خان الخليلي وحكايات حارتنا تاريخ مصر الحديث...ـ
ألَقُ الأزهر ثقافة وعلمٌ دائمٌ للأجيال
بدل رفو المزوري
مصر / القاهرة
نوفمبر 2009
القسم الأول
حين هبطت بنا الطائرة في مطار القاهرة الدولي مرت ببالي الآية الكريمة "ادخلوها بسلام أمنين"،هكذا أتى وصف مصر في كتابه العزيز. لم أر ألطف من رجال البوليس الذين يتفحصون جوازات السفر عبر محطات الغربة بالرغم من حزنهم الشديد على خسارة فريقهم القومي ضد الجزائر. حملت حقائبي كما البدوي الذي يحمل خيمته. توجهت إلى شارع الشيخ ريحان وسط القاهرة بعد أن وجد لي روائي مصري شقة صغيرة فيه بعيداً عن الأحياء الأوربية ومظاهر الغرب، وبالقرب من قصر عابدين الذي كان قصرا للرئاسة.المكان لا يبعد عن النيل سوى 10 دقائق مشياً على الأقدام. كانت أفلام الراحل فريد شوقي مطبوعة في مخيلتي. أحببت أن أرى حي بولاق رمز الفتوة والشجاعة والقوة. وإذا بي أرى أن وكالة البلح المشهورة تقع في هذا الحي . تغيرت ملامح الحي كثيراً وغدت وكالات البلح مخازن أقمشة وإكسسوارات. وفي الجانب القريب محلات لبيع الأدوات المنزلية والأثاث. التقيت بمجموعة من الطاعنين في السن فحدثوني عن تاريخ هذا الحي. وحدثني المقدس حلمي حنا ،الذي لم يفسح المجال للآخرين بالحديث وذكرني بثلاثي جريدة العراق الراحلين في الثمانينيات (صبري بوتاني، إسماعيل طاقي، سعد الله بامرني) حين لم يفسحوا المجال لي وللصديق شرو بالحديث، وأخبرني حلمي حنا بأن وكالة البلح كانت موجودة من زمن الإمبراطورية العثمانية. وكانت المراكب ترسو على شاطئ النيل والذي يطل على هذا الحي محملة بالغلال واليوم تحولت إلى محلات إكسسوارات. وعلينا أن لا ننسى بأن المنطقة كانت تغرق جراء الفيضانات القادمة من السودان وأسوان. وأردف قائلا بأن الحي مشهور بالجوامع من زمن العثمانيين ومنها جامع السنانية ودعانا إلى شاي مصري .
أشياء كثيرة تجذبك في هذه المدينة الكبيرة ومنها انتشار البوليس في التقاطعات والحفاظ على وجه الدولة السياحي والنسبة الكبيرة للمحجبات. وحيث كانت ليلة عيد الأضحى، بينما أتمشى في شوارع المدينة وإذا بالخرفان تسابق السيارات خوفا (من الموت القادم من الشرق).
الأوطان تعرف بأدبائها وفنانيها. فقد سجل حامل جائزة نوبل نجيب محفوظ تاريخ مصر الحديث عبر نتاجه الضخم الإنساني والذي ترجم إلى كل لغات العالم. و دعاني الفضول للتوجه إلى مقهى الفيشاوي حيث كان يكتب فيه نجيب محفوظ مقالاته ورواياته. فكل سياح العالم يتمنون أن يلتقطوا صوراً لهذا المكان التاريخي. وحدثني أحد العاملين في هذا المقهى والذي كان يهتم بخدمات الأديب الراحل ويدعى (أبو الخير)، بأن الراحل كان هادئاً ورائعا معهم. ويحملون في قلوبهم ذكريات حلوة معه. وقال لي بان الأديب جمال الغيطاني كان يتردد كثيرا على المكان ولكن الباعة المتجولين لم يتركوا أية متعة لزوار المقهى للتمتع بتاريخ مصر الحديث حيث أن أكثر زبائن المقهى هم من الأجانب. تأسس المقهى عام 1771 ويعد الآن أحد وجوه الحضارة الحديثة للقاهرة . يقع المقهى في خان الخليلي، عنوان أحد أشهر أعمال الراحل. ففي هذا الخان الكبير كل التحف والروائع والأعمال اليدوية تعرض لتباع للسياح والزوار. زرت محلات كثيرة وقد أثار إعجابي محل أشبه بمتحف صغير، وحدثني صاحبه بأن لهذا الفن حكاية تعود إلى أربعة أجيال وقد ورثنا العمل من الآباء والأجداد، ولدينا معمل خاص لأعمالنا. ونصدر هذه التحف إلى الدول الأوربية ومنها إسبانيا والى العربية أيضا. وكانت الزخرفات الإسلامية منقوشة بصورة مدهشة على المعروضات.
آلاف من الأحياء يعيشون في مدينة الأموات بين القبور.. ـ
يحدثني حفار القبور محمد موسى في الغرافة بأنه امتهن هذه المهنة من أجداده. وأضاف: نحن سعداء جدا فالموتى أرحم لنا من الأحياء. والآن وقد بلغ 54 عاما هو يتألم حين يحفر قبراً لإنسان ترك وراءه أطفالاً وعائلة. ويحمل ذكريات أليمة لهذه المدينة. لقد وجدت آثار (أم آمون) وهي من زمن الفراعنة وتقع ضمن خطة الدولة للاعتناء بها.
في هذه المدينة تم تشييد رياض الأطفال والمدارس والثانويات. وفي فسحة بين أزقة بين الأموات تعرفت على بعض العائلات وحين كانوا يسألون عن جنسيتي وأخبرهم بأني كوردي من العراق فيكون الرد(أجدع ناس) لأنهم يحملون مشاعر طيبة للشعب العراقي بصورة عامة والكوردي بصورة خاصة. وقد رافقني شاب يصعب وصف طيبته وأخذني إلى إحدى تحف القاهرة وهي (حوش الباشا) الذي يعد أحد معالم مصر التاريخية في الإسلام .دخلنا قاعته الكبيرة وإذا بشئ يفوق الوصف: أضرحة لشخصيات لها مكانة كبيرة في تاريخ مصر ومنها ضريح الخديوي توفيق المتوفي عام 1309 ه ويعد تحفة معمارية في فن النجارة والبناء، وهو من خشب الابنوس ومن دون مسمار واحد وتذكرت كاتدرائية زنكوف الخالدة في مدينة الماتا في كازاخستان والمشيدة من دون مسمار واحد، وتعد إحدى تحف العالم الخالدة. وهناك ضريح محمد علي الصغير المتوفي عام 1374هـ ،ضريح الخديوي عباس حلمي الثاني المتوفي عام 1874ه،وكذلك ضريح السيدة ام الخديوي عباس.وحدثني السيد حسن عرفة السيد بأن والدة الخديوي توفيق كانت تبني المساجد والمستشفيات وتقوم كثيرا بأعمال الخير. واخبرني قائلا بأن الممثل الراحل أحمد زكي صور بعض لقطاته على كرسي الخديوي توفيق وكذلك في الحوش. وبعدها جلست أنا ايضا على كرسي الخديوي كي يكتب في تاريخ الكورد والعراق بأن بدل رفو جلس على كرسي الخديوي توفيق...!! وبعدها أكملت رحلتي بين القبور لأرى حبال غسيل الملابس معلقة بين شاخصات القبور! وهناك تحفة معمارية في مدينة الأموات وهي جامع السلطان قايتباي الذي تم تشييده عام 1474 ويعد نقطة مضيئة في تاريخ فن العمارة في مصر.غادرت مدينة الاموات حياً أردد مع نفسي: كيف بوسع هذا العالم أن يحيا بين القبور وأجيال تورث أجيالا بين القبور ، أهي حضارة وتاريخ وعولمة بين القبور ام هو الأمان من العولمة والبشر؟!
وفي هذا السوق يمتزج الكلاسيك بالحداثة فهناك حلاق يجلس زبونه على صفيح ويحلق شعره، و إلى جانبه هناك صالون حديث. الزمن مبارك في هذا الحي المبارك المجاور للسيدة زينب. أن تشرب الشاي بالنعناع في شوارع السيدة زينب له مذاق آخر إن شربته في قهوة الفيشاوي، فلكل حي وشارع وزاوية مكانته وطعمه ونكهته الخاصة. ويمكن أن ترى رجلاً طاعناً في السن في السيدة يرتشف غليونه المائي كأنه في رحلة السندباد...!!
من مدينة الأموات في الغرافة إلى مدينة موت أخرى هي قبلة للزوار والسياح في قلب مصر القديمة ، حيث يقع أقدم حي في القاهرة ويسمونه منطقة الأقباط. وفي هذه المقابر يعيش عدد من حفاري القبور وقبورهم جميلة ومحل اعتناء بها. وفي هذا المكان أيضا يقع متحف الأقباط وقد تأسس عام 908 ويعرض آثاراً للزمن اليوناني والروماني ولغاية الإسلام.
وتقع كنيسة سيركيوس في هذا المكان القبطي وتعد أهم كنيسة لما لها من قيمة روحية في نفوس المسيحيين، وفيها شكل مغارة بحثت فيها العائلة المقدسة يوسف ومريم بعد هروبهما من أورشليم عن ملاذ آمن في مصر، وبعدها أضيفت هذه الأعمدة في القرن الثالث والرابع الميلادي.
ونلاحظ وجود كنائس أخرى في هذا الحي، ومنها كنيسة السيدة بربارا وكنيسة القديس جورج قاتل التنين. وهناك المعبد اليهودي والمحلات الخاصة والكبيرة لبيع التحف والآثار التقليدية ، ومحلات لبيع الصور القديمة بالأسود والأبيض من تاريخ مصر لأكثر من نصف قرن. وقد التقيت في هذا الحي وبصورة خاصة الهنود القادمين من الهند وحدثوني بأن السيد المسيح عاش فترة من الزمن في الهند .وأما مار جرجس والمسمى القديس جورج قاتل التنين فهي محطة المترو في مصر القديمة.في هذا الحي القديم من مصر يتآخى المصريون جميعا. ،ونرى البيوت القديمة التي تعد تحفا معمارية من تاريخ البلاد. وبعد الخروج من الحي القبطي وسط الحراسة الشديدة لرجال البوليس السياحي لأفواج السياح، يقع النظر على أحد روائع فن العمارة الإسلامي وهو جامع عمرو بن العاص، في المكان الذي غرس فيه القائد عمرو بن العاص أعمدة خيمته والذي شيد عام 642 ليكون أول جامع ومكان إسلامي في مصر؛ وشيد من أوراق النخيل والأشجار وقتها. تحتاج القاهرة لأيام وأسابيع كي تكتب القليل من تاريخها القديم ويستمر الحديث ويستعد الأطفال لاستقبال العيد والكل ينتظر أغنية أم كلثوم(الليلة عيد).
عيد الاضحى وسياحة في اعماق متحف بيت كاير اندرسون التاريخي
وجامع ابن طولون من عبق تاريخ العراق
(خيركم علينا انتم العراقيين) هكذا قالها الاصلاء
ابواب مصر القديمة حكايات وتاريخ وقصر الغوري
مماليك يورثون فن العمارة في القاهرة
كاير اندرسون الطبيب في الجيش البريطاني جمع تحفاً ومقتنيات من عصور مختلفة وهي اثار اسلامية وقبطية وفرعونية ويونانية ورومانية ومجموعات صور فوتوغرافية وقاعة لغرفة الحريم وصالة لتعليم القران الكريم للاطفال بالمجان وقد اهدى اندرسون كل هذه التحف الى دولة مصر وهي الان تعود الى الى المجلس الاعلى للاثار في مصر.
تعد غرفة الاقواس في المتحف من الملامح المميزة للعمارة المحلية في القاهرة ويوجه وضع هذه الغرف على نحو يمكنها من التقاط النسيم السائد القادم من الشمال الغربي. ويمكن لصاحب البيت ان يراقب الانشطة الجارية في الفناء.ويكون الوصول الى غرفة المقعد من الفناء عبر مدخل حجري مرتفع ثلاثي الفصوص يؤدي الى درج مبطن بفيسيفساء من بلاطات الرخام والخزف وهناك المزيد من البلاطات المبطنة للجدار الخلفي لغرفة المقعد ذاتها.والمساحة الغائرة بالمكان هي المنطقة التي يترك فيها الخدم والزوار احذيتهم قبل الدخول.والعمود القائم وسط غرفة المقعد هو عمود من الرخام بتاجين من الطراز الكورنثي (اليوناني) ويستقر احد التاجين في الموضع المعتاد في القمة بينما يستقر الاخر في وضع سفلي مقلوب بديلاً عن القاعدة التقليدية ونقش السقف المطلي لغرفة المقعد بنص مكتوب يضم تاريخ الانشاء (1041 هـ ـ1631 هـ) واسم من بناه الحاج محمد بن الحاج سليم بن جلمام الجزار. ويظهر اسمه في النص المحيط لسقف السبيل بالطابق الارضي.
غرفة الكتَاَب.. تعد غرفة الكتاَب نموذجاً شائعاً في فن عمارة مدينة القاهرة وهو مكان مخصص للاطفال وتحتوي القاعة على معروضات من الخط الاسلامي ومقتنيات تتعلق بالصوفية، والصوفية هي البعد الروحي للاسلام وينقسم اتباعها الى عدة طرق تتقرب الى الله خلال ممارسات مختلفة . وقد خصصت احدى الصالات للوحات وصور اندرسون من سفر حياته في الجيش في مصر.غرفة الحريم وفيها يتجمع الحريم في الطابق الاول ومن وراء الشبابيك تطلن على الصالة الارضية التي يتواجد فيها الرجال وتقام فيها الاحتفالات والرقص .وفي الصالة الشتوية تتواجد انواع مختلفة من الغليونات النادرة وكراس ٍ ذات نقوش واما على سطح البيت ففي الصيف كان مركز الثقل لقضاء سهرات طويلة بعد مغيب الشمس ويطل على جامع ابن طولون ومنارته التي تشبه منارة سامراء. وعلى سطح المنزل مثلت افلاما كثيرة ومنها فلم جيمس بوند (الجاسوس الذي احبني)وشخصيات كثيرة زارت هذا المتحف ومنها هيلاري كلينتون وابنتها وكذلك هناك في السطح البوصلة الشمسية والتي كانوا منها يعرفون الوقت والزمن.
البيت الثاني من المتحف يضم الصالة الفارسية وفيها حيث التحف الفارسية وسرير اندرسون والدواليب والصور التي تبين الزي الفارسي وفي الصالة الثانية تمثال لراس نفرتيتي ولكنه ليس بالاصلي لان الاصلي الان في متحف برلين في المانيا. وفي الصالة تحفا من ثريات من البندقية ومن الزجاج الاصلي ، وفي القاعة ايضا تحفاً معمارية من الاواعي والاواني ومن ازمنة مختلفة . وفي الصالة ايضا مقتنيات اندرسون ..لقد كرم الملك فاروق اندرسون ب (بالباشوية) لانه خدم التراث المصري والانساني،وكذلك يوجد غطاء تابوت اصلي للمراة والرجل ويعود تاريخه الى 940 ق.م مرسوم بالطريقة التقليدية ومزين برسومات ذات الوان زاهية للآلهة الجنائزية والتي تساعد المتوفي للوصول الى العالم الاخر .
غرفة فرعونية لآثار الزمن الفرعوني وهي تحف نادرة واصلية غير تقليدية من ذلك التاريخ القديم ،غرفة سورية وفيها سرير اندرسون وحين عزم ان يعمل المتحف اتته هذه التحف هدية من سوريا، الغرفة التركية وتتوسطها صورة محمد علي باشا في وسط الغرفة ومجموعة من كراسي الحاشية واثار من الزمن العثماني،غرفة الملكة آن وفيها مجموعة من الصور والمقتنيات،الغرفة الصينية وكانت هدايا من الصين حين حل عليها رحالاً.
مكتبة المتحف ..مجموعة اوربية ممتازة من ادب الرحلات والانتولوجيات المرتبطة بمصر والشرق الاوسط الى جانب عدد غير قليل من مقتنيات المخطوطات الاسلامية وبقايا نقوش على الورق والبردي وتضم المجموعة الاوربية عملا واحداً يرجع الى القرن الثامن عشر وكذلك (173) عملاً الى القرن التاسع عشر ومجموعة من الكتب الى القرن(20) وتحتوي الخزانة الركنية على مجموعة مقتنيات من الخزف الصيني الذي انتج للسوق العثمانية خلال القرنين (18 ـ 19). وفي البيت الثاني ايضا صالة مطلة على فناء البيت ولرؤية الحفلات وهناك غرفة سرية لاسرار النساء حين ينفردن ببعضهن، قاعة كبيرة للحفلات وفيها نافورة ماء جميلة وتعد من اجمل غرف المتحف.. لحظات رائعة في متحف اهداه طبيب بريطاني لمصر لاجل ان تتذكر ذلك الرجل الذي اهدى ثمرة رحلاته لهذا الوطن. ويجاور المتحف جامع ابن طولون.
من المشاهدات الرائعة والتي ستظل لها اثرا في القلب والفكر حين علم احد باعة الفواكه وهو صعيدي باني من كوردستان العراق واخبرني بانهم اجدع ناس وقضى سنوات عمره مع الكورد في الموصل ولحظتها ترك دكانه ليجلب لنا شاياً من المقهى وقال لي منكم رائحة الحبايب ايها الكورد..هذه هي اصالة واخلاق الانسان الحقيقي وقال لي بان خيركم علينا انتم العراقيين .. انه احمد ابو علاء المصري.. ما اروع الكلمات وما اروع الانسان البسيط وما اروع القاهرة وهي تكتسي نفحات عيد الاضحى وكل عام وانتم بالف خير.
تأسست مدينة القاهرة عام 969 م كمدينة ملكية للفاطميين وكانت لها ابواباً كثيرة ولكل باب حكاية وتاريخ ومثلت هذه الابواب في افلام سينمائية واحتلت عناوين الافلام ايضا وكانت القاهرة محاطة بالابواب وفي زيارة الى باب الفتوح والذي يحتل اسماً لوحش الشاشة العربية فريد شوقي رايت بان مابين باب الفتوح وباب النصر سور طويل وعال وحوله خندق كبير ووقتها كان يملا بالماء كي لا يستطيع العدو اختراق الاسوار ..باب الفتوح يعد الباب الشمالي والسور الشمالي للقاهرة الفاطمية وقد شيد عام 1087 م وهو من اعمال بدر الدين الجمالي وعلى هذا السور اثار المدفعية لنابليون بونابرت ،واما باب زويلة الحالي فهو المدخل الجنوبي لسور القاهرة الثاني والذي بناه القائد الفاطمي بدر الجمالي في عام 1092 م وعرف باب زويلة ايضا باسم (بوابة المتولي) في العصر العثماني. وبالقرب من باب النصر حيث تقع وكالة قايتباي التي انشاها السلطان الاشرف ابو النصر قايتباي عام 1481 م وهو من سلاطين المماليك الجراكسة بالقرب من باب النصر وقد كانت تمثل احدى المنشآت التجارية في عصر الدولة المملوكية.
بعد زيارة الى جامع الازهر الشريف وهناك حيث جمع من اطفال مصريين وقد اجتمعوا حول فتاة اوربية وهي ترسم قبب الجامع التاريخي وذلك الانسجام الجميل بين الاطفال والرسامة الاوربية ،تمتعت برؤية هذا المنظر الجميل والانسجام بين الحضارات عن طريق الفن، وبالقرب من هذا الجامع التاريخي تقع مجموعة الغوري والتي تعد مثالاً مشرقاً للعمارة في زمن المماليك وقد كان يحبذ فيها السلاطين والمماليك ان يخلفوا تاريخاً نيراً ورائهم. وشيدت هذه المجموعة عام 1504 م وهذه المجموعة للسطان قنصوة الغوري وهو كان احد سلاطين المماليك الذين حكموا مصر.وهذه المجموعة تتكون من القبة والخانقاة والمقعد والصحن، وقصر الغوري يقع على شارع المعز لدين الله الفاطمي وشارع الازهر ،القبة تتكون من سقفها الخشبي والارقام مقرنصة عليها وكتب عليها تاريخ البناء وسبق ان انهارت القبة في عصر السلطان وتم تشييدها ثانية وفي عام 1992 اصابها الزلزال وجددت على التراث الاسلامي الحالي ، والان تستخدمها احيانا وزارة الثقافة لغرض تقديم اعمالهم تحت هذه القبة نظراً لسعة مكانها وكونها تقع ايضا في وسط البلد،وكانت هذه القبة قد خصصت بان يدفن فيها السلطان الغوري وحين قتل السلطان في حرب مع الاتراك وتم ارسال راسه الى اسطنبول ولم يتم العثور على جسده لم يدفن هناك ولكن القبة تعد ايضا ضريحاً لزوجته وولده - الخانقاة.. كان يدرس فيها العلوم الاسلامية وكانت مكاناً ونقطة التقاء للصوفية وهو مكان الاعتكاف لهم لقراءة القرآن الكريم في الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان وكذلك تقام الان فيها حفلات الانشاد الصوفي على خشبة مسرح هذه القاعة (الخانقاة).
تقع مساحة شاسعة في وسط القصر وتدعى الحوش الجنائزي وكان هذا المكان معداً لمقابر الدفن.
اما المقعد فهو المكان الذي كان يستقبل فيه السلطان الغوري الضيوف والزوار ،السبيل والكتاَب..السبيل كان يستخدم لشرب الماء للمارة في الشارع والسبيل يقع على شارع المعز لدين الله الفاطمي وشارع الازهر والكتاب كان يدرس فيه القرآن الكريم للاطفال الصغار لحفظ القران الكريم وكان شيوخ الصوفية يسكنون في المكان. واما وكالة الغوري فقد كانت تعد مكاناً لالتقاء التجار القادمين من بلاد الشام وبلاد اخرى وهناك تتم عمليات المقايضة والبيع وكذلك السكن فيه والان يستخدم صحنها لرقصات الصوفية.
واما الجامع فهو للصلاة فقط وبوسع الزوار الاجانب زيارة كل هذه المجموعة والتمتع بهذه الاثار التي تركها هذا السلطان الغوري للتاريخ المصري وتعد تحفة معمارية مشرفة من تاريخ المماليك.
انه آخر ايام عيد الاضحى المبارك وبعض متاحف الدولة مغلقة حين اردت زيارتها اليوم ولهذا قررت ان اصعد على برج القاهرة والذي تم افتتاحه عام 1961 من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وفي عام 2009 تم ترميمه كي يظهر بهذه الصورة الجميلة والرائعة التي رايتها ولكن للاسف تذاكر الدخول بالنسبة لدخل المصريين باهظة جدا من ان تصعد البرج وتلتقط بعض اللقطات من فوق البرج ولا تتعدى الدقائق ايضا ،يبلغ ارتفاع البرج 187 م وهو اعلى برج في مصر ويحمل البرج شكل زهرة اللوتس وعلى قمة البرج بوسع الزائر ان يشاهد اجزاء كبيرة من القاهرة لغاية الاهرامات والقلعة وكذلك هناك في اعلى البرج مطعم للاكلات الشرقية والغربية وتذكرة الدخول كانت 70 جنيه مصري اي ما يعادل 14 دولار امريكي وبالرغم من ان احد العاملين في المصعد كان في مشادة كلامية مع العاملين بانه سيترك المصعد وقد قتله الجوع ولم يفطر لهذه اللحظة وان عمله مرهق ولا يستلم الا القليل ويقع في الجانب الاخر من القاهرة في حي الزمالك وبالقرب من الاوبرا المصرية وبوسع المواطن المصري ان يقضي يومه ب 7 جنيه وجميع الوجبات..بعدها توجهت الى شواطئ النيل للتمتع بفرح الاطفال ويلتفحهم الحزن لانتهاء العيد وخرجت من الحديقة على شاطئ النيل وانا اتذكر ايام حديقة الشهداء وحديقة الشعب في مدينة الموصل حين قضيت فيها اعياد الطفولة ومراجيح باب الطوب واذا ب تمثال كبير ل سعد زغول وهو يرفع يده لاداء التحية وفي جانبي الجسر تمثالين لاسدين على جانبي الشارع وبالرغم من عطلة العيد الا ان بعض مكاتب الكتب والمحلات كانت مشرعة الابواب وفرحت بيوم جميل ولحظات حلوة على برج القاهرة ومتحف الغوري على ان اكمل مسيرتي في اليوم الاخر برفقة الفن والثقافة وحضارات سجلت تاريخها وعصور خالدة بفنونها وتراثها حطت في القاهرة.
وتستمر الرحلة
**
الى اللقاء في الحلقة الثانية من هذه الرحلة
مع تحيات بدل رفو و بيت الموصل
*
الصفحة الرئيسة