقبل، وفي الحقيقة يتوجب عليً أن اكتب عن كل واحد منهم مقالة خاصة ولكن سوف أذكر اسم كل واحد حسب معرفتي ورأيي، آملاً أن يستفاد من سيرهم، ومن أساليبهم، وأخلاقياتهم، ومعاملاتهم، وسمو تقاليدهم، ورقي ثقافتهم، وسوف أقتصر على ذكر من عرفته أو خبرته منذ عقود زمنية مضت، ولم أزل احمل ذِكْرَيَات عنه ليس في حقيبتي، بل في ضميري ووجداني:ـ
ـ1. الأستاذ مؤيد الفارس– مدرس اللغة العربية والمشرف على مكتبة المَدْرَسَة
ـ2. الأستاذ خليل السنجري – مدرس الكيمياء
ـ3. الأستاذ بهنام عبوش – مدرس الأحياء (الحيوان)ـ
ـ4. الأستاذ واصل محجوبة – مدرس الأحياء (النبات)ـ
ـ5. الأستاذ سعد الله عبد الجبار– مدرس الفيزياء
ـ6. الأستاذ عبد الحميد خضر – مدرس الرياضيات (الهندسة المجسمة)ـ
ـ7. الأستاذ قاسم محمد علي – مدرس الرياضيات
ـ8. الأستاذ عبد المَلِك النوري – مدرس اللغة الإنكليزية
ـ9. الأستاذ سالم كرومي – مدرس اللغة الإنكليزية
ـ10. الأستاذ مصطفى محيي الدين – مدرس اللغة العربية
ـ11. الأستاذ ضياء يونس – مدرس الفنية
ـ12. الأستاذ محمد العبوبي– مدرس الإسلامية ومؤسس أول مسجد في المَدْرَسَة
ـ13. العم يونس – المسؤول عن دق الجرس
كان الطلاب يتباهون بأنهم من تلك المَدرَسَة، ويشعرون بالزهو والافتخار، لأنهم ينتمون إِلَيْها، لأن فيها إدارة تربوية واعية تتصف بحكمة قوية صارمة حاسمة لا تهاون ولا ضياع لوقت. وفي الحقيقة إن تلك الإدارة المتمثلة بالمربي الجليل الأستاذ نزار المختار...ـ
هي مَدرَسَة بحد ذاتها، لأنها صادقة مع نفسها، وصادقة مع أبناء مجتمعها، تحقق ذاتها من خلاله، تؤمن بتأسيس جيل متعلم متسلح بثقافة عميقة واسعة، وتتفانى من أجل بناء مجتمع على أسس سليمة، ينهض بالأمة إلى الأعالي، ويحقق لها الازدهار، ويجعلها في مصاف الأمم المتقدمة، التي يتفاخر أبناؤها بها، يحملون لواءها بكل اعتزاز، ويحرصون على تحقيق رسالتها لبناء المجد والعزة والرفعة...ـ
وماذا عساي أن أتحدث عن طلبة تغذوا بأخلاق هؤلاء العلماء وتربوا على موائدهم التربوية... ونهلوا من مواردهم العلمية؟ إنهم مجتهدون، مثابرون، عباقرة، لا يعرفون طريقاً إلى الكلل، ولا يعترفون بسبيل إلى الملل، علامات الذكاء في ناصيتهم، يحصدون بعثات وزارة النفط و(زمالات كولبنكيان)، للدراسة خارج العراق. عندما استذكر أسماءهم ينتابني إحساس يتأرجح بين الرهبة والخوف، وبين التقدير والاحترام، إنهم النخبة، منهم من هو على قيد الحياة، يعطي بلا ثمن، ويواصل المسيرة التي آمن بها، ومنهم من فارق الحياة إلى دار الحق، نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم. إنهم خيرة الخيرة في الموصل وخارجها، منهم العلماء، وأساتذة الجامعات، والأطباء، والأدباء، والشعراء، والفقهاء، والمهندسون، والضباط، والطيارون، والمثقفون...الخ.ـ
وحري بنا أن نأخذ نموذجاً من هؤلاء الطلبة الذين عاصرناهم خلال الفترة 1965-1967 ونفاخر بهم:ـ
ـ1. فارس يونس بشير – التحق بكلية الطب/ جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بأمراض الدم وفحوصاته
ـ2. محمد فوزي طبو العقيلي – التحق بصحة نِينَوَى، ثم حصل على شهادة اختصاص بالتخدير والعناية المركزة من السويد
ـ3. مؤيد قاسم يحيى – اختصاصي بأمراض الغدة الدرقية والطب الذري
وماذا عساي أن أتحدث عن طلبة تغذوا بأخلاق هؤلاء العلماء وتربوا على موائدهم التربوية... ونهلوا من مواردهم العلمية؟ إنهم مجتهدون، مثابرون، عباقرة، لا يعرفون طريقاً إلى الكلل، ولا يعترفون بسبيل إلى الملل، علامات الذكاء في ناصيتهم، يحصدون بعثات وزارة النفط و(زمالات كولبنكيان)، للدراسة خارج العراق. عندما استذكر أسماءهم ينتابني إحساس يتأرجح بين الرهبة والخوف، وبين التقدير والاحترام، إنهم النخبة، منهم من هو على قيد الحياة، يعطي بلا ثمن، ويواصل المسيرة التي آمن بها، ومنهم من فارق الحياة إلى دار الحق، نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم. إنهم خيرة الخيرة في الموصل وخارجها، منهم العلماء، وأساتذة الجامعات، والأطباء، والأدباء، والشعراء، والفقهاء، والمهندسون، والضباط، والطيارون، والمثقفون...الخ.ـ
وحري بنا أن نأخذ نموذجاً من هؤلاء الطلبة الذين عاصرناهم خلال الفترة 1965-1967 ونفاخر بهم:ـ
ـ1. فارس يونس بشير – التحق بكلية الطب/ جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بأمراض الدم وفحوصاته
ـ2. محمد فوزي طبو العقيلي – التحق بصحة نِينَوَى، ثم حصل على شهادة اختصاص بالتخدير والعناية المركزة من السويد
ـ3. مؤيد قاسم يحيى – اختصاصي بأمراض الغدة الدرقية والطب الذري
ـ4. سعد أحمد محمود – اختصاصي بالطب الذري
ـ5. موفق محمود – اختصاصي بأمراض العظام والكسور
ـ6. عبد القادر النقشبندي – التحق بالشرطة
ـ7. حكمت حمدي – التحق بكلية الصيدلة في جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بالصيدلة
ـ8. فرج محمد عبد الله – التحق بكلية الصيدلة في جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بالصيدلة
ـ9. سعد علي الطعان – التحق بكلية الهندسة في جامعة الموصل وحصل على الدكتوراه في الهندسة
ـ10. صبحي عزيز علي– التحق بكلية الهندسة في جامعة الموصل وحصل على الدكتوراه في الهندسة
ـ11. ذو الكفل إبراهيم – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل، وقد هاجر إلى بريطانيا منذ أكثر من ثلاثة عقود
ـ12. خالد نجيب الخفاف - التحق بالكلية العسكرية
ـ13. ممتاز إبراهيم – خريج كلية صيدلة في جامعة الموصل
ـ14. وليد ذنون طبو - اختص بطب وجراحة العظام والكسور
ـ15. هيثم حسين النجيفي - التحق بكلية طب الموصل واختص بالجراحة العامة
ـ16. المرحوم محمد أحمد مطلوب – التحق بالقوة الجوية
ـ17. أكرم إسماعيل – التحق بكلية الهندسة بجامعة الموصل
ـ18. محمود عطا الله – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل
ـ19. ظاهر جميل – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل
ـ20. المرحوم محمود فتحي – أضحى لاحقاً مدرساً للغة العربية، واشتهر بكتاباته المسرحية والمسلسلات الإذاعية
ـ21. فاروق البنا - اختص بطب الأنف والأذن والحنجرة
ـ22. المرحوم علي المهتدي – أضحى من الممثلين المسرحيين الموهوبين
ـ23. طالب العزاوي – خطاط مشهور وفنان تشكيلي مبدع
ـ24. سمير بشير حديد (دكتوراه رياضيات) كاتب هذه السطور
ـ5. موفق محمود – اختصاصي بأمراض العظام والكسور
ـ6. عبد القادر النقشبندي – التحق بالشرطة
ـ7. حكمت حمدي – التحق بكلية الصيدلة في جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بالصيدلة
ـ8. فرج محمد عبد الله – التحق بكلية الصيدلة في جامعة الموصل وحصل على شهادة الدكتوراه بالصيدلة
ـ9. سعد علي الطعان – التحق بكلية الهندسة في جامعة الموصل وحصل على الدكتوراه في الهندسة
ـ10. صبحي عزيز علي– التحق بكلية الهندسة في جامعة الموصل وحصل على الدكتوراه في الهندسة
ـ11. ذو الكفل إبراهيم – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل، وقد هاجر إلى بريطانيا منذ أكثر من ثلاثة عقود
ـ12. خالد نجيب الخفاف - التحق بالكلية العسكرية
ـ13. ممتاز إبراهيم – خريج كلية صيدلة في جامعة الموصل
ـ14. وليد ذنون طبو - اختص بطب وجراحة العظام والكسور
ـ15. هيثم حسين النجيفي - التحق بكلية طب الموصل واختص بالجراحة العامة
ـ16. المرحوم محمد أحمد مطلوب – التحق بالقوة الجوية
ـ17. أكرم إسماعيل – التحق بكلية الهندسة بجامعة الموصل
ـ18. محمود عطا الله – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل
ـ19. ظاهر جميل – التحق بكلية الطب بجامعة الموصل
ـ20. المرحوم محمود فتحي – أضحى لاحقاً مدرساً للغة العربية، واشتهر بكتاباته المسرحية والمسلسلات الإذاعية
ـ21. فاروق البنا - اختص بطب الأنف والأذن والحنجرة
ـ22. المرحوم علي المهتدي – أضحى من الممثلين المسرحيين الموهوبين
ـ23. طالب العزاوي – خطاط مشهور وفنان تشكيلي مبدع
ـ24. سمير بشير حديد (دكتوراه رياضيات) كاتب هذه السطور
ما أجمل أن أستذكر ذَلِك الموقف حين كان زميلي وصديقي محمد أحمد مطلوب طالباً في الصف الخامس الثانوي في الإعْدادِيّة المَرْكَزِيَّة، يستعير أو يؤجر دراجة هوائية، يمتطي صهوتها قادماً من (الزنجيلي) إلى (حَمَّام المَنْقُوشَة) تحت غزارة المطر، وشدة البرد، ليطلعني على حل سؤال في الرياضيات وتدقيق صحته، لأني كنت مولعاً بهذا العلم، ولا يستعصي علي حل أي سؤال فيه إطلاقاً! فقد كان ذَلِك الصديق ذكياً جداً، إذ حصل على معدل يؤهله لدخول كلية الطب، لكنه التحق بالقوة الجوية، وأضحى صقراً من صقور القوات المسلحة التي تحلق عالياً، يؤدي واجبه الوطني، يجوب الفضاء، ويداعب الطبقات الهوائية، فيغدو مثل قشاعم السماء التي تلحظ الأرض شزراً، ويرقب الحدود حماية، ويشاهد حمى الأوطان دفاعاً، إنها المهمة التي نذر نفسه لها، ليحمي سماء الوطن، سماء العراق من شرور الأعداء... إنها العظمة والرجولة، إنها الشهامة والشجاعة، إنها التضحية والفداء من أجل الواجب، إنها استجابة لنداء الوطن... كنا نتطلع إلى تلك اللحظات التي تجمعنا به، كم كانت الفرحة ترسم على وجوهنا عند رؤيته، وكم كانت السعادة تغمرنا عند لقائه لأنه كان يملأ الجو بدماثته، وخفة ظله، وجمال روحه... نترقب اللحظات، لنتبادل أطراف الحديث، والتقاط الصور معه... يا لها من وقفات...! ويا لها من ساعات...! ويا له من فراق...!ـ
ليس هناك أثمن من الأصدقاء القدماء الحقيقيين، وليس هناك أسمى من الزملاء المتعاونين، وليس هناك أطيب من استعادة ذكراهم واحداً واحداً... كنت قَبْل أن ابدأ كتابة هذه الصفحات، لا أتذكر إلاّ بعضهم ممن كانت عرى صداقتي قد توثقت بهم... لكنني ما أن مضيت قليلاً في كتابتي حتى تذكرت عدداً آخر منهم، واتصلت بالأخ الدكتور محمد فوزي طبو العقيلي الذي أنعش ذاكرتي، فله مني خير الجزاء. كان الزمن غير هذا الزمن، وكان المجتمع غير ما غدا عليه اليوم... وكانت الحياة أكثر وداعة وأمنا ودعة ورخاء... وكانت الأمور أكثر ضبطاً وربطاً وتنظيماً... وكان الانسان غير الانسان في هذه الايام، إذ انقلبت الدنيا وما عليها، (وتلك الأيام نداولها بين النّاس... ).ـ
في الختام أرجو من أساتذتي وزملائي في الإعْدادِيّة المَرْكَزِيَّة ومن يتسنى له قراءة هذه الذِكْرَيَات إرسال بعض من ذِكْرَيَاتهم لي لتضمينها في الطبعة القادمة، واعتذر سلفا إن كنت قد نسيت شيئا أو قللت من مقام أحد، وحسبنا أننا أخوة وأحبة في الله. حفظ الله الجميع وأمدّ كل من هو على قيد الحياة بالصحة والعافية... ورحم الله رحمة واسعة كل من غادرنا إلى دار البقاء. ـ
**
لقراءة المزيد عن تاريخ المدرسة الاعدادية للبنين في الموصل - العراق:ـ
اعدادية الموصل للبنين 1908-1954 :فصل من تاريخ التربية والتعليم في العراق المعاصر - أ.د. ابراهيم العلاف
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
ليس هناك أثمن من الأصدقاء القدماء الحقيقيين، وليس هناك أسمى من الزملاء المتعاونين، وليس هناك أطيب من استعادة ذكراهم واحداً واحداً... كنت قَبْل أن ابدأ كتابة هذه الصفحات، لا أتذكر إلاّ بعضهم ممن كانت عرى صداقتي قد توثقت بهم... لكنني ما أن مضيت قليلاً في كتابتي حتى تذكرت عدداً آخر منهم، واتصلت بالأخ الدكتور محمد فوزي طبو العقيلي الذي أنعش ذاكرتي، فله مني خير الجزاء. كان الزمن غير هذا الزمن، وكان المجتمع غير ما غدا عليه اليوم... وكانت الحياة أكثر وداعة وأمنا ودعة ورخاء... وكانت الأمور أكثر ضبطاً وربطاً وتنظيماً... وكان الانسان غير الانسان في هذه الايام، إذ انقلبت الدنيا وما عليها، (وتلك الأيام نداولها بين النّاس... ).ـ
في الختام أرجو من أساتذتي وزملائي في الإعْدادِيّة المَرْكَزِيَّة ومن يتسنى له قراءة هذه الذِكْرَيَات إرسال بعض من ذِكْرَيَاتهم لي لتضمينها في الطبعة القادمة، واعتذر سلفا إن كنت قد نسيت شيئا أو قللت من مقام أحد، وحسبنا أننا أخوة وأحبة في الله. حفظ الله الجميع وأمدّ كل من هو على قيد الحياة بالصحة والعافية... ورحم الله رحمة واسعة كل من غادرنا إلى دار البقاء. ـ
**
لقراءة المزيد عن تاريخ المدرسة الاعدادية للبنين في الموصل - العراق:ـ
اعدادية الموصل للبنين 1908-1954 :فصل من تاريخ التربية والتعليم في العراق المعاصر - أ.د. ابراهيم العلاف
**
للعودة إلى الصفحة الرئيسة