السينمائي والمسرحي الكوردي موفق رشدي في حوار صريح:
العمل الفني يجب ان يسوده الصدق و يمس وجدان واحاسيس المتفرج
و يصل الجمهور بطريقة فنية جذابة
حاوره: بدل رفو
العمل الفني يجب ان يسوده الصدق و يمس وجدان واحاسيس المتفرج
و يصل الجمهور بطريقة فنية جذابة
حاوره: بدل رفو
موفق رشدي فنان طبعت اعماله في ذاكرة المشاهدين وطرق ابواب مدن كثيرة ليحمل معه وجعه الفني والانساني وابداعه ،من قرية هرور في كوردستان صوب دهوك والموصل ونتيجة الحصار الاقتصادي على كوردستان والاقتتال الداخلي وطموحه الكبير يهاجر الى المانيا لتستمر صداقته وابداعه واعماله مع د. عوني كرومي ولينطلق ممثلا ومخرجاً بثلاث لغات العربية والكوردية والالمانية وبعد سنوات غربة طويلة يشد الرحال صوب مدينته دهوك ليقدم زبدة غربته لطلبة المعهد وفي احدى اركان الغربة كان هذا اللقاء:
س: عرفتك قبل اكثر من 33 عاما في الموصل وانت القادم من جبال كوردستان وقدمت بطولة عمل مسرحي من اخراج المنجي ابراهيم (البدلة) بالعربية ،اما زلت تحمل في ذاكرتك وانت في برلين تلك البدلة الممزقة وصاحبها المنجي؟
مسرحية البدلة وادائي لشخصية انيس بقيت في ذاكرتي وذاكرة الجمهور لحد الآن وانتم كنتم من المتتبعين لأعمالنا ومن اللذين شاهدوا هذه المسرحية لكونها كانت مسرحية من صميم الواقع ولما بذله الأستاذ المنجي من جهد في الإعداد والإخراج وتدريبنا وتوجيهنا كطلبة وممثلين ،من تلك المسرحية كانت انطلاقتي الحقيقية لإثبات وجودي كممثل على خشبة المسرح.
س: صرحت لصحيفة (ئه فرو ــ2012) الكوردية بانك منذ سنوات طويلة وانت تصرف من جيبك الخاص للمسرح والاعمال المسرحية، وهل بوسعنا ان نقول بان الحكومة لا تدعم المسرح او ربما اعمالكم غير جديرة للدعم؟
كان هذا اللقاء بداية عودتي لكوردستان وماذكرته انا كان عن فترة ما قبل خروجي واثناء وجودي في اوربا، اما الآن فهناك دعم لا بأس به اذ لايمكن ان تعيش به ولكن ممكن ان لا تدفع من جيبك، وللأسف يكون الدعم احيانا ليس على مقياس نوعية العمل او على جدارة العاملين وانما يكون بشكل اعتباطي، ولكن لو قارنا ميزانية المسرح في دهوك والدعم الذي تتلقاه باقي المحافظات ، فهي اضعاف ما تتلقاه مديرية المسرح في محافظة دهوك، حيث أن باقي المحافظات لديهم امكانيات اكثر لرفع اجور العاملين وامكانيات اكثر لإستضافة وارسال المسرحيين من والى كوردستان.
س: عملت خلال مسيرتك مع مبدعين كبار مثل المنحي بن ابراهيم ود.عوني كرومي والمخرج فيليب ليوريت في فلمه السينمائي (مرحبا) وانت فنان كوردي كيف تمكنت ان تنقل خليط تجارب كبار لشعبك؟
نعم وانا اعتز كثيرا باني عملت مع هؤلاء العمالقة في مجال المسرح والسينما جميعهم يحملون هموم انسانية في دواخلهم حيث لم تكن اللغة عائقا بيننا، المهم ايصال الرسالة سواء كانت بالكوردية او العربية او الألمانية، والكرد هم جزء من المعاناة الإنسانيه، حاولنا ان نوصل ولو جزء من هذه المعاناة للجمهور المتنوع.
س: السينما ..الا تتفق معي بانه من المفروض ان تكون لنا صالات سينما لائقة وثقافة سينمائية للشعب قبل ان تكون لنا صناعة السينما للمهرجانات فقط؟؟
نعم وجود صالات السينما هو وجود السوق لكي تصرف فيها البضاعة السينمائية ، فقدان الصالات المهيأة للعرض السينمائي يشكل عائقاً كبيراً امام تواجد الجمهور، لابأس بالمهرجانات فهي ايضا ربما تكون عاملاً داعماً ومشجعاً لبناء صالات السينما، واكتساب وتبادل التجارب بين المشتركين في المهرجان ،ان وجود الصالات سيضيف قيمة حضارية واعادة كسب ثقة الجمهور بالعمل السينمائي.
س: كل منا يحمل وجعه الكوردي في الغربة للبلدان التي يعيش فيها فهل عرفت الجمهور الالماني على الوجع الكوردي من خلال الفن كما فعل د.عوني كرومي في مسرحية المصباح وانت اديت احد ادواره الرئيسية؟
لقد حاولنا وبذلنا جهداً كبيراً لكي نقرب الجمهور الألماني وكي يتعرف عن كثب على معاناة الشعب الكوردي وثقافته، اخرجت ومثلت عملين مسرحيين باللغة الألمانية عن اسباب هجرة المواطن الكوردي ومعاناته المستديمة وفي المصباح مثلت بالعربية دور كوردي اصيب بالعمى نتيجة الضربة الكيميائية على مدينة حلبجة كما مثلت مع الصديق عمر توفي باللغة الكورديه مسرحية صراخ الصمت الأخرس للكاتب الكوردي محي الدين زنكنة عن هجرة الكورد والتاثيرات التدميرية للحرب والقتال على سلوك ونفسية الفرد، وفي فلم مرحبا ، ضياع المهاجر بين مطرقة السلطة في العراق وسندان الدولة التي هاجر اليها. كنا دوما على اتصال مع الجمهور المتنوع ولا انسى فضل المرحوم الدكتور عوني كرومي في لم شملنا ونشاطه الدؤوب وقتاله المستميت من اجل انعاش المسرح في الغربة .
س: رغم سنوات الغربة فشعب دهوك يتذكر عملكم الكبير مسلسل (ماء ودم) فاين يكمن سر بقاء اعمالكم خالدة ؟
مسلسل (ماء ودم) الذي اخرجته عام 1994من تاليف الأديب صديق شرو كان بداية طرح قصة واقعية اجتماعية سياسية جرت احداثها داخل المدينة وبامكانيات متواضعة، القصة كانت قريبة من المجتمع واستطعنا وبجهود العاملين معي في فرقة رباد ان نحل ازمة مشاركة العنصرالنسوي بعد تجاوز الكثير من المتاعب والأرهاصات حيث ساهمت العديد من الأخوات والأمهات في تجسيد ادوارهم رغم انهن كانوا بعيدين عن الوسط الفني، قصة المسلسل كتبت بمثابة فلم ولكن بعد موافقة المؤلف اجريت تغييرات كثيرة ووزعته الى 7 حلقات وجعلت لها نهايات، كانت معنا كامرة واحدة يحملها المصور المبدع عصمت سعدالله ولكونها كانت كامرة واحدة فقد صورنا المشاهد بالطريقة السينمائية. ان العمل الفني يجب ان يسوده الصدق وان يمس وجدان واحاسيس المتفرج وان يصل الى الجمهور بطريقة فنية جذابة كي يستفيد ويتمتع بمشاهدة العمل.
س:عملت في المسرح والتلفزيون والسينما ممثلا ومخرجا ومع السينما الالمانية والمخرجين العرب وتمكنت ان تكون كورديا انسانيا بامتياز، فهل انت راض بما قدمته لشعبك وبلادك وبالعكس ماذا قدم شعبك وبلادك لجهودك وخدمتك؟
في الحقيقة ان ما نقدمه اوماقدمناه لشعبنا او لانساننا فهو جزء من واجبنا فانا شخصيا حينها لم انتظر يوما ما مكافأة مادية بقدر ما يفرحني رضا وتفاعل الجمهور مع ما نقدمه خاصة في الظروف الصعبه التي مر بها شعبنا، ولكن بالمقابل للفنان الحق الآن بالمطالبة بحقوقه طالما ان جميع الإمكانيات متوفرة ،وخاصة الفنان الذي لايملك مصدر عيش سوى ابداعه وعطائه الفني، عملت اكثر من 35 سنة في المجال الفني لحد الآن لا استطيع ان ابني غرفة لي او لعائلتي المكونة من 6 اشخاص، للأسف العلاقات الشخصية والتحزب والواسطة لها القوة و لعب الدور.
س: ماسبب توجهك الى اعمال الكتاب الاسبان مثل (سرفنتاس، لوركا) لتقديم اعمالك المسرحية بالرغم من انك كوردي ونهلت من الثقافة العربية والالمانية؟
الفن والأدب بشكل عام والمسرح بشكل خاص رسالة انسانية وموروث انساني ورغم اختلاف الأقوام والأساليب والأشكال ستبقى المضامين واحدة على مر الأزمنة والعصور، وما يمر او يصاب به الإنسان الغربي او الشرقي فيمكن ان يمر به الإنسان الكوردي ايضا فما على الفنان الا ان يبحث عن كيفية اسقاط هذا الموضوع وكيفية ايجاد طرق المعالجة له، وما طرحناه من موضوع في مسرحية الطلاق لسرفنتاس هو تلك الآفه الإجتماعية التي تشرذم العائلة، حيث كانت من اخراج الشاب عادل عبدالمجيد وكنت ممثلا فيها وفي مسرحية لوركا (بيت برناردا البا) التي اعددتها واخرجتها تطرح فكرة المرأة بكافة تطلعاتها ومكبوتاتها بين خضوعها وتمردها وبين ممارسة القسوة عليها من قبل الرجل ومن قبل المرأة نفسها على نفسها والجدير بالذكر لأول مرة في تاريخ المسرح الكوردي يشارك هذا العدد الكبير من الممثلات وطالبات قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة حيث فاق عددهن على ال 24 ممثلة، انا اشجع النص الكوردي والكاتب الكوردي ولكن لا بأس لو راينا كاتبا اجنبيا يعبر عن مكنوناتنا سواء كان معاصرا او قديما.
س: كيف ترى دور النقد الفني في دهوك لان الاعمال الفنية بدون نقد ليست جديرة بالاهتمام؟ وهل يتقبل الفنان الكوردي النقد البناء؟
النقد الفني جزء مكمل للعمل الفني وبدون نقد لا نستطيع فهم ومواصلة العمل بالشكل المطلوب والنقد يحتاج الى نقاد ولكن علينا ان نتساءل هل لدينا ذلك الناقد الذي يملك تلك الثقافة وتلك الرؤى في تحليل وتقييم العمل الفني بشكل صحيح وبعيداً عن المجاملات او العلاقات الشخصية او المدح ،وما يطرحه بعض الكتاب او الفنانين ليس هو النقد العلمي المطلوب وانما يقتصر نقدهم على ملاحظات واراء فردية تحمل من الإيجابيه احيانا واحيانا تحددها العلاقات الشخصية.
س: اشهر اعمالك المسرحية والسينمائية في المهجر؟
هذه بعض الاعمال:
ـــ اخراج مسرحية عيد الميلاد لمدرسة المعوقين 1998.
ـــ مثلت في مسرحية صراخ الصمت الأخرس عام 2000 واعيدت في .2002
ـــ مسرحية المصباح تاليف الكاتب الإماراتي صالح كرامة واخراج د.عوني كرومي 2003
ــ رقصة ميلوديا الحب مع ممثلة من اصل نمساوي اولريكا 2004.
ـــ مونودراما (اغنية التم) تاليف تشيكوف واخراج بكر رشيد 2005.
ـــ مسرحية في انتظار المطر ماخوذة عن مسرحية في انتظار كودو ل صموئيل بيكيت 2008.
ـــ مسرحية الصراخ تاليف كارزان عبدالله هروري ومن اخراجي باللغة الألمانية 2009
الأفلام السينمائية :
ــ فلم مرحبا انتاج فرنسي ، فرنسا2009
ــ فلم الشرعي والغير الشرعي المانيا اخراج ئايلين بير،المانيا
ــ فلم حياة، اخراج المخرج السعودي الشاب مشتبا،السعودية.
ــ فلم (هايمات ـ الوطن) اخراج ازل ادريس، العراق
ــ فلم قبل سقوط الثلج اخراج هشام زمان ،المانيا- كوردستان
س: كلمة اخيرة او آهة اخيرة.
شكرا لكم على اجراء هذا اللقاء معي وتحملكم عناء توصيل ما قدمناه الى القارىء العربي
وبناء جسر ثقافي وصحفي بين القارىء الكوردي والعربي،لكم كل الإعتزاز والتقدير.