المحنة او التحكيم الالهي
او الاختبار المقدّس في العراق القديم
الجزء الثاني
ترجمة الدكتور حسيب الياس حديد
جان- ماري دوران [1]
او الاختبار المقدّس في العراق القديم
الجزء الثاني
ترجمة الدكتور حسيب الياس حديد
جان- ماري دوران [1]
ج. الاتهامات المتعلقة بالأموال المادية :
يعد تطبيق التحكيم الإلهي في النزاعات ذات الطابع الاقتصادي هي الأكثر شيوعاً وهنالك الكثير من الوثائق التي تؤديها ليس بالقوانين وإنما بالنصوص القانونية . وقد اقتبس (جان بوتيرو) أمثلة قديمة يرجع تاريخها إلى النصف الأول من الألفية الثالثة (نصوص سومرية) ، إذ يتم اللجوء إلى التحكيم الإلهي بسبب حقل أو ثلاثة أغنام ... وهكذا .وقد لاحظنا آنفاً ان هذا النوع الذي يتسم بصفة (سياسية) يعالج النزاعات الأقليمية بين أمراء (Ida-Marns) فالدوافع الاقتصادية عديدة جداً خاصة عندما نتفحص المدونات الخاصة بالتحكيم الإلهي من سوسا أو من نوزي .
هنالك رسالة من (No. 254[A.380] (Yaqqim-Addu تتحدث عن التحكيم الإلهي المتعلق بالنزاعات الخاصة بالأموال (أو الممتلكات) وبشخص مفقود ، إذ تمت تبرئة شخص يدعى ((Iddin-lltim من تهمة لم يتم إثباتها فهي تتعلق وبصورة مؤكدة بالملابس وتنص على أنه (11.17-23) :
" إلى أن يتركني (Yaqqim-Samas) ، تركت ملابسي ، عند عودتي ، أثبت أمام النهر أنه لدي اثنان من الملابس وثلاثة من القمصان وكذلك وعاء برونزي من بين موجودات الحماه (أو الحماة) عندما تركوه عند هروبهم وهو الشيء الذي استطعت أن أثبته والذي تحدثت عنه مع سيدي " .
ويترتب أن نطلب من المتكلم أن يقيم أساساً لادعاءاته بخصوص جزء من الموجودات التي نعدّها أنها تركت كلها من قبل الهاربين ، ولكننا في الوقت نفسه نقدم نقدنا لأنه استخدم هذه الأمور دون أية تبريرات . ومن جهة أثار (Iddin-lltim) شهادة الملك نفسه قائلاً بأن الأخير كان على علم بكل ما جرى . وذهب إلى حد ان يقول بأنه نجح في التحكيم الإلهي بخصوص هذا الأتهام . وقد تم الحكم مجرداً باللجوء إلى التحكيم الإلهي ثانية . ومن ناحية أخرى سنلاحظ وباهتمام كبير ان (Iddin-lltim) لا يبدو أنه عانى من تحكيم إلهي سابق اي انه لم يخضع لهذا التحكيم . والتأكيد الثاني للفرد المتعلق بالخادمة (الزوجة ؟) الميتة ، فإن الأمر هنا أكثر غموضاً . إذ يستطيع Iddin-lltim)) أن يوجه اتهاماً ضد زميل له (ahi) بأنه مرتكب جريمة تتعلق بالقتل ، ويبدو ان المتهم كقاعدة عامة هو الذي يخضع للتحكيم الإلهي وليس الشخص الذي يوجه الاتهام . وهكذا تم تدوين النص ، ويشكّل ذلك جزءاً من الإعلان التحضيري للطقوس الخاصة بتنفيذ التحكيم الإلهي . وهكذا نعدّ أن Iddin-lltim مسؤولاً أو يجب عدّه مسؤولاً عن " الخادمة " التي اختفت ولكي يتخلص من كل الشكوك اتهم " أخاه " (أو أخيها) ؟
أما الرقم No. 256 [A 3962+] فإنها تتحدث عن أموال مقدسة تعود إلى الإلهة Ba'alt-Matim . ويعد نقل (80) من العموريين " رؤوس البلاد " qaqqadat-matati يعكس خطورة المسألة ، ومن الممكن أن يتعلق الأمر هنا بعمل خاص باختلاس الطعام أو اختلاس أموال خاصة بكنز الإلاهة .
د- الاتهامات الخاصة بالخيانة :
يشكل ذلك مجالاً خاصاً في التوثيق العموري ويتوضح ذلك بالنوع نفسه من المراسلة الدبلوماسية التي تمت أرشفتها (وضعها في أرشيف) في القصر الملكي . وأفضل مثال هو ما تقدم ذكره بخصوص اللوم (العتاب) الذي تم توجيهه للملكة Zalmaqqum ، وفي الحقيقة ان الرقم 22 يشير إلى أن Haya-Sumu ذات الاتهامات ، قام بتوجيه ذات الاتهامات ضد إحدى زوجاته Kiru ، ويوضح ذلك أن التظلم لم يكن بالصيغة الناصعة . ومع نشر رسائل Yam Sum من قبل د. شاربن D. Charpin فإننا نأخذ بالحسبان ان المشكلات الخاصة بالعلاقات التي كانت تقيمها Kiru مع زوجها وأخته إذا لم تتوضح بالسياسة نفسها فإننا نجد أنفسنا هنا أمام مجال اختيار محدد ، وعلى ما يبدو ان Sidmatum تبعت زوجها عندما أخضع العيلاميين ، في حين مجدّت Kiru مثلما هو حال الموظفين الماريوتيين (Mariotes) في منصب في llan-Sura ودعمت أيضاً بصورة غير مشروطة مصالح الملك أي ملك ماري ، والدها .
إن كل تلك الأميرات متزوجات في بلاطات بعيدة ولا تخلو حياتهن من المشكلات ، على العكس من ذلك فإنهن يرغبن في حياة نشيطة ويرغبن في التدخل المباشر في شؤون الدولة . وفي حالة أميرات Mariote (أي ماري) فإنهن يبلّغن آبائهن بالمواضيع المهمة السياسية خاصة ، ولا نعرف الكثير وبوضوح من هي الملكة Zalmaqqum وإلى أين كانت توجّه تعاطفها ولكنها من دون شك كانت تدعم قضية لا تنال رضا زوجها ولم تلبِ رغباته .وفي نفس الموضوع والأفكار فإن ملك كركميش Carkemish (Yatar-Ami) أرسل أمام Zimri-Lim متهمين بالخيانة (11.4+12) . وقد ذكرناهم بخصوص هذه القضية في مدينة Irrid قائلين : " لقد تحدثوا مع Mebisa خادم Bunu-ma-Addu وكانوا على علم بالقضية " .
ويذكّرنا تعبير ihsusu-sunuti بدقة بالتعبير المذكور في No. 252 [A 3010] ويمكننا أن نفهم ان الذين وجهوا الأتهامات ذكروا أسماءهم عند الأستجواب أثناء التحكيم الإلهي. إن مثل هذه الخيانة معهودة في المنطقة وكانت منبوذة حسب العقلية الشرقية . فعند معرفة شيء وهو بصورة خاصة تهديد للملك ، بغض النظر عن أي مجال للواقع لابد من إبلاغه بذلك . ويجري التحكيم الإلهي بغية معرفة حقيقة ما حدث ، وإن الاتهام أمر يصعب إثباته في مثل هذه الحالات الخاصة ، وإن حقيقة أنه كان على علم هي مسألة في الواقع تقع ضمن الافتراضات .
هـ. حالات متفرقة (حالات متقطّعة أو مجتزأة) :
تعدّ القصة في الرقم (257 A. 2584) جزءً من رسالة اختفى مرسلها وهي غامضة تماماً . يبدو أن القضية جرت في بابل وهناك نزاع بين Sin-bel-aplim في الوقت الذي كان على رأس القصر حمورابي ، وممثل ماري الذي يكتب ، ويدعي الأخير موت خادم في مسألة يحكم عليها أنها خطيرة . هناك مسألة اختلاس وجعل البابلي المختلس يدخل في السرداب أي سرداب القصر neparatum ، ويبدو أنه لا توجد قناعة بجرم المتهم ، ويدعي أن Haneens الذين أوقفوا الرجل جعلوه يخضع للتحكيم الإلهي ،وهكذا يمكننا استنتاج عقوبة نموذجية له . أما بقية القصة فهي غير مفهومة في تفاصيلها ، ولكن يبدو من الواضح أن الموظف البابلي أراد إنقاذ الفرد ولذلك أراد تطويل الأمور والقضية .
و – سير التحكيم الإلهي (كيف يتم التحكيم الإلهي) :
يتم بادئ الأمر الأعلان الأحتفالي بالأتهام أو النقض، ويتخذ الإجراء الثاني اتجاه عكسي معاكس للأول حيث يتم توضيح نقطة بنقطة كما يتم إيجاد كل ما يدين المتهم ، ويتم قرار التجريم في كثير من الأحوال إن لم يكن في كل الأحوال في حالة غياب المذنب والذي يتم إحضاره أثناء مراسيم إجراء التحكيم الإلهي، ومن مهمتها توثق لنا نصوص ماري كيفية سير وإجراء التحكيم الإلهي وهي النصوص الوحيدة التي تذكر لنا تفاصيل ذلك أثناء فترة حكم نبوخذ نصر ويتم ذكر كل ما يجري .
هناك العديد من الرسائل التي تذكر التفاصيل بعد التحكيم الإلهي والتي تعرّفنا وتنقل إلينا ردود أفعال الذين حضروا وعاصروا الحكم الإلهي (حكم الإله) ، وهنا يجب أن نذكر إن نصوص ماري هي الوحيدة من هذا النوع ، في حين ان النصوص البابلية لا تشير إلا إلى قرار اللجوء إلى التحكيم الإلهي .
أ . الإثباتات الرسمية :
إن الحالة الأكثر تكاملاً هي التي وردت في الرسالة (A. 1251) للأمير Subram حيث ان كل طرف يقول شيء يناقض الآخر كلمة بكلمة . فالفعل في صيغة Permansif "الماضي المستمر" يؤكد استعمال الأداة أو أداة التوكيد lu : lu nadin " تجد نفسها أنها قد أعطيت " .
ففي الرقم 254 [A 350] نجد الإثبات بسيطاً إن لم يكن الأكثر بساطة . ويكتفي الخطاب بإعلان الحقائق باستعمال الفعل المضارع ، ولا توجد أية إشارة قواعدية لتوكيد الإعلان . أما في الرقم No. 253 [A 4187] تستعمل الأم في أحاديثها أفعال في صيغة المنصوب ولكن بالصيغة الحقيقية أي بأستعمال النفي عندما يتضمن الكلام التكذيب والعكس بالعكس . والتعبير له صيغة مستقلة لكنها لا تتضمن جملة تابعة .
في الرقم AEM 1/2 الرقم 488 [A. 267] خضعت المرأة المشكوك فيها إلى استذكار الأحداث الماضية :
" قبل أن يتزوجها Sin-iddinam (أو قبل أن يتزوجني) قال نعم للأب وللابن . وعندما كان غائباً أرسل لي أخباره عن طريق ابن Asqudum ، وهذا الأخير قال لي : (أريد أن أتزوجك) وقد قبّل شفتاي ولامسني إلا أنه لم يجامعني ، وقلت له : (لا يمكنني أن أرتكب خطيئة تجاه Sin-iddinam ) . ففي البيت الذي كنت فيه لم أفعل ما لا يتوجب فعله لسيدي ".
وفي الرقم No. 249 [A. 457] تم التعبير عن قرار الأتهام بأستعمال سلسلة من الأفعال في صيغة المنصوب تم تقديمها من قبل Summa وتم استعمال الأفعال على الضد من صيغتهم الحقيقية أي التعبير بصورة إيجابية لما يجب إثبات صفته الخاطئة .
لنكن أكثر دقة في الدوافع الحقيقية التي تؤدي إلى اللجوء إلى التحكيم الإلهي فقد ورد ذلك في الأستجواب . وقد كشُف النقاب عن نوعين من النشاطات في رسالة 23 Subram و A 1251 حيث تم توجيه السؤال إلى أولئك الذين يجب تغطيسهم في النهر وإصدار صيغة الحكم وأخذ تراب من المدينة في أياديهم epir alim sati lilqu-ma . والإجراء متماثل مع انتخاب دعامة مادية خاصة عندما يتعلق الأمر بمدينة ويطلب kirbanum ، والذي ذكر في الرقم No. 254 [A. 380] موازي للاستجواب الذي تم في ماري وقبل أن يعلن Iddin-lltim مطالبته (أو ادعاءه) فإن زوجته التي أكملت الغطس في النهر رأت نفسها أنها تسكب الماء على يديها وقد أعلنت بصيغة معينة لم يتم إعلامنا عنها . وهناك تعبير في اللوح اذ تم استعمال ظرف الزمان mustertam الذي يفصل الفعلين بحيث أنه لا يدعو إلى أن الوقتين قد تزامنا ...
ب. اختبار التحكيم الإلهي :
في بلاد وادي الرافدين هناك تحديد للتحكيم الإلهي فقط في الماء . وأوضح (جان بوتيرو) بكل جلاء مشروعية اللجوء إلى التحكيم الإلهي إلى إله النهر وإن تفسيره يعطي أهمية أكبر لقوة العزامة أو الرُقية أو التعويذة أكثر مما يعزوها إلى القوى العادلة. ويبدو هذا التوضيح اللامع غير قابل للنقاش بالنسبة للألفية الأولى إلا أنه وجد حدوداً له ولا يبدو هناك أي تحكيم إلهي في تلك الفترة باستعمال النار ، علماً أن الموت بالحرق تؤيده الكثير من الوثائق ، ولكن ضمن المدوّنات المتوفرة لدينا يشكّل غياب أي نوع آخر من التحكيم الإلهي مشكلة ويجب الأخذ بالحسبان التوضيح الشامل لهذه الظاهرة وتأويلها .
إن الفعل الرئيسي الذي يشير إلى المشاركة في التحكيم الإلهي هو Saium والذي ترجمه (جان بوتيرو) بالفعل " يغطس " وإن الناس الذين يتوجب عليهم أن " يغطسوا " لأي سبب كان يطلق عليهم تسمية "sulum" وبهذه الكلمة اقترح (جان بوتيرو) أن يكون معناها " فريق الغطس " . وفي الرقم 249 [A 457] لا يمكن أن تشير كلمة sulum إلاّ إلى الأشخاص .. ومع الإبقاء على المعنى الذي قدمه (جان بوتيرو) أعتقد بأن المصطلح يعود (يرجع إلى) Sula2um وهي صياغة متماثلة مع rubaum أو suharum وهنا صيغة أخرى هي PURAS تستعمل لتشير إلى الناس وكذلك إلى الأشياء .
كما أن كلمة sulaum تعني " الغطاس المهني " أو على أقل تقدير الشخص الذي يغطس ، وربما يعني ذلك الشخص الغطاس الذي يعرض خدماته للآخرين .
ومن السمات الأساسية للتحكيم الإلهي في ماري هو التغيير أو التعويض الدائم من قبل الغير بالنسبة للشخص الذي يخضع للتحكيم الإلهي . إنهم ليس الأمراء الذين يغطسون وإنما الناس في مدنهم ، فقد تم تمثيل Subram وHaya-Sumu من قبل sulum التابعين لهم . والملكة نفسها Zalmaqqum ، وعلى الرغم من الاتهامات الثقيلة الملقاة عليها نراها أنه تم الاستعاضة عنها أو استبدالها بسيدة أخرى من صديقاتها . وفي الرقم No. 254 [A 380] نجد أن Iddin-lltim أرسل زوجته إلى النهر بدلاً عنه . وفي الرقم No. 253 [A 4187] فإن الأم تغطس بدلاً من ابنتها . ومهما كانت الحالات التي تم ذكرها في القوانين فإننا نؤكد على التطبيقات الجارية منذ الفترة السابقة .
وقد أوضح (جان بوتيرو) الطريقة التي يتم فيها التحكيم الإلهي وهي طريقة بسيطة جداً حسب اعتقاده . ويبدو أنه يتم اقتياد الشخص أو الفرد المعني إلى حافة نهر وعرة أو منحدرة hursanum ويغطس . فإذا خرج من الماء فإنه سوف يعدّ بريئاً . ولكن في هذه الحالة نجد أن الاختبار أبعد من أن يكون قابلاً للتحمل ولا نفهم لماذا يمتنع عنه الكثير على الرغم من خطورة العقوبة وبصورة خاصة هل يتوجب أن نفكر أن أبطال lli-Estar كانوا ضعفاء للقيام بغطس بسيط وهل يمكننا أن نجد أناساً قادرين على ذلك ؟ فهل نعتقد أنهم يتراجعون إذا ما طُلب منهم ذلك ؟ ولهذا من دون شك فان القوانين تجابه حالات رفض التحكيم الإلهي . وفي الحقيقة في كل مرة نؤكد عليها هناك نوع من الأداء الجسمي الذي يُنجز .
أما من ناحية القوة الرياضية التي يحتاجها التحكيم الإلهي فقد تمت ملاحظتها في النص القانوني وتتمتع هذه الناحية بأهمية استثنائية . وحسب هذه الوثيقة التي تتعلق بحقل تنازع عليه يترتب على خدم الملاكين (من أجل إقامة حقوق أسيادهم) أن يدفعوا مسمنة (قرص) ويقومون بالعبور (أي عبور النهر) فإن غطاس بسيط لا يقدر على ذلك .
ويترتب تفحص الرقم No. 249 [A. 457] بشيء من التفصيل وهو نص صريح ، إذ يتعلق الأمر باللجوء إلى المساعي الحميدة من قبل أناس معنيين من أجل الناس الضعفاء حيث يتم إغطاس (تغطيس) Sulum من سبعة أشخاص : رجل مسن وستة من النساء ، اثنتين من النساء يغطسن (ويخرجن) (ittasi) ثم يغطس الرجل المسن (العجوز) " وفي دواخل الإله " ipsur بعد عن (80) قياس ثم يخرج . إن التعبير ipsur يجب فهمه على الفور مع ما يحدث للأم Marat-Estar في الرقم No. 253 [A 4187] وتسقط داخل الإله ، وتموت ، ثم لا "ipsur" .
ان الواقعتين متعاكستين ففي الحالة الأولى المعنى السياقي ينص على " انه نجح في الاختبار " أما في المعنى الثاني " انه اخفق في الاختبار " .
ولكن ماذا يعني الفعل Pasarum ؟ يقترح (بوتيرو) ان معناه هو " يخلِص ، ينقذ " وهناك استعمال خاص يعني " يشق الماء ليتقدم " إلا ان المسألة معقدة .
أ . هناك سياقات يبدو فيها الفعل Pasarum أنه فعل حركة .
" قل لسيدي : هكذا (تحدث) Habdu-Amim خادمك" .
Ami-Esnb ابن واراد ، رجل ipsur Mislan (لـِ / نحوي / تجاهي) قادم من Saggaratum . وينبغي على سيدي استجوابه . نرى إذن الذهاب تحت الماء " يكون قريباً للمعنى ولا يمكننا الأفتراض ان الأمر يتعلق بالجذر PSR " يمر أو يعبر دون أن يُرى أو يشاهد " .
ب. من ناحية أخرى نجد Pasarum في سياق قانوني حيث يكون فيه معنى اللجوء إلى التحكيم الإلهي دون اعطاء أية تفاصيل ، فالتعبير ipsur (NP) متبوع بخطاب طويل يرفض اتهاماً بالزنا ، وفي هذه الحالة تم استعمال Pasarum وكذلك umma-mi . وفي هذا السياق تم استعمال Pasarum كفعل خبري .
من المحتمل أن الحل يمكن أن نجده في AEM / 1/2 No. 488 حيث ان المعنى واضح هنا وهو : " أنها نجحت في إثبات الإثباتات الآتية ..." إذن يعد معنى Pasarum (يبرئ) من تهمة أو من سجن ، ومن الممكن أن يكون أصل التعبير الكامل وهو raman-su pasarum لذلك نترجم المثال الموجود في A. 4162 " برأ نفسه وجاء من sagaratum " .
ويتضمن هذا الإثبات عدم " الغطس والخروج " وإنما هو " السباحة تحت الماء " . في وقت معين ، أو طول معين . وهذا يعكسه تعبير " داخل الإله " فهذه ذات دلالة إذ نقول في No. 249 [A. 457]g useridu " جعلناه ينزل " أو " أنزله " أي هنا أنزل الزوجة الثانية . والتعبير جعلناها تذهب إلى العمق . وعندما ذُكر أن الزوجين أو المرأتين الأولتين في الوثيقة No. 249 [A. 457] تغطسان وتعودان إلى السطح مباشرة وأنهما جرّدا من حقوقهما أو امتيازاتهما . أما الثالثة فقد غرقت . ويتم البدء عادة بتغطيس الأشخاص الأقوياء أو الاحتفاظ بالآخرين إلى النهاية . وقد أدت توسلات العجوز بإعفاء النساء الثلاثة الآخرين (11 . 17-2) . وعلى كل حال إذا نجحن فيما ينتظرهن والذهاب إلى بعد معين أو السباحة فإن مبلغ أدائهن لا يكفي ، ... ولا حاجة بطلب إيقاف العمليات .
ينبغي أن تقدم كل هذه التفاصيل التقاليد العامة السابقة للوضع في الماء وهو ما تحدث به القانون الآشوري الوسيط لنقول أنهن يستطعن أو لا وجود لهن ... ومن الممكن أن تكون الملاحظات غير ذات جدوى في No. 254 [A. 350] ، إذ أكد الحاكم أرسل كل من الرجل والزوجة إلى الملك والزوجة التي غطست ثم صعدت أو خرجت (1.28) . إن هذه "التقاليد الأولية " مشهودة في الرقم No. 249 [A. 457] حيث قيل ان الرجل العجوز " أقام 80 قياساً " ومن المحتمل إذن ان على الذي يخضع للتحكيم الإلهي أن يكون على بعد معين من النهر وضمن شروط معينة . وعلى كل حال إذا كان الامر متعلقاً وبكل بساطة بوضع الرأس تحت الماء وإخراجه سوف لا نفهم وجود شهود رسميين من نمط ebbum الذين يكمن دورهم في تقييم حقيقة العمل وبصورة خاصة لتبرير أي نقص أو إخفاق .
([1]( Jean-Marie Durand (pub.) Archives épistolaires
de Mari 1/1, Editions Recherche Sur les Civilisations, Paris, 1988
يتبع لاحقا الجزء الثالث والأخير
للعوة إلى الصفحة الرئيسة
يعد تطبيق التحكيم الإلهي في النزاعات ذات الطابع الاقتصادي هي الأكثر شيوعاً وهنالك الكثير من الوثائق التي تؤديها ليس بالقوانين وإنما بالنصوص القانونية . وقد اقتبس (جان بوتيرو) أمثلة قديمة يرجع تاريخها إلى النصف الأول من الألفية الثالثة (نصوص سومرية) ، إذ يتم اللجوء إلى التحكيم الإلهي بسبب حقل أو ثلاثة أغنام ... وهكذا .وقد لاحظنا آنفاً ان هذا النوع الذي يتسم بصفة (سياسية) يعالج النزاعات الأقليمية بين أمراء (Ida-Marns) فالدوافع الاقتصادية عديدة جداً خاصة عندما نتفحص المدونات الخاصة بالتحكيم الإلهي من سوسا أو من نوزي .
هنالك رسالة من (No. 254[A.380] (Yaqqim-Addu تتحدث عن التحكيم الإلهي المتعلق بالنزاعات الخاصة بالأموال (أو الممتلكات) وبشخص مفقود ، إذ تمت تبرئة شخص يدعى ((Iddin-lltim من تهمة لم يتم إثباتها فهي تتعلق وبصورة مؤكدة بالملابس وتنص على أنه (11.17-23) :
" إلى أن يتركني (Yaqqim-Samas) ، تركت ملابسي ، عند عودتي ، أثبت أمام النهر أنه لدي اثنان من الملابس وثلاثة من القمصان وكذلك وعاء برونزي من بين موجودات الحماه (أو الحماة) عندما تركوه عند هروبهم وهو الشيء الذي استطعت أن أثبته والذي تحدثت عنه مع سيدي " .
ويترتب أن نطلب من المتكلم أن يقيم أساساً لادعاءاته بخصوص جزء من الموجودات التي نعدّها أنها تركت كلها من قبل الهاربين ، ولكننا في الوقت نفسه نقدم نقدنا لأنه استخدم هذه الأمور دون أية تبريرات . ومن جهة أثار (Iddin-lltim) شهادة الملك نفسه قائلاً بأن الأخير كان على علم بكل ما جرى . وذهب إلى حد ان يقول بأنه نجح في التحكيم الإلهي بخصوص هذا الأتهام . وقد تم الحكم مجرداً باللجوء إلى التحكيم الإلهي ثانية . ومن ناحية أخرى سنلاحظ وباهتمام كبير ان (Iddin-lltim) لا يبدو أنه عانى من تحكيم إلهي سابق اي انه لم يخضع لهذا التحكيم . والتأكيد الثاني للفرد المتعلق بالخادمة (الزوجة ؟) الميتة ، فإن الأمر هنا أكثر غموضاً . إذ يستطيع Iddin-lltim)) أن يوجه اتهاماً ضد زميل له (ahi) بأنه مرتكب جريمة تتعلق بالقتل ، ويبدو ان المتهم كقاعدة عامة هو الذي يخضع للتحكيم الإلهي وليس الشخص الذي يوجه الاتهام . وهكذا تم تدوين النص ، ويشكّل ذلك جزءاً من الإعلان التحضيري للطقوس الخاصة بتنفيذ التحكيم الإلهي . وهكذا نعدّ أن Iddin-lltim مسؤولاً أو يجب عدّه مسؤولاً عن " الخادمة " التي اختفت ولكي يتخلص من كل الشكوك اتهم " أخاه " (أو أخيها) ؟
أما الرقم No. 256 [A 3962+] فإنها تتحدث عن أموال مقدسة تعود إلى الإلهة Ba'alt-Matim . ويعد نقل (80) من العموريين " رؤوس البلاد " qaqqadat-matati يعكس خطورة المسألة ، ومن الممكن أن يتعلق الأمر هنا بعمل خاص باختلاس الطعام أو اختلاس أموال خاصة بكنز الإلاهة .
د- الاتهامات الخاصة بالخيانة :
يشكل ذلك مجالاً خاصاً في التوثيق العموري ويتوضح ذلك بالنوع نفسه من المراسلة الدبلوماسية التي تمت أرشفتها (وضعها في أرشيف) في القصر الملكي . وأفضل مثال هو ما تقدم ذكره بخصوص اللوم (العتاب) الذي تم توجيهه للملكة Zalmaqqum ، وفي الحقيقة ان الرقم 22 يشير إلى أن Haya-Sumu ذات الاتهامات ، قام بتوجيه ذات الاتهامات ضد إحدى زوجاته Kiru ، ويوضح ذلك أن التظلم لم يكن بالصيغة الناصعة . ومع نشر رسائل Yam Sum من قبل د. شاربن D. Charpin فإننا نأخذ بالحسبان ان المشكلات الخاصة بالعلاقات التي كانت تقيمها Kiru مع زوجها وأخته إذا لم تتوضح بالسياسة نفسها فإننا نجد أنفسنا هنا أمام مجال اختيار محدد ، وعلى ما يبدو ان Sidmatum تبعت زوجها عندما أخضع العيلاميين ، في حين مجدّت Kiru مثلما هو حال الموظفين الماريوتيين (Mariotes) في منصب في llan-Sura ودعمت أيضاً بصورة غير مشروطة مصالح الملك أي ملك ماري ، والدها .
إن كل تلك الأميرات متزوجات في بلاطات بعيدة ولا تخلو حياتهن من المشكلات ، على العكس من ذلك فإنهن يرغبن في حياة نشيطة ويرغبن في التدخل المباشر في شؤون الدولة . وفي حالة أميرات Mariote (أي ماري) فإنهن يبلّغن آبائهن بالمواضيع المهمة السياسية خاصة ، ولا نعرف الكثير وبوضوح من هي الملكة Zalmaqqum وإلى أين كانت توجّه تعاطفها ولكنها من دون شك كانت تدعم قضية لا تنال رضا زوجها ولم تلبِ رغباته .وفي نفس الموضوع والأفكار فإن ملك كركميش Carkemish (Yatar-Ami) أرسل أمام Zimri-Lim متهمين بالخيانة (11.4+12) . وقد ذكرناهم بخصوص هذه القضية في مدينة Irrid قائلين : " لقد تحدثوا مع Mebisa خادم Bunu-ma-Addu وكانوا على علم بالقضية " .
ويذكّرنا تعبير ihsusu-sunuti بدقة بالتعبير المذكور في No. 252 [A 3010] ويمكننا أن نفهم ان الذين وجهوا الأتهامات ذكروا أسماءهم عند الأستجواب أثناء التحكيم الإلهي. إن مثل هذه الخيانة معهودة في المنطقة وكانت منبوذة حسب العقلية الشرقية . فعند معرفة شيء وهو بصورة خاصة تهديد للملك ، بغض النظر عن أي مجال للواقع لابد من إبلاغه بذلك . ويجري التحكيم الإلهي بغية معرفة حقيقة ما حدث ، وإن الاتهام أمر يصعب إثباته في مثل هذه الحالات الخاصة ، وإن حقيقة أنه كان على علم هي مسألة في الواقع تقع ضمن الافتراضات .
هـ. حالات متفرقة (حالات متقطّعة أو مجتزأة) :
تعدّ القصة في الرقم (257 A. 2584) جزءً من رسالة اختفى مرسلها وهي غامضة تماماً . يبدو أن القضية جرت في بابل وهناك نزاع بين Sin-bel-aplim في الوقت الذي كان على رأس القصر حمورابي ، وممثل ماري الذي يكتب ، ويدعي الأخير موت خادم في مسألة يحكم عليها أنها خطيرة . هناك مسألة اختلاس وجعل البابلي المختلس يدخل في السرداب أي سرداب القصر neparatum ، ويبدو أنه لا توجد قناعة بجرم المتهم ، ويدعي أن Haneens الذين أوقفوا الرجل جعلوه يخضع للتحكيم الإلهي ،وهكذا يمكننا استنتاج عقوبة نموذجية له . أما بقية القصة فهي غير مفهومة في تفاصيلها ، ولكن يبدو من الواضح أن الموظف البابلي أراد إنقاذ الفرد ولذلك أراد تطويل الأمور والقضية .
و – سير التحكيم الإلهي (كيف يتم التحكيم الإلهي) :
يتم بادئ الأمر الأعلان الأحتفالي بالأتهام أو النقض، ويتخذ الإجراء الثاني اتجاه عكسي معاكس للأول حيث يتم توضيح نقطة بنقطة كما يتم إيجاد كل ما يدين المتهم ، ويتم قرار التجريم في كثير من الأحوال إن لم يكن في كل الأحوال في حالة غياب المذنب والذي يتم إحضاره أثناء مراسيم إجراء التحكيم الإلهي، ومن مهمتها توثق لنا نصوص ماري كيفية سير وإجراء التحكيم الإلهي وهي النصوص الوحيدة التي تذكر لنا تفاصيل ذلك أثناء فترة حكم نبوخذ نصر ويتم ذكر كل ما يجري .
هناك العديد من الرسائل التي تذكر التفاصيل بعد التحكيم الإلهي والتي تعرّفنا وتنقل إلينا ردود أفعال الذين حضروا وعاصروا الحكم الإلهي (حكم الإله) ، وهنا يجب أن نذكر إن نصوص ماري هي الوحيدة من هذا النوع ، في حين ان النصوص البابلية لا تشير إلا إلى قرار اللجوء إلى التحكيم الإلهي .
أ . الإثباتات الرسمية :
إن الحالة الأكثر تكاملاً هي التي وردت في الرسالة (A. 1251) للأمير Subram حيث ان كل طرف يقول شيء يناقض الآخر كلمة بكلمة . فالفعل في صيغة Permansif "الماضي المستمر" يؤكد استعمال الأداة أو أداة التوكيد lu : lu nadin " تجد نفسها أنها قد أعطيت " .
ففي الرقم 254 [A 350] نجد الإثبات بسيطاً إن لم يكن الأكثر بساطة . ويكتفي الخطاب بإعلان الحقائق باستعمال الفعل المضارع ، ولا توجد أية إشارة قواعدية لتوكيد الإعلان . أما في الرقم No. 253 [A 4187] تستعمل الأم في أحاديثها أفعال في صيغة المنصوب ولكن بالصيغة الحقيقية أي بأستعمال النفي عندما يتضمن الكلام التكذيب والعكس بالعكس . والتعبير له صيغة مستقلة لكنها لا تتضمن جملة تابعة .
في الرقم AEM 1/2 الرقم 488 [A. 267] خضعت المرأة المشكوك فيها إلى استذكار الأحداث الماضية :
" قبل أن يتزوجها Sin-iddinam (أو قبل أن يتزوجني) قال نعم للأب وللابن . وعندما كان غائباً أرسل لي أخباره عن طريق ابن Asqudum ، وهذا الأخير قال لي : (أريد أن أتزوجك) وقد قبّل شفتاي ولامسني إلا أنه لم يجامعني ، وقلت له : (لا يمكنني أن أرتكب خطيئة تجاه Sin-iddinam ) . ففي البيت الذي كنت فيه لم أفعل ما لا يتوجب فعله لسيدي ".
وفي الرقم No. 249 [A. 457] تم التعبير عن قرار الأتهام بأستعمال سلسلة من الأفعال في صيغة المنصوب تم تقديمها من قبل Summa وتم استعمال الأفعال على الضد من صيغتهم الحقيقية أي التعبير بصورة إيجابية لما يجب إثبات صفته الخاطئة .
لنكن أكثر دقة في الدوافع الحقيقية التي تؤدي إلى اللجوء إلى التحكيم الإلهي فقد ورد ذلك في الأستجواب . وقد كشُف النقاب عن نوعين من النشاطات في رسالة 23 Subram و A 1251 حيث تم توجيه السؤال إلى أولئك الذين يجب تغطيسهم في النهر وإصدار صيغة الحكم وأخذ تراب من المدينة في أياديهم epir alim sati lilqu-ma . والإجراء متماثل مع انتخاب دعامة مادية خاصة عندما يتعلق الأمر بمدينة ويطلب kirbanum ، والذي ذكر في الرقم No. 254 [A. 380] موازي للاستجواب الذي تم في ماري وقبل أن يعلن Iddin-lltim مطالبته (أو ادعاءه) فإن زوجته التي أكملت الغطس في النهر رأت نفسها أنها تسكب الماء على يديها وقد أعلنت بصيغة معينة لم يتم إعلامنا عنها . وهناك تعبير في اللوح اذ تم استعمال ظرف الزمان mustertam الذي يفصل الفعلين بحيث أنه لا يدعو إلى أن الوقتين قد تزامنا ...
ب. اختبار التحكيم الإلهي :
في بلاد وادي الرافدين هناك تحديد للتحكيم الإلهي فقط في الماء . وأوضح (جان بوتيرو) بكل جلاء مشروعية اللجوء إلى التحكيم الإلهي إلى إله النهر وإن تفسيره يعطي أهمية أكبر لقوة العزامة أو الرُقية أو التعويذة أكثر مما يعزوها إلى القوى العادلة. ويبدو هذا التوضيح اللامع غير قابل للنقاش بالنسبة للألفية الأولى إلا أنه وجد حدوداً له ولا يبدو هناك أي تحكيم إلهي في تلك الفترة باستعمال النار ، علماً أن الموت بالحرق تؤيده الكثير من الوثائق ، ولكن ضمن المدوّنات المتوفرة لدينا يشكّل غياب أي نوع آخر من التحكيم الإلهي مشكلة ويجب الأخذ بالحسبان التوضيح الشامل لهذه الظاهرة وتأويلها .
إن الفعل الرئيسي الذي يشير إلى المشاركة في التحكيم الإلهي هو Saium والذي ترجمه (جان بوتيرو) بالفعل " يغطس " وإن الناس الذين يتوجب عليهم أن " يغطسوا " لأي سبب كان يطلق عليهم تسمية "sulum" وبهذه الكلمة اقترح (جان بوتيرو) أن يكون معناها " فريق الغطس " . وفي الرقم 249 [A 457] لا يمكن أن تشير كلمة sulum إلاّ إلى الأشخاص .. ومع الإبقاء على المعنى الذي قدمه (جان بوتيرو) أعتقد بأن المصطلح يعود (يرجع إلى) Sula2um وهي صياغة متماثلة مع rubaum أو suharum وهنا صيغة أخرى هي PURAS تستعمل لتشير إلى الناس وكذلك إلى الأشياء .
كما أن كلمة sulaum تعني " الغطاس المهني " أو على أقل تقدير الشخص الذي يغطس ، وربما يعني ذلك الشخص الغطاس الذي يعرض خدماته للآخرين .
ومن السمات الأساسية للتحكيم الإلهي في ماري هو التغيير أو التعويض الدائم من قبل الغير بالنسبة للشخص الذي يخضع للتحكيم الإلهي . إنهم ليس الأمراء الذين يغطسون وإنما الناس في مدنهم ، فقد تم تمثيل Subram وHaya-Sumu من قبل sulum التابعين لهم . والملكة نفسها Zalmaqqum ، وعلى الرغم من الاتهامات الثقيلة الملقاة عليها نراها أنه تم الاستعاضة عنها أو استبدالها بسيدة أخرى من صديقاتها . وفي الرقم No. 254 [A 380] نجد أن Iddin-lltim أرسل زوجته إلى النهر بدلاً عنه . وفي الرقم No. 253 [A 4187] فإن الأم تغطس بدلاً من ابنتها . ومهما كانت الحالات التي تم ذكرها في القوانين فإننا نؤكد على التطبيقات الجارية منذ الفترة السابقة .
وقد أوضح (جان بوتيرو) الطريقة التي يتم فيها التحكيم الإلهي وهي طريقة بسيطة جداً حسب اعتقاده . ويبدو أنه يتم اقتياد الشخص أو الفرد المعني إلى حافة نهر وعرة أو منحدرة hursanum ويغطس . فإذا خرج من الماء فإنه سوف يعدّ بريئاً . ولكن في هذه الحالة نجد أن الاختبار أبعد من أن يكون قابلاً للتحمل ولا نفهم لماذا يمتنع عنه الكثير على الرغم من خطورة العقوبة وبصورة خاصة هل يتوجب أن نفكر أن أبطال lli-Estar كانوا ضعفاء للقيام بغطس بسيط وهل يمكننا أن نجد أناساً قادرين على ذلك ؟ فهل نعتقد أنهم يتراجعون إذا ما طُلب منهم ذلك ؟ ولهذا من دون شك فان القوانين تجابه حالات رفض التحكيم الإلهي . وفي الحقيقة في كل مرة نؤكد عليها هناك نوع من الأداء الجسمي الذي يُنجز .
أما من ناحية القوة الرياضية التي يحتاجها التحكيم الإلهي فقد تمت ملاحظتها في النص القانوني وتتمتع هذه الناحية بأهمية استثنائية . وحسب هذه الوثيقة التي تتعلق بحقل تنازع عليه يترتب على خدم الملاكين (من أجل إقامة حقوق أسيادهم) أن يدفعوا مسمنة (قرص) ويقومون بالعبور (أي عبور النهر) فإن غطاس بسيط لا يقدر على ذلك .
ويترتب تفحص الرقم No. 249 [A. 457] بشيء من التفصيل وهو نص صريح ، إذ يتعلق الأمر باللجوء إلى المساعي الحميدة من قبل أناس معنيين من أجل الناس الضعفاء حيث يتم إغطاس (تغطيس) Sulum من سبعة أشخاص : رجل مسن وستة من النساء ، اثنتين من النساء يغطسن (ويخرجن) (ittasi) ثم يغطس الرجل المسن (العجوز) " وفي دواخل الإله " ipsur بعد عن (80) قياس ثم يخرج . إن التعبير ipsur يجب فهمه على الفور مع ما يحدث للأم Marat-Estar في الرقم No. 253 [A 4187] وتسقط داخل الإله ، وتموت ، ثم لا "ipsur" .
ان الواقعتين متعاكستين ففي الحالة الأولى المعنى السياقي ينص على " انه نجح في الاختبار " أما في المعنى الثاني " انه اخفق في الاختبار " .
ولكن ماذا يعني الفعل Pasarum ؟ يقترح (بوتيرو) ان معناه هو " يخلِص ، ينقذ " وهناك استعمال خاص يعني " يشق الماء ليتقدم " إلا ان المسألة معقدة .
أ . هناك سياقات يبدو فيها الفعل Pasarum أنه فعل حركة .
" قل لسيدي : هكذا (تحدث) Habdu-Amim خادمك" .
Ami-Esnb ابن واراد ، رجل ipsur Mislan (لـِ / نحوي / تجاهي) قادم من Saggaratum . وينبغي على سيدي استجوابه . نرى إذن الذهاب تحت الماء " يكون قريباً للمعنى ولا يمكننا الأفتراض ان الأمر يتعلق بالجذر PSR " يمر أو يعبر دون أن يُرى أو يشاهد " .
ب. من ناحية أخرى نجد Pasarum في سياق قانوني حيث يكون فيه معنى اللجوء إلى التحكيم الإلهي دون اعطاء أية تفاصيل ، فالتعبير ipsur (NP) متبوع بخطاب طويل يرفض اتهاماً بالزنا ، وفي هذه الحالة تم استعمال Pasarum وكذلك umma-mi . وفي هذا السياق تم استعمال Pasarum كفعل خبري .
من المحتمل أن الحل يمكن أن نجده في AEM / 1/2 No. 488 حيث ان المعنى واضح هنا وهو : " أنها نجحت في إثبات الإثباتات الآتية ..." إذن يعد معنى Pasarum (يبرئ) من تهمة أو من سجن ، ومن الممكن أن يكون أصل التعبير الكامل وهو raman-su pasarum لذلك نترجم المثال الموجود في A. 4162 " برأ نفسه وجاء من sagaratum " .
ويتضمن هذا الإثبات عدم " الغطس والخروج " وإنما هو " السباحة تحت الماء " . في وقت معين ، أو طول معين . وهذا يعكسه تعبير " داخل الإله " فهذه ذات دلالة إذ نقول في No. 249 [A. 457]g useridu " جعلناه ينزل " أو " أنزله " أي هنا أنزل الزوجة الثانية . والتعبير جعلناها تذهب إلى العمق . وعندما ذُكر أن الزوجين أو المرأتين الأولتين في الوثيقة No. 249 [A. 457] تغطسان وتعودان إلى السطح مباشرة وأنهما جرّدا من حقوقهما أو امتيازاتهما . أما الثالثة فقد غرقت . ويتم البدء عادة بتغطيس الأشخاص الأقوياء أو الاحتفاظ بالآخرين إلى النهاية . وقد أدت توسلات العجوز بإعفاء النساء الثلاثة الآخرين (11 . 17-2) . وعلى كل حال إذا نجحن فيما ينتظرهن والذهاب إلى بعد معين أو السباحة فإن مبلغ أدائهن لا يكفي ، ... ولا حاجة بطلب إيقاف العمليات .
ينبغي أن تقدم كل هذه التفاصيل التقاليد العامة السابقة للوضع في الماء وهو ما تحدث به القانون الآشوري الوسيط لنقول أنهن يستطعن أو لا وجود لهن ... ومن الممكن أن تكون الملاحظات غير ذات جدوى في No. 254 [A. 350] ، إذ أكد الحاكم أرسل كل من الرجل والزوجة إلى الملك والزوجة التي غطست ثم صعدت أو خرجت (1.28) . إن هذه "التقاليد الأولية " مشهودة في الرقم No. 249 [A. 457] حيث قيل ان الرجل العجوز " أقام 80 قياساً " ومن المحتمل إذن ان على الذي يخضع للتحكيم الإلهي أن يكون على بعد معين من النهر وضمن شروط معينة . وعلى كل حال إذا كان الامر متعلقاً وبكل بساطة بوضع الرأس تحت الماء وإخراجه سوف لا نفهم وجود شهود رسميين من نمط ebbum الذين يكمن دورهم في تقييم حقيقة العمل وبصورة خاصة لتبرير أي نقص أو إخفاق .
([1]( Jean-Marie Durand (pub.) Archives épistolaires
de Mari 1/1, Editions Recherche Sur les Civilisations, Paris, 1988
يتبع لاحقا الجزء الثالث والأخير
للعوة إلى الصفحة الرئيسة