التقييم الدولي لبؤسنا وتعاستنا
كاظم فنجان الحمامي
نشرت الأمم المتحدة جدولها السنوي المتضمن تصنيف الأقطار السعيدة وتشخيص الأقطار التعيسة, فجاء الشعب النرويجي في مركز الصدارة, باعتباره الشعب الأكثر سعادة ورفاهية على سطح كوكب الأرض, لتنعمه بالعيش الرغيد في فردوس الأمن والأمان, والمساواة والعدالة الاجتماعية وراحة البال, وحل الشعب السويسري بالمركز الثاني, ثم الكندي, فالسويدي, فالنيوزلندي, فالدانمركي, فالاسترالي, فالفنلندي, فالهولندي, فاللكسمبورغي. بينما جاءت تسعة بلدان عربية في المراكز المتدنية دولياً, فكان ترتيب الشعب العراقي بعد الشعب التونسي, لتبوئه المركز (105), بفارق ثلاث درجات عن سكان القرى البائسة في بنغلادش, وعلى مسافة ست درجات من الشعوب الهندية الفقيرة, وجاء الشعب الفلسطيني في المركز (113), يليه الشعب الصومالي (114), ثم السوداني بالمركز (124), ومن بعده المصري بالمركز (130), ثم الشعب اليمني بالمركز (142), يليه الشعب السوري بالمركز (148), في حين جاء أشقاؤنا في جزر القمر في ذيل الترتيب العربي (149), أما الدولة الأتعس والأكثر بؤساً في العالم, فهي جمهورية (توغو) التي جاءت في المرتبة (156). the-saddest-countries-in-the-world-2013-9 : اختارت الأمم المتحدة المعايير المعيشية في تقييمها لتعاستنا, فاعتمدت على مؤشرات الصحة العقلية والجسدية, ومؤشرات الاستقرار الأمني والوظيفي والعائلي, والعوامل الأساسية الأخرى المرتبطة بسعادة الإنسان. أظهرت نتائج التقييم أن الثروات الوطنية لا علاقة لها بسعادة الناس, فالعدل والإنصاف, وتمتع الناس بالحريات العامة, وغياب الفساد, واختفاء مظاهر العنف الطائفي والتعصب القومي والنزاع القبلي, تُعد في تشخيص التباين الترفيهي بين الشعوب والأمم أكثر أهمية من عامل الدخل القومي, وأقوى فاعلية من موارد الثروات المعدنية والزراعية والاقتصادية, وربما تركت تلك الثروات والموارد آثارها السلبية على حياة الناس, فقد تحولت ثرواتنا النفطية من نعمة إلى نقمة, وكانت السبب المباشر في تورطنا بحروب طاحنة, جلبت لنا الكوارث, وربما تسببت أيضاً في أقطار أخرى في الترهل الوظيفي, والإسراف والبطر الاجتماعي, والإدمان على لعب القمار, وتفشي أمراض البدانة واضطرابات التغذية والأمراض المرتبطة بالخمور والتبغ والمخدرات وشيوع الرذيلة.
ما الذي يميز الشعب النرويجي عنا شعوبنا العربية ؟. ما يميزه عنا هو نصيبهم من الناتج الإجمالي, الذي وصل إلى (57000) دولار سنوياً, وتمتعهم بأعلى مستويات القناعة المعيشية, ناهيك عن سعادتهم الغامرة بالحرية التي ينعمون بها, وحالة الوئام والانسجام الفريدة التي يشعرون بها, والثقة المتبادلة بينهم, بخلاف الشعب العربي الذي مزقته معاول الطائفية, وهشمته بلدوزرات المنظمات الظلامية, المدعومة من الأقطار العربية المدرجة على قوائم السعادة البترولية المزيفة, ثم تفشت في مؤسساتنا فيروسات الفساد الإداري بالطول والعرض, حتى أطاحت بآخر ما تبقى لدينا من آمال, ونسفت مستقبلنا كله في خضم الفوضى السياسية العارمة. أين المشكلة ؟. ما علينا إلا أن نأخذ العبرة من قوله تعالي: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), فالعيب فينا نحن, لأننا نحن الذين صفقنا وهتفنا للحرامية والحنقبازية, ومنحنا أصواتنا إلى الذين تسببوا في بؤسنا وتعاستنا, وليس العيب في الحكومات التي استغلت جهلنا وضعفنا, واستثمرت عواطفنا الطائفية لتغذية مخططاتها السلطوية, فجلبت لنا المصائب والويلات والنكبات. والله يستر من الجايات
كاظم فنجان الحمامي
نشرت الأمم المتحدة جدولها السنوي المتضمن تصنيف الأقطار السعيدة وتشخيص الأقطار التعيسة, فجاء الشعب النرويجي في مركز الصدارة, باعتباره الشعب الأكثر سعادة ورفاهية على سطح كوكب الأرض, لتنعمه بالعيش الرغيد في فردوس الأمن والأمان, والمساواة والعدالة الاجتماعية وراحة البال, وحل الشعب السويسري بالمركز الثاني, ثم الكندي, فالسويدي, فالنيوزلندي, فالدانمركي, فالاسترالي, فالفنلندي, فالهولندي, فاللكسمبورغي. بينما جاءت تسعة بلدان عربية في المراكز المتدنية دولياً, فكان ترتيب الشعب العراقي بعد الشعب التونسي, لتبوئه المركز (105), بفارق ثلاث درجات عن سكان القرى البائسة في بنغلادش, وعلى مسافة ست درجات من الشعوب الهندية الفقيرة, وجاء الشعب الفلسطيني في المركز (113), يليه الشعب الصومالي (114), ثم السوداني بالمركز (124), ومن بعده المصري بالمركز (130), ثم الشعب اليمني بالمركز (142), يليه الشعب السوري بالمركز (148), في حين جاء أشقاؤنا في جزر القمر في ذيل الترتيب العربي (149), أما الدولة الأتعس والأكثر بؤساً في العالم, فهي جمهورية (توغو) التي جاءت في المرتبة (156). the-saddest-countries-in-the-world-2013-9 : اختارت الأمم المتحدة المعايير المعيشية في تقييمها لتعاستنا, فاعتمدت على مؤشرات الصحة العقلية والجسدية, ومؤشرات الاستقرار الأمني والوظيفي والعائلي, والعوامل الأساسية الأخرى المرتبطة بسعادة الإنسان. أظهرت نتائج التقييم أن الثروات الوطنية لا علاقة لها بسعادة الناس, فالعدل والإنصاف, وتمتع الناس بالحريات العامة, وغياب الفساد, واختفاء مظاهر العنف الطائفي والتعصب القومي والنزاع القبلي, تُعد في تشخيص التباين الترفيهي بين الشعوب والأمم أكثر أهمية من عامل الدخل القومي, وأقوى فاعلية من موارد الثروات المعدنية والزراعية والاقتصادية, وربما تركت تلك الثروات والموارد آثارها السلبية على حياة الناس, فقد تحولت ثرواتنا النفطية من نعمة إلى نقمة, وكانت السبب المباشر في تورطنا بحروب طاحنة, جلبت لنا الكوارث, وربما تسببت أيضاً في أقطار أخرى في الترهل الوظيفي, والإسراف والبطر الاجتماعي, والإدمان على لعب القمار, وتفشي أمراض البدانة واضطرابات التغذية والأمراض المرتبطة بالخمور والتبغ والمخدرات وشيوع الرذيلة.
ما الذي يميز الشعب النرويجي عنا شعوبنا العربية ؟. ما يميزه عنا هو نصيبهم من الناتج الإجمالي, الذي وصل إلى (57000) دولار سنوياً, وتمتعهم بأعلى مستويات القناعة المعيشية, ناهيك عن سعادتهم الغامرة بالحرية التي ينعمون بها, وحالة الوئام والانسجام الفريدة التي يشعرون بها, والثقة المتبادلة بينهم, بخلاف الشعب العربي الذي مزقته معاول الطائفية, وهشمته بلدوزرات المنظمات الظلامية, المدعومة من الأقطار العربية المدرجة على قوائم السعادة البترولية المزيفة, ثم تفشت في مؤسساتنا فيروسات الفساد الإداري بالطول والعرض, حتى أطاحت بآخر ما تبقى لدينا من آمال, ونسفت مستقبلنا كله في خضم الفوضى السياسية العارمة. أين المشكلة ؟. ما علينا إلا أن نأخذ العبرة من قوله تعالي: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), فالعيب فينا نحن, لأننا نحن الذين صفقنا وهتفنا للحرامية والحنقبازية, ومنحنا أصواتنا إلى الذين تسببوا في بؤسنا وتعاستنا, وليس العيب في الحكومات التي استغلت جهلنا وضعفنا, واستثمرت عواطفنا الطائفية لتغذية مخططاتها السلطوية, فجلبت لنا المصائب والويلات والنكبات. والله يستر من الجايات