الفقير والليرة (عامية)
أزهر العبيدي
كان ويحد من الشقندحيي الحيّالين[ 1] يعبغ الجسغ من هذاك الجينب[2] لي الموصل، بعد ما عبغ سمع صوت صياح مال ويحد فقيغ أعمي قلبو مشعول يصيح:
- الخاطغ الله ..من يغشّعني ريرة وأدعيلو بالجنّي!؟ على حب الله اليشوفني ريرة قبل ما أموت.. وين أهل المروّة ..
كان بجيب الغجال ريرة ذهب سأل نفسو:
- بالله أشنو ليخلّي مكدّي أعمي متعوّد عالبارات والقروش القليلي يطلب ريرة ذهب ؟ لازم أكو فغد قصة وغا هالطلب ؟ غاح أطعينو الريرة وأغشع أشني قصّتو؟
تقدم الغجال من الفقيغ الأعمي وقلّو:
- أش تعمل بالريرة ؟ إذا قلت لي العدل عطيتوك.
نفخ المكدّي من حصغتو وجغ نفس طويل وقلّو:
- تحييني بهذي الريرة .. ولا تسأل علمود أيش !
قام الغجال طلّع الريرة من جيبو وطعاها للمكدّي وقلّو: خذ ! من أخذا المكدّي فغكا بيدو وحطّا بين اسنانو وداس عليها، ضحك وجّو وارتاح كثيغ وشال عصاتو الغليظة وقام وهوّ يدعي للغجال الخيّر بالجنّي والعافية والرزق وما خلاّ شي ما دعالو بينو.
لحقو الغجال بلا ما يعغف بينو المكدّي لما وصل جيمع النبي شيت، فات بينو كبل على أودة يبيّن يعغفا من زمان ووقف على بابا وطلّع مفتاح من جيبو فتح بينو باب الأودة وفات بساع. واندحس الغجال خلفو بخفيي بلا ما يشعر بينو، والتفت الأعمي وغلق الباب وسحب الخغّاطة[3] وتنحنح، وعلى غفلي شال عصاتو وقام يفرّا بالهوا بسرعة أندهشلا الغجال، غاد الأعمي يتأكد ماكو أحّد بالأودة، وختل الغجال بزويي من الأودة والأعمي يضغب بعصاتو بالهوا.
لما تأكد الأعمي ماكو أحّد بالأودة جا على منامو المفغوش عالأغض بصدغ الأودة، وشالو طلع تحتو حصيغة بردي، شال الحصيغة طلع تحتا حفغة، مد أيدو بيها وطلّعا ولكان يطلّع بيدو بغنيي خضغا مسدود ثما بالطين. شال الطين وطلّع من البغنيي كيس قماش مشمّع ثخين، وفرّغ منّو ريرات ذهب تغنّ وتلمع. أندهش الغجال وقال مع نفسو:
- يا مدوّر .. عليك أدوّر.
قام الفقيغ الأعمي يعد الريرات وهوّ متونس وفغحان كثيغ .. 95، 96، 97، 98، 99
- أوف .. تعالي يا حلوي لخواتكي.
مد أيدو بجيبو وطلّع ريرة الغجال الشقندحي وخلاها بكيس الفلوس وخلانو للكيس بالبغنيي، وأخذ شوية طغاب ونقعو بالماي من الجغة وعمل طينايي سد بيها ثم البغنيي ورجّعا لمكانا. وقام على حيلو ومرة اللخ قام يفرّ العصايي بالأودة ديتأكد ماكو أحّد، وطلع من الأودة وغلق الباب بالمفتاح
أزهر العبيدي
كان ويحد من الشقندحيي الحيّالين[ 1] يعبغ الجسغ من هذاك الجينب[2] لي الموصل، بعد ما عبغ سمع صوت صياح مال ويحد فقيغ أعمي قلبو مشعول يصيح:
- الخاطغ الله ..من يغشّعني ريرة وأدعيلو بالجنّي!؟ على حب الله اليشوفني ريرة قبل ما أموت.. وين أهل المروّة ..
كان بجيب الغجال ريرة ذهب سأل نفسو:
- بالله أشنو ليخلّي مكدّي أعمي متعوّد عالبارات والقروش القليلي يطلب ريرة ذهب ؟ لازم أكو فغد قصة وغا هالطلب ؟ غاح أطعينو الريرة وأغشع أشني قصّتو؟
تقدم الغجال من الفقيغ الأعمي وقلّو:
- أش تعمل بالريرة ؟ إذا قلت لي العدل عطيتوك.
نفخ المكدّي من حصغتو وجغ نفس طويل وقلّو:
- تحييني بهذي الريرة .. ولا تسأل علمود أيش !
قام الغجال طلّع الريرة من جيبو وطعاها للمكدّي وقلّو: خذ ! من أخذا المكدّي فغكا بيدو وحطّا بين اسنانو وداس عليها، ضحك وجّو وارتاح كثيغ وشال عصاتو الغليظة وقام وهوّ يدعي للغجال الخيّر بالجنّي والعافية والرزق وما خلاّ شي ما دعالو بينو.
لحقو الغجال بلا ما يعغف بينو المكدّي لما وصل جيمع النبي شيت، فات بينو كبل على أودة يبيّن يعغفا من زمان ووقف على بابا وطلّع مفتاح من جيبو فتح بينو باب الأودة وفات بساع. واندحس الغجال خلفو بخفيي بلا ما يشعر بينو، والتفت الأعمي وغلق الباب وسحب الخغّاطة[3] وتنحنح، وعلى غفلي شال عصاتو وقام يفرّا بالهوا بسرعة أندهشلا الغجال، غاد الأعمي يتأكد ماكو أحّد بالأودة، وختل الغجال بزويي من الأودة والأعمي يضغب بعصاتو بالهوا.
لما تأكد الأعمي ماكو أحّد بالأودة جا على منامو المفغوش عالأغض بصدغ الأودة، وشالو طلع تحتو حصيغة بردي، شال الحصيغة طلع تحتا حفغة، مد أيدو بيها وطلّعا ولكان يطلّع بيدو بغنيي خضغا مسدود ثما بالطين. شال الطين وطلّع من البغنيي كيس قماش مشمّع ثخين، وفرّغ منّو ريرات ذهب تغنّ وتلمع. أندهش الغجال وقال مع نفسو:
- يا مدوّر .. عليك أدوّر.
قام الفقيغ الأعمي يعد الريرات وهوّ متونس وفغحان كثيغ .. 95، 96، 97، 98، 99
- أوف .. تعالي يا حلوي لخواتكي.
مد أيدو بجيبو وطلّع ريرة الغجال الشقندحي وخلاها بكيس الفلوس وخلانو للكيس بالبغنيي، وأخذ شوية طغاب ونقعو بالماي من الجغة وعمل طينايي سد بيها ثم البغنيي ورجّعا لمكانا. وقام على حيلو ومرة اللخ قام يفرّ العصايي بالأودة ديتأكد ماكو أحّد، وطلع من الأودة وغلق الباب بالمفتاح
الحيّال ما طلع من الأودة وظل لما غاح الأعمي حتى يجمع ثاني ميي من الريرات، قام عالبغنيي وفرّغا بجيبو وفتح الباب وطلع ورجع غلقو مثل ما كان، وشلع بالفلوس لبيتو بساع، ورجع بعدين المغب ديغشع أش غاح يصيغ بعد هايي المصيبي اللي نزلت عالأعمي. فزّوا الكل على حس صياح وبكي بالجيمع المسا، بعد ما جو المكادي وكل ويحد قعّد بمكانو بالجيمع. غشع الغجال الشقندحي صاحبو الأعمي يطلع من الأودة وهوّ يشقق حواسو وينتف بشعغو ويبكي ويلطم ويقول غاحت الريرات !
هديت هوستو شوية لمّا جو علينو المكادي من صنفو وسألونو أش صاغ ؟ حكالم أشّون غاحت الريرات وهوّ متعجّب كثيغ أشّون غاحت ؟ لمّا عغفوا ويصب كن خبّاها قاموا يحكون علينو ويرزلونو ويقللولو ليش ما شلتا معاك ؟ وقام كل ويحد منّم يتباهى قدام اللاخ أنّو ما يمشي خطوي ألاّ والريرات معانو.
جا ويحد منّم يم المسكين وقلّو: صوجك[4] أنت حيوان. دحّق ! وطعانو جاكون غليظ وقلّو: محشي ريرات من جوّه. وجا ويحد لاخ منّم وقلّو:
- لكن أنا هذي سترتي مخيّطة بطانتا بالريرات وما أمشي خطوي بلا إياها.
وصاح ثالث ويحد وهوّ يهز المفجوع:
- يول كلاشي محشي ريرات ولمّن أنام أخلّينو جوّا غاسي.
وجو المكادي كلّتم كل ويحد يفضح نفسو أشّون خيّط الريرات بشروالو لو بحزيمو الجلد العغيض.
كل هذا والحيّال الشقندحي يطّمش ويفكّر بحيلي أشون يسلّبم فلوسم ؟! بعد شوية جا ويحد من الناس الخيرين ومعانو خبز وحلاوي ديقسّما عالمكادي.
أخذوا المكادي قغص الخبز وبساع حطّوها بعبّم حتى ياكلوها بعدين، دحّق هذا الغجال جت ببالو حيلي خبيثي عملا ثاني يوم. غاح أشتغى خبز وحلاوي وخلاّ مع كل أغيف كم زنبوغ من هذي الزنيبيغ التلدغ لدغ، جا عالجيمع المسا مثل باقي الخيرين وصاح عالمكادي:
- يالله أكل على غوح الميتين !
جو علينو كل الفقاغي ووزع عليهم لفّات الخبز وحطّوها بعبوبم، بعد شوية كبّت العيطة[5] وطلعت الزنيبيغ تلدغ بالمكادي بلا رحمي، واشتعلوا وطاغ عقلم من العض وقاموا يصيحون ويصرخون من الوجع. وقاموا يشلحون حواسم حتى يخلصون من الزنيبيغ ويطردوها. قام صاحبنا الحيّال جمع حواسم الثخيني والعصي الغليظة اللي بيها فلوسم وشلع بيها
هديت هوستو شوية لمّا جو علينو المكادي من صنفو وسألونو أش صاغ ؟ حكالم أشّون غاحت الريرات وهوّ متعجّب كثيغ أشّون غاحت ؟ لمّا عغفوا ويصب كن خبّاها قاموا يحكون علينو ويرزلونو ويقللولو ليش ما شلتا معاك ؟ وقام كل ويحد منّم يتباهى قدام اللاخ أنّو ما يمشي خطوي ألاّ والريرات معانو.
جا ويحد منّم يم المسكين وقلّو: صوجك[4] أنت حيوان. دحّق ! وطعانو جاكون غليظ وقلّو: محشي ريرات من جوّه. وجا ويحد لاخ منّم وقلّو:
- لكن أنا هذي سترتي مخيّطة بطانتا بالريرات وما أمشي خطوي بلا إياها.
وصاح ثالث ويحد وهوّ يهز المفجوع:
- يول كلاشي محشي ريرات ولمّن أنام أخلّينو جوّا غاسي.
وجو المكادي كلّتم كل ويحد يفضح نفسو أشّون خيّط الريرات بشروالو لو بحزيمو الجلد العغيض.
كل هذا والحيّال الشقندحي يطّمش ويفكّر بحيلي أشون يسلّبم فلوسم ؟! بعد شوية جا ويحد من الناس الخيرين ومعانو خبز وحلاوي ديقسّما عالمكادي.
أخذوا المكادي قغص الخبز وبساع حطّوها بعبّم حتى ياكلوها بعدين، دحّق هذا الغجال جت ببالو حيلي خبيثي عملا ثاني يوم. غاح أشتغى خبز وحلاوي وخلاّ مع كل أغيف كم زنبوغ من هذي الزنيبيغ التلدغ لدغ، جا عالجيمع المسا مثل باقي الخيرين وصاح عالمكادي:
- يالله أكل على غوح الميتين !
جو علينو كل الفقاغي ووزع عليهم لفّات الخبز وحطّوها بعبوبم، بعد شوية كبّت العيطة[5] وطلعت الزنيبيغ تلدغ بالمكادي بلا رحمي، واشتعلوا وطاغ عقلم من العض وقاموا يصيحون ويصرخون من الوجع. وقاموا يشلحون حواسم حتى يخلصون من الزنيبيغ ويطردوها. قام صاحبنا الحيّال جمع حواسم الثخيني والعصي الغليظة اللي بيها فلوسم وشلع بيها
( خغاطة الباب القديم من الداخل- تصوير محمد الجليلي)ـ
[1] الشقندحيي الحيالين: الأشخاص الذين يستغفلون الناس ويضحكون عليهم أو يسرقوهم.
[2] هذاك الجينب: الجانب الأيسر في مصطلح أهل الموصل وكان قفراً لم يمتد إليه العمران بعد.
[3] الخغّاطة: قفل إضافي للباب من الداخل عبارة عن لسان حديدي تتحرك لليمين واليسار.
[4] صوجك: أنت السبب فيما جرى.
[5] كبّت العيطة: اشتدّ الصياح والصراخ.
للعودة ألى الصفحة الرئيسة
[1] الشقندحيي الحيالين: الأشخاص الذين يستغفلون الناس ويضحكون عليهم أو يسرقوهم.
[2] هذاك الجينب: الجانب الأيسر في مصطلح أهل الموصل وكان قفراً لم يمتد إليه العمران بعد.
[3] الخغّاطة: قفل إضافي للباب من الداخل عبارة عن لسان حديدي تتحرك لليمين واليسار.
[4] صوجك: أنت السبب فيما جرى.
[5] كبّت العيطة: اشتدّ الصياح والصراخ.
للعودة ألى الصفحة الرئيسة