ـ أزهر العبيدي
في عام 1926م افتتح شارع في مركز مدينة الموصل وذلك في عهد الملك فيصل الأول ، وأطلق عليه اسم ولده الوحيــد ( غازي ) ليخفف الازدحام في شارع نينوى[1]. إذ يبدو أن شارع النجفي الضيق الذي فتح قبله بعدّة سنوات لم يؤمن الغاية أعلاه . سمي بشارع الثورة بعد 14 تموز 1958م ، لكن الناس اعتادت على تسمية الشارع بغازي حتى الآن .
كان عرض الشارع في البداية لا يتجاوز الخمسة أمتار ويسمح بمرور عجلتين في اتجاهين مختلفين، وتم توسيعه في ثلاث مراحل حتى وصل إلى عرضه الحالي البالغ عشرة أمتار ، ويبلغ طوله 200 م . كان مرور العجلات فيه حتى الثمانينيات باتجاهين متعاكسين ، ثم جعل السير باتجاه واحد من ساحة السراي إلى شارع نينوى حيناً ، ثم من شارع نينوى إلى ساحة السراي كما هو عليه الآن . وتحاول البلدية توسيعه لمسافة خمسة أمتار أخرى من الجانب الأيمن / الشرقي بمنع تجديد الأبنية القديمة المنهارة ، وهذا سيؤدي إلى إزالة جميع المعالم التراثية التي تميزت بوجود الكوشكات ( الشرفات ) الجميلة من هذا الجانب .
يعد شارع غازي من أهم شوارع المدينة بعد شارع نينوى ، إذ يتوسط المنطقة التجارية ، ويربط بين أهم شارعين فيها هما شارعا نينوى والعدالة . وتمر فيه يومياً معظم وسائط النقل ويزدحم بأعداد كبيرة من الناس الذين يبغون الشراء من سوق السراي أو سوق الصاغة أو شارع النجفي .
أشارت دراسة أعدتها كلية التربية ـ جامعة الموصل في الثمانينيات إلى أن عدد المحال التجارية في هذا الشارع بلغ ( 80 ) معظمها لبيع وتصليح الساعات والأخرى لبيع وتصليح الأجهزة الكهربائية الصوتية فضلاً عن عدد من الخياطين[2].
_______________
[1] احمد الصوفي، تاريخ بلدية الموصل، ج1، مطبعة الجمهور، الموصل، 1970 .
[2] هاشم الجنابي، التركيب الداخلي لمدينة الموصل القديمة، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل، الموصل، 1981 .
ومن المعلوم أن هذا الشارع كان في الماضي أكثر تخصصاً في مهنة الخياطة التي برع فيها عدد من الخياطين الأرمن بعد ظهور زي ( الأفندية ) في العشرينيات .
كان الخياطون القدامى يخيطون الجاكيت ( السترة ) والبنطلون والزخمة (اليلك) للأفندية ، والزبون والصاية والزخمة والجاكيت ( للباش بوزغ ) من غير الأفندية . وقد يرسل الخياط قياسات الزبون أو الصاية إلى خياط متخصص في خياطة الزبونات في قيصرية الخياطين في سوق السراي مقابل جامع الباشا . ويقوم الزبون بشراء القماش من الخياط نفسه أو من قيصرية سباهي بزار أو قيصرية السبع أبواب . وكان الخياطون يخيطون كذلك الزي العسكري للضباط من القماش الخاكي (القهوائي) ، ويكتبون على قطع محلاتهم ( ملكي ـ عسكري ) . وكان هناك عدد من الخياطين متخصصون بخياطة القمصان للأفندية .
أما الآن فقد اختفت هذه المحلات بعد شيوع استعمال الألبسة الجاهزة (ماتت الخياطة) كما يقول العامة . وكان أول مستورد لها الحاج هاشم يحيى الرحّو في الشارع ذاته .
وفي الوقت الذي بقيت فيه محال بيع الساعات وتصليحها ، فإننا نلحظ زيادة في عدد محلات بيع الأجهزة الكهربائية من راديوات وتلفزيونات والعاب الكترونية. واختفت وكالات بيع السكاير وبائعو التبوغ ( التتن ) بانتقالهم إلى سوق البورصة.
كان بائعو الساعات يبيعون ساعات يدوية ومنضدية وساعات كبيرة تعلق على الحائط ، جميعها تعمل بالنصب أو الإملاء ( التكويك ) ، إذ لم تكن الساعات الأوتوماتيكية التي تعمل بالبطارية معروفة . ومن أنواع هذه الساعات : ارداث ـ اوميكا ـ مونديا ـ تيكسا ـ اولما ـ جنيف ـ موريس ـ زنيث ـ فلكا ـ لونجين. أما المصلحون فان معظم دكاكينهم كانت مساحتها لا تزيد عن متر مربع فيه منضدة وكرسي . أما بائعو الراديوات فكانت الراديوات التي يعرضونها من الحجم الكبير وتعمل بالكهرباء ، وكان ارتفاع القديم منها يبلغ المتر وقد يحتوي على جهاز كرامفون لتشغيل الاسطوانات . ومن أنواع هذه الراديوات : ماركوني ـ بلي بونت ـ سيرا ـ فيلبس ـ كروندك ـ نورمنده ـ باي ـ بوش ـ منيرفا 000 الخ .
يتناول هذا البحث ما كان عليه شارع غازي في الأربعينيات والخمسينيات ، مذكراً بأسماء الأعلام الأوائل الذين عملوا فيه ، وعرض مهنهم القديمة والأسماء التي أطلقت في تلك الحقبة من الزمن . ولأجل ذلك التقينا عدداً من المعمرين الذين عملوا في هذا الشارع وحصلنا منهم على معلومات قيمة أغنت البحث فضلاً عن ذكريات الطفولة ، ومنهم السيد المحامي خيري الدباغ والسيد خيري جلميران والسيد بهاء الدين كركجي والسيد محمد إسماعيل علي العبيدي والسيد زكي عبد الساعاتي والسيد صلاح سيد مجيد ( رحمهم الله جميعاً ) .
لو أردنا الدخول إلى شارع غازي من اتجاه ساحة صقور الحضر الحالية ، فيكون الجانب الأيسر للشارع هو الجانب الغربي ، والجانب الأيمن هو الجانب الشرقي . كان النصف الأول من الجانب الأيسر للشارع والمنطقة الواقعة خلفه يتكون من بيوت سكنية مختلفة المساحة . وتتكون الواقعة منها على الشارع تلك التي تحولت فيما بعد إلى شقق للمحامين والتجار وعيادات للأطباء ، من دكاكين في الطابق الأرضي فوقها غرف للسكن . في الواجهة المطلة على الشارع غرفتين بارزتين يربطها كوشك ( شرفة ) في مقدمته سياج حديدي ( محجل ) جميل . وهذه الغرف والكوشك مبنية من الأخشاب ومغلفة من الخارج بصفيح خفيف من الزنك ( التنك ) ومزينة بزخارف خشبية من أشرطة الخشب الرفيع . ويبدو منظرها من الخارج جميلاً جداً ، لكن مقاومتها للأمطار والتقلبات الجوية ضعيفة، إذ انهارت معظمها في وقت قصير نسبياً .
نبدأ بوصف المحلات من بداية شارع النجفي متجهين يساراً نحو شارع غازي حيث دكان محمد الحاج جاسم التتنجي (بائع التبغ ) ، وفوقه مكتب حمّو القدّو للتجارة ، يليه دكان الخياط يونس ذنون وفوقه مكتب المحامي فخري الخيرو ، ثم دكان مصلح الراديوات احمد عبد الحميد ، وإلى جانبه دكان الحلاق محمد علي ودكان الحلاق قاسم . يليه دكان واسع لمعرض الساعات السويسرية لصاحبه جارالله الساعاتي . ثم زقاق مغلق في مدخله الأيمن مكتب المحاميين غربي الحاج احمد وقاسم المفتي وهو المقر الرسمي لحزب الاستقلال في العهد الملكي ، ثم بيوت بدري ، وصالح جلميران ، وحسين عبّو ، وفي صدر الزقاق بيت عبدالله الكركجي ، وعلى اليسار بيت إسماعيل اللاوند .
بعد الزقاق دكان واسع لشركة طبارة وعبود _ وكالة سيكاير غازي لصاحبيها محمد وفاضل أولاد عبد العزيز رحاوي ، وفوقه مكتب المحامي جرجيس فتح الله ومن بعده الطبيب عبد الإله الجوادي . ثم دكان خليل إبراهيم التتنجي وفوقه عيادة الطبيب بشير يونس الدباغ . يليه دكان مصطفى صالح الساعاتي وكيل ساعات شهرزاد وشيروان ، وشغل الدكان من بعده عصمت الساعاتي ، ثم دكان محمد صباغ الأحذية ، ودكان محمد مرعي بائع الشربت ، ودكان سعيد قاسم مصلح الراديوات ، ثم دكان سيد شريف الكهربائي ومن بعده وعدالله الساعاتي بائع الساعات ، ودكان صبحي جقماقجي مصلح المدافئ النفطية وفوقه عيادة مركب الأسنان الحاج محمد يونس ، وأخيراً محمد إسماعيل صاحب مخزن محمد لبيع الراديوات وإيجار وبيع مكبرات الصوت التي اختص بنصبها وتشغيلها في المناسبات والاحتفالات ، وكان اسم ( مخزن محمد ) يكتب في جوف المكبرات .
بعد مخزن محمد زقاق ضيق غير نافذ يتصدره بيت عبد الفتاح الصمدي ، وعلى اليمين بيت ومعمل لعمل الحلويات لفتحي الشكرجي ، ثم بيت احمد طاقة دلال باشي ، والمطبعة العصرية لصاحبها عبدالأحد إبراهيم . وعلى اليسار بيت الحاج علي عبد الرحمن العبيدي ، ثم بيع البيت إلى محمد الكركجي ، ومن بعده بيت محمد البغدادي الذي يقابل دكانه هذا الزقاق .
في مدخل الزقاق الأيمن وفي الطابق العلوي عيادة الطبيب العسكري حسام الدين توفيق . ويلي الزقاق مخزن حسن لصاحبه حسن الحاج طه الدباغ بائع ومصلح الراديوات ومؤجر مكبرات الصوت ، ثم دكان الخياط احمد السلمان وفوقه عيادة الطبيب الجراح عبد الرحمن محمد علي ، ودكان عبد الله لصباغة الأحذية ، ثم الخياط غانم احمد زيتو ، والساعاتي عبد العالي ، والبقال سليمان .
بعد زقاق جريدة فتى العراق مخزن عبد الكريم اليوزبكي لبيع الزجاجيات والفرفوري ( الزجاج الصيني الملون ) ، ودكان عبد فتحي الحلاق ، ثم المخزن الحديث لصاحبيه الأخوين محمد علي وعبد الرزاق عزمي اللذين انتقلا إلى بغداد واستأجر الدكان المحامي خيري محمد صالح الدباغ صاحب مخزن الدباغ . تليه الشركة العصرية للدباغة لصاحبها نجيب الجادر ويعمل في إدارتها محمد علي السلمان ، واستأجر هذا الدكان الحاج رؤوف الشهواني المقاول والكهربائي . وكان فوق الدكاكين المارة الذكر في الطابق العلوي مقهى وملهى حيّو الأحدب التي تتكون من قسمين الأول ملهى والثاني مقهى يطل على الشارع وغير مسقوف . كان المثقفون من الموظفين والضباط في أثناء الحكم العثماني يرتادونه بأزيائهم الرسمية أحياناً [1]، وكانت تغني في الملهى مجموعة من المغنيات القادمات من مصر وسوريا ولبنان مثل مديحة ناطق ورمزية حميد وبديعة جمال وكاترينا وسامية ، فضلاً عن المغنية سلطانة يوسف .
هدم هذا المقهى في الخمسينيات وأقيمت مكانه عمارة من خمسة طوابق تعود إلى الوجيه نجيب الجادر ، شغل الطابق الأرضي البنك العربي ودائرة تجنيد وبنوك أخرى . وشغلت الطوابق العلوية مديرية معارف الموصل حيناً ، ثم فندق ومن بعده قسم داخلي للطلاب ، وأخيراً دائرة حكومية .
[1] أزهر العبيدي، الموصل أيام زمان، ط1، مطبعة الراية، بغداد، 1989 .
يلي العمارة دكان الخياط ناصيف درزي ومن بعده استأجر الدكان نفسه الخياط عبد الغني الجادرجي، وفي الطابق العلوي شقة المحامي عبدالله ليون الذي توفي في حادث قتل ، واستأجر الشقة من بعده الخياط السيد عبد البدراني الذي تخصص في خياطة الملابس العسكرية للضباط .
بعد الخياط عبد الغني زقاق قصير غير نافذ فيه بيت حمّو محمود ، في جانبه الأيمن دكان صغير لصباغة الأحذية صاحبه سالم ، يليه دكان قاسم محمد جاسم التتنجي ، ثم دكان حسين البقال والمدخل الرئيس لسوق الصياغ الذي يقع في بدايته اليسرى دكان الخياط محمد الدباغ وأخيه أديب . يقابله في الجهة اليمنى دكان خضر أحيدب المقاول وبائع الراديوات ، يليه دكان الخياط ستراك توماسيان ، ثم دكان الحلاق نجم وابنه عبد العزيز وابن أخيه عبد اللطيف الحلاق .
يليه مدخل حمام العلاء داخل زقاق قصير ينحرف يساراً مؤدياً إلى سوق الصياغ . كان هذا الحمام من الحمامات التراثية القديمة في المدينة يديره شهاب الحمامي ، وله باب ثان يطل على شارع غازي ، هدم في أوائل الخمسينيات وبنيت مكانه قيصرية لبيع القماش . وفي مكان الباب الأول للحمام افتتحت عيادة للطبيب سالم قاسم الجلبي في الطابق العلوي وتحتها دكان لخياط القمصان شاكر محمود .
بعد زقاق الحمام دكانا بائعي الراديوات غانم عبد الجبار وهاشم محمد علي القزاز ، والخياطان زكي يونس ووعد عبد الرحمن ، ثم دكان محمد عزيز الصباغ بائع مكائن الخياطة والكهربائيات والزوالي ، وفوق هذه الدكاكين مقهى الأخوان لصاحبيه شيت وإبراهيم واستأجره من بعدهم احمد باري باسم كازينو الحدباء،وهو مقهى صيفي وشتوي .
ثم دكاكين بائعي ومصلحي الراديوات صبري مطلوب واحمد نوري ، ويقال أن صيدلية مطلوب كانت في هذا الموقع في الخمسينيات ثم نقلت إلى بغداد بعد ثورة الموصل 1958م . فوق هذه الدكاكين بيت توفيق تويي ذو الكشك الجميل . يلي الدكاكين المذكورة زقاق يؤدي إلى باب حمام العلاء للنساء ثم إلى سوق الصياغ . وبعد الزقاق صيدلية وجيه لصاحبها وجيه احمد الحاج حامد التي افتتحت سنة 1949م وفوقها عيادة الطبيب عبد الوهاب حديد ومن بعده الطبيب محمد ياسين الدبوني . وبعد الصيدلية دكان صديق غزال مصلح الراديوات ، ودكان غانم عنائي مصلح الراديوات أيضاً ، ودكان بهنام الشيخ خياط القمصان ،حيث ينتهي شارع غازي بدكان يشغله مخزن الدرهم لصاحبه إبراهيم السيد حامد الذي كان يبيع الأدوات الكهربائية التي لا يتجاوز سعرها درهماً فقط ( أي خمسين فلساً ) .
نعود أدراجنا إلى بداية الشارع فنقف عند الجانب الأيمن حيث ركن خان حمّو القدّو لنصف المعالم في الجهة اليمنى من الشارع . فقد كان يشغل الطابق العلوي لخان حمّو القدّو أوتيل السلام ( فندق ) ، وكان مشغولاً قبل ذلك من باعة الزوالي الإيرانية القديمة الجيدة . تحت الفندق دكاكين محمود عبد الله الخياط وحميد أبو الجرز ( النقول ) ومحلات محمود السمان وإخوانه لبيع الأقمشة بالكيلو .
أمام هذه الدكاكين المدخل الرئيس لسوق السراي ، وعلى الجهة اليسرى من المدخل دكاكين صغيرة تقع على شارع غازي تبدأ بدكان محمد الخوشي بائع الفواكه ، وعزت أبو الدوندرمة ( المرطبات ) ومحمد الحاج صالح القوندرجي ، ونافع اللوس بائع الساعات ويونس الياس الجايجي ، يليه خضوري حلوبة بائع الأحذية وشغل الدكان من بعده نجيب جقماقجي بائع ومصلح الدراجات ، خلف هذه الدكاكين بيت توفيق جلميران ، ثم دكان محمد البغديدلي ( البغدادي ) بائع لعب الأطفال الذي تسود دكانه الفوضى وتجد بضاعته على شكل كومة كبيرة ، وكان يبيع شرائط الأفلام السينمائية القديمة بالذراع ، ويصلح زجاج النظارات الشمسية بحمي إطارها عن طريق إدخاله في عنق زجاجة لمبة قديمة ( مصباح ) . وكان سميناً عصبي المزاج دائم الشجار مع الأولاد الذين يمازحونه فيسمعهم أقذع الشتائم.
فوق دكان البغدادي عيادة الطبيب مارسيل بيو ، يليها دكان شاكر أبو الشربت ، ودكان صالح أبو النايلون واستأجرها من بعده عبدالله التتنجي ، ثم سالم احمد القطان بائع السكاير الأجنبية ، ويونس الساعاتي مصلح الساعات ، ويرتدي الأخيران الفيس الأحمر ( الطربوش ) . ثم يأتي زقاق يؤدي إلى سوق السراي في مدخله العلوي الأيمن عيادة الطبيب كمال يونس شريف ، وفي مدخله الأيسر مخزن ريفولي – وكيل قمصان ألفا لصاحبه عزالدين محمد كركجي . ثم وكالة سيكاير أبو عكال لصاحبها كريكور ، وصيدلية نوئيل آلجي التي بيعت إلى نجيب عبد الحميد الرزّو وسميت صيدلية نجيب ، فوق الصيدلية عيادة الطبيب الأرمني كربيت .
يلي الصيدلية دكان الحاج هاشم يحيى الرحّو أول مستورد للألبسة الجاهزة في الموصل ، ثم مجموعة من الخياطين ومصلحي الساعات ، خياطة المقص الذهبي لصاحبها ملاّ نذير ، وخياطة محمد وخليل اخوان ، وجمال محمد شيت وحميد محمد بائعا كهربائيات ، ونذير بشير بائع ساعات ، والخياطين نجيب هندي وجميل زلّو وحنا غريبة ونيشان وسيد عبد البدراني ، وتنتهي بدكان عبد الساعاتي الصغيرة مصلح الساعات ، يليه زقاق مائل يعود إلى سوق السراي . في جهة الزقاق المواجهة للشارع دكان فتحي عبدالله القوندرجي وحميد البقال ، والخياط عبد السلام الحبار ومن بعده استأجر الدكان عبد الرحيم ملاّ خضر بائع قماش وقمصان ، ثم الخياط صديق محمد علي .
يلي ذلك الزقاق الرئيس المؤدي إلى الباب الخلفي لجامع عبدال وسوق السراجين ، وفي مدخله الأيسر دكان إبراهيم الجادرجي الخياط ، يليه دكانا عبد وذنون أولاد شهاب الحمامي بائعي راديوات منيرفا ، ثم خياطة عبد الستار وعبد الجبار ، وخزعل جبر الساعاتي ، والخياط مهدي صالح حطاب واستأجر الدكان من بعده زكي عبد الساعاتي . فوق هذه الدكاكين معمل صاحبه احمد النجم يصنع فيه حبراً للمطابع وأقراصاً بيض لصبغ كالات الرياضة وطباشيراً للمدارس . ثم افتتحت عيادة للطبيبة النسائية شفيقة يحيى الملاح ، واتخذت بعد ذلك مقهى تراثياً صاحبه أبو داؤد يقدم الأغاني القديمة لأحمد الموصلي وإسماعيل الفحام . يلي الدكاكين دكان شيت محمد التتنجي وشغله من بعده ولده احمد بائع النقول ، ثم دكان عبد سليمان الساعاتي . يليه خان بابه من الجهة المعاكسة للشارع كان يسمى خان (العفرية) إذ كان يقصده أهالي تلعفر ، يباع فيه الفحم وحبوب الماء الفخارية ، صاحبه الحاج سعيد احمد العبيدي . وفي ظهره المطل على شارع غازي عدة دكاكين تعود إلى صانعي الحقائب الحديدية التي كانت تستخدم في السفر وحفظ الملابس في البيوت ، ويسمون ( التنكجية ) وهم سيد علي الهادي ، وسيد محمد وأخيه سيد نافع أولاد سيد عبدالله ، وإبراهيم علي التنكجي .
يلي الخان تواليت عام ، ثم دكان جاسم الإسكافي ، ودكان عبدالله الجوادي الخياط ، ودكان محمد صالح الجايجي المثلث الشكل . يليه زقاق مائل يؤدي إلى سوق القهوجية والسراجين في سوق السراي . في هذا المكان يواجهنا دكان مرتفع تحته سرداب كان يشغله الخياط لويس حلبية ، واشغله من بعده محمود ذنون التنكجي بائع الموبيليات الحديدية . يليه زقاق يسمى زقاق المعصرة يمر حالياً خلف مصرف الرافدين / فرع الميدان فيه معصرة للسسمسم الذي يصنع منه الراشي .
وفي مكان مصرف الرافدين الحالي دكان إبراهيم عفاص ويعمل (جنكرجي) يصنع الهاونات النحاسية ويصب القوالب وأزرار الدومينة ( البولات ) ، ثم دكان بائع النقول إسماعيل خليل ، ودكان عزيز البسطجي ، وبائع النقول غائب ، والتتنجي هاشم البك ، ثم باب علوة الميدان للحنطة .
المصادر الشفاهية:
السادة خيري الدباغ –خيري جلميران – محمد إسماعيل العبيدي - بهاء الدين كركجي – سيد صلاح سيد مجيد – زكي عبد الساعاتي –إبراهيم علي التنكجي – سيد نافع سيد عبدالله – خليل إسماعيل خليل .
عودة الى الصفحة الرئيسة