اكلات ونمنميات شعبية من الموصل
ماجد عزيزة
كنيسة اللاتين - محلة الساعة-الموصل ماجد عزيزة
لا يمكنني أن أنسى ذلك الرجل (من أهالي قره قوش)، الذي كان يدور بين الحين والحين في محلتنا ( الساعة) وهو يرتدي العقال والغترة البيضاء والجاكيت والدشداشة وهو يحمل بيديه الإثنتين ( زنبيلين) قد امتلأا بأنواع ( الجرزات) من ( حب قغع ، وسِسِّي ، وقْضَامِي وغيرها ). فما زال صوته الجميل يرن في أذناي وهو يصيح (سسي مْلَقَّايِي محمصة)، وكنا نهرع اليه ونجلس القُرْفُصَاء أمام ( زنبيليه ) وهو يكيل لنا بميزانه الصغير المعلق بحبل قصير، ليعطينا (كَمْشِي) مما نطلبه مقابل (عانه أو خمسة فلوس).ـ
تذكرته قبل أيام وأنا أراقب صاحب أحد الأسواق العراقية في مدينة تورونتو بكندا وهو يفرغ كيسا من ( السسي) في صندوق من الزجاج ليعرضه للزبائن، وقد حاولت شراء قليل منه إلا أن ارتفاع ضغط الدم منعني من ذلك ، لكثرة الأملاح التي تخلط معه ..ـ
دكان ابن حنون- محلة الساعة- الموصل - 2004 تذكرته قبل أيام وأنا أراقب صاحب أحد الأسواق العراقية في مدينة تورونتو بكندا وهو يفرغ كيسا من ( السسي) في صندوق من الزجاج ليعرضه للزبائن، وقد حاولت شراء قليل منه إلا أن ارتفاع ضغط الدم منعني من ذلك ، لكثرة الأملاح التي تخلط معه ..ـ
في محلتنا ( الساعة) وما حواليها من محلات مثل
ـ ( الجولاق والسرجخانه وحمام المنقوشة) ، كنا ونحن أطفالا ، نأخذ مصروفنا اليومي من والدينا ، وكان المصروف لا يتعدى ( 10فلوس) في أحسن الأحوال ، وكنا نتشارك في شراء أنواع عديدة من الأكلات والنمنميات التي نشتريها من الباعة المتجولين أو من دكان ( بيت حنون) الكائنة في رأس عوجتنا على شارع نينوى الشهير . ومن تلك النمنميات أتذكر .. الشَرَابِتْ وهي دوائر ومزخرفات من الطحين المملوء بسائل السكر، والمْعَسَّلِي المخلوطة بالسكر الثخين ، والكيك والبقصم والجُورَك .. وكنت مدمنا على اللوزينا أو ما نسميه ( جوزالنركيلة) التي كان يحملها البائع المتجول في صينية فوق رأسه ، وكان لا يمسك الصينية بأية يد من يديه ، حيث كان يوازنها فوق راسه بوضع ( كعكي ) من القماش مثقوبة الوسط لتجلس الصينية فوقها متوازنة .. نعم كنت مدمنا على (جوز النركيلة) وكانت جدتي رحمها الله تنهرني عن شرائها من الباعة المتجولين وتحذرني، بل ( تخوفني ) بأن الذباب يقف فوقها وينقل الأمراض ، وكانت تصنعها لنا في البيت ، لكننا كنا نفضل تلك التي يقف فوقها الذباب !!ـ
عمل الدوندرما ـ ( الجولاق والسرجخانه وحمام المنقوشة) ، كنا ونحن أطفالا ، نأخذ مصروفنا اليومي من والدينا ، وكان المصروف لا يتعدى ( 10فلوس) في أحسن الأحوال ، وكنا نتشارك في شراء أنواع عديدة من الأكلات والنمنميات التي نشتريها من الباعة المتجولين أو من دكان ( بيت حنون) الكائنة في رأس عوجتنا على شارع نينوى الشهير . ومن تلك النمنميات أتذكر .. الشَرَابِتْ وهي دوائر ومزخرفات من الطحين المملوء بسائل السكر، والمْعَسَّلِي المخلوطة بالسكر الثخين ، والكيك والبقصم والجُورَك .. وكنت مدمنا على اللوزينا أو ما نسميه ( جوزالنركيلة) التي كان يحملها البائع المتجول في صينية فوق رأسه ، وكان لا يمسك الصينية بأية يد من يديه ، حيث كان يوازنها فوق راسه بوضع ( كعكي ) من القماش مثقوبة الوسط لتجلس الصينية فوقها متوازنة .. نعم كنت مدمنا على (جوز النركيلة) وكانت جدتي رحمها الله تنهرني عن شرائها من الباعة المتجولين وتحذرني، بل ( تخوفني ) بأن الذباب يقف فوقها وينقل الأمراض ، وكانت تصنعها لنا في البيت ، لكننا كنا نفضل تلك التي يقف فوقها الذباب !!ـ
من الأكلات الشعبية أيضا والنمنميات، الدوندرمة .. وكان البائع يدور بعربته على محلاتنا الشعبية ويقف في زاوية من ( غاس العَوْجِي) واناء صنع الدوندرمة محشور وسط برميل من الخشب داخل (العربانة) وهو مليء بقطع الثلج والملح كي لا يذوب سريعا، ويبدأ بعمل الدوندرمة من الحليب والسكر ( والثعلبية) وهي مادة خاصة لتثبيت المزيج وجعله لينا ، ويظل يحرك الاناء للاعلى والأسفل حتى يبدأ المزيج بالتماسك على جانبي الاناء، ويبدأ بوضع كرات الدوندرمة فوق مخروط البسكويت .. ويا لها من لذة !.ـ
كان بعض تلاميذ المدارس يتفرغون للعمل في بيع نوع آخر من الدوندرمة في الصيف بعد أن تقفل المدارس أبوابها ، حيث توزع عليهم معامل الدوندرمة علب حافظة للبرودة توضع فيها قوالب من انواع من دوندرمة ( ابو العودة) كنا نطلق عليها ( كريماستيك) وكانت عبارة عن ماء ممزوج بالسكر وبعض الألوان والمطيبات .. ثم تطور الأمر إلى أن وصل إلى ـ(الآيس كريم) المعروف حاليا على نطاق عالمي. ايضا ..( شعغ البنات والحلاوي).ـ
ابو المستوى كان بعض تلاميذ المدارس يتفرغون للعمل في بيع نوع آخر من الدوندرمة في الصيف بعد أن تقفل المدارس أبوابها ، حيث توزع عليهم معامل الدوندرمة علب حافظة للبرودة توضع فيها قوالب من انواع من دوندرمة ( ابو العودة) كنا نطلق عليها ( كريماستيك) وكانت عبارة عن ماء ممزوج بالسكر وبعض الألوان والمطيبات .. ثم تطور الأمر إلى أن وصل إلى ـ(الآيس كريم) المعروف حاليا على نطاق عالمي. ايضا ..( شعغ البنات والحلاوي).ـ
ولا يمكن أن يغيب عن الذاكرة ، بائع الشلغم والشوندر (المْسْتَوَى)، حيث كنا نطلب قدحا من الماء الأحمر ونمزج معه قليلا من الملح قبل أن نأكل صحن المستوى الموصلي، الذي يختلف عن البغدادي الذي يضاف اليه بعض الدبس لتحليته . كذلك أبو اللبلبي الذي كان يعرض الحمص المصفر بعد اضافة الكركم والكاري له، وفي بعض الأحيان يطبخ بماء الدجاج ليعطي له نكهة خاصة. ورحم الله تلك الفترة الجميلة من الطفولة التي قضيناها مع تلك الأكلات والنمنميات .ـ