الله الله في حاضرة الابطال
معن الغلامي
عندما تدلهم الخطوب وتتوالى المحن ويشتد اوارها حينها يكون للرجال موقف وكلام ويكون الثبات والصبر هو السمة التي تكنس اسراب الشر وجرذان الظلام ، وهكذا شان الابطال من اهلنا في مدينة لم تعرف في تاريخها الممتد عبر الاف السنين سوى التصدي والصمود وتأبى الا ان ترافق العز وترتقي ذرى العلياء فهي كالذهب لا يكون نقيا الابعد ان يكوى بالنار لتزيل عنه الشوائب والادران. ان ما تتعرض له مدينتنا اليوم يمثل صفحة غادره من صفحات سوداء اراد لها مسطروها ان يمحو الهوية ويغيروا الانتماء ويقفزوا فوق المُسَّلمات والثوابت . اتوا بريح هوجاء تحمل سموما صفراء مغلفة بأحقاد وضغائن تتجذر في ذاكرتهم المتعفنة عبر التاريخ المشرق للامة الذي اقض مضاجعهم وقضى على احلامهم المريضة عبر السنين. ان الازمة التي تمر بها مدينتنا اليوم ستنجلي بإذن الله تعالى وبهمة ابنائها الغيارى المخلصين من الذين شمروا عن سواعد العزم ولملموا الجراح وراحوا يعلمون الثبات والنصر دروسا ستبقى خالدة ما بقيت الا رض والسموات. وما نشاهده الان من تكاتف ابناء المدينة وتعاونهم في ايواء النازحين وتواصلهم مع من ترك داره او غادر محله إلّا ما يمثل نموذجا فريدا يعطينا الامل اننا امة لا يوقف زحفها نحو الصمود والنصر فحيح افاع مسمومة صفراء اتت تحمل كرها وبغضا وحنقا على الحضارة والتاريخ.
ان مدينة الانبياء وحاضرة سيدنا يونس عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم ستبقى عصية على كل المحاولات الماكرة الخبيثة التي تحاول النيل من عروبتها وصمودها وتَدينها الذي عرفت به . الصبر الصبر اهلنا اخواننا احباءنا في مدينة الابطال .. تذكروا اننا نعيش اليوم اياما خالده سيكتبها التاريخ بأحرف من نور ويسطرها على صحائف المجد بأسفار من ذهب وزمرد وياقوت، واعلموا ان المحن دوما تأتي بالمنح وان النصر مع الصبر وان الله تعالى يقول في اصدق حديث وهو اصدق القائلين ( فلولا قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين ) . تذكروا احبائنا ايامكم الخالدة يوم ان كسرتم رماح نادر شاه وهمجيته بصمودكم الذي سارت به الركبان وعلم الدنيا اسس الصمود والتصدي للعدوان ... اعلموا انكم تنتمون الى اولئك الابطال من امثال حسين باشا الجليلي وكل رجال الموصل الشجعان تذكروا ان مدينتكم هذه عربية اصيله تعتز بهويتها وتفخر وتتمسك بدينها الصحيح الخالي من التزمت والتعنت المقيت .. لا تعرف الانغلاق او الجمود، لا تعترف بالأفكار التي تدعوا الى الخراب والقتل والدمار، تفخر بوسطيتها وانها تستوعب الجميع وتتعامل مع الكل بروح المودة والاخاء دون لغة العنف .. لغة الظلام والتراجع.. لغة الايام المظلمة السوداء التي كنسها اهلكم الابطال بعقولهم وسواعدهم وصمودهم الذي علم الدنيا كل اسباب الصمود والافتخار. بارك الله في اهلنا في مدينة الشموخ والاباء وحمى الله حاضرتنا من كل سوء والى موعد مع النصر والظفر قريب بإذن الله تعالى
*
عودة الى الصفحة الرئيسة