الخانات القديمة في الموصل
بقلم الاستاذ ازهر العبيدي
عرفت الموصل منذ نشأتها بأنها مدينة تجارية مهمة تقع على تقاطع الطرق التجارية المارة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وعليه فقد كثرت الخانات التجارية لإيواء التجار وقوافلهم. وتركّز وجود معظم هذه الخانات في القسم الجنوبي من المدينة القديمة قرب الجسر العثماني.
وكانت معظم الخانات تتألف من مدخل حجري واسع وبابين خشبيين كبيرين في أحدهما باب صغير لدخول الأشخاص بعد غلق البابين الكبيرة ليلاً، وفسحة مفتوحة في الوسط (حوش) يحيطه بناء من طابقين، الأول فيه مرابط ومعالف للحيوانات ومخازن للبضائع، والثاني فيه غرف لنوم المسافرين ومكاتب بسيطة للتجار والباعة. واتخذت عدد من الخانات لحرفة خاصة مثل: الصقالين والنعالين والدباغين. وهدم عدد من الخانات عند فتح شارع الكورنيش، وجدد بناء عدد منها بطراز يختلف عن السابق، وتم تحوير البعض الآخر إلى دكاكين تجارية.
ومن الخانات المهمة التي زالت في الوقت الحاضر الخان الذي يتوسط منطقة سكنية في المحلة التي سمّيت باسمه (حوش الخان) والذي كان مخصصاً لإيواء جمال القوافل ويعود لأسرة الديوه جي، وخان الغزل في السرجخانة الذي كانت تباع فيه الغزول والقطن، وكان موطن لتجمّع النساء اللواتي يحملن غزولهن ليسلمنها إلى الخان يومياً، ومن الطبيعي أن يكون الضجيج من طابع هذا المكان الذي يزدحم بالنساء الكثيرات الدوي (الكلام). وهدم خان القلاوين (القليون) الذي كانت تصنع فيه القلاوين للمدخنين المكونة من أنبوب قصبي(خشبي) كبير في مقدمته جفنة، ,وبني مكانه خان الشبخون للأقمشة. وهدم خان الصقالين الذي يجري فيه صقل الجلود وتنعيمها بعد دباغتها وبنيت مكانه دكاكين حديثة قرب القهوجية.
وشقّ طريق وسط خان التمر والدبس ليسمّى (خان المقصوص) في سوق الملاحين بعد أن قسمه الطريق إلى نصفين. وهدم خان السلي جنوب المدينة الذي كان يعمل فيه جمع من اليهود في إذابة شحوم الأغنام والأبقار ونخاع العظام في قدور كبيرة وبيعها بوصفها دهن(سمن) من النوع الجيد، والسلي هي المادة التي تتخلّف من بعد تصفية السمن. ومن الخانات التي هدمت جنوب المدينة خانين لتنعيل الخيول والدواب وصنع الحديد لذلك، يسمّى أحدهما بـخان النعل الكبير والثاني خان النعل الصغير. وخانان متشابهان آخران سمّي الصغير منهما بـ(التك) أي المفرد، وسمّي الكبير بـ(الجفت) أي الزوج بالتركية، وكانت تباع فيهما المواد التموينية. وهدم خان الكمرك الصغير في مدخل الجسر العثماني والذي يقابله خان الشط (الخواجة حنا) اللذان يباع فيهما المواد التموينية والفواكه.
وتسمّى الخانين المقابلة لمسجد باب الطوب واللذان هدما مؤخراً خان عبّو التتنجي وخان الحجيات نسبة إلى مالكتيه من الحجيات، يقابلهما جنوب المسجد خاني الجلود وفتحي بن رمانة، وكانت تستعمل هذه الخانات الأربعة لغسل وتنظيف ودبغ الجلود وتجفيفها قبل إنشاء مدبغة الموصل. وهدم في الآونة الأخيرة خان أيوب بك المسمّى (خان الطمغة) في سوق الفحامين، وبنيت محله قيصريات ودكاكين لبيع المواد البلاستيكية والنايلون.وسمّي الخان بهذا الاسم نسبة إلى ختم (الطمغة) التي كان موظف الضرائب يختم بها البضائع بعد تسلّم الضريبة، وكانت عملية هدم هذا الخان اعتداء صارخ على الآثار التاريخية الموصلية أثار استياء الكثير من المهتمين بالتراث.
ومن الخانات الباقية لحدّ اليوم والتي يتطلب اعمارها والمحافظة عليها بوصفها ثروة تراثية أثرية مهمة يهواها السوّاح الأجانب، فهما خان حمّو القدّو قرب مركز السراي الذي كان يباع فيه التبغ والجلود، وخان الكمرك الكبير قرب الجسر الحديدي والذي كانت تسوّق إليه أنواع الفواكه القادمة من الشمال عن طريق النهر والبر ويسمى العاملين فيه بقالي الكمرك. ومن الخانات الباقية خان المفتي في باب السراي الذي كانت تباع فيه الملابس القديمة (البالات) ويعود لأسرة ياسين أفندي المفتي، وجدد بطراز حديث ويباع فيه الآن المفروشات والأسرّة الحديدية. وخان الباليوز نسبة إلى اسم صاحبه التي تعني (القنصل)، وخان الصالحية قرب حمام الصالحية اللذان اتخذا مخزناً لخزن البضائع وبيع المفروشات الأسفنجية والأسرّة الحديدية.
ويقع خان الدقاقين على شارع الفاروق مقابل الجامع الكبير وفي واجهته الآن عدة دكاكين، والدقاقين هم الذين كانوا يدقّون النسيج بمطارق خاصة لتنعيمه بعد نسجه. وقرب قيصرية السبع أبواب يوجد خان الشبخون وبجانبه خان السواد المختص ببيع العبي والملفع الأسود. وفي الجانب الآخر منه خان النفط المغلق والذي كان يباع فيه النفط الأسود الذي تعالج به حيوانات البدو والصابون. وهناك خانات أخرى في باب لكش والباب الجديد كانت تستخدم لإيواء العجلات والحيوانات خارج سور المدينة، منها خان اللبن وخان التمر وخان الحاج أحميّد خارج باب لكش.
للعودة الى الصفحة الاولى
بقلم الاستاذ ازهر العبيدي
عرفت الموصل منذ نشأتها بأنها مدينة تجارية مهمة تقع على تقاطع الطرق التجارية المارة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وعليه فقد كثرت الخانات التجارية لإيواء التجار وقوافلهم. وتركّز وجود معظم هذه الخانات في القسم الجنوبي من المدينة القديمة قرب الجسر العثماني.
وكانت معظم الخانات تتألف من مدخل حجري واسع وبابين خشبيين كبيرين في أحدهما باب صغير لدخول الأشخاص بعد غلق البابين الكبيرة ليلاً، وفسحة مفتوحة في الوسط (حوش) يحيطه بناء من طابقين، الأول فيه مرابط ومعالف للحيوانات ومخازن للبضائع، والثاني فيه غرف لنوم المسافرين ومكاتب بسيطة للتجار والباعة. واتخذت عدد من الخانات لحرفة خاصة مثل: الصقالين والنعالين والدباغين. وهدم عدد من الخانات عند فتح شارع الكورنيش، وجدد بناء عدد منها بطراز يختلف عن السابق، وتم تحوير البعض الآخر إلى دكاكين تجارية.
ومن الخانات المهمة التي زالت في الوقت الحاضر الخان الذي يتوسط منطقة سكنية في المحلة التي سمّيت باسمه (حوش الخان) والذي كان مخصصاً لإيواء جمال القوافل ويعود لأسرة الديوه جي، وخان الغزل في السرجخانة الذي كانت تباع فيه الغزول والقطن، وكان موطن لتجمّع النساء اللواتي يحملن غزولهن ليسلمنها إلى الخان يومياً، ومن الطبيعي أن يكون الضجيج من طابع هذا المكان الذي يزدحم بالنساء الكثيرات الدوي (الكلام). وهدم خان القلاوين (القليون) الذي كانت تصنع فيه القلاوين للمدخنين المكونة من أنبوب قصبي(خشبي) كبير في مقدمته جفنة، ,وبني مكانه خان الشبخون للأقمشة. وهدم خان الصقالين الذي يجري فيه صقل الجلود وتنعيمها بعد دباغتها وبنيت مكانه دكاكين حديثة قرب القهوجية.
وشقّ طريق وسط خان التمر والدبس ليسمّى (خان المقصوص) في سوق الملاحين بعد أن قسمه الطريق إلى نصفين. وهدم خان السلي جنوب المدينة الذي كان يعمل فيه جمع من اليهود في إذابة شحوم الأغنام والأبقار ونخاع العظام في قدور كبيرة وبيعها بوصفها دهن(سمن) من النوع الجيد، والسلي هي المادة التي تتخلّف من بعد تصفية السمن. ومن الخانات التي هدمت جنوب المدينة خانين لتنعيل الخيول والدواب وصنع الحديد لذلك، يسمّى أحدهما بـخان النعل الكبير والثاني خان النعل الصغير. وخانان متشابهان آخران سمّي الصغير منهما بـ(التك) أي المفرد، وسمّي الكبير بـ(الجفت) أي الزوج بالتركية، وكانت تباع فيهما المواد التموينية. وهدم خان الكمرك الصغير في مدخل الجسر العثماني والذي يقابله خان الشط (الخواجة حنا) اللذان يباع فيهما المواد التموينية والفواكه.
وتسمّى الخانين المقابلة لمسجد باب الطوب واللذان هدما مؤخراً خان عبّو التتنجي وخان الحجيات نسبة إلى مالكتيه من الحجيات، يقابلهما جنوب المسجد خاني الجلود وفتحي بن رمانة، وكانت تستعمل هذه الخانات الأربعة لغسل وتنظيف ودبغ الجلود وتجفيفها قبل إنشاء مدبغة الموصل. وهدم في الآونة الأخيرة خان أيوب بك المسمّى (خان الطمغة) في سوق الفحامين، وبنيت محله قيصريات ودكاكين لبيع المواد البلاستيكية والنايلون.وسمّي الخان بهذا الاسم نسبة إلى ختم (الطمغة) التي كان موظف الضرائب يختم بها البضائع بعد تسلّم الضريبة، وكانت عملية هدم هذا الخان اعتداء صارخ على الآثار التاريخية الموصلية أثار استياء الكثير من المهتمين بالتراث.
ومن الخانات الباقية لحدّ اليوم والتي يتطلب اعمارها والمحافظة عليها بوصفها ثروة تراثية أثرية مهمة يهواها السوّاح الأجانب، فهما خان حمّو القدّو قرب مركز السراي الذي كان يباع فيه التبغ والجلود، وخان الكمرك الكبير قرب الجسر الحديدي والذي كانت تسوّق إليه أنواع الفواكه القادمة من الشمال عن طريق النهر والبر ويسمى العاملين فيه بقالي الكمرك. ومن الخانات الباقية خان المفتي في باب السراي الذي كانت تباع فيه الملابس القديمة (البالات) ويعود لأسرة ياسين أفندي المفتي، وجدد بطراز حديث ويباع فيه الآن المفروشات والأسرّة الحديدية. وخان الباليوز نسبة إلى اسم صاحبه التي تعني (القنصل)، وخان الصالحية قرب حمام الصالحية اللذان اتخذا مخزناً لخزن البضائع وبيع المفروشات الأسفنجية والأسرّة الحديدية.
ويقع خان الدقاقين على شارع الفاروق مقابل الجامع الكبير وفي واجهته الآن عدة دكاكين، والدقاقين هم الذين كانوا يدقّون النسيج بمطارق خاصة لتنعيمه بعد نسجه. وقرب قيصرية السبع أبواب يوجد خان الشبخون وبجانبه خان السواد المختص ببيع العبي والملفع الأسود. وفي الجانب الآخر منه خان النفط المغلق والذي كان يباع فيه النفط الأسود الذي تعالج به حيوانات البدو والصابون. وهناك خانات أخرى في باب لكش والباب الجديد كانت تستخدم لإيواء العجلات والحيوانات خارج سور المدينة، منها خان اللبن وخان التمر وخان الحاج أحميّد خارج باب لكش.
للعودة الى الصفحة الاولى