موقع الشاعر امجد محمد ســعيد في بيت الموصل
نشــيد المرمر
للشاعر امجد محمد سـعيد
القاهرة
(1)
المرمرُ نَشيدي الأثير
فليَكـُنْ نشيدَ غيري
بِإزميلِهِ الخاص.ـ
( 2 )
صَديقي ..ـ
النَحّاتُ الفِطريّ
رَحَلَ صباحَ غيمةٍ عابرةٍ..
آهٍ ..ـ
مَنْ سيسرِقُ المرمَرَ
مِنْ عَتَباتِ البيُوتِ المهدمةِ
ويخلُقُ مِنْ مرمرٍ عتيقٍ
أناشيدَ جدَيدة
( 3 )
دجلةُُ
مرمرٌ يسيلُ
والصباحُ
يلملمهُ
عندَ شمسِ الغابات
( 4 )
كانَ المرمرُ..ـ
رفيقَ أحلامِنا
فقراءُ..
لا نملِكُ فِراشاً
( 5 )
لا أحد يفهمُ المرمرَ
إذا لَمْ يصادِفْ غزالةً ورديةً
تغسله في الصيفِ
قَبْلَ مَساءٍ
أبيض
( 6 )
القناطِرُ القديمةُ
مَرمرُها المقوَّسُ
كانَ يقرأُ لَنا آيةَ الكرسيِّ
حينَ نخافُ الظُلمةَ
( 7 )
تفتَحُ لي صَدرَها وريقاتُ البيبونِ
وتتشرَدُ الغاباتُ على التلالِ
دجلةُ .. ـ
هو الوحيدُ الذي لا يعرِفُ
إنه يسيرُ إلى البحر
( 8 )
لَمْ يهدأِ النهرُ أبداً
لكنّه يبتئسُ
تأكلُ عنفوانَهُ الحافاتُ
كمنديلِ عاشقةٍ
أتلفَ الدمعُ حاشيَتهُ الفضيةَ
( 9 )
أنتِ
النارُ التي تتشكَلُ
داخِلَ وردةِ المرمرِ
والمرمرُ
الذي يتشكَلُ مِنْ دَمْعِ العُيون
( 10 )
برودَة ُ عَيْنِ الكبريت
تتكسَرُ
على صَخَراتِ دجلةَ الملساء
وظلالُ النِساءِ البعيدةُ ُ
تتكسَّرُ
في أحلامِ العُشّاق
( 11 )
وَجهي صَقَرٌ
وعينايَ مهرٌ طافِحٌ
في بريتِكِ الشذريةِ
وغاباتِكِ التي لَمْ تُمَس
( 12 )
بين الفَضاءِ والنبعِ
تتساقَطُ الشمسُ الصباحيةُ
عندَ منحدراتِ ( دير مارمتي )
رويداً..ـ
رويداً
( 13 )
معي..ـ
حينما تكونينَ
أشعرُ أنَّ الملائكَةَ
تُزيحُ مِنْ أمامي
حجارَةَ الطريق
( 14)
لا أحَد يَسألني عَنْ هويتي
أنتِ الشمسُ
التي تُقدِمُني الى العالم
( 15 )
مِنْ ساتِرِ البنفسجِ
حتى صمتِ الأمسِ
لا أجدُ طريقاً إليكِ
فهل أجدُ طريقاً منكِ
إلى نايِ الأَصيل
( 16)
ألوانٌ تملأُ الأُفُقَ
نينوى
زرقةٌ
وفضاؤُها
عَرَبات
( 17)
يشتَعِلُ صهيلُ جَوادي
وحيداً في البرية
عند تُخومِ نينوى
وأسوارِها المحطّمة
( 18)
بيني
وبينكِ
أناشيدُ الحقولِ
وكرةٌ فضيَّةٌ
مِنْ خيوطِ الساتانِ الموصليةِ
( 19)
لِماذا أريدُ أَنْ أعرِفَ بيتَكِ
عندَ طَرَفِ الغاباتِ القَصِّيةِ
سوفَ لَنْ أدخلَهُ أبداً
( 20 )
قبلَ مغيبِ الشمسِ
تـُغلِقُ مدينةُ الحَضَرِ أبوابَها
وتشرَبُ نبيذَها القاني
حتى مَغيبَ الشَّمسِ التالي
( 21 )
أيتّها المزروعةُ قَمَراً
فوقَ حافَةِ الحُلمِ
شهداؤُكِ نجومٌ
وشواهِدُ أبنائِكِ راياتٌ
كانوا رِمَاحَ الصّباح
( 22 )
صافيةٌ
كفكرةِ النبي
وعميقةٌ
كذاكرةِ القديّس
وأنا منذُ أولِ السنينِ
تلميذُ الفَوضى
الذي تَضيعُ منهُ الكَلِمات.ـ
------------------------------------
للرجوع الى الصفحة الرئيسية
للتعقيب : انقر على عبارة
Add Comment
على يسار السطر التالي