مئة شخصية معمارية ومثقفة يوقعون بيانا
محمد مكيّه : قرن من العمارة والحياة ..ـ
أ.د. سيّار الجَميل
الخميس 07/11/2013
وهنا اشكر كل الاخوات والاخوة الذين لبوا نداء هذا الاحتفاء المئوي من معماريين ومثقفين ومختصين عراقيين الذين وقعوا على هذا " البيان " ، والى صاحب فكرته ومن عمل على تحريره واصداره ونشره .. .. متمنيا من صميم القلب الصحة والعافية لهذا الرجل الذي قدّم الكثير للعراق والعراقيين ، واغتنم هذه الفرصة بتقديم التحية الى زميل محمد مكية وصديقه واحد الموقعين على هذا البيان المعمار والفنان الاستاذ الكبير رفعة الجادرجي الذي اخبرتني الصديقة العزيزة الاثارية الدكتورة لمياء الكيلاني بأن رفعة الجادرجي يعاني منذ 3 اسابيع في واحدة من مستشفيات لندن من جلطة دماغية اصابته للأسف الشديد .. مع تمنياتنا الخالصة له بالشفاء والصحة . دعوني اليوم اعيد نشر البيان على موقعي .. مع التقدير .
سيّار الجميل
7 نوفمبر / تشرين الثاني 2013
بيان:
" محمد مكيه .. قرن من العمارة والحياة"
مع اطلالة العام المقبل 2014 سيبلغ الدكتور محمد مكيه (1914) المعمار العراقي، مائة سنة من عمره المديد؛ وهو حدث مهم، جدير بالاحتفاء لما تستحقه المناسبة وما يستحقه منا المعماري الفذ.
إنه احتفاء بقرن من العمارة وقرن من الثقافة والحضارة والمدنية، قرن من عطاء ثر يستحق معه العمر الانساني الحيوي الوقوف أمامه بمشاعر الغبطة والسعادة مرة، ومرة أخرى شعور بالعرفان لما احرزه محمد مكية من مآثر إبداعية أهلته بجدارة لان يشغل المكان المرموق في المشهد المعماري المحلي والاقليمي والدولي.
لقد ارتبطت مقاربة محمد مكية المعمارية بالاهتمام والتأكيد على خصوصية المكان، وثقافته، و"روحه"؛ كمفردة اساسية في عملية الخلق التكويني المؤسسة لعمارة جديدة، كان من ضمن مقوماتها تأويل وإعادة قراءة المنجز المعماري المحلي، ذلك المنجز، الذي تشكل عبر أزمنة طويلة، وإضافات مبدعة، تعاقب معماريون وبناة مبدعون على اثرائه وديمومته. إن فعالية التأويل، التي تبنتها تلك المقاربة الخلاقة، وإعادة القراءة للموروث المعماري التي وسمت نشاط محمد مكيه التصميمي، كانا يجريان ضمن مستلزمات وقيم عمارة الحداثة، وهي التي مافتئت أن أصبحت عنوان الممارسة المعمارية العالمية السائدة، ومرجعيتها النظرية. ولعل هذا الامر، هو الذي يجعل من مقاربة محمد مكيه المعمارية أن ترتقي، لتكون حدثا مهماً، ومؤثراً، وإستثنائياً بأهميته، في الخطاب المعماري الإقليمي والعالمي.
على امتداد نشاطه الابداعي الحافل، أغنى محمد مكية البيئة المحلية والاقليمية بشواهد مبنية، تعد الآن صروحاً معمارية، و"ايقونات" بصرية لتلك المدن التي تقع فيها تلك الشواهد. ومثلما اثرى بيئتنا المبنية، فإنه أضاف، ايضاً، الشيء الكثير للمنجز المهني والاكاديمي (وخصوصاً الاكاديمي، الذي به ارتبط اسم مكيه كونه مؤسس وعميد اول مدرسة معمارية بالعراق )، كما للمنجز الثقافي العراقي المتنوع. من هنا، تعد عمارة مكيه، الآن، ملكاً للناس وللثقافة التي انتجتها، وللمجتمع الذي صمّمت له تلك العمارة، ما يجعل من الاحتفاء به، وبعمارته، أمراً تسوغه أهلية وقيمة ذلك المنجز الابداعي الذي حققه المعمار.
نرى، نحن الموقعين هذا البيان من المعماريين والمثقفين العراقيين، أن الاحتفاء بهذا الحدث هو احتفاء بثقافة وفن وحضارة بلدنا من خلال واحد من أبرز من صنعوا هذه الحداثة، من خلال رجل كرس نشاطه التصميمي ليكون عمران حواضرنا وعمارتها أرفع جمالاً، وأشد ألفةً وإنتماءً، وأكثر إنسانيةً. كما أن الاحتفاء بهذا الحدث النادر، لهو تكريم، ايضاً، للعمارة العراقية، التي اجتهدت دوماً، لان تكون إحدى تنويعات الابداع الثقافي العراقي الفاخر. ونأمل أن هذا الاحتفاء، الذي نبادر نحن الى إقامته وتنظيمه، وبالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة ذات العلاقة، سيجد، كما نطمح، من الجميع التعاضد والعون في إنجاحه وتكريس قيمه في المجتمع.
ومع ما يشهده الوطن من موجات عاتية، وغير مسبوقة في وحشيتها، تتبناها قوى الارهاب والظلام، فان إظهار إحتفالنا بمئوية محمد مكيه، لهو فعل، نتوق به تكريس قيم الحياة والمدنية والتأكيد على الثقافة الانسانية في مواجهة الفكر الإرهابي الظلامي، الذي يريد الارتداد بمجتمعاتنا عما تحقق من جهود تحديثية، والتوقف عن مواكبة روح العصر، الذي كان معمارنا الكبير محمد مكية مسهما فيه وصانعا للعمارة فكرا وتكويناً.
مجداً لقرن من الإبداع والحياة..
وعمراً مديداً محمد مكية
*
(اعقب البيان قائمة باسماء مئة معماري و مثقف)
المصدر : موقع الاستاذ الدكتور سيار الجميل
عودة الى الصفحة الرئيسة