ه
ثلاث قصائد
حارث معد
( فحمُ الكلمات .. في عربات الذاكرة)
حين يلمعُ حولي وهجٌ،
مثلَ حدقاتِ القطط،
كلَّ مساء
وتخفتُ أقدامُ المارة،
وتأوي صرخاتُ الرُّضَّع،
إلى هزَّاتِ المهود
أتداخلُ في ظلي المكسور
أتعرَّقُ كحَصاةٍ،
في كهفٍ مهجور
كلَّ مساء
أشربُ نخبَ ليلٍ اسود
أتنزَّهُ ثملاً في ذاكرتي،
وحدتي نَهِمَه
وضباعُ الزفرات،
تنهشُ فرائسَ دمي
لا نكات،
لا أقاويل،
لا شيء
سوى غربةِ المساءِ الكئيبة
كلَّ مساء
بعد عودتي مُنْحَنِيَ الظهر،
مِن متجري المليءِ
برائحةِ صبغِ الأحذية،
والسَّأمُ يهطلُ كطَرقاتِ حدادينَ
على جمجمتي
أفكرُ بصومعةِ البيت
فادخل كتبي وقواميسي،
كعاملٍ يدخلُ منجما
أنقلُ فحمَ الكلماتِ،
إلى عرباتِ الذاكرة
وأحاولُ عبثاً .. عبثا
اجتيازَ وجعِ المساء
*
منتظرٌ .. أيها الليل
دَعْ أجفاني المقرَّحةَ
ورموشي المدبَّبَةَ،
كمشطِ الصوف
وأرسلْ لي يا ليلُ،
مِن قلبِ تلك الموجةِ البعيدةِ،
قمراً أعلِّقُهُ على نافذتي،
كوِسامِ مُحارِب
أحدِّثُه عن الفراقِ والقلقِ،
وأضراسِ النساء
وعن بقايا واحاتٍ،
كحُفَرِ الشوارع
وأدغال،
وراءَ أرصفةِ الأزقة.
أنا يا ليلُ أدَخِّنُ كثيراً
ولا آكلُ كثيرا
ولا أكتفي،
بتحطيمِ فناجينِ الشايِ والقهوةِ،
والذاكرة.
سنواتي مضتْ عجافاً،
فأعِدْ لي شيئاً من تاريخي
من ابتساماتي،
وطفولتي
لأواصلَ السهرَ،
بحثاً عن قمرٍ جديد
*
بين منفيين
عابراً أحملُ أمتعةً عتيقة
خفيفا أتطايرُ
أشرعةً،
وغيماً،
وإسفنج
وأطفو في فضاءاتِ الازرَقَيْنْ..
لا موج،
ولا سماء
ملقى بين منفيَيَنْ..
ه
**
ثلاث قصائد
حارث معد
( فحمُ الكلمات .. في عربات الذاكرة)
حين يلمعُ حولي وهجٌ،
مثلَ حدقاتِ القطط،
كلَّ مساء
وتخفتُ أقدامُ المارة،
وتأوي صرخاتُ الرُّضَّع،
إلى هزَّاتِ المهود
أتداخلُ في ظلي المكسور
أتعرَّقُ كحَصاةٍ،
في كهفٍ مهجور
كلَّ مساء
أشربُ نخبَ ليلٍ اسود
أتنزَّهُ ثملاً في ذاكرتي،
وحدتي نَهِمَه
وضباعُ الزفرات،
تنهشُ فرائسَ دمي
لا نكات،
لا أقاويل،
لا شيء
سوى غربةِ المساءِ الكئيبة
كلَّ مساء
بعد عودتي مُنْحَنِيَ الظهر،
مِن متجري المليءِ
برائحةِ صبغِ الأحذية،
والسَّأمُ يهطلُ كطَرقاتِ حدادينَ
على جمجمتي
أفكرُ بصومعةِ البيت
فادخل كتبي وقواميسي،
كعاملٍ يدخلُ منجما
أنقلُ فحمَ الكلماتِ،
إلى عرباتِ الذاكرة
وأحاولُ عبثاً .. عبثا
اجتيازَ وجعِ المساء
*
منتظرٌ .. أيها الليل
دَعْ أجفاني المقرَّحةَ
ورموشي المدبَّبَةَ،
كمشطِ الصوف
وأرسلْ لي يا ليلُ،
مِن قلبِ تلك الموجةِ البعيدةِ،
قمراً أعلِّقُهُ على نافذتي،
كوِسامِ مُحارِب
أحدِّثُه عن الفراقِ والقلقِ،
وأضراسِ النساء
وعن بقايا واحاتٍ،
كحُفَرِ الشوارع
وأدغال،
وراءَ أرصفةِ الأزقة.
أنا يا ليلُ أدَخِّنُ كثيراً
ولا آكلُ كثيرا
ولا أكتفي،
بتحطيمِ فناجينِ الشايِ والقهوةِ،
والذاكرة.
سنواتي مضتْ عجافاً،
فأعِدْ لي شيئاً من تاريخي
من ابتساماتي،
وطفولتي
لأواصلَ السهرَ،
بحثاً عن قمرٍ جديد
*
بين منفيين
عابراً أحملُ أمتعةً عتيقة
خفيفا أتطايرُ
أشرعةً،
وغيماً،
وإسفنج
وأطفو في فضاءاتِ الازرَقَيْنْ..
لا موج،
ولا سماء
ملقى بين منفيَيَنْ..
ه
**