كاظم فنجان الحمامي
ما أن سمعت بإصابة الفنان البصري الكبير الأستاذ مجيد العلي بالجلطة الدماغية حتى هرعت لزيارته في منزله القديم بالمعقل, كان معي في زيارتي الفريق الطيّار (ناجح شناوة), وربما سبقنا إلى زيارته الأستاذ الموسوعي (إحسان وفيق السامرائي) أطال الله في عمره.
الفنان مجيد العلي عازف متمكن على آلتي العود والكمان, وملحن مبدع من الرعيل الأول, الملتزم بقواعد الفن الأصيل, ولد في البصرة عام 1933, وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة (كردلان) في التنومة, وأكمل المتوسطة والثانوية عام 1956 في الإعدادية المركزية بالعشّار.
لحن أوبريت (نيران السلف), وأوبريت (أفراح الموانئ), وأوبريت (دواغ الفرح), وأوبريت (هبط الملاك في بابل), ومسرحية (الأميرة القبيحة), ولحن عشرات الأغاني والقصائد, وله مجموعة كبيرة من المؤلفات الموسيقية. غنى له فؤاد سالم, وعارف محسن, ونوفل عبد الجليل, وعبد الجبار البصري, وحبيب الدوركي, وغنت له ذكرى, وسهى, وأمل خضير, ومائدة نزهت.
تكلمنا بحزن قبل بضعة أيام عن رحيل الفنان البصري فؤاد سالم, وتحدثنا طويلاً عن خضوع الفنان الكبير (طارق الشبلي) للعلاج بالأشعة الذرية, وها نحن الآن نتحدث عن فارس آخر من فرسان تراثنا الموسيقي, ورائد كبير من رواد الفنون الشعبية البصراوية الأصيلة. آملين أن تنهض الجهات المعنية بواجباتها الوطنية, وتسارع لتوفير العناية والرعاية لرموز العلوم والفنون والآداب, الذين أقعدهم المرض, في هذه المدينة المينائية العائمة فوق أكبر بحيرات الثروات النفطية في عموم كوكب الأرض.
*
الصفحة الرئيسة