كنتُ أرجو اللقاء
غانم العناز
لقد تمت كتابة هذه القصيدة و نشرها في مدينة الشارقة في عام 2006 تحت عنوان
.ـ (آهاً أخي ). وقد اعدت النظر فيها مؤخراً وارتأيت نشرها، مجدداً تحت عنوانها الجديد
انني اعتبر كتابة هذه القصيدة ليس رثاء للمرحوم اخي الاكبر فحسب، بل لرثاء ابناء
العراق الابرار الذين استشهدوا خلال الحروب الدامية والغزو الوحشي المقيت
والاحتلال الهمجي البغيض وما تلا ذلك من مذابح واهوال تدمى لها القلوب وتدمع
لها العيون، فلهم من الله الرحمة الواسعة ولأهلهم منا جميل العزاء .
تبكي عـيـوني أخـاً اضحى لـنا سَـنـدا كان الكريـم الـذي في مالـه زهِــــدا
تبكي عيوني دماً ما زال منهمــــــراً كـيف العـزاءُ وقد مات الذي رشــدا؟
كان الدليـل لمن ضاقت به سُــــبـلٌ كان الـملاذ لمن لـم يسـتطعْ جَـلــدا
كان الحلـيمَ الذي يعـفـو بمقدرةٍ كان الجوادَ الذي يسخو وإن جُـهـِـدا
أبكـيهِ في غـربةٍ ما كـنتُ أقـصـــدهــا لـولا حـروبٌ لهـم إســتـنـزفت بـلـــدا
ويلي الشـباب الذي ذاق الحروب لــظى ويلي العراق الذي قاسى الحصار سـدى
ويـح الـقـيـود الـتي باتـت تـكـبّـــلـهُ كيف الخلاص وجيش الشر قد حشـدا؟
قد كـنتُ أرجو لـقاءً قـبل مفـتـــرقٍ يـطفـي لـهـيـباً على الأحـشــاءِ مـتّـقــدا
لـكــنّـمـا تــلـكــمُ الأقــدارُ راصـــــدةً كـل ابــن آدم إن أسرى وإن قـعــدا
أقـولُ للـنفس رفـقـاً عـلّ أن تجـــــدي في الصبـر بعض الذي ينسي وإن بَعُـدا
و أنصـحُ القلبَ بالـتـســـبـيح مقتـدرا كي يـطمئنّ ويمضي العـمـــر مـتـئــدا
تحـنو ضلوعي على ذكرى معـطّــرةٍ مـا كان أعـذبــها لـن تــمّحى أبـــدا
يحلو دعائي لمن في عطفه علمٌ يهفـو فـؤادي لمن في صبــره حُـمِــدا
فالله يـرحمـكم يا واصلاً رحـمـــــا والله يُـهديك من أفضـاله رغــــدا
*
الصفحة الرئيسة