مساء اخير من فضة القصيدة
إلى : بثينة الناصري
شعر: أمجد محمد سعيد
( كنت قد كتبت هذه القصيدة عام 2003 بعد الاحتلال الغاشم للعراق، وكنت حينها في الموصل، واهديت القصيدة للروائية والقاصة العراقية بثينة الناصري التي تفقدتني بعد العدوان، وكانت بثينة معاونتي في المركز الثقافي العراقي بالقاهرة من 1989 ولغاية 1991حيث اغلق المركز . قرأت القصيدة في الامسية الشعرية التي اقيمت مؤخرا في معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء يوم 29/1/2014 ، القصيدة منشورة في مجموعتي نشيد الازمنة ) .
إلى : بثينة الناصري
شعر: أمجد محمد سعيد
( كنت قد كتبت هذه القصيدة عام 2003 بعد الاحتلال الغاشم للعراق، وكنت حينها في الموصل، واهديت القصيدة للروائية والقاصة العراقية بثينة الناصري التي تفقدتني بعد العدوان، وكانت بثينة معاونتي في المركز الثقافي العراقي بالقاهرة من 1989 ولغاية 1991حيث اغلق المركز . قرأت القصيدة في الامسية الشعرية التي اقيمت مؤخرا في معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء يوم 29/1/2014 ، القصيدة منشورة في مجموعتي نشيد الازمنة ) .
تأخرتِ
لم يبقَ في الصالتين سوى امرأة
نام في كفها هدهد من ضفاف الفرات
ومغترب يعلك الوقت خلف سياج البلاد العتيقة
ثمة شيخ يمر بنا بين حين وحين ، يحدثنا عن فنون
الفراعنة الأقدمين ..
لقد كان يوماً طويلاً
دروب الزمالك هادئة
والمسافات تبتلع الضوء والعربات
بثنية .. توشك من تعب أن تنام على الطاولة .
بثينة .. بالكاد تغفو
لتصحوا غداً
حيث تدفع زورقها الورقي الى صخب النيل
أو تتسمع أغنية تتناهى اليها من الرافدين
تعلق بدراً بلون النبيذ على طرق السابلة .
تدور بفانوسها الذهبي وتعبر بيتاً فبيتاً
شوارع بغداد
تمسك عاصفة قد تثور هنا ، أو هناك
وتمضي بلا وجل ، لتؤسس زقورة فوق حلم
يجدد ألوانه الأفلة .
…
سأشهد أنك كنت عراقية
مثل جوز دهوك
وتمر ديالى
وأشهد أنك كنت أمامي
عامين الا قليلاً
وعيناك لي بوصلةْ .
يداك سراجي
وأدمعك الخافتات اشتعال دمي
حين يخرج من قمقم الصبر مجنون روحي
أكنت عصياً على ألفهم ؟!
حين على سنديان ذراعك
من قلق أستريح ..
نخاف على لوحة أن تضيع !
ونخشى على موعد أن يفوت !
ونسأل هل كان حلواً أداء المغني وعزف الكمان ؟!
أكان .. حديثاً .. ومبتكراً معرض الرسم ؟!
هل كان ضوء المصابيح منسجماً في انعكاس الظلال ؟!
متى يصل الوفد ؟
هل كل شيء على ما يرام ؟
…
أجل كل شيء كما ينبغي
غير أن القصيدة لم تكتمل بعد
والنيل يطلب عذراءه السنوية قبل اندفاع المياه
وطمي الأعالي الى الحنطة المقبلةْ .
سألقي اليه القصيدة
قبل اكتمال فضاءاتها
وأعود ..
…………لماذا تريدين أن تجرحي الصمت ؟
( خلي ) السماء هنا برتقالية
والصباح هنا مترباً
فالعواصف دائمة
والطيور التي تغزل الضوء فوق القباب
تخاف الرصاص
الرصاص هنا طائش
والمساءات صحراء
حتى الفراشات فوق غصون الربيع
غدت قاتلةْ .
فظلي بعيداً
ترينا على حبل تلك المحطات مثل الثياب
على شرفات المنازل ، يأخذنا كاتب
للخيانة ثم يزنر آخر قمصاننا بوسام البطولة
يرفعنا ناقد للأعالي ، ويلقي بنا آخرون
الى المزبلةْ .
- وكلهم يأخذون مكافأة مجزية - .
فلا تسألي أحداً
من يردُ ؟!
ذبحنا البلاد
أنتحرنا جميعاً على مذبح الوهم
يكذب من يدعي انه مرسل
ليكون نبياً جديداً
فمركب نوح تحطم قبل انحسار المياه
ومن قبل قد كذب الكاذبون .
يبيعون نهر الفرات ودجلة والنخل والنفط
والطين والزبل والوحل والتحف الأثرية
أور وبابل بغداد والماء والكهرباء القطار
المطار .. المشافي المصانع والريح والضوء والعشب ..
…
تأخرتُ عنك كثيراً
طريقي الى الكرخ موصدة
والطائرات اليك معطلة
وحدود البلاد بلا حاجز
والجوازات من عجب مقفلةْ .
عيون القراصنة الحمر مفتوحة
لملمي ما تبقى من الكتب
والحبر
والحزن
والكلمات
دفاتر زوارنا
وسجل المواعيد
غطي النوافد بالبوسترات القديمة
لا تنسي النور
ثم أقفلي باب مكتبنا في الزمالك
ثم أحرقي الأسئلةْ .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة
لم يبقَ في الصالتين سوى امرأة
نام في كفها هدهد من ضفاف الفرات
ومغترب يعلك الوقت خلف سياج البلاد العتيقة
ثمة شيخ يمر بنا بين حين وحين ، يحدثنا عن فنون
الفراعنة الأقدمين ..
لقد كان يوماً طويلاً
دروب الزمالك هادئة
والمسافات تبتلع الضوء والعربات
بثنية .. توشك من تعب أن تنام على الطاولة .
بثينة .. بالكاد تغفو
لتصحوا غداً
حيث تدفع زورقها الورقي الى صخب النيل
أو تتسمع أغنية تتناهى اليها من الرافدين
تعلق بدراً بلون النبيذ على طرق السابلة .
تدور بفانوسها الذهبي وتعبر بيتاً فبيتاً
شوارع بغداد
تمسك عاصفة قد تثور هنا ، أو هناك
وتمضي بلا وجل ، لتؤسس زقورة فوق حلم
يجدد ألوانه الأفلة .
…
سأشهد أنك كنت عراقية
مثل جوز دهوك
وتمر ديالى
وأشهد أنك كنت أمامي
عامين الا قليلاً
وعيناك لي بوصلةْ .
يداك سراجي
وأدمعك الخافتات اشتعال دمي
حين يخرج من قمقم الصبر مجنون روحي
أكنت عصياً على ألفهم ؟!
حين على سنديان ذراعك
من قلق أستريح ..
نخاف على لوحة أن تضيع !
ونخشى على موعد أن يفوت !
ونسأل هل كان حلواً أداء المغني وعزف الكمان ؟!
أكان .. حديثاً .. ومبتكراً معرض الرسم ؟!
هل كان ضوء المصابيح منسجماً في انعكاس الظلال ؟!
متى يصل الوفد ؟
هل كل شيء على ما يرام ؟
…
أجل كل شيء كما ينبغي
غير أن القصيدة لم تكتمل بعد
والنيل يطلب عذراءه السنوية قبل اندفاع المياه
وطمي الأعالي الى الحنطة المقبلةْ .
سألقي اليه القصيدة
قبل اكتمال فضاءاتها
وأعود ..
…………لماذا تريدين أن تجرحي الصمت ؟
( خلي ) السماء هنا برتقالية
والصباح هنا مترباً
فالعواصف دائمة
والطيور التي تغزل الضوء فوق القباب
تخاف الرصاص
الرصاص هنا طائش
والمساءات صحراء
حتى الفراشات فوق غصون الربيع
غدت قاتلةْ .
فظلي بعيداً
ترينا على حبل تلك المحطات مثل الثياب
على شرفات المنازل ، يأخذنا كاتب
للخيانة ثم يزنر آخر قمصاننا بوسام البطولة
يرفعنا ناقد للأعالي ، ويلقي بنا آخرون
الى المزبلةْ .
- وكلهم يأخذون مكافأة مجزية - .
فلا تسألي أحداً
من يردُ ؟!
ذبحنا البلاد
أنتحرنا جميعاً على مذبح الوهم
يكذب من يدعي انه مرسل
ليكون نبياً جديداً
فمركب نوح تحطم قبل انحسار المياه
ومن قبل قد كذب الكاذبون .
يبيعون نهر الفرات ودجلة والنخل والنفط
والطين والزبل والوحل والتحف الأثرية
أور وبابل بغداد والماء والكهرباء القطار
المطار .. المشافي المصانع والريح والضوء والعشب ..
…
تأخرتُ عنك كثيراً
طريقي الى الكرخ موصدة
والطائرات اليك معطلة
وحدود البلاد بلا حاجز
والجوازات من عجب مقفلةْ .
عيون القراصنة الحمر مفتوحة
لملمي ما تبقى من الكتب
والحبر
والحزن
والكلمات
دفاتر زوارنا
وسجل المواعيد
غطي النوافد بالبوسترات القديمة
لا تنسي النور
ثم أقفلي باب مكتبنا في الزمالك
ثم أحرقي الأسئلةْ .
للعودة إلى الصفحة الرئيسة