ـ مسرحية للأطفال
ـ قرقوش
ـ طلال حسن
المشهد الأول
ـ الحائك يعمل في
ـ فسحة أمام بيته
الحائك : العمل هذه الأيام كثير ، كثير جداً "،ـ
ـ ينظر إلى السماء " اللهم لا حسد
ـ فالنجاح لا يحسده غير أصحابه " يعمل
ـ "إنه رزقي ، ورزق زوجتي وأولادي "ـ
ـ يهز رأسه " خمسة في عين العدو،ـ
ـ والسادس في الطريق " يهز رأسه ثانية "ـ
ـ آه حمدية ، أنت كما تقول أمي .. أنثى
ـ أرنب ، وأي أرنب.ـ
الجارية : " بصوت رقيق " دحام
الحائك : " لا يتوقف عن العمل " أنا أبو سيف
الجارية : دحام يعجبني أكثر
الحائك : لكن زوجتي حمدية لا يعجبها أن تناديني
ـ "يحاكي صوتها" دحام
الجارية : حمدية ليست هنا
الحائك : قد تكون هنا في أية لحظة
الجارية : " تضحك " أنت أبو سيف
الحائك : ليس مع حمدية
الجارية : " تضحك " هاهاها
الحائك : الساتر الله
الجارية : لو تعرف من رأيت في الحلم الليلة
الحائك : أحلامك كثيرة ، لا تنتهي ، وهي كلها
ـ أحلام ، أحلام ، أحلام
الجارية : قرقوش
الحائك : " يتوقف " تماضر
الجارية : قرقوش نفسه
الحائك : أنصحكِ أن لا تريه حتى في الحلم
الجارية : " تهدده مازحة " دحام
الحائك : " يعود إلى العمل " اتقي الله ، يــا
ـ تماضر ، فلدي حمدية وخمسة أولاد
الجارية : فقط!ـ
الحائك : والسادس في الطريق
الجارية : " تضحك " هاهاها
ـ يدخل رجل بدين،ـ
ـ وينظر إلى الجارية مبهوراً
الرجل : الله
الجارية : يأخذكَ
الرجل : عيناكِ..ـ
الجارية : قتلتاك
الرجل : لا أروع..ـ
ـ الرجل تزلق قدمه،ـ
ـ ويسقط على نول الحائك
الرجل : " متألماً " آه عيني
الجارية : " مبتعدة " عمى
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني
الجارية : هذا جزاء عادل ، فالعين الغادرة يجب أن تعاقب
الرجل : " يحاول النهوض عبثاً " عيني .. عيني.. عيني
الجارية : " وهي تدخل بيتها " عسى أن تعمى لعلك تتعض.ـ
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني
الحائك : انهض ، يا رجل ، انهض
الرجل : " يضع يده على عينه المدماة " عيني..ـ
ـ ينهض ويده فوق عينه " فقئت .. عيني" فقئت
الحائك : أرأيت ؟ إنها عين الجارية تماضر
الرجل : بل نولك
الحائك : نولي!ـ
الرجل : " يهدد غاضباً " ستدفع الثمن
الحائك : لا شأن لي بما حدث لعينك
الرجل : " يتجه إلى الخارج ويده فوق عينه"ـ
ـ ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن
ـ الرجل البدين يخرج مهدداً،ـ
ـ الحائك يعود إلى عمله
ـ إظلام
المشهد الثاني
ـ قرقوش يسير ذهاباً وإياباً،ـ
ـ الوزير يتابعه بعينيه قلقاً
قرقوش : النهار يكاد ينتصف..ـ
الوزير : صدقت ، يا مولاي
قرقوش : ولم يأتِ أحد بعد
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، لم يأتِ أحد
قرقوش : مرّت أيام عديدة ، ولم يأتِ أحد يتظلم
الوزير : صدقت ، يا مولاي
قرقوش : إنهم يخافون..ـ
الوزير : " يفغر فاه" ...ـ
قرقوقش : يخافون عدالتي
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، هذا ما يخافونه
قرقوش : فليخافوا..ـ
الوزير : نعم ، يا مولاي ، ليخافوا
قرقوش : أنا أريدهم أن يخافوا..ـ
الوزير : أنت محق ، يا مولاي
قرقوش : أنا أتفهم خوفهم..ـ
الوزير : " لا يعرف ماذا يقول"...ـ
قرقوش : فعدالتي قاطعة .. كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه " صدقت ، يا مولاي
قرقوش : لكن .. أهم حقاً يخافونني ، أم .. ؟
الوزير : صدقت ، صدقت ، يا مولاي
قرقوش : صدقتُ ؟
الوزير : " يهز رأسه"...ـ
قرقوش : في ما صدقت ؟
الوزير : " يتلجلج محرجاً " مو .. مو .. مو..ـ
ـ صوت الرجل البدين
ـ يولول باكياً من الخارج
قرقوش : " فرحاً " متظلم
الوزير : " بارتياح " نعم مولاي ، متظلم
قرقوش : اذهب ، واحضره في الحال
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً"..ـ
قرقوش : جاء المتظلم أخيراً ، وسيعرف القاصي
ـ والداني ، عدالتي .. أنا قرقوش
ـ يدخل الوزير منتصراً، وهو
ـ يقود الرجل البدين المولول
قرقوش : كفى
الرجل : " خائفاً " مولاي
قرقوش : ارفع يدك عن عينك
الرجل : " يرفع يده " مولاي
قرقوش : والآن تكلم
الرجل : مولاي ، عيني فقِئت ، أريد إحقاق
ـ الحق، والانتقام لعيني
قرقوش : أنا قرقوش ، ويعرف القاصي والداني عدالتي
الرجل : أنصفني ، يا مولاي
قرقوش : العين بالعين
الرجل : هذه هي العدالة
قرقوش : سأفقأ عين من فقأ عينك
الرجل : عاش العدل
قرقوش : من فقأ عينك ؟
الرجل : الحائك دحام هو من فقأ عيني ، يا مولاي
قرقوش : أعرفه هذا اللعين " يصيح " هاتوا الحائك دحام
الوزير : سأرسل حارسين ليحضرا الحائك اللعين دحام
قرقوش : أسرع ، أريده في الحال
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً"ـ
قرقوش : " للرجل " اطمئن ، سنثأر لعينك ، ونفقأ
ـ عين الحائك دحام ، ليعرف الجميع من أكون أنا .. قرقوش
ـ قرقوش يقف وسط الغرفة ،ـ
ـ الرجل البدين يطرق رأسه
ـ إظلام
*
ـ المشهد الثالث
ـ الحائك يعمل ، وهو
ـ يدمدم قلقاً منزعجاً
الحائك : لم يكن ينقصني اليوم سوى ذلك الأحمق
ـ البدين ، كيف سقط فوق نولي ، و .. "يهز رأسه "ـ
ـ إنها تماضر وعيناها ، آه من عينيها " صمت "ـ
ـ حمدية .. صحيح أن عينيك صغيرتان كالخرز،ـ
ـ كما تقول أمي ، لكنهما .. آه تماضر
ـ يفتح باب البيت،ـ
ـ وتطل منه الجارية
الجارية : دحام
الحائك : " يسرع في العمل " أعوذ بالله
الجارية : لستُ شيطاناً ، يا دحام
الحائك : دعيني أعمل، يكفيني ما جرى لي مع ذلك البدين الأحمق
الجارية : لم يحدث لك شيء بعد
الحائك : " يتوقف وينظر إليها"...ـ
الجارية : لقد هددك
الحائك : أنتِ تعرفين ، لا ذنب لي في ما حصل
الجارية : أنا أعرف..ـ
الحائك : " ينظر إليها مترقباً خائفاً"ـ
الجارية : أرجو لمصلحتك أن لا يعرف..قرقوش
الحائك : قرقوش!ـ
الجارية : " تتظاهر بالخوف " هذا ما خمنته "تدخل مسرعة
ـ وتغلق الباب"ـ
الحائك :تماضر ، أراك خائفة على غير عادتك ما الأمر ؟
ـ يدخل الحارسان حاملين
ـ رمحيهما ، ويتجهان نحو الحائك
الأول : هذا هو الحائك
الثاني : نعم ، إنه هو
الأول : لا يبدو أنه مجرم
الثاني : إنه مجرم مادام سيقف أمام .. قرقوش
الأول : حمداً لله أنني حارس وليس حائك
الثاني : تعال نؤدِ واجبنا وإلا صرنا في لحظة
ـ أسوأ من هذا الحائك
الأول : هيا يا صديقي ، هيا ، هيا
ـ الحارسان يتوقفان أمام الحائك
ـ دحام المنهمك في العمل
الأول : أيها الحائك
الحائك : لدي عمل ، وعليّ أن أنجزه ، قبل نهاية هذا اليوم
الثاني : دع عملك ، مهما كان مهماً ، وتعال معنا
الحائك : هذا مستحيل ، العمل أولاً
الأول : بل أولاً وأخيراً..ـ
الثاني : قرقوش
الحائك : " يتوقف دون أن يرفع رأسه"...ـ
الثاني : لقد سمعتني
الحائك : " يتطلع إليه مصعوقاً " قرقوش!ـ
الأول : نعم ، أيها الحائك ، قرقوش
الثاني : أحدهم ، تظلم عنده
الحائك : قرقوش
الأول : قال إنك فقأت عينه
الحائك : يكذب
الثاني : " يمد يده ويطبق على يده " تعال
الحائك : اسألوا تماضر
الأول : الجارية!ـ
الحائك : اسألوها ، وستخبركم بحقيقة ما جرى
الثاني : " يجره " تعال ، وقل هذا .. لفرقوش
الحائك : " يسير متعثراً " قرقوش " يصيح" حمدية
الأول : حمدية ! من حمدية هذه ؟
الثاني : لقد جن الرجل
الأول : لا تلمه ، إنه سيواجه .. قرقوش
الحائك : حمدية..ـ
الأول : كفى
الحائك : لا تدعي أحداً من الأولاد يعمل حائكاً، فالنول خطر ..ـ
ـ خطر .. خطر
ـ الحارسان يجران الحائك،ـ
ـ ويمضيان به إلى الخارج
ـ إظلام
المشهد الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـ منظر المشهد الأول،ـ
ـ الملك ، الوزير، الرجل البدين
قرقوش : " يسير ذهاباً وإياباً بادي الغضب "...ـ
الوزير : " يتابعه بعينيه قلقاً "...ـ
الرجل : " يقف مطرقاً رأسه "...ـ
قرقوش : " يصيح غاضباً " تأخر حارساك
الوزير : " يفز " مولاي ، لعلهما..ـ
قرقوش : لعلهما!ـ
الوزير : من يدري ، يا مولاي..ـ
قرقوش : ألغوا لعل من اللغة..ـ
الرجل : " يرفع رأسه مذهولاً "...ـ
الوزير : " يحدق فيه فاغر الفم"...ـ
قرقوش : ألغوها حالا
الوزير : أمر مولاي
الرجل : " يتمتم " مسكينة لعل
قرقوش : ماذا قلت ؟
الرجل : " يهتف " الموت ل .. لعل
الوزير : " ينصت " مولاي..ـ
قرقوش : لا تقل لي..ـ
الوزير : " متردداً " لعلهما...ـ
قرقوش : " يصيح " ماذا ؟
الوزير : " ينظر إلى الخارج " جاء الحارسان..ـ
قرقوش : أنا أريد الحائك دحام
الوزير : وبينهما الحائك .. دحام
الرجل : " ينظر إلى الخارج " إنه هو .. دحام
قرقوش : الويل لدحام
ـ يدخل الحارسان ، وبينهما
ـ يسير الحائك منهاراً
قرقوش : تعال أيها اللعين
الحارسان : " يدفعان الحائك " مولاي
قرقوش : اذهبا أنتما
الحارسان : " ينحنيان "أمر مولاي
الوزير : " يهمس لهما " أخرجا .. أخرجا
الحارسان : " يخرجان"...ـ
قرقوش : " للحائك " تعال أيها اللعين
الحائك : " يتقدم خائفاً " مولاي
قرقوش : " يشير إلى الرجل " أنظر إلى هذا الرجل
الحائك : " ينظر إليه خائفاً"...ـ
قرقوش : لا تقل لي إنك لا تعرفه
الحائك : أعرفه ، يا مولاي
قرقوش : لقد فقأت عينه...ـ
الحائك : " يهز رأسه خائفاً "...ـ
قرقوش : سأفقأ عينك
الحائك : " يهم بالكلام "...ـ
قرقوش : لا فائدة ، هذه هي العدالة ، أيها الوزير
الوزير : مولاي
قرقوش : العين..ـ
الوزير : العين بالعين ، يا موري
قرقوش : أرأيت ؟ هذه عدالتنا ، سأفقأ عينك
الحائك : افقأها يا مولاي ، هذا حق ، لكن إذا
ـ كنت فعلاً قد فقأت عينه
قرقوش : لا تكذب عليّ ، أنا أكره الكذب " يصيح " أيها السيّاف
السيّاف : " يدخل " مولاي
قرقوش : أنا لا أكذب ، يا مولاي ، أنا لم أفقأ عينه..ـ
قرقوش : أيها السياف
السيّاف : " يتقدم قليلاً " مولاي
الحائك : بل نولي
قرقوش : نولك!ـ
الحائك : نعم ، يا مولاي ، فأنا كما تعرف حائك .. مسكين
قرقوش : " ينظر إلى الرجل البدين"...ـ
الرجل : كنت أسير ، فزلقت رجلي ، وسقطت على نوله
الحائك : أرأيت ، يا مولاي ؟ زلقت رجله ، فسقط
ـ على نولي ، أنا إذن بريء
قرقوش : لا
الحائك : " خائفاً " مولاي
قرقوش : لست بريئاً ، فالنول الذي فقأ عينه هونولك أنت
الحائك : مولاي ، النول نولي ، هذا صحيح، لكن اسأله
ـ لماذا زلقت رجله ؟
قرقوش : " ينظر إلى الرجل "...ـ
الرجل : لا تصغ ِ إليه ، يا مولاي
قرقوش : لن أصغي إليه ، بل سأصغي إليك
الرجل : " يتلجلج " مو .. مو .. مو
قرقوش : لا تمومو ، تكلم
الرجل : " متردداً " بصراحة ، يا مولاي نظرت إلى الجارية..ـ
الحائك : تماضر
الوزير : " تتسع عيناه " تماضر!ـ
قرقوش : " ينظر إليه"...ـ
الوزير : " يتراجع صامتاً"...ـ
الرجل : جذبتني عيناها السوداوان..ـ
الوزير : الجميلتان..ـ
الرجل : كعيني الغزال
قرقوش : " يهمهم "هم م م م
الرجل : نظرت إلى عينيا السوداوين ، فزلقت رجلي ، وسقطتُ
قرقوش : آه ظهر الحق ، وزهق الباطل
الحائك : " يترقب خائفاً "...ـ
قرقوش : النول ليس هو السبب..ـ
الحائك : " يتنهد بارتياح " حمداً لله
قرقوش : إنني عادل .. وحاسم .. كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه"...ـ
قرقوش : " يصيح " هاتوا الجارية
الوزير : تماضر!ـ
الحائك : بيتها مقابل دكاني
الوزير : أعرفه
قرقوش : هيا فلتحضر في الحال
الوزير : " يتجه إلى الخرج " سأرسل الحرس إليها
قرقوش : سأفقأ إحدى عينيها ، مهما كانتا جميلتين و .. ،ـ
ـ فأنا عادل .. وحاسم... كالسيف.ـ
ـ الوزير يخرج بسرعة،ـ
ـ قرقوش يسر ذهاباً وإياباً
ـ إظلام
المشهد الخامس
ـ منظر المشهد الأول ، يدخل
ـ الحارسان متنكبين رمحيهما
الأول : " يشير إلى الدكان " هذا دكان الحائك
الثاني : " مشيراً إلى البيت " وذاك بيت الجارية تماضر
الأول : آه تماضر
الثاني : لا تنسَ مهمتنا
الأول : " يغمز له " لن أنساها
الثاني : لك رأس واحد ، حافظ عليه " يتجه نحو البيت " هيا
الأول : " يلحق به " هيا يا صاحبي ، هيا
الثاني : " يطرق الباب " أيتها الجارية
الأول : " يطرق الباب " افتحي الباب
الثاني : " يطرق الباب ثانية " افتحي .. افتحي
الجارية : " من الداخل " مهلاً ، مهلاً
الأول : لا مهلاً بعد اليوم ، افتحي الباب
الثاني : افتحيه وإلا كسرناه
الجارية : " من الداخل " لا داعي لكسر الباب"ـ
ـ تفتح الباب " ها إني أفتحه لكما " تبتسم
ـ الحارسان ، آه لو لاكما ولولا رفاقكم من
ـ حرس حاكمنا العادل قرقوش ، لما نمنا
ـ قريري العيون في هذه المدينة السعيدة الجميلة ، ال
الثاني : دعك من هذا الآن ، تعالي معنا
الجارية : على عيني
الأول : " يحدق فيها " آه
الثاني : حذار وإلا زلقت رجلاك ، وسقطت أنت أيضاً
الأول : إنني لا ألوم الرجل
الجارية : " تبتسم " أيهم ؟ فهم كثرُ
الأول : " ينتبه " دعك من هذا ، نحن في مهمة، تعالي معنا
الجارية : أنتم ومهمتكم على رأسي
الأول : يسلم رأسك
الثاني : " يلكزه " كفى ، المهمة..ـ
الأول : تعالي معنا ، يريدك .. " يتوقف "..ـ
الثاني : قرقوس
الجارية : قرقوش!ـ
الثاني : نعم ، قرقوش
الجارية : " تغالب فرحتها " هذا ما حلمت به..ـ
الأول : ماذا!ـ
الثاني : " يحدق فيها مذهولاً "...ـ
الجارية : " تخرج من البيت " هيا ، خذاني إلى قرقوش
الأول : لم تغلقي الباب
الجارية : " لا تتوقف " أغلقه أنت ، واتبعني
الثاني : " يتبع الجارية " هيا ، أسرع
الأول : " يغلق الباب " هذه التماضر تحيرني، لا تبدو خائفة،ـ
ـ أهي تجهل من هو قرقوش، أم ماذا ؟
الثاني : هيا أسرع وإلا ستعود إلى بيتك اليوم بدون رأس
ـ تخرج الجارية ، يتبعها الثاني،ـ
ـ الأول يركض وراءهما
ـ إظلام
المشهد السادس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قرقوش يسير منزعجاً،ـ
ـ الوزير ، الرجل البدين
قرقوش : " يتوقف " أيها الوزير
الوزير : " خائفاً " سيأتون بها حالاً ، يا مولاي
قرقوش : ليعرفوا أنني .. قرقوش
الوزير : لن يتأخروا، يا مولاي
قرقوش : كلا " يصيح " أيها الجلاد
الجلاد : " يتقدم " مولاي
قرقوش : اسمع أيها الجلاد
الجلاد : مرني ، يا مولاي
الوزير : " يسرع إلى الباب " جاؤوا ، يا مولاي جاؤوا
قرقوش : أنت محظوظ ، فليسرعوا
الوزير : " يشير لمن في الخارج " تعالوا بسرعة، تعالوا ، تعالوا
ـ يدخل الحارسان مسرعين
ـ تتقدمهما الجارية تماضر
الوزير : " يشير للحارسين " أخرجا أنتما
الحارسان : " يتوقفان "....ـ
الوزير : " هامساً لهما " هيا ، هيا ، أخرجا
الحارسان : " يخرجان"...ـ
الجارية : " تنحني " عمتَ صباحاً ، يا مولاي
الوزير : " يحدق فيها " تماضر
قرقوش : أنتِ..ـ
الجارية : تماضر ، يا مولاي ، الجارية تماضر
الوزير : " يقترب منها مجذوباً " تماضر
قرقوش : " يحدق فيه "...ـ
الوزير : " يتراجع"...ـ
قرقوش : أيتها ال .. تماضر
الجارية : جاريتك ، يا مولاي
قرقوش : " يشير بيده " أنظري إلى هذا الرجل
الجارية : أنظر إليه ! لا، لا يا مولاي،
ـ لن أنظر إلى أي رجل، مهما كان، وأنت أمامي
قرقوش : " يتنحنح " أنظري إليه
الجارية : أمر مولاي " تنظر إلى الرجل " ها إني
ـ أنظر إليه بأمر منكَ ، يا مولاي
الرجل : " يحدق فيها مذهولاً "...ـ
قرقوش : يقول إنك فقأت ِ عينه
الجارية : " تشير إلى نفسها من أعلى رأسها حتى قدميها " أنا !ـ
الوزير : عينك
الجارية : " تبتسم له " فقط ؟
الوزير : فقط
قرقوش : " يحدق فيه غاضباً "...ـ
الوزير : عفو مولاي
قرقوش : يقول إنه نظر إلى عينيك...ـ
الوزير : " يهمس " السوداوين
الجارية : آه
قرقوش : فزلقت قدمه ، وسقط على نول الحائك ففقئت عينه
الجارية : أنت محق ، يا مولاي ، لكن الذنب ليس ذنبي،ـ بل ذنبب أمي
قرقوش : أمك!ـ
الجارية : كانت لها عينان سوداوان .. جميلتان..كعيني الغزال
الوزير : " بصوت خافت " الله
الجارية : فأعطتهما لي
قرقوش : أمكِ!ـ
الجارية : نعم ، عيناي من أمي
قرقوش : آه عرفتُ المذنب الحقيقي ، إنني صارم العدالة
كالسيف " يصيح " أيها الوزير
الوزير : " يتقدم " مولاي
قرقوش : أحضروا أم هذه ال .. تماضر
الوزير : أمر مولاي " يصيح " حرس
الحارسان : " يدخلان " سيدي
الوزير : أحضرا في الحال أم .. تماضر
الأول : " ينظر إلى الثاني " أم .. ؟
الثاني : تماضر ؟
الأول : أين هي ؟
الثاني : أم .. تماضر
الوزير : " يلتفت إلى الجارية " عزيزتي تماضر ، أين .. ؟
الجارية : أمي في الآخرة ؟
الوزير : " للحارسين " هيا بسرعة ، اذهبا وأحضرا " يتوقف "ـ
ـ في الآخرة!ـ
الجارية : " تهز رأسها "...ـ
الوزير : " ينظر محرجاً إلى قرقوش"...ـ
قرقوش : " يصيح " هيا ، أحضروها ، لن يفلت مذنب
ـ من عدالتي ، فأنا صرم ، وحاسم كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه "...ـ
الجارية : مولاي
قرقوش : العدالة
الجارية : مولاي ، أنتم العدالة ، والعدالة أنتم، أنتم .. قرقوش .ـ
قرقوش : " يغالب انتشاءه " .....ـ
الجارية : أنتم أوحيتم لي بحل
قرقوش : حل عادل
الجارية : عادل جداً
قرقوش : تكلمي
الجارية : هذا الرجل " تشير إلى البدين " لا يحتاج إلى أكثر من عين واحدة
الرجل : " محتجاً " مولاي..ـ
قرقوش : دعنا نصغي إلى ال تماضر
الرجل : " يلوذ بالصمت مكرهاً "...ـ
الجارية : لكن يجب تحقيق عدالتك
قرقوش : طبعاً ، طبعاً
الجارية : أمي لا يمكن إحضارها
الوزير : هذا صحيح
الجارية : عاقب إذن عينيّ " تنظر إلى الوزير"ـ
ـ الجميلتين .. السوداوين ، فهما منها هي بالذات
الوزير : " يصيح " لا .. لا
قرقوش : " يحدق فيه "...ـ
الوزير : " يتراجع"...ـ
الجارية : عاقبهما ، يا مولاي
الوزير : " يهم بالاعتراض"...ـ
قرقوش : " يتطلع إلى الجارية "...ـ
الجارية : كافئهما إذن ، يا مولاي
قرقوش : " متردداً " أنا قرقوش
الجارية : لقد رأتاكَ ، رأتا العدالة ، رأتا.. قرقوش
قرقوش : " يغالب زهوه"...ـ
الوزير : مولاي ، العدالة...ـ
الجارية : كافئهما بأن تكونا جاريتين لك .. مدى العمر
قرقوش : أنا قرقوش " يصيح " أيها الجلاد
الجلاد : " يدخل مسرعاً " مولاي
الوزير : " يتمتم قلقاً " مو مو مو
قرقوش : أخرجهم جميعاً...ـ
الجارية : " تنظر إليه "...ـ
قرقوش : يحدق فيها " عدا ال .. تماضر
الرجل : وعيني ؟
الوزير : " يدفعه نحو الخارج " تحيا العدالة... تحيا العدالة
الجلاد : " يسوق الجميع نحو الخارج " هيا، هيا بسرعة، هيا، هيا " الجميع يخرجون
قرقوش : سأعاقبكِ..ـ
الجارية : عقابك مكافأة ، يا مولاي
قرقوش : ستريني مدى العمر
الجارية : هذا ما كنت أحلم به ، يا مولاي
قرقوش : تماضر
الجارية : " بصوت رقيق " مولاي.ـ
ـ قرقوش والجارية يقفان
ـ متقابلين ، إظلام تدريجي
ـ ستار
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
ـ قرقوش
ـ طلال حسن
المشهد الأول
ـ الحائك يعمل في
ـ فسحة أمام بيته
الحائك : العمل هذه الأيام كثير ، كثير جداً "،ـ
ـ ينظر إلى السماء " اللهم لا حسد
ـ فالنجاح لا يحسده غير أصحابه " يعمل
ـ "إنه رزقي ، ورزق زوجتي وأولادي "ـ
ـ يهز رأسه " خمسة في عين العدو،ـ
ـ والسادس في الطريق " يهز رأسه ثانية "ـ
ـ آه حمدية ، أنت كما تقول أمي .. أنثى
ـ أرنب ، وأي أرنب.ـ
الجارية : " بصوت رقيق " دحام
الحائك : " لا يتوقف عن العمل " أنا أبو سيف
الجارية : دحام يعجبني أكثر
الحائك : لكن زوجتي حمدية لا يعجبها أن تناديني
ـ "يحاكي صوتها" دحام
الجارية : حمدية ليست هنا
الحائك : قد تكون هنا في أية لحظة
الجارية : " تضحك " أنت أبو سيف
الحائك : ليس مع حمدية
الجارية : " تضحك " هاهاها
الحائك : الساتر الله
الجارية : لو تعرف من رأيت في الحلم الليلة
الحائك : أحلامك كثيرة ، لا تنتهي ، وهي كلها
ـ أحلام ، أحلام ، أحلام
الجارية : قرقوش
الحائك : " يتوقف " تماضر
الجارية : قرقوش نفسه
الحائك : أنصحكِ أن لا تريه حتى في الحلم
الجارية : " تهدده مازحة " دحام
الحائك : " يعود إلى العمل " اتقي الله ، يــا
ـ تماضر ، فلدي حمدية وخمسة أولاد
الجارية : فقط!ـ
الحائك : والسادس في الطريق
الجارية : " تضحك " هاهاها
ـ يدخل رجل بدين،ـ
ـ وينظر إلى الجارية مبهوراً
الرجل : الله
الجارية : يأخذكَ
الرجل : عيناكِ..ـ
الجارية : قتلتاك
الرجل : لا أروع..ـ
ـ الرجل تزلق قدمه،ـ
ـ ويسقط على نول الحائك
الرجل : " متألماً " آه عيني
الجارية : " مبتعدة " عمى
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني
الجارية : هذا جزاء عادل ، فالعين الغادرة يجب أن تعاقب
الرجل : " يحاول النهوض عبثاً " عيني .. عيني.. عيني
الجارية : " وهي تدخل بيتها " عسى أن تعمى لعلك تتعض.ـ
الرجل : " يصيح متألماً " عيني .. عيني
الحائك : انهض ، يا رجل ، انهض
الرجل : " يضع يده على عينه المدماة " عيني..ـ
ـ ينهض ويده فوق عينه " فقئت .. عيني" فقئت
الحائك : أرأيت ؟ إنها عين الجارية تماضر
الرجل : بل نولك
الحائك : نولي!ـ
الرجل : " يهدد غاضباً " ستدفع الثمن
الحائك : لا شأن لي بما حدث لعينك
الرجل : " يتجه إلى الخارج ويده فوق عينه"ـ
ـ ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن .. ستدفع الثمن
ـ الرجل البدين يخرج مهدداً،ـ
ـ الحائك يعود إلى عمله
ـ إظلام
المشهد الثاني
ـ قرقوش يسير ذهاباً وإياباً،ـ
ـ الوزير يتابعه بعينيه قلقاً
قرقوش : النهار يكاد ينتصف..ـ
الوزير : صدقت ، يا مولاي
قرقوش : ولم يأتِ أحد بعد
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، لم يأتِ أحد
قرقوش : مرّت أيام عديدة ، ولم يأتِ أحد يتظلم
الوزير : صدقت ، يا مولاي
قرقوش : إنهم يخافون..ـ
الوزير : " يفغر فاه" ...ـ
قرقوقش : يخافون عدالتي
الوزير : صدقت ، يا مولاي ، هذا ما يخافونه
قرقوش : فليخافوا..ـ
الوزير : نعم ، يا مولاي ، ليخافوا
قرقوش : أنا أريدهم أن يخافوا..ـ
الوزير : أنت محق ، يا مولاي
قرقوش : أنا أتفهم خوفهم..ـ
الوزير : " لا يعرف ماذا يقول"...ـ
قرقوش : فعدالتي قاطعة .. كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه " صدقت ، يا مولاي
قرقوش : لكن .. أهم حقاً يخافونني ، أم .. ؟
الوزير : صدقت ، صدقت ، يا مولاي
قرقوش : صدقتُ ؟
الوزير : " يهز رأسه"...ـ
قرقوش : في ما صدقت ؟
الوزير : " يتلجلج محرجاً " مو .. مو .. مو..ـ
ـ صوت الرجل البدين
ـ يولول باكياً من الخارج
قرقوش : " فرحاً " متظلم
الوزير : " بارتياح " نعم مولاي ، متظلم
قرقوش : اذهب ، واحضره في الحال
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً"..ـ
قرقوش : جاء المتظلم أخيراً ، وسيعرف القاصي
ـ والداني ، عدالتي .. أنا قرقوش
ـ يدخل الوزير منتصراً، وهو
ـ يقود الرجل البدين المولول
قرقوش : كفى
الرجل : " خائفاً " مولاي
قرقوش : ارفع يدك عن عينك
الرجل : " يرفع يده " مولاي
قرقوش : والآن تكلم
الرجل : مولاي ، عيني فقِئت ، أريد إحقاق
ـ الحق، والانتقام لعيني
قرقوش : أنا قرقوش ، ويعرف القاصي والداني عدالتي
الرجل : أنصفني ، يا مولاي
قرقوش : العين بالعين
الرجل : هذه هي العدالة
قرقوش : سأفقأ عين من فقأ عينك
الرجل : عاش العدل
قرقوش : من فقأ عينك ؟
الرجل : الحائك دحام هو من فقأ عيني ، يا مولاي
قرقوش : أعرفه هذا اللعين " يصيح " هاتوا الحائك دحام
الوزير : سأرسل حارسين ليحضرا الحائك اللعين دحام
قرقوش : أسرع ، أريده في الحال
الوزير : أمر مولاي " يخرج مسرعاً"ـ
قرقوش : " للرجل " اطمئن ، سنثأر لعينك ، ونفقأ
ـ عين الحائك دحام ، ليعرف الجميع من أكون أنا .. قرقوش
ـ قرقوش يقف وسط الغرفة ،ـ
ـ الرجل البدين يطرق رأسه
ـ إظلام
*
ـ المشهد الثالث
ـ الحائك يعمل ، وهو
ـ يدمدم قلقاً منزعجاً
الحائك : لم يكن ينقصني اليوم سوى ذلك الأحمق
ـ البدين ، كيف سقط فوق نولي ، و .. "يهز رأسه "ـ
ـ إنها تماضر وعيناها ، آه من عينيها " صمت "ـ
ـ حمدية .. صحيح أن عينيك صغيرتان كالخرز،ـ
ـ كما تقول أمي ، لكنهما .. آه تماضر
ـ يفتح باب البيت،ـ
ـ وتطل منه الجارية
الجارية : دحام
الحائك : " يسرع في العمل " أعوذ بالله
الجارية : لستُ شيطاناً ، يا دحام
الحائك : دعيني أعمل، يكفيني ما جرى لي مع ذلك البدين الأحمق
الجارية : لم يحدث لك شيء بعد
الحائك : " يتوقف وينظر إليها"...ـ
الجارية : لقد هددك
الحائك : أنتِ تعرفين ، لا ذنب لي في ما حصل
الجارية : أنا أعرف..ـ
الحائك : " ينظر إليها مترقباً خائفاً"ـ
الجارية : أرجو لمصلحتك أن لا يعرف..قرقوش
الحائك : قرقوش!ـ
الجارية : " تتظاهر بالخوف " هذا ما خمنته "تدخل مسرعة
ـ وتغلق الباب"ـ
الحائك :تماضر ، أراك خائفة على غير عادتك ما الأمر ؟
ـ يدخل الحارسان حاملين
ـ رمحيهما ، ويتجهان نحو الحائك
الأول : هذا هو الحائك
الثاني : نعم ، إنه هو
الأول : لا يبدو أنه مجرم
الثاني : إنه مجرم مادام سيقف أمام .. قرقوش
الأول : حمداً لله أنني حارس وليس حائك
الثاني : تعال نؤدِ واجبنا وإلا صرنا في لحظة
ـ أسوأ من هذا الحائك
الأول : هيا يا صديقي ، هيا ، هيا
ـ الحارسان يتوقفان أمام الحائك
ـ دحام المنهمك في العمل
الأول : أيها الحائك
الحائك : لدي عمل ، وعليّ أن أنجزه ، قبل نهاية هذا اليوم
الثاني : دع عملك ، مهما كان مهماً ، وتعال معنا
الحائك : هذا مستحيل ، العمل أولاً
الأول : بل أولاً وأخيراً..ـ
الثاني : قرقوش
الحائك : " يتوقف دون أن يرفع رأسه"...ـ
الثاني : لقد سمعتني
الحائك : " يتطلع إليه مصعوقاً " قرقوش!ـ
الأول : نعم ، أيها الحائك ، قرقوش
الثاني : أحدهم ، تظلم عنده
الحائك : قرقوش
الأول : قال إنك فقأت عينه
الحائك : يكذب
الثاني : " يمد يده ويطبق على يده " تعال
الحائك : اسألوا تماضر
الأول : الجارية!ـ
الحائك : اسألوها ، وستخبركم بحقيقة ما جرى
الثاني : " يجره " تعال ، وقل هذا .. لفرقوش
الحائك : " يسير متعثراً " قرقوش " يصيح" حمدية
الأول : حمدية ! من حمدية هذه ؟
الثاني : لقد جن الرجل
الأول : لا تلمه ، إنه سيواجه .. قرقوش
الحائك : حمدية..ـ
الأول : كفى
الحائك : لا تدعي أحداً من الأولاد يعمل حائكاً، فالنول خطر ..ـ
ـ خطر .. خطر
ـ الحارسان يجران الحائك،ـ
ـ ويمضيان به إلى الخارج
ـ إظلام
المشهد الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـ منظر المشهد الأول،ـ
ـ الملك ، الوزير، الرجل البدين
قرقوش : " يسير ذهاباً وإياباً بادي الغضب "...ـ
الوزير : " يتابعه بعينيه قلقاً "...ـ
الرجل : " يقف مطرقاً رأسه "...ـ
قرقوش : " يصيح غاضباً " تأخر حارساك
الوزير : " يفز " مولاي ، لعلهما..ـ
قرقوش : لعلهما!ـ
الوزير : من يدري ، يا مولاي..ـ
قرقوش : ألغوا لعل من اللغة..ـ
الرجل : " يرفع رأسه مذهولاً "...ـ
الوزير : " يحدق فيه فاغر الفم"...ـ
قرقوش : ألغوها حالا
الوزير : أمر مولاي
الرجل : " يتمتم " مسكينة لعل
قرقوش : ماذا قلت ؟
الرجل : " يهتف " الموت ل .. لعل
الوزير : " ينصت " مولاي..ـ
قرقوش : لا تقل لي..ـ
الوزير : " متردداً " لعلهما...ـ
قرقوش : " يصيح " ماذا ؟
الوزير : " ينظر إلى الخارج " جاء الحارسان..ـ
قرقوش : أنا أريد الحائك دحام
الوزير : وبينهما الحائك .. دحام
الرجل : " ينظر إلى الخارج " إنه هو .. دحام
قرقوش : الويل لدحام
ـ يدخل الحارسان ، وبينهما
ـ يسير الحائك منهاراً
قرقوش : تعال أيها اللعين
الحارسان : " يدفعان الحائك " مولاي
قرقوش : اذهبا أنتما
الحارسان : " ينحنيان "أمر مولاي
الوزير : " يهمس لهما " أخرجا .. أخرجا
الحارسان : " يخرجان"...ـ
قرقوش : " للحائك " تعال أيها اللعين
الحائك : " يتقدم خائفاً " مولاي
قرقوش : " يشير إلى الرجل " أنظر إلى هذا الرجل
الحائك : " ينظر إليه خائفاً"...ـ
قرقوش : لا تقل لي إنك لا تعرفه
الحائك : أعرفه ، يا مولاي
قرقوش : لقد فقأت عينه...ـ
الحائك : " يهز رأسه خائفاً "...ـ
قرقوش : سأفقأ عينك
الحائك : " يهم بالكلام "...ـ
قرقوش : لا فائدة ، هذه هي العدالة ، أيها الوزير
الوزير : مولاي
قرقوش : العين..ـ
الوزير : العين بالعين ، يا موري
قرقوش : أرأيت ؟ هذه عدالتنا ، سأفقأ عينك
الحائك : افقأها يا مولاي ، هذا حق ، لكن إذا
ـ كنت فعلاً قد فقأت عينه
قرقوش : لا تكذب عليّ ، أنا أكره الكذب " يصيح " أيها السيّاف
السيّاف : " يدخل " مولاي
قرقوش : أنا لا أكذب ، يا مولاي ، أنا لم أفقأ عينه..ـ
قرقوش : أيها السياف
السيّاف : " يتقدم قليلاً " مولاي
الحائك : بل نولي
قرقوش : نولك!ـ
الحائك : نعم ، يا مولاي ، فأنا كما تعرف حائك .. مسكين
قرقوش : " ينظر إلى الرجل البدين"...ـ
الرجل : كنت أسير ، فزلقت رجلي ، وسقطت على نوله
الحائك : أرأيت ، يا مولاي ؟ زلقت رجله ، فسقط
ـ على نولي ، أنا إذن بريء
قرقوش : لا
الحائك : " خائفاً " مولاي
قرقوش : لست بريئاً ، فالنول الذي فقأ عينه هونولك أنت
الحائك : مولاي ، النول نولي ، هذا صحيح، لكن اسأله
ـ لماذا زلقت رجله ؟
قرقوش : " ينظر إلى الرجل "...ـ
الرجل : لا تصغ ِ إليه ، يا مولاي
قرقوش : لن أصغي إليه ، بل سأصغي إليك
الرجل : " يتلجلج " مو .. مو .. مو
قرقوش : لا تمومو ، تكلم
الرجل : " متردداً " بصراحة ، يا مولاي نظرت إلى الجارية..ـ
الحائك : تماضر
الوزير : " تتسع عيناه " تماضر!ـ
قرقوش : " ينظر إليه"...ـ
الوزير : " يتراجع صامتاً"...ـ
الرجل : جذبتني عيناها السوداوان..ـ
الوزير : الجميلتان..ـ
الرجل : كعيني الغزال
قرقوش : " يهمهم "هم م م م
الرجل : نظرت إلى عينيا السوداوين ، فزلقت رجلي ، وسقطتُ
قرقوش : آه ظهر الحق ، وزهق الباطل
الحائك : " يترقب خائفاً "...ـ
قرقوش : النول ليس هو السبب..ـ
الحائك : " يتنهد بارتياح " حمداً لله
قرقوش : إنني عادل .. وحاسم .. كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه"...ـ
قرقوش : " يصيح " هاتوا الجارية
الوزير : تماضر!ـ
الحائك : بيتها مقابل دكاني
الوزير : أعرفه
قرقوش : هيا فلتحضر في الحال
الوزير : " يتجه إلى الخرج " سأرسل الحرس إليها
قرقوش : سأفقأ إحدى عينيها ، مهما كانتا جميلتين و .. ،ـ
ـ فأنا عادل .. وحاسم... كالسيف.ـ
ـ الوزير يخرج بسرعة،ـ
ـ قرقوش يسر ذهاباً وإياباً
ـ إظلام
المشهد الخامس
ـ منظر المشهد الأول ، يدخل
ـ الحارسان متنكبين رمحيهما
الأول : " يشير إلى الدكان " هذا دكان الحائك
الثاني : " مشيراً إلى البيت " وذاك بيت الجارية تماضر
الأول : آه تماضر
الثاني : لا تنسَ مهمتنا
الأول : " يغمز له " لن أنساها
الثاني : لك رأس واحد ، حافظ عليه " يتجه نحو البيت " هيا
الأول : " يلحق به " هيا يا صاحبي ، هيا
الثاني : " يطرق الباب " أيتها الجارية
الأول : " يطرق الباب " افتحي الباب
الثاني : " يطرق الباب ثانية " افتحي .. افتحي
الجارية : " من الداخل " مهلاً ، مهلاً
الأول : لا مهلاً بعد اليوم ، افتحي الباب
الثاني : افتحيه وإلا كسرناه
الجارية : " من الداخل " لا داعي لكسر الباب"ـ
ـ تفتح الباب " ها إني أفتحه لكما " تبتسم
ـ الحارسان ، آه لو لاكما ولولا رفاقكم من
ـ حرس حاكمنا العادل قرقوش ، لما نمنا
ـ قريري العيون في هذه المدينة السعيدة الجميلة ، ال
الثاني : دعك من هذا الآن ، تعالي معنا
الجارية : على عيني
الأول : " يحدق فيها " آه
الثاني : حذار وإلا زلقت رجلاك ، وسقطت أنت أيضاً
الأول : إنني لا ألوم الرجل
الجارية : " تبتسم " أيهم ؟ فهم كثرُ
الأول : " ينتبه " دعك من هذا ، نحن في مهمة، تعالي معنا
الجارية : أنتم ومهمتكم على رأسي
الأول : يسلم رأسك
الثاني : " يلكزه " كفى ، المهمة..ـ
الأول : تعالي معنا ، يريدك .. " يتوقف "..ـ
الثاني : قرقوس
الجارية : قرقوش!ـ
الثاني : نعم ، قرقوش
الجارية : " تغالب فرحتها " هذا ما حلمت به..ـ
الأول : ماذا!ـ
الثاني : " يحدق فيها مذهولاً "...ـ
الجارية : " تخرج من البيت " هيا ، خذاني إلى قرقوش
الأول : لم تغلقي الباب
الجارية : " لا تتوقف " أغلقه أنت ، واتبعني
الثاني : " يتبع الجارية " هيا ، أسرع
الأول : " يغلق الباب " هذه التماضر تحيرني، لا تبدو خائفة،ـ
ـ أهي تجهل من هو قرقوش، أم ماذا ؟
الثاني : هيا أسرع وإلا ستعود إلى بيتك اليوم بدون رأس
ـ تخرج الجارية ، يتبعها الثاني،ـ
ـ الأول يركض وراءهما
ـ إظلام
المشهد السادس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ قرقوش يسير منزعجاً،ـ
ـ الوزير ، الرجل البدين
قرقوش : " يتوقف " أيها الوزير
الوزير : " خائفاً " سيأتون بها حالاً ، يا مولاي
قرقوش : ليعرفوا أنني .. قرقوش
الوزير : لن يتأخروا، يا مولاي
قرقوش : كلا " يصيح " أيها الجلاد
الجلاد : " يتقدم " مولاي
قرقوش : اسمع أيها الجلاد
الجلاد : مرني ، يا مولاي
الوزير : " يسرع إلى الباب " جاؤوا ، يا مولاي جاؤوا
قرقوش : أنت محظوظ ، فليسرعوا
الوزير : " يشير لمن في الخارج " تعالوا بسرعة، تعالوا ، تعالوا
ـ يدخل الحارسان مسرعين
ـ تتقدمهما الجارية تماضر
الوزير : " يشير للحارسين " أخرجا أنتما
الحارسان : " يتوقفان "....ـ
الوزير : " هامساً لهما " هيا ، هيا ، أخرجا
الحارسان : " يخرجان"...ـ
الجارية : " تنحني " عمتَ صباحاً ، يا مولاي
الوزير : " يحدق فيها " تماضر
قرقوش : أنتِ..ـ
الجارية : تماضر ، يا مولاي ، الجارية تماضر
الوزير : " يقترب منها مجذوباً " تماضر
قرقوش : " يحدق فيه "...ـ
الوزير : " يتراجع"...ـ
قرقوش : أيتها ال .. تماضر
الجارية : جاريتك ، يا مولاي
قرقوش : " يشير بيده " أنظري إلى هذا الرجل
الجارية : أنظر إليه ! لا، لا يا مولاي،
ـ لن أنظر إلى أي رجل، مهما كان، وأنت أمامي
قرقوش : " يتنحنح " أنظري إليه
الجارية : أمر مولاي " تنظر إلى الرجل " ها إني
ـ أنظر إليه بأمر منكَ ، يا مولاي
الرجل : " يحدق فيها مذهولاً "...ـ
قرقوش : يقول إنك فقأت ِ عينه
الجارية : " تشير إلى نفسها من أعلى رأسها حتى قدميها " أنا !ـ
الوزير : عينك
الجارية : " تبتسم له " فقط ؟
الوزير : فقط
قرقوش : " يحدق فيه غاضباً "...ـ
الوزير : عفو مولاي
قرقوش : يقول إنه نظر إلى عينيك...ـ
الوزير : " يهمس " السوداوين
الجارية : آه
قرقوش : فزلقت قدمه ، وسقط على نول الحائك ففقئت عينه
الجارية : أنت محق ، يا مولاي ، لكن الذنب ليس ذنبي،ـ بل ذنبب أمي
قرقوش : أمك!ـ
الجارية : كانت لها عينان سوداوان .. جميلتان..كعيني الغزال
الوزير : " بصوت خافت " الله
الجارية : فأعطتهما لي
قرقوش : أمكِ!ـ
الجارية : نعم ، عيناي من أمي
قرقوش : آه عرفتُ المذنب الحقيقي ، إنني صارم العدالة
كالسيف " يصيح " أيها الوزير
الوزير : " يتقدم " مولاي
قرقوش : أحضروا أم هذه ال .. تماضر
الوزير : أمر مولاي " يصيح " حرس
الحارسان : " يدخلان " سيدي
الوزير : أحضرا في الحال أم .. تماضر
الأول : " ينظر إلى الثاني " أم .. ؟
الثاني : تماضر ؟
الأول : أين هي ؟
الثاني : أم .. تماضر
الوزير : " يلتفت إلى الجارية " عزيزتي تماضر ، أين .. ؟
الجارية : أمي في الآخرة ؟
الوزير : " للحارسين " هيا بسرعة ، اذهبا وأحضرا " يتوقف "ـ
ـ في الآخرة!ـ
الجارية : " تهز رأسها "...ـ
الوزير : " ينظر محرجاً إلى قرقوش"...ـ
قرقوش : " يصيح " هيا ، أحضروها ، لن يفلت مذنب
ـ من عدالتي ، فأنا صرم ، وحاسم كالسيف
الوزير : " يتحسس عنقه "...ـ
الجارية : مولاي
قرقوش : العدالة
الجارية : مولاي ، أنتم العدالة ، والعدالة أنتم، أنتم .. قرقوش .ـ
قرقوش : " يغالب انتشاءه " .....ـ
الجارية : أنتم أوحيتم لي بحل
قرقوش : حل عادل
الجارية : عادل جداً
قرقوش : تكلمي
الجارية : هذا الرجل " تشير إلى البدين " لا يحتاج إلى أكثر من عين واحدة
الرجل : " محتجاً " مولاي..ـ
قرقوش : دعنا نصغي إلى ال تماضر
الرجل : " يلوذ بالصمت مكرهاً "...ـ
الجارية : لكن يجب تحقيق عدالتك
قرقوش : طبعاً ، طبعاً
الجارية : أمي لا يمكن إحضارها
الوزير : هذا صحيح
الجارية : عاقب إذن عينيّ " تنظر إلى الوزير"ـ
ـ الجميلتين .. السوداوين ، فهما منها هي بالذات
الوزير : " يصيح " لا .. لا
قرقوش : " يحدق فيه "...ـ
الوزير : " يتراجع"...ـ
الجارية : عاقبهما ، يا مولاي
الوزير : " يهم بالاعتراض"...ـ
قرقوش : " يتطلع إلى الجارية "...ـ
الجارية : كافئهما إذن ، يا مولاي
قرقوش : " متردداً " أنا قرقوش
الجارية : لقد رأتاكَ ، رأتا العدالة ، رأتا.. قرقوش
قرقوش : " يغالب زهوه"...ـ
الوزير : مولاي ، العدالة...ـ
الجارية : كافئهما بأن تكونا جاريتين لك .. مدى العمر
قرقوش : أنا قرقوش " يصيح " أيها الجلاد
الجلاد : " يدخل مسرعاً " مولاي
الوزير : " يتمتم قلقاً " مو مو مو
قرقوش : أخرجهم جميعاً...ـ
الجارية : " تنظر إليه "...ـ
قرقوش : يحدق فيها " عدا ال .. تماضر
الرجل : وعيني ؟
الوزير : " يدفعه نحو الخارج " تحيا العدالة... تحيا العدالة
الجلاد : " يسوق الجميع نحو الخارج " هيا، هيا بسرعة، هيا، هيا " الجميع يخرجون
قرقوش : سأعاقبكِ..ـ
الجارية : عقابك مكافأة ، يا مولاي
قرقوش : ستريني مدى العمر
الجارية : هذا ما كنت أحلم به ، يا مولاي
قرقوش : تماضر
الجارية : " بصوت رقيق " مولاي.ـ
ـ قرقوش والجارية يقفان
ـ متقابلين ، إظلام تدريجي
ـ ستار
للعودة إلى الصفحة الرئيسة