مفكرة المحرر الادبي
الادباء الكبار لا يشيخون وكما قال شاعر فرنسي : ما مات بستاني ابدا .. اقول ما ذوى من تربى على عبقرية الحكمة ، وتذوق سحر الكلمة، وسبر غور اللغة، وجمال الاسلوب .. ذلك ما ورد على ذهني وانا اقرا كلاما معيبا بعيدا عن ادب الكلم والنقد للكاتب حيدر عبد الرضا نشره في موقع النور بتاريخ 02/05/2014
تهجم فيه على القاص الكبير الأستاذ أنور عبد العزيز، وكان اغرب ما اساء به اليه، ان اهانته جاءت مركبة تجاهه، وتجاه كل رجال الفكر والادب والعلم، ممن ترافق شموخهم المعرفي وعبقرية نتاجاتهم بشموخ اعمارهم ، إِذ جعل عنوان مقاله (... شيخوخة الكتابة في النهايات العمرية ..) وتحدث فوصف شيخ السرد في الموصل بالرجل الكهل الذي يعيش نهايات زمنه الادبي واعتبر كتاباته انعكاسا لانفعالات شيخوخته وانه يعيش مشكلة كبيرة ..في نهايات عمره .. ان مثل هذه الجرأة غير الموزونة من رجل ينتمي الى جيل كان حريا به ان ينأى بنفسه عن هذا المنزلق .. انها جرأة لا تتناسب مع من لم يحسن صياغة ما يقول؛ لغة ونحوا واملاء، في عبارات كهذه : (تتكون من غجري و قرد و فتاتان) ( لهاتان القصتان) ما بين القصتان) (أننا بدورنا لم نرى) (ترتبط بشخص المرأتان) (كأنها مشروعا ناجحا)( في كتابة نشيدا مدرسيا)ـ).
وحيث ان شيخ السرد في الموصل هو احد كتاب ( بيت الموصل ) ، فقد آثرنا ان نضع قراءنا امام حيثيات الموضوع فنعيد نشر مقالين ؛ اولهما للقاص الكبير انور عبد العزيز عن الكاتب حيدر عبد الرضا، والتي سبق أن نشرها في جريدة الزمان الدولية في شهر تموز عام 2012 وثانيهما للأستاذ رمزي العبيدي الذي سبق نشره في موقع (الناقد الأدبي ) في شهر آب من العام نفسه .
1
بين الردين وحكاية النقد
بقلم : أنور عبد العزيز
في الزمان ، طبعة العراق وليوم 26»6»2012 مقالة لحيدر عبد الرضا رد على رد ، أنهاها المحرر بعبارة نكتفي برد حيدر عبد الرضا بعد أن نشرنا رد هاشم لعيبي.. في المقالة الأخيرة لحيدر عبد الرضا، أنا لست طرفا فيها، كما إنني لست طرفا في أية نقود نشرها حول مجموعات قصصية ودواوين شعرية لعديد من الأدباء..
فمنذ سنوات وأنا أتابع ما يكتبه هذا الناقد ليس إعجابا بما يكتبه بل استغرابا من إشكاليات طروحاته وهجوماته على جهد الآخرين، وقد انتبهت لمسألة أليمة تحرّك هذا الكاتب المهووس بحكاية النقد وبطريقة _في الغالب_ التهجم على الآخرين بروح عدوانية باتت لي وبقناعة مطلقة إنها مبيّته في عقله وقلمه…
فعندما اكتب عنه فانا مطمئن إلى أنني فهمته وعبر عشرات النقود في الزمان ولسنين، فهو _في جل كتاباته_ لا يتحسس بأية مسؤولية أدبية وثقافية تجاه من يتناولهم النقد وتجاه المتلقين من القرّاء… وقد بدا لي في غالبية طروحاته انه أحادي الرأي ومن ضحايا النرجسية مع عدم التعامل مع منقوديه وانجازاتهم بروح من رصانة النقد وبعقلية متفتحة موزونة بعيدة عن روح الكراهية والتشنج غير المبرر… أخي حيدر أنت عزيز عندي وصديقي ما دمت تمتهن الكتابة، ورغم أنني لم ألتق بك ولا أعرفك وان ما بيننا هو الف من الكيلومترات، فستظل صديقي ويكفي أنك من أهل البصرة… المدينة الحضارية الثقافية الرائعة الحالمة المحبوبة من كل العراقيين لطيبتها الأليفة وكرم أهلها ونبل أخلاقياتهم وقيمهم… والبصرة هي مدينة القامات الثقافية الشامخة للأحبة السياب وسعدي يوسف والصكار والبريكان ومحمد خضير ومحمود عبد الوهاب وكاظم الحجاج ومع آخرين من مبدعي الأدب والموسيقى والمسرح والتشكيل ومن كل علم وفن… وكل هؤلاء معروفون بألفتهم ومحبتهم وتقديرهم للآخرين، فلماذا تشكّل أنت الاستثناء بروحك الهجومية غير المقنعة والمبررة أطلاقاً… أنت باحث عن السلبيات فقط تضخّمها وتهوّلها وتقتنص الصغائر منها دون أن تكلف نفسك في الحفر بحثاً عن ايجابيات وما أكثرها في غالبية الإصدارات التي تناولتها بالنقد … أكرر مرة وألف مرة أنا لم أكن ولست معنياً بكل كتاباتك فأنا رغم أنني لست طرفاً فيها على الضد من كل ما قرأته لك طالما كان بعيداً عن عقلانية النقد وعن موضوعية النقد وعن مسؤولية النقد… هو هوس ليس غير وتجريح وطعون لا تقف أضرارها عند القاص أو الشاعر المنقود، بل تتعدى ذلك لخلخلة سمعتك كناقد ولتشويه ما تنقده عندما يصل لعيون القراء….
إن غالبية من كتبت ضدهم لم يردوا عليك، ألم ينبهك هذا أنهم أصلاً مهملون لكتاباتك ولا تعني عندهم أي شيء وبأيّ تأثير لعدم قناعتهم بها… بعد هذا أنت تهاجم وبأسلحة مستهلكة… أنت تهمل آليات اللغة وإشاراتها وعلامات الترقيم… وإذا قلتَ إن آليات اللغة لا علاقة لها بالإبداع لقاص وشاعر وناقد فأقول إذا كان الكاتب مبدعاً فلماذا لا يستكمل إبداعه بالتزام آليات لغته في نحوها وإملائها وإشاراتها وعلاماتها… أنا قرأت وسمعت من موفدين دراسياً للغرب أن الناس هناك لا يحتملون الغلط اللغوي مهما كان بسيطاً سواء قرأوه في كتاب و صحيفة أو سمعوه في محاضرة ولا يشفع لأحد إن أخطأ قوله أنا جرّاح أو مهندس أو فيزياوي أو… أو… وليس اختصاصي اللغة… وفي رسالة وردتني من كندا من صديق كان يحضّر للدكتوراه في الزراعة أعلمني فيها أنه أندهش في إحدى المحاضرات عندما رأى الجمهور يتسلل خارجاً من القاعة عندما بدأ المحاضر يغلط في اللغة رغم إن المحاضرة كانت لعالم في الزراعة… الأغلاط اللغوية هي قيح وجرب وبثور وأشبه ما تكون بطفح جلدي يشوه جماليات اللغة العربية وهذا ما ترتكبه أنت في غالبية كتاباتك بل وكلها ليس عن قصد بل عن جهل بأبسط أوليات الكتابة…أنت أخي حيدر عار من أهم مستلزمات الكتابة الجيدة وهي دقة اللغة… كل ما نشرته من مقالات كانت مفضوحة بأغلاطها اللغوية الكثيرة في مقالتك الأخيرة رد على رد وردت الفضائح اللغوية الآتية في بداية المقال ما تنشره صحيفة الزمان والصواب ما نشرته وجدت فيه القصيدة وجدت القصيدة فيه، يكتبها المبدعين المبدعون ، تنشر عند صحفهم في صحفهم، فخوراً فخور، أنه وأصدقاؤه وأصدقاءه، لا يفهموا لا يفهمون، هو أهلاً أهل، كاتباً وشاعراً أو قاصاً كاتب وشاعر وقاص، يقول فيها كلام كلاماً، لعلك صائباً صائب بشكلا بشكل… في هذا راجع كتب القراءة للمرحلة الابتدائية لتعرف أن الباء حرف جر تجر الأسماء ولا تنصبها، أراد ايراد وربما هذه فقط غلطة مطبعية أما كل الأخريات فأغلاط لغوية فاضحة للعجز اللغوي المعروف عند الناقد في كل كتاباته السابقة واللاحقة… شناعات لغوية في شكلها وكثرة أعدادها… وكذا هذا الغلط ما هو إلا متذوقاً دقيقاً وصوابها متذوق دقيق، يتحدثون عنه كبار النقاد يتحدث، الذي يريدوه الأدباء يريده… انصح أخي وصديقي إن يستكمل عدته النقدية _ومن أهمها اللغة_ قبل أن يتجرأ على شتم وطعن الآخرين والسخرية من نتاجاتهم حتى لو كانت محدودة أو متدنية… المهم وواجب الناقد أن يتعامل معها بحديّة صادقة وان ينبّه لمواطن الخلل بكل أدب ورقّة وبما تتطلبه مهنية الناقد تجاه ما ينقده… حالتك تبدو لي من الغرائب والعجائب وأمل أن أكون متوهماً بأنك قد عانيت أو تعاني من حالة كآبة مرضية تنعكس عدوانيتها وشرها على كتابات الآخرين… كل الآخرين ولكونك _وكما ذكرت مرة في إحدى مقالاتك أنك_ أو بما معناه_ مهووس وعاشق ومحب للنقد وتتعامل به حتى مع أهل بيتك أعيد وأعيد، اكرر و اكرر أن دافع هذا المقال لم يكن أبداً بسبب مقال ومقالين وعشرة وأكثر مما قرأته لك، بل هو بسبب الروح العدائية التي أحزنتني وأنت تهاجم غالبية من كتبت عنهم، وأضيف أيضاً إنني وكما أكدت لك لست معنياً بأي اسم من الأسماء الكثيرة التي كتبت عنها… مقالتي هذه هي موقف ليس غير عن حالة عامة مما تكتبه ليس فيها أية خصوصية أو دفاع أو انحياز لأحد… موقف تشكّل لي عن مواصفات نقدياتك ولسنين وبالأخص من مجمل ما نشر منها في الزمان الزاهرة… ثمة ملاحظة لي على هذا الكاتب أيضاً والذي ورّط نفسه بمهمة ليس أهلاً لها ولا يمتلك أدواتها… الملاحظة هي انه في غالبية مقالاته الكارثية يظل يتمطّق ويتباهى بمصطلحات مثل السيميائية و البنيوية ، وكأنه مخترعها، وكأنها ماركة مسجلة بأسمه ، وكأنه هو وحيد عصره وزمانه من سمع بها أو قرأ عنها وعن فاعليتها في الحركة النقدية… وأقول لأخي ناصحاً لا تتعب نفسك بأي رد يا صاحب الردود رد على رد فلن أجيبك بكلمة بعد أن قلت في مقالتي هذه ما كنت أريد قوله، ولأن الصمت تجاه كتاباتك وكتابات أمثالك الهادمة المؤذية هو خيانة لأخلاقيات الثقافة والكتابة وحرية الرأي، ولأن حرية الرأي والقول عندك _وكما يبدو لي_ هي تخريب ما ينجزه المبدعون مع أقتناص وتصيد السلبيات فقط مع إغماض عيني النقد والناقد عن أية إيجابيات وعتبي على جريدة الزمان وهي الرصينة كيف سمحت وتسمح لأدباء بمثل هذه الكتابات بالتسلل إليها؟ أهي الغفلة؟ أم الأيمان المطلق بحرية الرأي والكتابة والتعبير التي تمثلها الجريدة خير تمثيل وبكل نشراتها؟ وهذا ما يفرح العقل والقلب والروح، ولكن من الضروري التريث أحياناً ومراجعة المادة التي ستنشر _لغة وموضوعاً وطرحاً_ خشية أن يكون فيها ما يضر ويؤذي الآخرين ومما لا يجني منه القراء غير الإثارة الفارغة والادعاءات وتضخيم الذوات المريضة آمل أن يتحقق ذلك….
لنشرع أقلامنا وكل كتاباتنا لتكون هدايا عطر وحرير وحنان ومحبة لمبدعي القصة والشعر والنقد وكل الفنون وبشرط أن تلتزم بمعايير النقد الباني الهادف وبالعلمية النقدية والرصينة وبدون الإخلال بالهاجس الإنساني ومع الحذر من الوقوع في شرك أية ضغينة أو عتمة في الروح لنصل جميعاً بمنجزاتنا الثقافية لما تسمو به العقول والأرواح والى أبعد مديات الآفاق الرحيبة وبكل بهاء الإبداع الإنساني…
2
مع الأستاذ أنور عبد العزيز في حكاية النقد
بقلم : رمزي العبيدي
قرأتُ عبر الشبكة العنكبوتية – الإنترنت – في الصفحة الحادية عشرة من طبعة بغداد لجريدة ( الزمان ) ، وبعددها ( 4265 ) الصادر يوم الثلاثاء 31 / تموز / 2012م ، مقالة للأستاذ أنور عبد العزيز ، عنوانها : ( بين الردينِ وحكاية النقد ) ، عرض فيها بعض الحقائق عن شطحات وزلات وحماقات حيدر عبد الرضا ، الفارض نفسه على النقد الأدبي ، ولا أدري مَن ذا الذي كذبَ عليه أو خدعه وقالَ له بأنَّه من نقاد الأدب ! .
إنَّ أوَّل قراءة لي لحيدر عبد الرضا كانتْ تلك المقالة التي ردَّ فيها على الأستاذ غزاي درع الطائي ، نشرتها جريدة الزمان الدولية قبل عامينِ أو ثلاثة – لا أذكر بالضبط – ومنها حكمْتُ عليه ومنذ ذلك اليوم بأنَّه لا علاقة له لا بالأدب العربي ولا بنقده ، فهو مهووس بـ ( حقّ الردِّ ) حتى لو كانَ عن غباءٍ وجهلٍ وعدم معرفة ، وبدا لي وقتها إنساناً متخلِّفاً مغروراً فارعاً متعجرفاً وطبلاً أجوفَ ، لكثرة ما وجدته من أخطاءٍ كثيرة ومتنوِّعة : إملائيَّة ولغويَّة ، في تلك المقالة نفسها ؛ وألعن من ذلك كلِّه هو بذاءة ألفاظه وقبح عبارته في ردِّه ذاك على الأستاذ الطائي ، مستنكراً عليه أنَّه عيَّره أو ذكَّره بأخطاءٍ - لغويَّةٍ وإملائيَّة - له كانَ قد وقع فيها قبلاً عن جهل وعدم معرفة كالعادة ! ـ
فـ ( حيدوري ) هذا واحدٌ من هؤلاء الطارئينَ على حياتنا الأدبية ، لأنَّه لا يستحِي من الخطأ اللغوي ولا من الخطأ الإملائي ! ، فهو يخال نفسه مبدعاً ! ، ولا يدري أنَّ أسلوبه الكتابي فيه من الركاكة والعيب ما فيه ! ، بسبب تلك الهفوات والزلات والأخطاء اللغويَّة والإملائيَّة التي يقع فيها دائماً بسبب جهله بقواعد اللغة ، إضافة إلى ضعف تأليفه ! ؛ وإذا كانَ يقول بغير ذلك أو ينكره ، فدعه يعرب لي : ( أبوه ) ، في قولنا : ( رمزي العبيدي عراقيٌ أبوه ) ، وأريد منه أنْ يكتبَ لي تفصيل هذا الإعراب ، ولنْ يستطيع لأنَّه لنْ يستوعِبَ ما سيشرحه له أيُّ عارفٍ لنحو أو بنحو العربية ، ولنْ يجد الإعراب مكتوباً بتفصيلٍ مفيد له في أحد كتبه أو كتبها التي سيحاول البحث فيها ، لذا سَيُجَنُّ جنونه فنتسلى به ونضحك عليه
لم أتعرَّض لحيدر عبد الرضا أوانَ قراءتي لتلك المهزلة التي تعدُّ لطخة سوداء على صفحات جريدة ( الزمان ) ، لأنَّني كنتُ أريدُهُ أنْ يتمادى في غيِّه أكثر، ويستمرَّ في عنجهيَّته وغروره ، وكنْتُ أتوقع له أنْ يقع في شرِّ أعماله ، فيتصدَّى له واحد من أدبائنا الكبار فيلجمه ويوقفه عند حدِّه ، مسفِّها له مستخفاً به ، كما فعل أستاذنا الفاضل أنور عبد العزيز
وما أكتوبتي اليوم موجَّهة لهذا ( الحويدر ) ، فهو أقلُّ وأتفه من أدخل معه في سجال أو نقاش ، أو يكون بيني وبينه ردُّ وبدل ؛ لكنَّها موجَّهة إلى أستاذنا الجليل أنور عبد العزيز ، وله أقول :
أطال الربُّ عمرك ، لقد وضعْتَ يدكَ على الجرح فأوقفتَ النزيف ...
******
للإطلاع على ما كتبه الكاتب: حيدر عبد الرضا...الرجاء فتح الرابط
انتحالية القص و خفايا الاصل ( شيخوخة الكتابة في النهايات العمرية )ـ
الموقع : مركز النور
ـ (ملاحظة : يبدو ان المقال قد حذف من الموقع ! )ـ
***
للعودة إلى الصفحة الرئيسة