في انتظار السيناريو
كرم الأعرجي
اغلفة (تكة السومر) (اقفز حفريات) من جانب الرأس وقدميه التي تصدر منهما رائحة التعب، هذا لان القطار كان فيه بصيص من الضوء الخافت وتستخدم (التورجات) في ممراته آبان الحرب التي خسرها الجميع ولم يربحوا الانسان.. كان فرحاً لانه ذاب في النشوى التي حوّلته الي مدنية التعامل مع الناس، وبوكزة استنفرته بالنهوض من بروكه متقدما خطوة اخرى خلف الطابور، قطار يجر قطار..ربما برقت في سماء اللحظة علامات الوصول الي الشباك، لا يزال مخدوعاً بتاريخه الذي ربما ستخذله بعد قليل نظرة من الفاحص لاوراقه. اتاه همس بنفث مزعج -- اعطه (الاوراق) وباصبع منطلق كسهم هيا يارجل.. حدّق من تحت أبط الشاب الذي قبله، واذا بالموظف يزجر نظرته من عمق نظارته السميكة كعقب قدح بلوري تنشر من خلالها تلاطم الوجوه المحكومة بالالم.. وعاد فاحصاً اضبارته متمنياً له فرصة اخرى.. وعندما أعطاه ما استطاع جمعه من مخزونه الورقي، صبر عليه وهو يقلب بأنامله المصفرة جراحه صحيفة صحيفة ثم ينتقل ليتحدث مع زميله الذي يتذمر كثيرا من حديثه المكرر، يقلب الورقة، اما هو ينسى قلبه المريض بالاحتباس المطبق وكأنه مزود بفتيل موقوت، كانت نيته تفجير الشباك وخنق الموظف الذي لازال يتلذذ بأعصابه، يقلب الورقة ويقول- قلت لها ان لا تغادر البيت بلا أذن مني، كي لا تجبرني على رمي الطلاق بوجهها ووجه اطفالها، قلت لها ستتيه لانها بلا شهادة علمية وتسقط بأحضان الكدية بين الاقارب قلت لها كل شيء لكنها اجبرتني على ذلك، والموظف الذي بجانبه يتأفف محاولاً الغاء ثرثرته، اما هو اخذ يحثه على البحث في مجرات حياته، وبامتعاض من تقاعسه.. قال- اخي لقد سئمنا الانتظار، الى متي وانت تسرد القصص تلو القصص (فضنا). سحب نظارته بهدوء وقال بصوت فيه من المرارة ما يذكره بزوجته، خذ واذهب وهو يدرك انه سيصدم انساناً، انت بلا شهادة علمية، نعتذر لانك غير مشمول في هذه الدائرة بالتعيين، كان قصده ان يغذيه ببصيص من الامل، سحب اضبارته ونثرها في الهواء وهو يضحك ثم نظر عميقاً بعينين مفتوحتين نحو البهاء الواسع وكأن ضوءهما يشكلان فجوة في الفضاء واخذ يجوب شوارع المدينة ويهلوس بلغة لانفهمها نحن البشر...ـ
الاسماء: بصمت تاريخها بالرغم من انهم بلا شهادات علمية.. فأنصفتهم الحياة
للعودة إلى الصفحة الرئيسة