مسرحية للأطفال
يا سامعين الصوت
طلال حسن
ظلام ، صوت امرأة من
الخارج، الصوت حزين ومتهدج
المرأة : يا سامعين الصوت
صلوا عالنبي
أولكم محمد وتاليكم علي
يا سامعين الصوت
صلوا عالنبي
أولكم محمد وتاليكم علي
اللقى بنت ..
يخفت صوت المرأة ، يرتفع
صوت فتيات يلعبن ويغنين
الفتيات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
إضاءة ، بنات صغيرات
يلعبن ويغنين مرحات
البنت : يا بيت بلبول
البنات بلي
البنت : ما عدكم عصفور
البنات : بلي
البنت : يركص بالطاسه
البنات : بلي
البنت : حمامه ياسه
البنات : بلي
البنت : يا بيت الملوكي
البنات : لا لا
البنت : جمّي خطبوكي
البنات : لا لا
البنت : أمّك وبوك
البنات : لا لا
أثناء غناء البنات ، تخرج
الأم ، ومعها ابنتها الصغيرة
سميرة : ماما .
الأم : عيون ماما .
سميرة : أريد أن ألعب مع البنات .
الأم : لا يا حبيبتي ، أنت صغيرة ، وهن كبيرات .
سميرة : أنت مخطئة ، يا ماما ، أنظري ، إنهن في عمري تقريباً .
الأم : اجلسي هنا ، أمام عينيّ ، أفضل .
سميرة : لا ، أريد أن ألعب معهن .
الأم : " بشيء من الحزم " كلا .
سميرة : أريد ..
الأم : تعالي ندخل إذن .
سميرة : " تصمت " ....ـ
الأم : هيا ، لندخل .
سميرة : حسن ، لن ألعب ، سأجلس هنا فقط .
الأم : اجلسي .
سميرة : " تجلس صامتة " ....
البنات يغنين ويلعبن ، أثناءها
تدخل امرأة تلبس عباءة
البنات : عصفوري من كفي طار
عصفوري فوك الأشجار
انزل انزل يا عصفور
اكل الحبه بليه اكشور
عصفوري جان زغير
ربيته على ايدي
لمن كُُبر وتريش
كام اينكر بخدودي
المرأة : هذه أم سميرة " تتجه نحوها " فلأسلم
عليها .
الأم : " لابنتها بصوت خافت " بنيتي ، تعالي
ندخل .
سميرة : " تحاول التملص " لا ، لا .
المرأة : " تضحك " مهلاً ، يا أم سميرة ، لن
آكل ابنتك ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : لستُ دامية .
الأم : الجو حار هنا ، وأخاف على سميرة .
المرأة :لن تتبخر سميرة بالحرارة، دعي البنت ترى العالم .
الأم : أنت تعرفين ، يا أم فيصل ، كم عانيت وصبرتُ حتى أتتني سميرة .
المرأة : ستأتيك أكثر من سميرة ، أنت مازلتِ صغيرة .
الأم : " تضحك خجلة " فاتت أيامي ، إنها أيامك أنتِ ، هاتي فيصل آخر .
المرأة :" تضحك " لن أقصر ، إنهم زينة الحياة الدنيا " تنظر إلى سميرة " قمر ، قمر بحق.
الأم : " تحضن سميرة خوف الحسد " قولي
يا الله ..
المرأة : بياض كالثلج ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : وعينان كسماء الصيف ، زرقاوان .
الأم : " تحجب سميرة بيدها " أبعدي عينيك
عنها .
المرأة : من أين لك سميرة هذه ، وأنت وزوجك
في سواد الصاج .
الأم : جدتها لأبيها كانت بيضاء، وعيناها
كانتا زرقاوين .
المرأة : إنني أمزح معك ، ليحفظها لك الله ،
وتعيشي وترينها عروسة .
الأم : " تتنهد بارتياح " عِشتِ ، يا أم فيصل
، عشتِ .
المرأة : فلأذهب ، وأعد طعام العشاء "
تتجه إلى الخارج " أبو فيصل يأتي مبكراً " وهي تخرج " انتبهي إلى ابنتك سميرة .
الأم : " تعانق ابنتها " سميرة حياتي .
سميرة :" تتملص من أمها " دعيني ، دعيني
أتفرج على البنات .
سميرة تجلس على العتبة ،
البنات يواصلن الرقص والغناء
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
الأم : " تتمتم ناظرة إلى ابنتها " لا أدري
لماذا تردد البنات على الدوام هذه الأغنية البشعة .
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
الأم : " مرعوبة " خجاوه .
البنات : لا تخطفكم ..
بنت : " تنظر إلى الخارج " خجاوه ..
البنات : " يصمتن خائفات " ....
تدخل امرأة رثة الثياب ،
وتقف مقطبة وسط الباحة
الأم :" تحضن ابنتها مرعوبة " يا ويلي ،
خجاوه .
المرأة : " بصون متهدج " خجاوه .
الأم : تعالي ندخل، يا بنيتي ، تعالي " تدخل بابنتها وتغلق الباب "
المرأة : " تهز رأسها " ....
البنات : " يتابعنها صامتات " ....
المرأة : " تنظر إلى البنات " خجاوه .
البنات : " يتراجعن خائفات " ....
المرأة : لا .. لا " تشير لهن أن يبقين "
لست خجاوه ، إنني أم ، ولي ابنة ، في
عمركن " تقترب منهن " أهي بينكن ؟
إنها تحب اللعب مثلكن " تحدق في
إحداهن " لستِ هي ، أنتِ سمراء ،
وابنتي حنطية " تحدق في أخرى " أنتِ
، أنتِ بيضاء ، وعيناك خضراوان ،
ابنتي عيناها عسليتان " تتوقف متأملة
البنات " لا ، ليستْ موجودة ، لقد
اختطفت " بصوت دامع " لم تغب عني
منذ أن .. ، لم تغب
يوماً واحداً ، إنني أراها كلّ ليلة في
منامي " تصمت " قبل أن تأتيني ،
أسمعها تناديني ، ماما ، أعتدل ، فتدفع
الباب ، وتتمدد إلى جانبي ، وتقول لي ،
ماما ، احكي لي حكاية ، كانت تحب
الحكايات ، فأحكي لها حكايتها ، التي لا
تملها ، ليلى والذئب ، لكنها ، وككل يوم ،
تغفو عند منتصف الحكاية ، فأرقد إلى
جانبها ، وأغفو ، لكني حين أستيقظ صباحاً
، لا أجدها إلى جانبي " يتهدج صوتها "
رغم أنني أطوقها بذراعيّ ، لعلها تبقى
معي ، ولا تغادرني عند الصباح " تصمت
" هذا اليوم ، حين تغفو إلى جانبي ، سأغلق
باب الغرفة بالمفتاح ، وأخبىء المفتاح في
مكان لا تعرفه " تفتح باب بيتها " لن أدعها
تذهب هذه المرة ، وتتركني وحيدة ، لن
أدعها تذهب ، لن أدعها ..
المرأة تدخل بيتها ، وتغلق
الباب ، البنات يتنفسن الصعداء
زهرة :مسكينة خجاوه .
مريم : مسكينة ! يا للحمق .
زهرة : كلا ، أنت الحمقاء ، إنها مسكينة فعلاً .
نهلة : يقال أن ابنتها اختطفت ، وهي طفلة
صغيرة .
سلمى : لكنها تقول ، إنها في عمرنا .
بثينة : ربما تعني ، أنها لو بقيت لكانت في
عمرنا .
مريم : أنتما تهذيان ، إنها مجرمة .
بثينة : تقول جدتي ، لا يُستبعد أن ابنتها قد
ماتت .
مريم : وربما قتلتها ، ورمتها في البئر .
بثينة : هذه أقاويل ، أي بئر ؟
مريم : لديها بئر في السرداب.
نهلة : " تشيح بيدها " أكاذيب .
مريم : كلا .
راجحة : مهما يكن ، دعونا نلعب .
نهلة : هيا ، قبل أن يُؤذن العصر ، ونذهب
إلى بيوتنا .
بثينة : لنلعب لعبة جماعية ، حتى نشارك فيها
جميعاً .
راجحة : يابو جنيجل
نهلة : هذه ليست لعبة جماعية
راجحة : لكنها أغنية جميلة ، اسمعن .
مريم : " متذمرة " أوه .
راجحة : " تغني "..
يابو جنيجل
بالك تطلع بره
وتشوفك العدوه
اومصرانها يتلوه
وتشوفك الحبيبه
وتكوم تعوذ بالله
اويابو عران يابوعران
ديج اوطفر على الجيران
مريم : أغنية جميلة ، لكنها لو كانت جماعية
لكانت أفضل .
راجحة : مادمتِ تحبين الأغاني الجماعية ، فلنغنِ
إذن .. الله مصبحكم بالخير
زهرة : نعم ، هذه أغنية جميلة .
سلمى : وجماعية كما أردتها .
زهرة : هيا ، فلنستعد ، ونغنها .
تنقسم البنات إلى فريقين ،
ويبدأن بالرقص والغناء
الفريق الأول : الله مصبحكم بالخير
يالعمّاره العمّاره
الفريق الثاني : الله مسيكم بالخير
يالعمّاره العمّاره
الفريق الأول : ما تنطونه بنتكم
يالعمّاره العمّاره
الفريق الثاني : ما ننطيهه هيه
إلا بألف اوميه
إلا بفص الألماس
دوار الصينية
نعبر على بابكم
ونكسّر أعتابكم
والشمع دوّاركم
عروستنه هيه
البنات يتوقفن لاهثات ،
صوت مؤذن من بعيد
المؤذن : الله أكبر
زهرة : هذا أذان العصر .
مريم : لا ، أنت واهمة .
زهرة : لستُ واهمة ، أنصتي .
مريم : " تنصت " لا ، لا .
سلمى : " تضحك " سمعها ثقيل " لمريم "
اسمعي ، صحيح إنه بعيد ، لكنه واضح .
بثينة :إنه يُؤذن فعلاً ، حان الوقت ، لنذهب .
راجحة : لنبقَ بعض الوقت ، ونلعب ، الشمس لم
تغب بعد .
سلمى : " تتجه إلى الخارج " أبي يعود مبكراً
، وسيعاقبني إذا تأخرت .
مريم : أنا أيضاً سأذهب " تلحق بها
"انتظريني .
راجحة : " دون أن تتوقف " هيا أسرعي .
نهلة : ماذا دهانا ؟ لم نلعب اليوم كفاية ، هذه
ليست عادتنا .
سلمى : لا بأس ، فلنذهب " تلحقان بهما "، الأيام طويلة أمامنا .
بثينة : انتظرنني " تلحق بهن " لا تسرعن ،
فلنذهب سوية .
زهرة : لن أبقى وحدي " تلحق بهن " انتظرن
، انتظرن .
نهلة : ما رأيكن ، يا بنات ؟ فلنلعب غداً لعبة
الطمة .
سلمى : كلا ، أمي ستعاقبني إذا لعبتُ هذه اللعبة
، فهي لعبة تلوث أيدينا وملابسنا
بالتراب .
مريم :أنتِ محقة ، يا سلمى " تضحك " لنلعب
إذن حاح وكطا .
راجحة : " تضحك " سيضربني أبي إذا لعبتها ،
فهي لعبة بنين وليست لعبة بنات ، وأبي
لا يحب أن أقلد البنين .
البنات يخرجن ، يُسمع
صوتهن ، وهن يغنين مبتعدات
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
الأم : " من الداخل " سميرة ..
سميرة : " لا يُسمع لها رد " ....
الأم : " من الداخل " سميرة .. سميرة .
سميرة : " لا يُسمع لها رد" ....
الأم : " بصوت ممطوط ومتهدج " سميرة .
سميرة : " لا يُسمع لها رد " ....
يُفتح الباب ، وتبرز الأم
كالمجنونة ، تتوقف مذهولة
الأم : يا ويلي ، اختفت سميرة بحثتُ عنها
في كل مكان ، داخل البيت ، لكني لم
أعثر لها على أثر" تدور في الباحة
متلفتة "ترقد إلى جانبي ، حين غفوتُ ،
لكني أفقت ، قبل قليل ، لم أجدها ، أين
ذهبت ؟ " تدور في الباحة " أين ابنتي
؟ أين سميرة ؟ سأجن .
تقبل أم فيصل مسرعة ،
وهي تحاول ارتداء عباءتها
الأم : أم فيصل ..
أم فيصل : اهدئي ، يا أم سميرة ، وأخبريني بما
جرى .
الأم : لا تتظاهري بالبراءة ، أنت تعرفين ما
جرى ..
أم فيصل : أنا ! ماذا تقولين ، يا أم سميرة ؟
الأم : أقول ما سمعته .
أم فيصل : لقد سمعتُ صوتك ، فجئتك على جناح
السرعة ، لأعرف ما أصابك ، أو أصابك
ابنتك سميرة .
الأم : سميرة ، أنتِ تحسدينني على سميرة "
تحاكيها بصوت متهدج " قمر ، بيضاء
كالثلج ، وعينان " تأخذ بتلابيبها " أين ابنتي ؟ أين سميرة ؟
البنات : " يعدن الواحدة بعد الأخرى " ....
أم فيصل : أم سميرة ، اتقي الله ، ابنتك هي ابنتي،
وحين ولدتِها ، بعد حوالي عشر سنوات
من زواجك ، فرحت المحلة كلها لكِ .
الأم : أين هي إذن ؟ أين هي ؟
زهرة : " تقترب مترددة " أم سميرة ..
الأم : " تصيح بها " ابتعدي أنتِ .
زهرة : " تتراجع خائفة " أنت أخذتها إلى
الداخل ..
مريم : وأغلقتِ الباب ..
بثينة : حين أقبلت خجاوة ، ونظرت إلى
سميرة .
الأم : خجاوه ..
زهرة : وبقينا نحن هنا ، ثم ذهبنا عند العصر ،
إلى بيوتنا .
الأم : " بنبرة تهديد " خجاوه .. خجاوه .
أم فيصل : تعقلي ، يا أم فيصل .
الأم : أخذت ابنتي ، خجاوه أخذتها .
أم فيصل : اتركيها ، يكفيها ما أصابها .
الأم : أخذت سميرة انتقاماً لابنتها .
أم فيصل : المرأة مريضة ، ولم تؤذ ِ أحداً .
الأم : " تدق على باب خجو " خجاوة ..
أم فيصل : " تحاول ابعادها " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " أريد ابنتي .
أم فيصل : " تكاد تسقط " يا للجنون .
الأم : " تدق الباب ثانية "خجاوه .. خجاوه .
زهرة : " للبنات " خجاوه قادمة ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات " ....
الأم : " تدق الباب مرة أخرى " خجاوه ..
خجاوه .. خجاوه .
يُفتح الباب قليلاً ،
تطل خجو مذهولة
خجو : من ؟ أم سميرة !
الأم : " تصيح " خجاوه .
خجو : خجاوه !
أم فيصل : " تمسك بذراع الأم " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " دعيني ، أريد ابنتي .
أم فيصل : " تتهاوى على الأرض " آآآي .
خجو : ما الأمر ؟ " تنظر إلى ما حولها " ماذا
يجري ؟
الأم : " تمسك بتلابيب خجو " سأقتلك لو
مسستِ شعرة من سميرة .
خجو : سميرة !
الأم : " تسحبها بعنف إلى وسط الباحة "
تعالي إلى هنا ، سميرة ليست ابنتك
لتقتليها .
زهرة : " للبنات " ابتعدن ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات ، وهن يتابعن ما
يجري " ....
خجو : ابنتي ..
الأم : أنتِ قتلتها ، ورميتها في البئر .
خجو : " تتداعى بين يدي الأم " ابنتي !
ابنتي !
الأم : أريد سميرة ، أريدها في الحال .
أم فيصل : " تنهض وتقترب من الأم " أم سميرة
، دعي المرأة ، أنتِ تقتلينها ، دعيها ،
دعيها .
الأم : " تمسك بخناق خجو " سأقتلها ..
سأقتلها .. سأقتلها .
سميرة : " تفتح الباب وتنظر إلى أمها " ....
مريم : " تنتبه إليها " أنظرن .
راجحة : هذه سميرة .
بثينة : نعم ، إنها هي ، ترى أين كانت ؟
سميرة : ماما .
أم فيصل : " تلتفت متمتمة " سميرة .
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : " تجمد في مكانها "....
سميرة : ماما .. ماما .. ماما .
الأم : ابنتي ..
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : إنها تناديني من البئر .
أم فيصل : أي بئر ؟ أيتها المجنونة " تديرها " ها
هي ابنتك ، سميرة .
الأم : " تنظر إلى سميرة مذهولة " سميرة ..
سميرة : " تتقدم من أمها " ماما ، دعي الخالة خجو ، دعيها .
الأم : " ترفع يديها عن خجو مذهولة " يا إلهي ، ماذا يجري ؟
سميرة : " تحضن أمها " ماما .
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
الأم : " تأخذ سميرة بين ذراعيها " حبيبتي .. عزيزتي ..
سميرة : " تستكين بين ذراعيها " ....
الأم : لندخل بيتنا " تتجه إلى البيت " حبيبتي ، كاد غيابك يصيبني بالجنون ، أين كنتِ كلّ هذا الوقت ؟
سميرة : حكيتِ لي عن الدامية ، قبل أن تنامي ، فأصابني الخوف ..
الأم : " تنظر إلى سميرة " ....
سميرة : أتذكرين ، لقد حكيت لي مرة ، أنك عندما كنتِ تخافين في صغرك ، كنتِ تختبئين في ..
الأم : " تتوقف " كنت في خزانة الملابس !
سميرة : " تهز رأسها " ....
الأم : يا لغبائي ، كدتُ أقتل هذه المرأة ال .. هيا ، فلندخل .
الأم تسرع إلى الداخل ،
وتغلق وراءها الباب
أم فيصل : " للبنات " يا بنات ، هيا اذهبن إلى
بيوتكن .
البنات : " يتراجعن متلفتات " ....
أم فيصل : أسرعن ، يا بنات ، الشمس تكاد تغرب
، هيا اذهبن ، اذهبن .
البنات يخرجن مترددات ،
أم فيصل تقترب من خجو
خجو : " جاثية على الأرض " ....
أم فيصل : " تقترب منها " خجو ..
خجو : " لا ترد " ....
أم فيصل : خجو .. خجو .
خجو : " تنهنه بصوت خافت " ....
أم فيصل : لا تبكي ، يا خجو ..
خجو : " تبكي " البكاء لا يكفي ، يا أم فيصل
، لا يكفي .
أم فيصل خجو ..
خجو : ولا يفيد ..
أم فيصل : " تربت على ظهرها " ....
خجو : فهو لن يُعيد لي ابنتي ، التي فقدتها . .
أم فيصل : خجو ..
خجو : أرجوكِ ، يا أم فيصل ..
أم فيصل : " تلمس كتفها " ....
خجو : " تبعد يدها برفق " أرجوكِ دعيني
وحدي .
أم فيصل : انهضي ، يا خجو ، وادخلي بيتكِ .
خجو : " تنهض " لن أدخل الآن ..
أم فيصل : أدخلي ، يا أختي ، أدخلي .
خجو : إنني أنتظر ابنتي ..
أم فيصل : " تحدق فيها " ....
خجو : لن أدخل حتى تعود ..
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو :الليل يقترب ، لن أتركها وحدها في هذا
الليل ..
أم فيصل : " تبقى صامتة " ....
خجو : يقولون إنني قتلتها ....
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو : وأنني رميتها في البئر ..
أم فيصل : لا عليكِ ، إنهم مجانين .
خجو : ابنتي .. موجودة ..
أم فيصل : " تنظر إليها " ....
خجو : وستعود .
أم فيصل : " تحدق فيها " ....
خجو : أم فيصل ..
أم فيصل : نعم .
خجو : سأموت إذا لم تعد ابنتي .. سأموت إذا
لم تعد " تتجه نحو البيت " سأموت ..
سأموت .. سأموت .
خجو تدخل بيتها ، وتغلق
الباب ، أم فيصل تخرج ببطء
إظلام تدريجي
أصوات البنات يتناهى من
بعيد ، وهن يغنين
البنات : " يغنين "
ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
تخفت الأصوات حتى
تتلاشى ، يسود الصمت
إظلام
ستار
الملاحظات
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ يا سامعين الصوت
عندما يفقد شخص أو عائلة شيئاً ما ، سواء كان حلية ذهبية أو فضية ، أو طفلاً أو طفلة ، يطوف منادي في المحلة ، والمحلات المجاورة ، وينادي : يا سامعين الصوت ، أولكم محمد وتاليكم علي ، اللقى .. ، ثم يعدد صفات ما فقد ، لعل أحدهم عثر عليه ، أو يدل إلى مكانه ، وقد استمرت هذه العادة القديمة ، حتى الخمسينيات من القرن العشرين ـ الماضي .
2 ـ ويص ويص يولادي
هذه أغنية تغنيها الأم لأولادها الصغار محذرة إياهم من الخروج واللعب في الطرقات ، خوفاً من أن تخطفهم خجاوه وتقليهم بالطاوة .
ويص ويص : كناية عن أصوات فراخ الدجاجة .
لا تطلعون : لا تخرجوا خارج البيت .
خجاوه : اسم امرأة .
الطاوه : اناء يُقلى به البيض واللحوم وغير ذلك .
3 ـ بلي يا بلبول
لعبة خاصة بالبنات ، الحركة الراقصة فيها تتخذ شكلاً دائرياً ، تقف إحداهن في الوسط ، وتغني : بلي يا بلبول ، فترد عليها المجموعة : بلي .
بلبول : اسم طفل ، أو تصغير لاسم البلبل .
ما شفت : هل رأيت ؟
ينكر : ينقر .
الطاسة : إناء لشرب الماء .
تيتي : تصغير لاسم الدجاجة .
ما عدكم : هل عندكم .
يركص : يرقص .
4 ـ عصفوري من كفي طار
لعبة جماعية مختلطة ، ليس لها شكل معين في اللعب ، تلعب وتغنى في كل مكان ، منها البساتين والطرقات والمدارس الابتدائية ، وقد لعبها وغناها الأطفال في الأرياف أيضا .
فوك : فوق .
اكشور : القشور .
جان : كان .
لمن : عندما .
تريّش : صار له ريش ، وأصبح قادراً على
الطيران .
كام : صار .
ينكر : ينقر .
5 ـ يابو جنيجل
جنيجل : مصغر جنجل ، والجنجل صيغة ذهبية
أو فضية ، يلبسها الطفل في رجليه .
معره : عاري من الملابس .
بالك : حاذر .
تطلع : تخرج .
ليبره : إلى الخارج .
تشوفك : تراك .
ايتلوه : يتلوى .
تكوم : تقوم .
عران : حلي يشبه الخاتم ، يلبس في الأنف .
ديج : ديك .
6 ـ الله مصبحكم بالخير
تتكون هذه اللعبة من فريقين متساويين ، يتبادلان الحوار حتى آخر الأغنية .
العمار : الذين يعمرون القلوب بالود والمحبة .
تنطونه : تعطونا .
نكسر أعتابكم : كثرة التردد على دار أهل الفتاة .
الشمع دواركم : لن نترككم ، بعد أن سعينا وراءكم ،
حتى عثرنا عليكم .
28 / 8 / 2011
عودة الى الصفحة الرئيسة
يا سامعين الصوت
طلال حسن
ظلام ، صوت امرأة من
الخارج، الصوت حزين ومتهدج
المرأة : يا سامعين الصوت
صلوا عالنبي
أولكم محمد وتاليكم علي
يا سامعين الصوت
صلوا عالنبي
أولكم محمد وتاليكم علي
اللقى بنت ..
يخفت صوت المرأة ، يرتفع
صوت فتيات يلعبن ويغنين
الفتيات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
إضاءة ، بنات صغيرات
يلعبن ويغنين مرحات
البنت : يا بيت بلبول
البنات بلي
البنت : ما عدكم عصفور
البنات : بلي
البنت : يركص بالطاسه
البنات : بلي
البنت : حمامه ياسه
البنات : بلي
البنت : يا بيت الملوكي
البنات : لا لا
البنت : جمّي خطبوكي
البنات : لا لا
البنت : أمّك وبوك
البنات : لا لا
أثناء غناء البنات ، تخرج
الأم ، ومعها ابنتها الصغيرة
سميرة : ماما .
الأم : عيون ماما .
سميرة : أريد أن ألعب مع البنات .
الأم : لا يا حبيبتي ، أنت صغيرة ، وهن كبيرات .
سميرة : أنت مخطئة ، يا ماما ، أنظري ، إنهن في عمري تقريباً .
الأم : اجلسي هنا ، أمام عينيّ ، أفضل .
سميرة : لا ، أريد أن ألعب معهن .
الأم : " بشيء من الحزم " كلا .
سميرة : أريد ..
الأم : تعالي ندخل إذن .
سميرة : " تصمت " ....ـ
الأم : هيا ، لندخل .
سميرة : حسن ، لن ألعب ، سأجلس هنا فقط .
الأم : اجلسي .
سميرة : " تجلس صامتة " ....
البنات يغنين ويلعبن ، أثناءها
تدخل امرأة تلبس عباءة
البنات : عصفوري من كفي طار
عصفوري فوك الأشجار
انزل انزل يا عصفور
اكل الحبه بليه اكشور
عصفوري جان زغير
ربيته على ايدي
لمن كُُبر وتريش
كام اينكر بخدودي
المرأة : هذه أم سميرة " تتجه نحوها " فلأسلم
عليها .
الأم : " لابنتها بصوت خافت " بنيتي ، تعالي
ندخل .
سميرة : " تحاول التملص " لا ، لا .
المرأة : " تضحك " مهلاً ، يا أم سميرة ، لن
آكل ابنتك ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : لستُ دامية .
الأم : الجو حار هنا ، وأخاف على سميرة .
المرأة :لن تتبخر سميرة بالحرارة، دعي البنت ترى العالم .
الأم : أنت تعرفين ، يا أم فيصل ، كم عانيت وصبرتُ حتى أتتني سميرة .
المرأة : ستأتيك أكثر من سميرة ، أنت مازلتِ صغيرة .
الأم : " تضحك خجلة " فاتت أيامي ، إنها أيامك أنتِ ، هاتي فيصل آخر .
المرأة :" تضحك " لن أقصر ، إنهم زينة الحياة الدنيا " تنظر إلى سميرة " قمر ، قمر بحق.
الأم : " تحضن سميرة خوف الحسد " قولي
يا الله ..
المرأة : بياض كالثلج ..
الأم : أم فيصل .
المرأة : وعينان كسماء الصيف ، زرقاوان .
الأم : " تحجب سميرة بيدها " أبعدي عينيك
عنها .
المرأة : من أين لك سميرة هذه ، وأنت وزوجك
في سواد الصاج .
الأم : جدتها لأبيها كانت بيضاء، وعيناها
كانتا زرقاوين .
المرأة : إنني أمزح معك ، ليحفظها لك الله ،
وتعيشي وترينها عروسة .
الأم : " تتنهد بارتياح " عِشتِ ، يا أم فيصل
، عشتِ .
المرأة : فلأذهب ، وأعد طعام العشاء "
تتجه إلى الخارج " أبو فيصل يأتي مبكراً " وهي تخرج " انتبهي إلى ابنتك سميرة .
الأم : " تعانق ابنتها " سميرة حياتي .
سميرة :" تتملص من أمها " دعيني ، دعيني
أتفرج على البنات .
سميرة تجلس على العتبة ،
البنات يواصلن الرقص والغناء
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
الأم : " تتمتم ناظرة إلى ابنتها " لا أدري
لماذا تردد البنات على الدوام هذه الأغنية البشعة .
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
الأم : " مرعوبة " خجاوه .
البنات : لا تخطفكم ..
بنت : " تنظر إلى الخارج " خجاوه ..
البنات : " يصمتن خائفات " ....
تدخل امرأة رثة الثياب ،
وتقف مقطبة وسط الباحة
الأم :" تحضن ابنتها مرعوبة " يا ويلي ،
خجاوه .
المرأة : " بصون متهدج " خجاوه .
الأم : تعالي ندخل، يا بنيتي ، تعالي " تدخل بابنتها وتغلق الباب "
المرأة : " تهز رأسها " ....
البنات : " يتابعنها صامتات " ....
المرأة : " تنظر إلى البنات " خجاوه .
البنات : " يتراجعن خائفات " ....
المرأة : لا .. لا " تشير لهن أن يبقين "
لست خجاوه ، إنني أم ، ولي ابنة ، في
عمركن " تقترب منهن " أهي بينكن ؟
إنها تحب اللعب مثلكن " تحدق في
إحداهن " لستِ هي ، أنتِ سمراء ،
وابنتي حنطية " تحدق في أخرى " أنتِ
، أنتِ بيضاء ، وعيناك خضراوان ،
ابنتي عيناها عسليتان " تتوقف متأملة
البنات " لا ، ليستْ موجودة ، لقد
اختطفت " بصوت دامع " لم تغب عني
منذ أن .. ، لم تغب
يوماً واحداً ، إنني أراها كلّ ليلة في
منامي " تصمت " قبل أن تأتيني ،
أسمعها تناديني ، ماما ، أعتدل ، فتدفع
الباب ، وتتمدد إلى جانبي ، وتقول لي ،
ماما ، احكي لي حكاية ، كانت تحب
الحكايات ، فأحكي لها حكايتها ، التي لا
تملها ، ليلى والذئب ، لكنها ، وككل يوم ،
تغفو عند منتصف الحكاية ، فأرقد إلى
جانبها ، وأغفو ، لكني حين أستيقظ صباحاً
، لا أجدها إلى جانبي " يتهدج صوتها "
رغم أنني أطوقها بذراعيّ ، لعلها تبقى
معي ، ولا تغادرني عند الصباح " تصمت
" هذا اليوم ، حين تغفو إلى جانبي ، سأغلق
باب الغرفة بالمفتاح ، وأخبىء المفتاح في
مكان لا تعرفه " تفتح باب بيتها " لن أدعها
تذهب هذه المرة ، وتتركني وحيدة ، لن
أدعها تذهب ، لن أدعها ..
المرأة تدخل بيتها ، وتغلق
الباب ، البنات يتنفسن الصعداء
زهرة :مسكينة خجاوه .
مريم : مسكينة ! يا للحمق .
زهرة : كلا ، أنت الحمقاء ، إنها مسكينة فعلاً .
نهلة : يقال أن ابنتها اختطفت ، وهي طفلة
صغيرة .
سلمى : لكنها تقول ، إنها في عمرنا .
بثينة : ربما تعني ، أنها لو بقيت لكانت في
عمرنا .
مريم : أنتما تهذيان ، إنها مجرمة .
بثينة : تقول جدتي ، لا يُستبعد أن ابنتها قد
ماتت .
مريم : وربما قتلتها ، ورمتها في البئر .
بثينة : هذه أقاويل ، أي بئر ؟
مريم : لديها بئر في السرداب.
نهلة : " تشيح بيدها " أكاذيب .
مريم : كلا .
راجحة : مهما يكن ، دعونا نلعب .
نهلة : هيا ، قبل أن يُؤذن العصر ، ونذهب
إلى بيوتنا .
بثينة : لنلعب لعبة جماعية ، حتى نشارك فيها
جميعاً .
راجحة : يابو جنيجل
نهلة : هذه ليست لعبة جماعية
راجحة : لكنها أغنية جميلة ، اسمعن .
مريم : " متذمرة " أوه .
راجحة : " تغني "..
يابو جنيجل
بالك تطلع بره
وتشوفك العدوه
اومصرانها يتلوه
وتشوفك الحبيبه
وتكوم تعوذ بالله
اويابو عران يابوعران
ديج اوطفر على الجيران
مريم : أغنية جميلة ، لكنها لو كانت جماعية
لكانت أفضل .
راجحة : مادمتِ تحبين الأغاني الجماعية ، فلنغنِ
إذن .. الله مصبحكم بالخير
زهرة : نعم ، هذه أغنية جميلة .
سلمى : وجماعية كما أردتها .
زهرة : هيا ، فلنستعد ، ونغنها .
تنقسم البنات إلى فريقين ،
ويبدأن بالرقص والغناء
الفريق الأول : الله مصبحكم بالخير
يالعمّاره العمّاره
الفريق الثاني : الله مسيكم بالخير
يالعمّاره العمّاره
الفريق الأول : ما تنطونه بنتكم
يالعمّاره العمّاره
الفريق الثاني : ما ننطيهه هيه
إلا بألف اوميه
إلا بفص الألماس
دوار الصينية
نعبر على بابكم
ونكسّر أعتابكم
والشمع دوّاركم
عروستنه هيه
البنات يتوقفن لاهثات ،
صوت مؤذن من بعيد
المؤذن : الله أكبر
زهرة : هذا أذان العصر .
مريم : لا ، أنت واهمة .
زهرة : لستُ واهمة ، أنصتي .
مريم : " تنصت " لا ، لا .
سلمى : " تضحك " سمعها ثقيل " لمريم "
اسمعي ، صحيح إنه بعيد ، لكنه واضح .
بثينة :إنه يُؤذن فعلاً ، حان الوقت ، لنذهب .
راجحة : لنبقَ بعض الوقت ، ونلعب ، الشمس لم
تغب بعد .
سلمى : " تتجه إلى الخارج " أبي يعود مبكراً
، وسيعاقبني إذا تأخرت .
مريم : أنا أيضاً سأذهب " تلحق بها
"انتظريني .
راجحة : " دون أن تتوقف " هيا أسرعي .
نهلة : ماذا دهانا ؟ لم نلعب اليوم كفاية ، هذه
ليست عادتنا .
سلمى : لا بأس ، فلنذهب " تلحقان بهما "، الأيام طويلة أمامنا .
بثينة : انتظرنني " تلحق بهن " لا تسرعن ،
فلنذهب سوية .
زهرة : لن أبقى وحدي " تلحق بهن " انتظرن
، انتظرن .
نهلة : ما رأيكن ، يا بنات ؟ فلنلعب غداً لعبة
الطمة .
سلمى : كلا ، أمي ستعاقبني إذا لعبتُ هذه اللعبة
، فهي لعبة تلوث أيدينا وملابسنا
بالتراب .
مريم :أنتِ محقة ، يا سلمى " تضحك " لنلعب
إذن حاح وكطا .
راجحة : " تضحك " سيضربني أبي إذا لعبتها ،
فهي لعبة بنين وليست لعبة بنات ، وأبي
لا يحب أن أقلد البنين .
البنات يخرجن ، يُسمع
صوتهن ، وهن يغنين مبتعدات
البنات : ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
الأم : " من الداخل " سميرة ..
سميرة : " لا يُسمع لها رد " ....
الأم : " من الداخل " سميرة .. سميرة .
سميرة : " لا يُسمع لها رد" ....
الأم : " بصوت ممطوط ومتهدج " سميرة .
سميرة : " لا يُسمع لها رد " ....
يُفتح الباب ، وتبرز الأم
كالمجنونة ، تتوقف مذهولة
الأم : يا ويلي ، اختفت سميرة بحثتُ عنها
في كل مكان ، داخل البيت ، لكني لم
أعثر لها على أثر" تدور في الباحة
متلفتة "ترقد إلى جانبي ، حين غفوتُ ،
لكني أفقت ، قبل قليل ، لم أجدها ، أين
ذهبت ؟ " تدور في الباحة " أين ابنتي
؟ أين سميرة ؟ سأجن .
تقبل أم فيصل مسرعة ،
وهي تحاول ارتداء عباءتها
الأم : أم فيصل ..
أم فيصل : اهدئي ، يا أم سميرة ، وأخبريني بما
جرى .
الأم : لا تتظاهري بالبراءة ، أنت تعرفين ما
جرى ..
أم فيصل : أنا ! ماذا تقولين ، يا أم سميرة ؟
الأم : أقول ما سمعته .
أم فيصل : لقد سمعتُ صوتك ، فجئتك على جناح
السرعة ، لأعرف ما أصابك ، أو أصابك
ابنتك سميرة .
الأم : سميرة ، أنتِ تحسدينني على سميرة "
تحاكيها بصوت متهدج " قمر ، بيضاء
كالثلج ، وعينان " تأخذ بتلابيبها " أين ابنتي ؟ أين سميرة ؟
البنات : " يعدن الواحدة بعد الأخرى " ....
أم فيصل : أم سميرة ، اتقي الله ، ابنتك هي ابنتي،
وحين ولدتِها ، بعد حوالي عشر سنوات
من زواجك ، فرحت المحلة كلها لكِ .
الأم : أين هي إذن ؟ أين هي ؟
زهرة : " تقترب مترددة " أم سميرة ..
الأم : " تصيح بها " ابتعدي أنتِ .
زهرة : " تتراجع خائفة " أنت أخذتها إلى
الداخل ..
مريم : وأغلقتِ الباب ..
بثينة : حين أقبلت خجاوة ، ونظرت إلى
سميرة .
الأم : خجاوه ..
زهرة : وبقينا نحن هنا ، ثم ذهبنا عند العصر ،
إلى بيوتنا .
الأم : " بنبرة تهديد " خجاوه .. خجاوه .
أم فيصل : تعقلي ، يا أم فيصل .
الأم : أخذت ابنتي ، خجاوه أخذتها .
أم فيصل : اتركيها ، يكفيها ما أصابها .
الأم : أخذت سميرة انتقاماً لابنتها .
أم فيصل : المرأة مريضة ، ولم تؤذ ِ أحداً .
الأم : " تدق على باب خجو " خجاوة ..
أم فيصل : " تحاول ابعادها " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " أريد ابنتي .
أم فيصل : " تكاد تسقط " يا للجنون .
الأم : " تدق الباب ثانية "خجاوه .. خجاوه .
زهرة : " للبنات " خجاوه قادمة ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات " ....
الأم : " تدق الباب مرة أخرى " خجاوه ..
خجاوه .. خجاوه .
يُفتح الباب قليلاً ،
تطل خجو مذهولة
خجو : من ؟ أم سميرة !
الأم : " تصيح " خجاوه .
خجو : خجاوه !
أم فيصل : " تمسك بذراع الأم " أم سميرة ..
الأم : " تدفعها " دعيني ، أريد ابنتي .
أم فيصل : " تتهاوى على الأرض " آآآي .
خجو : ما الأمر ؟ " تنظر إلى ما حولها " ماذا
يجري ؟
الأم : " تمسك بتلابيب خجو " سأقتلك لو
مسستِ شعرة من سميرة .
خجو : سميرة !
الأم : " تسحبها بعنف إلى وسط الباحة "
تعالي إلى هنا ، سميرة ليست ابنتك
لتقتليها .
زهرة : " للبنات " ابتعدن ، ابتعدن .
البنات : " يبتعدن مترددات ، وهن يتابعن ما
يجري " ....
خجو : ابنتي ..
الأم : أنتِ قتلتها ، ورميتها في البئر .
خجو : " تتداعى بين يدي الأم " ابنتي !
ابنتي !
الأم : أريد سميرة ، أريدها في الحال .
أم فيصل : " تنهض وتقترب من الأم " أم سميرة
، دعي المرأة ، أنتِ تقتلينها ، دعيها ،
دعيها .
الأم : " تمسك بخناق خجو " سأقتلها ..
سأقتلها .. سأقتلها .
سميرة : " تفتح الباب وتنظر إلى أمها " ....
مريم : " تنتبه إليها " أنظرن .
راجحة : هذه سميرة .
بثينة : نعم ، إنها هي ، ترى أين كانت ؟
سميرة : ماما .
أم فيصل : " تلتفت متمتمة " سميرة .
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : " تجمد في مكانها "....
سميرة : ماما .. ماما .. ماما .
الأم : ابنتي ..
سميرة : ماما .. ماما .
الأم : إنها تناديني من البئر .
أم فيصل : أي بئر ؟ أيتها المجنونة " تديرها " ها
هي ابنتك ، سميرة .
الأم : " تنظر إلى سميرة مذهولة " سميرة ..
سميرة : " تتقدم من أمها " ماما ، دعي الخالة خجو ، دعيها .
الأم : " ترفع يديها عن خجو مذهولة " يا إلهي ، ماذا يجري ؟
سميرة : " تحضن أمها " ماما .
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
الأم : " تأخذ سميرة بين ذراعيها " حبيبتي .. عزيزتي ..
سميرة : " تستكين بين ذراعيها " ....
الأم : لندخل بيتنا " تتجه إلى البيت " حبيبتي ، كاد غيابك يصيبني بالجنون ، أين كنتِ كلّ هذا الوقت ؟
سميرة : حكيتِ لي عن الدامية ، قبل أن تنامي ، فأصابني الخوف ..
الأم : " تنظر إلى سميرة " ....
سميرة : أتذكرين ، لقد حكيت لي مرة ، أنك عندما كنتِ تخافين في صغرك ، كنتِ تختبئين في ..
الأم : " تتوقف " كنت في خزانة الملابس !
سميرة : " تهز رأسها " ....
الأم : يا لغبائي ، كدتُ أقتل هذه المرأة ال .. هيا ، فلندخل .
الأم تسرع إلى الداخل ،
وتغلق وراءها الباب
أم فيصل : " للبنات " يا بنات ، هيا اذهبن إلى
بيوتكن .
البنات : " يتراجعن متلفتات " ....
أم فيصل : أسرعن ، يا بنات ، الشمس تكاد تغرب
، هيا اذهبن ، اذهبن .
البنات يخرجن مترددات ،
أم فيصل تقترب من خجو
خجو : " جاثية على الأرض " ....
أم فيصل : " تقترب منها " خجو ..
خجو : " لا ترد " ....
أم فيصل : خجو .. خجو .
خجو : " تنهنه بصوت خافت " ....
أم فيصل : لا تبكي ، يا خجو ..
خجو : " تبكي " البكاء لا يكفي ، يا أم فيصل
، لا يكفي .
أم فيصل خجو ..
خجو : ولا يفيد ..
أم فيصل : " تربت على ظهرها " ....
خجو : فهو لن يُعيد لي ابنتي ، التي فقدتها . .
أم فيصل : خجو ..
خجو : أرجوكِ ، يا أم فيصل ..
أم فيصل : " تلمس كتفها " ....
خجو : " تبعد يدها برفق " أرجوكِ دعيني
وحدي .
أم فيصل : انهضي ، يا خجو ، وادخلي بيتكِ .
خجو : " تنهض " لن أدخل الآن ..
أم فيصل : أدخلي ، يا أختي ، أدخلي .
خجو : إنني أنتظر ابنتي ..
أم فيصل : " تحدق فيها " ....
خجو : لن أدخل حتى تعود ..
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو :الليل يقترب ، لن أتركها وحدها في هذا
الليل ..
أم فيصل : " تبقى صامتة " ....
خجو : يقولون إنني قتلتها ....
أم فيصل : " تهز رأسها " ....
خجو : وأنني رميتها في البئر ..
أم فيصل : لا عليكِ ، إنهم مجانين .
خجو : ابنتي .. موجودة ..
أم فيصل : " تنظر إليها " ....
خجو : وستعود .
أم فيصل : " تحدق فيها " ....
خجو : أم فيصل ..
أم فيصل : نعم .
خجو : سأموت إذا لم تعد ابنتي .. سأموت إذا
لم تعد " تتجه نحو البيت " سأموت ..
سأموت .. سأموت .
خجو تدخل بيتها ، وتغلق
الباب ، أم فيصل تخرج ببطء
إظلام تدريجي
أصوات البنات يتناهى من
بعيد ، وهن يغنين
البنات : " يغنين "
ويص ويص يولادي
لا تطلعوا عالوادي
لا تخطفكم خجاوه
لا تقليكم بالطاوه
تخفت الأصوات حتى
تتلاشى ، يسود الصمت
إظلام
ستار
الملاحظات
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ يا سامعين الصوت
عندما يفقد شخص أو عائلة شيئاً ما ، سواء كان حلية ذهبية أو فضية ، أو طفلاً أو طفلة ، يطوف منادي في المحلة ، والمحلات المجاورة ، وينادي : يا سامعين الصوت ، أولكم محمد وتاليكم علي ، اللقى .. ، ثم يعدد صفات ما فقد ، لعل أحدهم عثر عليه ، أو يدل إلى مكانه ، وقد استمرت هذه العادة القديمة ، حتى الخمسينيات من القرن العشرين ـ الماضي .
2 ـ ويص ويص يولادي
هذه أغنية تغنيها الأم لأولادها الصغار محذرة إياهم من الخروج واللعب في الطرقات ، خوفاً من أن تخطفهم خجاوه وتقليهم بالطاوة .
ويص ويص : كناية عن أصوات فراخ الدجاجة .
لا تطلعون : لا تخرجوا خارج البيت .
خجاوه : اسم امرأة .
الطاوه : اناء يُقلى به البيض واللحوم وغير ذلك .
3 ـ بلي يا بلبول
لعبة خاصة بالبنات ، الحركة الراقصة فيها تتخذ شكلاً دائرياً ، تقف إحداهن في الوسط ، وتغني : بلي يا بلبول ، فترد عليها المجموعة : بلي .
بلبول : اسم طفل ، أو تصغير لاسم البلبل .
ما شفت : هل رأيت ؟
ينكر : ينقر .
الطاسة : إناء لشرب الماء .
تيتي : تصغير لاسم الدجاجة .
ما عدكم : هل عندكم .
يركص : يرقص .
4 ـ عصفوري من كفي طار
لعبة جماعية مختلطة ، ليس لها شكل معين في اللعب ، تلعب وتغنى في كل مكان ، منها البساتين والطرقات والمدارس الابتدائية ، وقد لعبها وغناها الأطفال في الأرياف أيضا .
فوك : فوق .
اكشور : القشور .
جان : كان .
لمن : عندما .
تريّش : صار له ريش ، وأصبح قادراً على
الطيران .
كام : صار .
ينكر : ينقر .
5 ـ يابو جنيجل
جنيجل : مصغر جنجل ، والجنجل صيغة ذهبية
أو فضية ، يلبسها الطفل في رجليه .
معره : عاري من الملابس .
بالك : حاذر .
تطلع : تخرج .
ليبره : إلى الخارج .
تشوفك : تراك .
ايتلوه : يتلوى .
تكوم : تقوم .
عران : حلي يشبه الخاتم ، يلبس في الأنف .
ديج : ديك .
6 ـ الله مصبحكم بالخير
تتكون هذه اللعبة من فريقين متساويين ، يتبادلان الحوار حتى آخر الأغنية .
العمار : الذين يعمرون القلوب بالود والمحبة .
تنطونه : تعطونا .
نكسر أعتابكم : كثرة التردد على دار أهل الفتاة .
الشمع دواركم : لن نترككم ، بعد أن سعينا وراءكم ،
حتى عثرنا عليكم .
28 / 8 / 2011
عودة الى الصفحة الرئيسة
| لتحميل وقراءة المسرحية ببرنامج وورد ، يرجى تنزيل الملف المجاور |