الجذور التاريخية للتعدد الإثني في الحدود الشرقية للعراق
صلاح سليم علي
صلاح سليم علي
مقدمة:
تعد منطقة الحدود العراقية مع ايران واحدة من أكثر مناطق العالم تعقيدا من النواحي الأنثروبولوجية والإثنية والجغرافية والسياسية والحضارية مما اضفى الى تاريخ الأمم التي استوطنت بلاد الرافدين وايران طابعا خاصا أثر ومابرح يؤثر على العلاقات بين العراق وايران ويسقط ظلاله القريبة على الشرقين الأدنى والأوسط والبعيدة على دول الشرق والغرب ممن تؤثر وتتأثر بأقدار البلدين والسياسات التي تنتهجانها...غير أن العلاقات بين العراق وأيران تعد الأكثر تعقيدا وتشعبا عبر التاريخ وذلك لتجاور البلدين بخط حدود يبلغ 1.472 كلم، فضلا عن وجود ما يقرب من 42 نهرا ورافدا وجدولا كانت تصب في العراق وبضمنها نهر "الوند" الذي يسهم بما يقرب من 40 بالمائة من نهر "ديالى"، بالإضافة الى نهر "الكارون" و "الكرخة" و "دويريج" و"الطيب" التي تصب في الاهوار او نهر دجلة قبل ان يعمد الجانب الايراني الى قطعها..
وبقدر تعلق الأمر بتكوين الأمم، لابد من الإشارة الى أن الشعوب والأقوام والأعراق المختلفة تغير اماكنها من منطقة الى اخرى عبر الأزمنة المختلفة والى ان سكان منطقة ما من العالم ليسوا في الأغلب هم السكان الأصليين لتلك المنطقة..ويصدق هذا على معظم مناطق العالم ..فقد استوطن العالم الجديد أناس غير سكانه الأصليين، واستوطن الأتراك بلادا كانت تتتوزعها امم اخرى كالحيثيين والحاتيين والأرمن والآشوريين والسكيثيين واليونانيين والقفقاسيين وغيرهم..غير ان الأمم التي استوطنت وادي الرافدين وأيران عديدة في كلا البلدين..ودرجة التجانس التي تصف الأمم التي استوطنت وادي الرافدين أعظم منها لدى الأمم التي استوطنت ايران ربما بأستثناء المناطق الحدودية بين البلدين التي شهدت تنوعا اثنيا هائلا سنتطرق اليه في هذه الدراسة..
**
تحميل و قراءة المقال كاملا :الجذور التاريخية للتعدد الإثني في الحدود الشرقية للعراق