حارث معد
باسمِ الطيورِ الأصيلةِ ، أبدأ
الشجارج منها والزواجل
باسمِ الريش المتساقطِ
مع أوراقِ الخريف
والبيوضِ الدافئة تحت الصدور
وتلك الأسيجةِ الخشنة
وزعيقِ الهواة
وراء التحليق
يا عمي الملا
يا متقناً لغةَ الطير
يا عارفاً إسرارَها
ومُخبِّئاً تحت السلالِ جمالَها
باسمكم جميعا أنشدُ للأزقة
للقبابِ
للأبوابِ المائلة
والشرفاتِ العتيقة
لأعشاش العصافيرِ بين الشقوق
فأطوي الدروبَ
بين زقاقٍ وزقاق
بين سوقٍ وسوق
يا طفولتي المغادرة مبكرا
الخانُ والدخانْ
وروعةُ السَّعفِ في الحصرانْ
مطارقُ تعزفُ على النحاس
مغازلُ تُداعبُ الصوف
والروحَ في الفخار
حروفٌ تقاومُ الزوالْ
دوائرُ الغليون
الشايُ في الفنجانْ
وضجَّةُ المقاهي بالرجالْ
يا لها من أيام
ما تزال في البالْ
يا صِبايَ المغادر مبكِّرا
كيف أعيدُ العدو
بين سوقِ العطارين
وقهقهِ الصِّبْيةِ على الجسرِ العتيق
وحكايات النسوة
بين بيوتاتِ النهر
وعينِ الكبريت
تلك حكاية
تقصها الأقدام والأحلام
باسم الطائرات الورقيهْ
وخيوطِ الشمسِ المُطلَّةِ على البريهْ
باسم باشطابيا
والمنارةِ المحدودبة
والسورِ تحت الرمالْ
باسمكم جميعا
سأبقى انشدُ مع اليمامْ
وزهرِ البيبون
لمدينة ما زالت تنتظرُ الربيعَ
كلَّ عامْ
للعودة إلى الصفحة الرئيسة