ربما .. أبتل أول مرة
حارث معد
حارث معد
كمشهدٍ أخير على المسرح،
انسحبَ المطرُ الشفاف،
يجرُّ أذيالَ الغيمِ،
عن ليلةٍ ذاتِ رعود
تاركا جسدي بينَ طينٍ وحجر
وانكشفَ الأفقُ
عن حقلٍ مبرقعٍ بالضباب
كأنني والأرض نبتلُّ أولَ مره
ها هي السنابلُ،
تسحبُ النورَ الطفيف
والندى يمسحُ الغبارَ،
عن لحاءِ الشجر
وجدولي الوسنانُ،
يعكس الباسمات من الحصى
أقبلي أيتها الأغنياتُ النائياتُ،
من أفواهِ العذارى
فالربيعُ ما زال في الهضاب
عَطِّرِي المنحدراتِ قبلَ ارتحاله
ما الذي يهزُّ أزهارَ العوسجِ في قلبي
ويُجفلُ العصافير
مالي أخبئ ما بخافقي من مدح
قد يتلاشى،
إن لم أعجِّلْ به!
يا أرضَ الربيعين
ضمِّيني بين خصلاتِ العشب،
ضميني بين أطلال مِن القرميد
يا امرأةً يلمعُ نجمٌ بعيد،
بين مقلتيها
والصباح شلال
يهدرُ من كفيها
عودي،
كالمشهدِ الأولِ على المسرح
لأبتلَّ آخرَ مره
ـ
ـ **
عودة الى الرئيســـة