حارث معد
للهوية سحرها
لا رحلةَ
إلا وفيها ابنُ بطوطة
لا ليلَ
إلا وفيه أبو نؤاس
كفاكَ
تلملمُ دررَ الكلام
وترصِّعُ بِها،ـ
بساطَ الصحف
آنَ أن تنزعَ هذا الجلباب
وتكشفَ للغربِ
عُمْقَ جذورِك
حين توظِّفُ أساطيرَهم،ـ
لا تتخذْ منها بصمةً
أو عنواناً
فلا أدبَ يخلو
مِنْ سِحْرِ الشَّرْق
لا ملحمةَ
أكبر مِنْ كلكامش
لا نحتَ
أجمل مِن أبي الهول
لا سندبادَ
دون شهرزادْ
ولا ( ألف ليلة وليلة )ـ
دون بغدادْ
*
( لقطة )
تنساقُ الإبلُ
سلاسلَ معقودة
عند المغيب
وشمس دائرة
يطغى قرصها مرة،ـ
ويختفي مره
من وراءِ سنامٍ وسنامْ
كأنَّ خسوفاً تكرَّرَ
واختصرَ مئاتِ الأعوامْ
بلقطةِ هيامْ
*
( بوابة ثامنة )
مِنْ بينِ غيمةٍ وغيمة،ـ
من بين عصفٍ وعصف،ـ
اخرجُ مثلَ عروقِ البرق،ـ
أنهالُ على أرضِ أسلافي
بيدي عُشبةُ كلكامش،ـ
وفمي شعلةُ آشور
في ساعةٍ رملية،ـ
تسقطُ عيني
أمام سبعِ بوابات،ـ
عند مسلَّةٍ خضراءَ آمِنَهْ..ـ
في ساعةٍ رمليةٍ،ـ
أبحث عن ثوبٍ تاريخيٍّ
يرتديني
أو رقيمٍ طينيٍّ
يمنحُني بطاقةَ عبور
إلى بوابةٍ ثامنَهْ
**
للعودة الى الصفحة الرئيسة