غانم العنّاز
لقد كتبت هذه القصيدة في عام 2008 في اوج الغزو الغاشم والاحتلال الظالم وقد كان قد
مضى على اغترابي في وقتها ما يقارب 24 سنة. وتحل في هذه الايام الذكرى الثلاثين
لمغادرتي العراق ولا زال اشتياقي يزداد وما زال اهلنا في العراق يعانون مما خلفه البغاة
بعد جلائهم من ويلات واهوال لم تبق ولم تذر
وقد ارتأيت بمناسبة حلول تلك الذكرى اعادة نشر القصيدة على بيت الموصل العتيد بعد ان
اعدت النظر فيها لنسترجع اكاذيب الغزاة المعسولة التي صفق لها المصفقون وزمر لها
المزمرون وانطلت على البعض من الناس الطيبين.
أفما ان الاوان كي نعتبر ونعتمد على انفسنا في ادارة بلادنا بتعقل وحكمة، بدلا من اللجوء
الى الغير، ليعم العدل بين الناس وتعود المودة والصفاء؟ نرجو من الله ان نرى ذلك قريبا .
طالَ اشـتـياقي لـعـراقي طالا عشرون عاماً قـد مضتْ تِرحالا
طال اغـترابي في بقاعِ المنـتـأى كـيـف الرجوعُ والـبـلى ما زالا؟
بـات الــفــراقُ تـاركاً آهــاتـهِ والـصبـرُ أمـسىى لابـسـا ً أسـمالا
*****
جـالَ العـدوُّ في بـلادي ناقـمـاً ســارَ الـخـرابُ سـافِـراً مُـخـتـالا
هـالَ المصابُ شعبـنا في غـفـلـةٍ كـيـف الخـلاصُ من عـدوّ صـالا
قـالَ أتـيـتُ من بـعـيـدٍ مُـصْلحاً مـــحـــررا ً لا نــاويـا ً إذلالا
إنّي سـأدعـو للـتـصافي بـيـنكـمْ أحـمـي حِـمـاكـم كاســراً أغـلالا
ثــمّ سـأبـنـي لســلامٍ دائــمٍ مُـؤتَــمَــنـاً لا نــاشِــراً أهــوالا
كان افــتـراءً كلّ ما قـد قـالـهُ مـنــذ أتـانــا غــازيــاً دجـالا
*****
قـال حلمتُ مـن قــديــمٍ أنّـنـي أرعــى نـفـوطــا ً عــمـرها آزالا
إنّي سأحـمي ما لـديـكم صادقـاً مُـسـتـعــفِـفـاً لا سـارقـاً مُـحتـالا
ثـمّ سـأبـنـي لــعــراق ٍ مُشـرقٍ يـزهــو رخـاءً سـاحـبــا ً أذيـالا
فاصغوا إليّ واتـبـعوا من قولـهُ نـــمْ حــالــمــاً مـــؤمـّـلاً آمــالا
كـان نـفـاقــاً كلّ ما لـفّــقَــهُ مـا من نـبـيـهٍ سامـعٌ ما قــالا
للعودة إلى الصفحة الرئيسة